المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه دعوة أوجهها ابتغاء مرضات الله تعالى



مصراوية
28-12-2004, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الأحبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تحية المحبة والسلام والمودة والرحمة
هذه دعوة أوجهها ابتغاء مرضات الله تعالى ، إلى كل المتخاصمين لكي يصلحوا ما بينهم " والصلح خير " النساء 128 ولكي ينتزعوا ما في قلوبهم من شحناء وبغضاء وغل ، وأن يزرعوا بدلاً منها المودة والرحمة والمحبة والتسامح .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل لرجل ، أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان : فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " رواه مسلم
لذلك أخي الكريم بادر بالصلح واعلم أن :
1- خير المتخاصمين هو الذي يبدأ بالسلام ، كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " .
2- يفتح الله للمتصالحين 70 بابا من الرحمة ، يحصل منها المبادر بالصلح على 69 باباً من الرحمة ، فإن قبل الآخر المبادرة فله رحمة واحدة ، وإن لم يقبل فسيحصل المبادر على السبعين رحمة كاملة .
3 - من مكارم الأخلاق : أن تصل من قطعك، وأن تعفو عن من ظلمك ، وأن تعطي من حرمك . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه " رواه مسلم
" خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " الأعراف 199، لما نزلت هذه الآية قال الرسول عليه الصلاة والسلام لجبريل : ما هذا يا جبريل ؟ قال جبريل : إن الله يأمرك أن تعفو عن من ظلمك وأن تعطي من حرمك ، وأن تصل من قطعك للتأكد ...رواه أسامة بن جرير بسنده إلى النبي عليه الصلاة والسلام .
ذكر بن حجر في الفتح عن جعفر الصادق قوله ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية . لا تثريب عليكم اليوم .

4- بعفوك عن أخيك يعفو الله عنك ويغفر لك " وليعفوا وليصفحوا ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم " النور 22 قال عليه الصلاة والسلام " ارحموا ترحموا ، واغفروا يُغفر لكم " رواه أحمد بسند جيد .
يقول الإمام ابن القيم : (يا ابن آدم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها إلا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وإن أحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فإنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك ) .

5- يغفر اللهُ للمؤمنين في ( ليلة القدر ، وفي ليلة النصف من شعبان ويومي الاثنين والخميس إلا للمتخاصمين . قال عليه الصلاة والسلام : " تُعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئاً، إلا امرءاً بينه وبين أخيه شحناء فيقول : اتركوا هذين حتى يصطلحا ". رواه مسلم . فلا تحرم نفسك وأخيك من مغفرة الله تعالى .

6- ألا تحب أن تكون آمناً من سخط الله يوم القيامة ؟! قال عليه الصلاة والسلام: لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله يوم القيامة . " من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين" أخرجه أهل السنن وهو حديث حسن . وذكر ابن كثير رحمه الله من صفاتِ أصحاب الجنة عند تفسير قوله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) إلى قوله: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) فقال: إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه، وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم.

7- اعلم أن أعظم حسنة عند الله تعالى هي حسنُ الخلق والتواضع والصبر على البلاء، واعلم أنه لن يزداد الذنب عظماً إلا ازداد العفو فضلاً . .
8- المبادر بالصلح والعفو هو الأقوى لأن المبادر متسامح ، والتسامح سمة الأقوياء . قال عليه الصلاة والسلام : ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً "... ولا تتحجج بأن أخاك هو الذي أخطأ ويجب أن يعتذر أولاً أو أن يبادر هو بالصلح ، فهذا من كبر نفسك " إنه لا يحب المستكبرين " .
9- اعلم أن رسول الله لم يكن فظاً غليظ القلب بل كان هيناً ليناً يعفو ويصفح صفحاً جميلاً لا عتاب فيه ، واعلم أنه لم ينتصر لنفسه أبداً : قالت عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ....ظلمها قط ما لم تنتهك محارم الله ، فإذا انتهك من محارم الله شئ كان أشدهم في ذلك غضباً " الترمذي
، ولنا في رسل الله أسوة حسنة ، فتذكر قولته صلى الله عليه وسلم للمشركين يوم الفتح ،الذين آذوه أيما إيذاء وطردوه من مكة وفعلوا به الأفاعيل ، حيث قال لهم " اذهبوا فأنتم الطلقاء " ، وأذكر في ذلك قول الكريم بن الكريم يوسف عندما قال لأخوته الذين كادوا له فقال لهم " لا تثريب عليكم اليوم " فأصبحت هذه المقولات نبراساً ومنهجاً يقتدي بها أصحاب التسامح والعفو .
10- اصبر على أذى الناس واعف عنهم واحتسب الأجر عند الله .قال تعالى " وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين" 40 الشورى .
فإن فعلت ذلك فأبشر بما بشر الله به المحسنين :
-معية الله تعالى للمحسنين " والله مع المحسنين " .
-محبة الله تعالى للمحسنين " " والله يحب المحسنين " 143آل عمران.
-ُقربُ المحسنين من رحمة الله تعالى " إن رحمت الله قريب من المحسنين " 56 الأعراف .
-سوف يجازيك الله تعالى على إحسانك حتى إن قابله أخاك بالإساءة " إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين " 90 يوسف .
-إفشاء السلام يورث المحبة ، والبشاشة حبال المودة ، وتبسمك في وجه أخيك صدقة ، والتسامح والعفو من درجات الإحسان و "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان " الرحمن
أخي الكريم أنت أمام سبيلين لا ثالث لهما :
إما أن تتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فترتفع وتسمو بأخلاقك فتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك وتحسن لمن أساء إليك ‘ فتغنم بمحبة الله ومعيته وأجره وعفوه وقربه.
وإما أن تتبع هواك ، وتحقق مآرب الشيطان، فَتُكِنّ القطيعةَ والبغضاءَ والضغينةَ لإخوانك ، وتضيع المودة والمحبة فلا تعفوا ولا تصفح ولا تغفر ،عندها اعلم أنك قد كسرتَ ما لا يجبر :
إن النفوس إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لا يجبر .
اللهم ألف بين قلوب المتخاصمين وأصلح ذات بينهم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Another_One
28-12-2004, 08:03 PM
بارك الله فيكِ
وأشكركِ على حرصكِ

وزاد من أمثالكِ

ابو خالد
29-12-2004, 07:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكى اختنا الكريمه
ونسئل الله العلى القدير الا يكون بين المسلمين حقد او ضغينه
كما نسئله بقدرته ان يؤلف بين قلوبنا لنعود ويعود الينا اسلامنا
جزاكى الله كل الخير اختى
ولكى كل السلام والتحيه