مشاهدة النسخة كاملة : الكالشيو الإيطالية حوار مع شيفا
Adriyano_10
31-12-2004, 12:04 AM
شيفا ........... الولد الذهبي
( انا صناعة ايطالية )
أطلقت أوكرانيا على العالم هذا الشهر .. بوجهين مختلفين
الأول.. اسود كئيب .. تزوير انتخابات .. تسميم معارضين .. مظاهرات صاخبة والثاني .. مشرق جميل .. وجه وسيم لفتى موهوب، التف حوله العالم .. حاصرته الأضواء .. اصبح عنوانا للموهبة والنبوغ .
في العام الماضي كانت ( سوبر ) هناك ..
عندما فاز التشيكي الرائع بافل نيدفيد بجائزة افضل لاعب في أوروبا 2003 .. حاورناه وقت تتويجه ..
واليوم .. وفي هذا العام كنا هناك أيضا .. بل هذه المرة سبقنا الحدث واعددنا العدة ... بعد أن تسرب إلينا النبأ..
فذهبنا إلى في ميلانو .. ثم تبعناه إلى باريس لنكون معكم على العهد ونكون أيضا معه لحظة التتويج ..
اليوم تحاور سوبر الأوكراني الذهبي نجم الميلان الإيطالي اندريه شيفشينكو صاحب الكره الذهبية كأفضل لاعب أوروبي لعام 2004.
كان بشوشا ودودا ... إنسانا رائعا ..
هو من نوعية النجوم الذين تزداد عشقا لهم كلما اقتربت منهم .. على عكس كثيرين تحرقك أضواؤهم كلما اقتربت منهم .
يتبع..............................
Adriyano_10
31-12-2004, 12:05 AM
لإجراء هذا الحوار .. التقيت شيفشينكو مرتين ، الأولى كانت في ميلانللو حيث مقر تدريب أي سيه ميلان بإحدى ضواحي ميلانو .. ولم يكن حصوله على الكرة الذهبية كأفضل لاعب أوروبي، قد تم إعلانه رسميا .. كنا نعرف وكان يعرف .. لكنه رفض أن يقول ول كلمة واحدة حول تتويجه الرسمي متعللا: ( تلقيت تعليمات من النادي بعدم التحدث في هذا الموضوع .. ثم من يدري؟؟ .. قد يسبقني رونالدينهو في آخر لحظه ) .
قالها بكل عفوية وبساطة .. كان مثل الطفل الصغير خائف ألا يحصل على هديته الموعودة.
في ميلانللو الخضراء بحثنا عن آثار النجومية في شخصية اندريه فلم نجد غرورا ولا ترفعا .. وجدنا بشاشة وبساطه وتواضعا واحتراما ..
الرجل النجم شيفشينكو, لا يزال متشبعا بقيم المساواة واحترام المجموعة والرغبة في اقتسام كل شيء, التي نشأ عليها في مجتمعه الاشتراكي.. كان كل مرة يذكرنا: ( لا يمكن أن أتحدث عن نفسي دائما, فوصولي إلى هذا المستوى هو نتيجة عمل زملائي في ميلان، ديدا ومالديني وجاتوسو وكاكا والآخرين .. وحدي لا يمكن أن افعل شيئا ).
عندما تسمعه يتكلم ينسيك انه الابن المدلل لسيلفيو بيرلسكوني .. وما أدراك ما برلسكوني في إيطاليا .. رئيس الحكومة, رئيس الميلان, وواحد من أكبر أصحاب الثروات على وجه البسيطة .. يقال أن بيرلسكوني يكن عطفا خاصا لشيفشينكو ولأنهما من مواليد اليوم نفسه : 29 سبتمبر !!
بيرلسكوني لا يرفض شيئا( لشيفا) كما يلقب الإيطاليين نجمهم لكن اندريه لا يبالغ أبدا في الطلبات .. مرة وحيده في يونيو 2003 طلب فيها شيئا من الرئيس بيرلسكوني, أن يحمل معه إلى أوكرانيا كأس دوري أبطال أوروبا التي فاز بها الميلان بعد تغلبه على اليوفي في النهائي.
حمل أندريه الكأس بالفعل إلى أوكرانيا لا للتفاخر، و إنما للوقوف بها ضريح لوبانوفسكي، الأب الروحي لشيفشينكو وصانع مجد دينامو كييف من أواسط الثمانينات إلي أواخر التسعينات.
ذهب اندريه وبكى ذكرى مدربه السابق و أهداه كاس أبطال أوروبا.
هذا هو ( شيفا ) المتعلق بأصوله وجذوره رغم انه صار نجم فريق يملكه واحد من أهم رجال الأعمال في العالم.
مر اقل من أسبوع على نصف الساعة الهادئة التي أمضيناها مع شيفشينكو في ميلانللو .. كان موعدنا الثاني في باريس الاثنين 13 ديسمبر .. عاصمة الأنوار عانقته بحرارة كبيرة .. مجلة ( الفرانس فوتبول ) هيأت كل شيء لاستقبال نجمها، وتسليمه الكرة الذهبية في استوديوهات ( كانال بلوس ) .. الأستوديو بدا ضيقا لاستيعاب الضيوف والصحفيين .. صحافة العالم أجمع كانت حاضرة، أكثر من 70 صحفيا .. هذه المرة, اندريه كان محاطا بحراسة مشددة من درك ميلان .. سمح لي بخمس دقائق خطفناها وسط حراسته .. فقلت له ضاحكا مهنئا: ( اليوم يمكنك أن تتحدث عن الكرة الذهبية! .. هاهو حلمك قد تحقق ) .
Adriyano_10
31-12-2004, 12:06 AM
تنهد شيفشينكو تنهيدة خرجت من أعماقه وقال: ( منذ صغري وفي ذهني صورة لاعبين عظيمين في أوكرانيا .. هما أولاف بلوخين وايفور بيلانوف .. الاثنان حصلا على كرة ( فرانس فوتبول ) الذهبية في عامي 1975 و 1986. كنت أحلم أن أكون مثلهما، وأن أكون ثالثهما وخليفتهما على منصة التتويج .. وعندما انتقلت إلى ميلان اكتشفت الأمر، فهمت أن التأهل لنهائيات كأس العالم أو كأس أمم أوروبا ضروري لجلب الانتباه. ولعل عدم تأهلنا مع منتخب أوكرانيا لأي من هاتين البطولتين هم سبب تأخري في الحصول على الكرة الذهبية .. لكن منتخبنا تنقصه الخبرة .. أنا واثق أننا سنتحسن وسننجح في تصفيات مونديال 2006 ( إن شاء الله ). ولعل تسجيلي هدفين في تركيا ساعدني أيضا في الحصول على المرتبة الأولى .. ).
لم تكتمل الدقائق الخمس بعد .. ولم يتم هون أيضا جملته، حتى ظهر الصحفيون فجأة وانهال عليه وابل من أسئلة الصحافة العالمية .. حينها تذكرت لقاءنا الهادئ في ملانيللو وكلامه المرتب..
ورغم الهجوم الصحفي المفاجئ الذي لم يتح لنا فرصة إكمال حوارنا .. إلا أنني شعرت في الوقت نفسه بالفخر، وأنا أرى تهافت الصحفيين عليه وتدافعهم نحوه .. فقد سبقت كل هؤلاء .. وكان ل( سوبر ) الأفضلية والتميز، هناك في ميلانللو .. عندما خصها نجم أوروبا 2004 بحوار كان يعلم أن يوجه حديثه لكل عشاقه ومعجبيه في العالم العربي ( وأولهم أعضاء منتدى الميلان ) .. لكل جماهير ميلان والكرة الإيطالية في هذه البقعة من العالم .. ولكل المتيمين بكرة القدم الجميلة ونجومها المبدعين .
لن نطيل عليكم أكثر من ذلك .. لندعكم مع نص الحوار الذي أجريناه من نجم نجوم أوروبا ( اندريه شيفشينكو ..)
Adriyano_10
31-12-2004, 12:08 AM
س ) عندما غادرت أوكرانيا في 1999 لماذا اخترت الميلان؟
( شيفا ) أتذكر أنه في يناير 99 قيل لي أن مانشيستر يونايتد وريال مدريد مهتمان بي، كنت فخورا بهذا .. ثم جاء عرض ميلان لنادي دينامو كييف وكان الأفضل، كنت سعيدا جدا لأنني أعرف ملعب سان سيرو بما أنني زرته مع فريقي و كان عمري 14 سنة .. كنت كذلك من المعجبين بماركو فان باستن . وأتذكر أنني رأيت نفسي في المنام ارتدي فانيلة باللونين الأحمر والأسود.
( س ) ما التغييرات التي تطرأ على اللاعب القادم من شرق أوروبا عندما يصل إلى إيطاليا؟
( شيفا ) العقلية أولا وبالذات .. في أوكرانيا يعيش اللاعبون جوا عائليا يحميهم من الضغوطات .. في إيطاليا عليك أن تعتمد على نفسك أولا وأخيرا .. طبعا النادي يساعدك في توفير أشياء عدة في حياتك اليومية, لكن عليك تذليل عدة صعوبات وحدك .. وهذا أمر إيجابي لأن الغربة تجبرك على التأقلم وإظهار قوة شخصيتك .. وهكذا نتعلم ونكبر .. وإلا فإننا سنبقى عند النقطة نفسها طول العمر.
( س ) والدك كان ضابطا في الجيش السوفييتي .. فهل كانت تربية الأبناء صارمة وعسكرية في بيتكم؟
( شيفا ) لا أبدا .. هذا تصور خاطئ تماما .. الأطفال في بلدان المعسكر الشيوعي لشرق أوروبا لم يعيشوا جميعهم في أجواء صارمة وعسكرية مثلما تقول في سؤالك وكما يظن الكثيرون في الغرب .. عندما كنت يافعا، ما أن أغادر مركز التدريب في نادي دينامو كييف وأعود إلى البيت، حتى أشعر بسعادة كبيرة .. كنا نعيش في بيت جميل في ضواحي كييف وعشت فيه طفولة هادئة. كل شيء كان متوفرا .. كنا نقضي عطلات رائعة على ضفاف البحر الأسود مع عائلات أخرى من أصدقاء الأسرة .. والداي كانا من الطبقة الوسطى، ليسا من الأثرياء، لكنها أوفيا بحاجياتي كلها .. والداي كان يعمل دون هوادة وعمل كل ما في وسعه كي تكون لنا قيم أخلاقية مثل احترام الغير وحب النظام، وهي قيم لا أزال أؤمن وأعمل بها.
( س ) لنتحدث عن قدومك لإيطاليا .. فمع أي سي ميلان سجلت 102 هدف في خمسة مواسم ونصف الموسم .. رقم عجيب لم ينجح فيه أي لاعب أجنبي في الكالشيو منذ التسعينات، ما السر؟
( شيفا ) أمران حسب رأيي وراء ذلك .. التركيز والابتعاد عن التعقيد في اللعب .. التركيز يعني القدرة على البروز بمستوى رفيع في كل المباريات وأمام جميع المنافسين، سواء كانوا فرقا صغيرة أم كبيرة .. ثم التخلي عن التعقيد من أجل اللعب السهل الواقعي .. أن أطمح دائما إلي إنهاء الهجمة الجماعية بأحسن طريقة ممكنة، ولهذا أحاول تجنب المراوغة غير المجدية، وتفضيل الحل البسيط على المعقد .. فمن يمدني بتمريرة جميلة كأنه يمدني بعنقه، ولا بد أن أسعى إلي أن أرد له الجميل بالتسجيل.
( س ) هل يمكن القول إذا انه بعد أكثر من خمس سنوات في ( الكامبيوناتو ) أصبحت لاعبا إيطاليا من حيث الأسلوب والعقلية؟
( شيفا ) هذا مؤكد .. ففي أشهري الأولى في ميلانو قال كثيرون أنني لاعب من المعسكر الشرقي ولن أنجح في البطولات الكبيرة .. مع أي سي ميلان تغيرت شخصيتي وطريقتي في اللعب .. وهو شيء تطلب مني الكثير من الوقت والعمل .. هنا في ميلانو الامتحان مستمر دائم .. اليوم نظرة الناس والملاحظين تغيرت لأنني حصلت مع ميلان على دوري أبطال أوروبا 2003 والدوري الإيطالي في 2004 وسجلت عددا كبيرا من الأهداف في الموسمين الأخيرين .. لكن قبل هذا، كان هناك من شكك في قدراتي.
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .