المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر منذ فراقنا



alsanac
02-01-2005, 12:36 AM
منذ فراقنا
لا أملك حتى ذاتي أقف على أطلال الماضي أبكي ألمس ذاك الشارع الذي مشينا عليه معا أعانقه أقبله فهو الذي يشهد أني مازلت أحبك
أتذكرينه كنا نسرق من وقتنا و عمرنا لحظات نسير فيها معا على ذاك الطريق وكان عندها يضمنا معا يحول أسفلته إلى ياسمين يحول أرصفته إلى جداول ماء نقي رقراق أتذكرينه منذ فرقاقنا و هو ينتقم من كل من يدوسه يحول أسفلته إلى جمر يحرق فهو يا سيدتي لا يريد سوى أقدامنا لأنه كان يستمد منها الحب و السعادة
أتذكرين يا سيدتي تلك الوردة التي غرسناها معا منذ فراقنا لم تشرب كانت تكبر و تكبر تذبل و تحترق أتعلمين لماذا لان حبنا الوحيد الذي كان يرويها
أمطار العالم و فيضاناتها لا ترويها كانت تلك الوردة يا سيدتي ترتوي برؤيتنا معا كانت تأخذ غذائها من نظرة الحب التي كانت تتقد في عينينا
أتذكرينها لقد احترقت لقد تحولت لأشوك تنتقم من كل من يلمسها
فهي يا سيدتي قد أقسمت أن لا يلمسها غيرناو أن لا يراها سوانا
أتذكرين يا سيدتي ذاك المطعم الذي كنا نلتقي فيه كانت كراسيه تحضنا طاولا ته تتمنا أن نلمسها كانت يا سيدتي لمستنا تحيهم منذ فراقنا
قررت كرسيه أن تتحول لوقود مدا فئ قررت طاولا ته أن تحمل أغطية سوداء طول العمر منذرة بالحزن و الحداد
أتذكرين ذلك الوادي الذي كنا نطل عليه كان خضره يزداد من وهج الحب الذي بيننا كانت أشجاره تعزف لنا بأغصانها أجمل أغانيها كانت أزهاره تتراقص فرحا بلقائنا كانت حيواناته تلتف حولنا تستمد من حبنا غذائها كان العشب الأخضر يتحول لونه لأحمر خجلا منا هل تذكرينه يا سيدتي منذ فراقنا مات كل أخضر فيه جرف لحزن كل أشجاره هربت كل حيواناته من الموت أتعلمين كيف أصبح ؟ أصبح ذاك الوادي يا سيدتي رجل كبير ينفث من سيجارته دخان أسود كثيفا أصبح منظره بائس حزين أصبح مصنع و كأن دخانه أداته للقتل انتقاما من فراقنا
حتى الوقت يا سيدتي كان يقف إجلالا لنا و إكبارا لحبنا نعم عند لقائنا كان الزمن يوقف العالم كله يريد أن يستمع إلى كلماتنا كان يوقف المطر و النهر و حفيف الشجر كان يتمنى أن لا ينتهي لقائنا كان يتمنى أن لا ينتهي كلامنا أما الآن يا سيدتي فقدنا الزمن. أصبح يهرب, يريد أن ينسى فراقنا
أما أنا يا سيدتي منذ فراقك تحولت من شاب وسيم كان يملك الدنيا يملك الزمان و المكان تحولت يا سيدتي من النشاط و الحيوية من الحب و الحياة إلى ذلك الهرم الذي فقد بصره أولا فبعد أن كان يرى وجهك و عيناك قرر أن يقتلع عيناه كي لا يرى سواك أصبحت يا سيدتي ذلك الهرم الذي فقد صوته لان أي كلمة تخرج من فمه لغير أذنك تضيع
فقدت سمعي فأذني أبت أن تسمع سوى عذوبة كلامك
فقدت يا سيدتي عقلي فأبى عقلي أن يفكر في سواك
فقدت روحي أصبحت جسد بلا روح فروحي يا سيدتي أبت ألا أن تبقى بجوارك أبت ألا أن تحلق حولك
فقدت قلبي فأبى أن ينبض سوى بحبك
فأنا الآن يا سيدتي ذلك الهرم المجنون الذي لا بصر فيه و لا كلام و لا حتى حركة و لا روح فأنا بعدك قد مـــــــت
و ليسمعها العالم أنا إنسان ميت دونـــــــــــــك
و أنتي يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيدتي قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتلتي