لقاء

[Michael_From_He]

رأيتها، رأيت شعرها الأسود يتمايل مع الريح كتمايل العشب و هو يدنو من الأرض ليسرق من دفئها ما استطاع، رأيت بريق وجهها كبريق الشمس في وضح النهار، و ابتسامتها التي جعلتني أنهار، وقعت في حبها كأني أقع في بئر بلا قاع، انتشلتني من أرض الواقع لتقذف بي في صحراء الخيال، و آه من نظرتها التي جعلت قلبي يطير كطير تحضنه السماء و هو يحلق نحو الأمل، اقتربت منها و أنا أفكر، ما ستكون نتيجة اللقاء، آه اللقاء، و أخيرا نلتقي، بعد التعارف و الوعيد، بعد كل الكلام و الهدايا الغالية، سوف نلتقي، ليتحدد المصير، لنضع النقاط على الحروف فيما يخص حاضرنا ومستقبلنا.

تقدمت نحوها و قلبي يخفق كما لو كان بداخلي إعصار، ثم تشتتت أفكاري و تلاشت توقعاتي، لم أكن مستعدا بعد للقاء، ولكن ما الفائدة، و أنا أمام الاختبار. لم يتبقى إلا بضع خطوات، أكاد أصل إليها و لم أقرر بعد ماذا يجب أن يقال. هل أبدأ بمصافحتها أم بمجاملتها، فجمالها فاق كل التوقعات. ثم، دون شعور، سلمت عليها ثم بدأت بذكر محاسنها. لاحظت توتري ثم ضحكت و كانت أشبه بغزال، ضحكت معها بلا سبب، وكثر الكلام دون أن أشعر، و عشت أجمل لحظات الحياة، فكلامها جواب شافي لكل أسئلتي، و لمستها تداوي كل جروحي فهل سأفكر و أختار، بل علي أن أكتب نهاية القصة الجميلة و ألا أحتار، فالنهاية هي الحياة بسعادة و ازدهار، الحياة برضي و افتخار، أجل اخترت أن أفني حياتي و أنا بجانبها أمضي ما تبقى لي من حياتي، و أن أدير ظهري للحزن و الآلام، فوداعا لما مضى و مرحبا بعالم جديد أقتحمه بلا قلب منهار.