~*~سحابة صيف~*~
06-01-2005, 07:33 PM
تهذيب النفس
أخي وعزيزي..
اعلم أن تهذيب النفس لا يكون إلا بمجاهدتها ومعاندتها، وكما أن مرض البدن بحاجة إلى أدوية مرة، كذلك أمراض القلب.. بل يا أخي، إن أقصى خطر يترتب على مرض البدن، الموت، بينما مرض القلب والعياذ بالله، عذاب يدوم بعد الموت، فعليك بتشخيص الداء القاتل، حتى تعرف الدواء الناجع
فمرض البخل: ينفعه دواء الكرم والسخاء والعطاء والبذل بدون منة، ولو كان هذا الأمر في البداية تكلفا
ومرض الكبر: ينفعه دواء التواضع وخدمة الآخرين والقيام بما يقومون، والعمل لما يعملون، والجلوس حيث يجلسون
ومرض الرياء: يقابل بأعمال السر والنوافل والتطوع للخير دون علم أحد، وهكذا كل أمر يقابل بضده
وعليك يا عزيزي.. خاصة في بداية مجاهداتك، أن تحصي عيوبك على ورقة خاصة لتعمل على التخلص منها، ولا بأس، كما ينصح علماء السلوك والأخلاق، أن يكون لك صديق وفي ومتدين بصير حريص على الحكم الشرعي ورضى الله تعالى.. ليلاحظ أحوالك وأفعالك وأقوالك، ويستحسن أن يكون على معرفة سابقة بك، ليكون أكثر خبرة وينبغي أن لا يكون مجاملا بل صريحا، قويا في دين الله، ومن فرط حبه لك، يرشدك إلى عيوبك بقصد اجتنابها، فلو جاملك لضرك، وفوت الفرصة عليك، لأن الحبيب لو وجد عقربا على بدن حبيبه، ينبهه ويحذره، ولا يسكت عن ذلك، فطيف به لو وجد عقربا على نفسه، تخسره الآخرة والعياذ بالله
وهذه طريقة شاقة طويلة، ولا تنس أن أساس تحسين الخلق مخالفة الهوى، هوى النفس، كما يقول إمامك ومولاك الحسن عليه وعلى آبائه السلام:
ما الدابة الجموح، بأحوج إلى اللجام الشديد من نفسك، ومجاهدة النفس على أربعة وجوه، القوت من الطعام ، والغمض من المنام، والحاجة من الكلام، وحمل الأذى من جميع الأنام
فيتولد من قلة الطعام، موت الشهوات، ومن قلة المنام، الإرادات، ومن قلة الكلام، السلامة من الآفات، ومن احتمال الأذى البلوغ إلى الغايات
اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة أؤنب بها إلا حسنتها، ولا أكرومة فيّ ناقصة إلا أتممتها
من كتاب: حديث السحر
لمؤلفه السيد: سامي خضرا
صادر عن دار الملاك للطباعة والنشر والتوزيع
باختصار يسير
أخي وعزيزي..
اعلم أن تهذيب النفس لا يكون إلا بمجاهدتها ومعاندتها، وكما أن مرض البدن بحاجة إلى أدوية مرة، كذلك أمراض القلب.. بل يا أخي، إن أقصى خطر يترتب على مرض البدن، الموت، بينما مرض القلب والعياذ بالله، عذاب يدوم بعد الموت، فعليك بتشخيص الداء القاتل، حتى تعرف الدواء الناجع
فمرض البخل: ينفعه دواء الكرم والسخاء والعطاء والبذل بدون منة، ولو كان هذا الأمر في البداية تكلفا
ومرض الكبر: ينفعه دواء التواضع وخدمة الآخرين والقيام بما يقومون، والعمل لما يعملون، والجلوس حيث يجلسون
ومرض الرياء: يقابل بأعمال السر والنوافل والتطوع للخير دون علم أحد، وهكذا كل أمر يقابل بضده
وعليك يا عزيزي.. خاصة في بداية مجاهداتك، أن تحصي عيوبك على ورقة خاصة لتعمل على التخلص منها، ولا بأس، كما ينصح علماء السلوك والأخلاق، أن يكون لك صديق وفي ومتدين بصير حريص على الحكم الشرعي ورضى الله تعالى.. ليلاحظ أحوالك وأفعالك وأقوالك، ويستحسن أن يكون على معرفة سابقة بك، ليكون أكثر خبرة وينبغي أن لا يكون مجاملا بل صريحا، قويا في دين الله، ومن فرط حبه لك، يرشدك إلى عيوبك بقصد اجتنابها، فلو جاملك لضرك، وفوت الفرصة عليك، لأن الحبيب لو وجد عقربا على بدن حبيبه، ينبهه ويحذره، ولا يسكت عن ذلك، فطيف به لو وجد عقربا على نفسه، تخسره الآخرة والعياذ بالله
وهذه طريقة شاقة طويلة، ولا تنس أن أساس تحسين الخلق مخالفة الهوى، هوى النفس، كما يقول إمامك ومولاك الحسن عليه وعلى آبائه السلام:
ما الدابة الجموح، بأحوج إلى اللجام الشديد من نفسك، ومجاهدة النفس على أربعة وجوه، القوت من الطعام ، والغمض من المنام، والحاجة من الكلام، وحمل الأذى من جميع الأنام
فيتولد من قلة الطعام، موت الشهوات، ومن قلة المنام، الإرادات، ومن قلة الكلام، السلامة من الآفات، ومن احتمال الأذى البلوغ إلى الغايات
اللهم لا تدع خصلة تعاب مني إلا أصلحتها، ولا عائبة أؤنب بها إلا حسنتها، ولا أكرومة فيّ ناقصة إلا أتممتها
من كتاب: حديث السحر
لمؤلفه السيد: سامي خضرا
صادر عن دار الملاك للطباعة والنشر والتوزيع
باختصار يسير