تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مسفر الغامدي يصف (مالم يحدث) بين القرني والزهراني:



الغــامــدي
07-01-2005, 09:30 AM
مسفر الغامدي يصف (مالم يحدث) بين القرني والزهراني:
الاسئلة المعلّقة ظلّت.. معلّقة

رغم ان اجتماع النادي الادبي في جدة, بين الصحويين والحداثيين (عوض ا لقرني ومعجب الزهراني) قد مرّ بسلام, من حيث انحسار مظاهر الاستفزاز والتعبئة الى الحد الادنى.. وذوبان شيء من الطبقة الجليدية بين الطرفين, الا ان أيا من الاسئلة المعلقة بينهما, لم تتم الاجابة عنه ولو بشكل جزئي.
الصحويون, وعلى رأسهم صاحب كتاب (الحداثة في ميزان الاسلام) لديهم اسئلتهم الواضحة والمحددة عن تعاطي مثقفي الساحة (الحداثيين) مع الحداثيين الآخرين (عربا واجانب) يأتي على رأس هذه الاسئلة السؤال الاهم لديهم: اذا كان أدب اولئك الحداثيين من خارج بلادنا ينطوي على كثير من السخرية بالمقدسات والتهتُّك الاخلاقي, فما بالكم تشايعونهم وتصنعون منهم رموزا?
والحداثيون يسألون -بدورهم- اسئلتهم المضمرة, والتي ربما كان اهمها: الى متى ننظر الى الادب بمنظار (الحلال) و(الحرام)? الا يمكن ان نستبدل ثنائية: (الحلال/ الحرام), بثنائية: (الجيد/الرديء)?.. كم هي النصوص المعاصرة والتراثية التي تعدّ في خانة جيد الادب, مع انها لا تخلو من حرام ما? وكم من النصوص الرديئة, التي لم ينفعها كونها حلالا خالصا, في أن ترتقي الى جيد الادب?
من الواضح ان زاوية النظر لدى كل من الطرفين مختلف, فالصحوي الذي يريد من كل فرد في الامة تحفيز الشباب, والاخذ بيدهم الى ا لطريق الصحيح للاسلام, بعيدا عن الترف الذي لا تحتمله الامة, لا يمكن ان تتسق نظرته مع ذلك الحداثي الذي يرى في الحضارة الاسلامية قدرة, ومنعة ذاتية.
ومن الواضح ايضا ان أيّاً من الطرفين لا يمكن ان يجيب عن الاسئلة المطروحة امامه, ذلك ان كل طرف في شغل عن الآخر, فالصحويون مهمومون وضعهم الطبيعي في المجتمع, بعيدا عن فلول الارهاب الغادرة الحداثيُّون -من جهتهم- مشغولون بكسر الطوق الذي يحيط بهم, جرّاء عزلتهم النصية والاكاديمية, وذلك عبر التعاطي مع المجتمع, خارج ما يكتبون من نصوص, او ما يتداولون من ابحاث اكاديمية, لذلك التقوا وفي ذهن كل منهم هموم اكبر واعظم من تلك التي تداولوها في صالة النادي الادبي.
لم يسمع الدكتور القرني اجابات شافية عن اسئلته الواضحة والمحددة, ولم يصل الحداثيون الى حل لاشكالياتهم مع جيل الصحوة.. كلا الطرفين اكتفى بنعمة اللقاء, وتبادل الاحاديث التي لا تخلو من بعض الاتهامات, وتناول العشاء سوية في آخر السهرة, أملا في ان يكون (العيش والملح) حدا ادنى يحول بين امكانية احترابهما في المستقبل.
كنت اتساءل في بداية السنة, حين اعلن لاول مرة عن هذا اللقاء المنتظر: ترى هل سيتم? وكيف له ان يتم? واذا تم: فالى اي اتجاه سيفضي?
ها انذا اراقب المشهد من احد مقاعد صالة النادي الادبي: لا شيء حدث لا شيء سيحدث على الاطلاق.. الكل جاء بهمومه واسئلته والكل غادر بها.
مسفر الغامدي