المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النمـل الحكومي الذي ينام علـى أنغام البـرتقالـة



zaden
08-01-2005, 09:49 AM
النمـل الحكومي الذي ينام علـى أنغام البـرتقالـة

www.iraqshabab.com (http://www.iraqshabab.com)
فـي الطريق إلى البيت فـي نهاية العمل يومياً نركب سيارة أجرة ومـا أكثرهـا هـذه الأيام فبمجرد أن تؤشر بأقل من أشارة ستجد ثـلاث سيارات تقف على شكل طابور أملاً بالحصول على الغنيمة (الكروة)وهذه أحدى أنجازات هذه الحكومـة القوية في حل مشكلة البطالة فحوّلت الكثير من أصحاب الشهادات العليا والأختصاص والمهندسين إلى سائقي سيارات أجرة - مع أحترامنا لـهذه المهنة – وكثيراً مـا نجد السائق شبه نائم من السهر الطويل في محطات البنزين علّه يظفر (بالتفويلة) ولا يفوته الدور لذلك اليوم .. فهو بالإضافة إلى نعاسه الجميل تجده متبرماً من كل شيء ويلعن أبليس ومشتقاته من شياطين الأنس والجن وتبدأ الحكاية منذ بداية يومه في البحث عن النفط والغاز ثم يسترسل بصوت أرتدادي منجزات هذه الحكومة والتي تبدأ هذه الأيام من الأنهار والمستنقعات التي أمام المنازل ثم حديث الرشوة التي تحوّلت إلى عرف وأتكيت كمتطلب من متطلبات رجل الأعمال الناجح والمراجع الذي يريد ان يريح ويستريح ثم نشرة أخبار الذبح وما توصلت اليه تقنية قطع الرؤوس في العام الجديد وعلاقتها بالتطور العلمي الحديث الذي يشهده العالم في ذبح الدجاج أو الأغنام ثم يعرج السائق إلى حديث آخر – لطول المسافة إلى البيت – إلى السمات القبلية والبدائية البارزة لهذه الحكومة والتي تتبنى هذه الأيام شعارات المعارضة فهي تحمل صفة الحاكم وصفة المعارض وتتقدم للأنتخابات بكل ما تملك من نفوذ ومال و(تركترات) وخطوط ساخنة ودافئة وباردة لتحل مشاكل المواطنين بأسرع من الصوت فيطرح السائق قاعدته الذهبية السيّارة والتي يبدو أنه يتبرع بها لكل من يركب معه حيث يقول [ في هذه الأيام كل ماتعمله الحكومة هو للدعاية الأنتخابية ] ابتداءاً من محاكمة علي كيمياوي وتردداتها النفسية على المواطنين إلى محاولة احياء هيئة أجتثاث البعث بعد أن وأدت قبل شهور ثم سئلت بأي ذنب دفنت فتنفخ فيها من روح الحكومة ثم حلولها السحرية على قاعدة أنّ لكل سؤال هدية وجواب فمن الهدايا مـايمشي على أربع – كالمكائن الزراعية ومنها ما يمشي بلا دليل إلى مضايف الشيوخ المصّرين على البقاء في كل الظروف والأحوال وكأنّ مقولة سبحان من يغيّر الأحوال لا تشمل حال الشيوخ بصنفيهما الشيوخ الأصليون وشيوخ المانفيست ثم يمر شريط سائقنا المتعب على دائرة المخابرات التي لـم نعد نسمع عنها اي شيء إلاّ فـي الأحلام وكأنها من مجتمعات النمل الذي لا يعرف إلاّ الدبيب في الليلة الظلماء لأن ملك النمل ومساعديه لا ندري من أي حدب ينسلون وإلى اللقاء في سفرة ثانية ونرجو ان لاتكون بتسعيرة مرتفعة لأن الحكومة كما جاء في الأخبار عازمة على توفير البنزين أولاً ثم العمل على تأجيل الأنتخابات والبقاء للـه وحـده