~*~سحابة صيف~*~
09-01-2005, 01:28 PM
تنهدات امرأة شرقية
مقتطفات من يوميات زوجية
نظرت لزوجها بغضب وصوتها يكاد يصم أذنيه : لم رننت جرس الباب ؟ أين مفتاحك ؟ فأجابها بابتسامة لعلها تفلح في التخفيف من عصبيتها : لقد نسيته على الطاولة . صفقت الباب بقوة كادت أن تخلعه من مكانه وهي مازالت تتذمر ... ألا يكفيني أولادك ، منذ عودتهم من المدرسة وأنا أعاني من ضجيجهم وأنا لم أنته بعد من تحضير الغذاء لأن حضرتك نسيت أن تحضر من يصلح الفرن ، كالعادة لا فائدة تُرجى منك !! على مهلك يا امرأة .. جاوبها وهو يخطو أولى خطواته داخل الصالة .. انتظري على الأقل لكي أدخل المنزل ثم ابدئي موشحك اليومي .
وضع الأكياس التي جلبها من السوق على الطاولة ووقف منتظرا تأنيبها الدائم له على جهله باختيار الفاكهة .. ما هذا يا رجل؟ فقال في نفسه: ها قد بدأت !! ما هذه الفاكهة التي جلبتها ؟ لقد ضحك عليك البائع .. طبعا فأنت لا تجادل ولا تساوم فباعك الفاكهة القديمة التي لا تصلح إلا للرمي في القمامة وليس للأكل . قاطعها محاولا إنهاء الكلام ليتجنب مزيدا من التذمر : لا بأس افعلي ما تريدين ولكن دعيني أدخل لأبدل ملابسي وأغتسل . فأجابته وهي تسير خلفه : بالمناسبة ... لقد تعطلت ماسورة مياه المغسلة وجاء السباك ليصلحها ولكنه طلب مبلغا كبيرا ولم أوافق وجعلته يصلحها بنصف الثمن فقط . فجاوبها : حسناً ما فعلتي ..
جلس على مائدة الطعام .. شارد الذهن .. يزدرد اللقيمات .. وكاد أن يختنق من الطعام عندما سمعها تطلب منه ذلك المبلغ الكبير من المال .. يجب أن نجهز للسفر بالصيف ، فنحن لسنا أقل من أخي وزوجته وليس زوج جارتنا أم حسن بأغنى منك ، كلهم يسافرون بالإجازة الصيفية ولا أريد أن نظهر بأقل منهم ... جاوبها وهو يزدرد اللقمة : إن شاء الله سأرى ما أستطيع أن أفعله،
مشى متثاقلا لغرفته يريد أن يستريح بعد الغذاء ، جلس على طرف السرير يقرأ في الصحيفة منتظرا كوب الشاي الذي وعدته به .. جاءته تحمله وجلست بقربه ... ثم أردفت : اسمع لقد قالت أم حسن أن .... وقبل أن تكمل كلامها استوقفها متوددا لها وهو يقول : مالنا ومال أم حسن ألا تريدين أن تستريحي قليلا .. فأجابته بابتسامة باهتة : معك حق ، فأنا متعبة منذ أن استيقظت صباحا، وقامت لتنام في مكانها على الطرف الآخر من السرير . فنام مغمض العينين والأنف أيضا ! فرائحة ملابسها التي لم تغيرها جعلته وكأنه نائما في غرفة الطعام !
استيقظ فزعا على صوت تحطيم شيء ما .. وصراخ متواصل ... خيراً إن شاء الله .. ما الذي حدث ؟ .. قام من سريره مسرعا للخارج وهو يظن أسوأ الظنون ... فوجد زوجته ممسكة بشعر الخادمة .. تنهال عليها بالصفع والركل ! أسرع ليخلص المسكينة من يديها وهو يسألها : ما الأمر ؟ لماذا تضربينها؟ أجابته وهي تلهث من شدة انفعالها : لقد أحرقت فستاني وهي تكويه ، وأنا سأعلمها كيف تحافظ على عملها . فرد عليها : علميها .. ولكن ليس بالضرب .. خذيها بالرأفة والهدوء وافهمي لماذا حدث ذلك . فردت عليه بغضب : مالك أنت وشؤون الحريم !! دعني أتفاهم مع الخادمة بطريقتي - نعم طريقتك - قال في نفسه ... وهل تعرفين غير النكد والعصبية طريقة !
ذهب للصالة وفتح التلفزيون رافعا صوته لكي يطغى على صوت صراخها مع الخادمة .... تلاشت الشاشة من أمام ناظريه ... واستقر مكانها خليط من الأسئلة الحائرة ... يجب أن أضع حدا لكل هذا ...... إلى متى ؟ .. إلى متى أظل متحملا عصبيتها؟ .. ألا يوجد حدود للنكد اليومي ؟.. هل سيكون الصراخ هو الموسيقى التي أسمعها يوميا ؟.. ضجيج خارج المنزل وضجيج داخله ! .. عصبية وتوتر خارج المنزل وعصبية وتوتر داخله !.. هل هذه الحياة التي أريد أن أستمر في عيشها ؟..........يجب أن أضع حدا لكل هذا !
تنهيدة :
أيام العمر محسوبة ... لنعشها كما يجب !!
تنهيدة :
سيدتي .....
مدي الجسور واعبريها ..
وامسكي الدفة معي ولا تكسريها ..
فربان السفينة حائر فيها ..
سيدتي .....
قد تتوه السفن عن موانيها ..
إلا سفينتي ..
تأبى أن ترسو في غير مراسيها !
منقول
مقتطفات من يوميات زوجية
نظرت لزوجها بغضب وصوتها يكاد يصم أذنيه : لم رننت جرس الباب ؟ أين مفتاحك ؟ فأجابها بابتسامة لعلها تفلح في التخفيف من عصبيتها : لقد نسيته على الطاولة . صفقت الباب بقوة كادت أن تخلعه من مكانه وهي مازالت تتذمر ... ألا يكفيني أولادك ، منذ عودتهم من المدرسة وأنا أعاني من ضجيجهم وأنا لم أنته بعد من تحضير الغذاء لأن حضرتك نسيت أن تحضر من يصلح الفرن ، كالعادة لا فائدة تُرجى منك !! على مهلك يا امرأة .. جاوبها وهو يخطو أولى خطواته داخل الصالة .. انتظري على الأقل لكي أدخل المنزل ثم ابدئي موشحك اليومي .
وضع الأكياس التي جلبها من السوق على الطاولة ووقف منتظرا تأنيبها الدائم له على جهله باختيار الفاكهة .. ما هذا يا رجل؟ فقال في نفسه: ها قد بدأت !! ما هذه الفاكهة التي جلبتها ؟ لقد ضحك عليك البائع .. طبعا فأنت لا تجادل ولا تساوم فباعك الفاكهة القديمة التي لا تصلح إلا للرمي في القمامة وليس للأكل . قاطعها محاولا إنهاء الكلام ليتجنب مزيدا من التذمر : لا بأس افعلي ما تريدين ولكن دعيني أدخل لأبدل ملابسي وأغتسل . فأجابته وهي تسير خلفه : بالمناسبة ... لقد تعطلت ماسورة مياه المغسلة وجاء السباك ليصلحها ولكنه طلب مبلغا كبيرا ولم أوافق وجعلته يصلحها بنصف الثمن فقط . فجاوبها : حسناً ما فعلتي ..
جلس على مائدة الطعام .. شارد الذهن .. يزدرد اللقيمات .. وكاد أن يختنق من الطعام عندما سمعها تطلب منه ذلك المبلغ الكبير من المال .. يجب أن نجهز للسفر بالصيف ، فنحن لسنا أقل من أخي وزوجته وليس زوج جارتنا أم حسن بأغنى منك ، كلهم يسافرون بالإجازة الصيفية ولا أريد أن نظهر بأقل منهم ... جاوبها وهو يزدرد اللقمة : إن شاء الله سأرى ما أستطيع أن أفعله،
مشى متثاقلا لغرفته يريد أن يستريح بعد الغذاء ، جلس على طرف السرير يقرأ في الصحيفة منتظرا كوب الشاي الذي وعدته به .. جاءته تحمله وجلست بقربه ... ثم أردفت : اسمع لقد قالت أم حسن أن .... وقبل أن تكمل كلامها استوقفها متوددا لها وهو يقول : مالنا ومال أم حسن ألا تريدين أن تستريحي قليلا .. فأجابته بابتسامة باهتة : معك حق ، فأنا متعبة منذ أن استيقظت صباحا، وقامت لتنام في مكانها على الطرف الآخر من السرير . فنام مغمض العينين والأنف أيضا ! فرائحة ملابسها التي لم تغيرها جعلته وكأنه نائما في غرفة الطعام !
استيقظ فزعا على صوت تحطيم شيء ما .. وصراخ متواصل ... خيراً إن شاء الله .. ما الذي حدث ؟ .. قام من سريره مسرعا للخارج وهو يظن أسوأ الظنون ... فوجد زوجته ممسكة بشعر الخادمة .. تنهال عليها بالصفع والركل ! أسرع ليخلص المسكينة من يديها وهو يسألها : ما الأمر ؟ لماذا تضربينها؟ أجابته وهي تلهث من شدة انفعالها : لقد أحرقت فستاني وهي تكويه ، وأنا سأعلمها كيف تحافظ على عملها . فرد عليها : علميها .. ولكن ليس بالضرب .. خذيها بالرأفة والهدوء وافهمي لماذا حدث ذلك . فردت عليه بغضب : مالك أنت وشؤون الحريم !! دعني أتفاهم مع الخادمة بطريقتي - نعم طريقتك - قال في نفسه ... وهل تعرفين غير النكد والعصبية طريقة !
ذهب للصالة وفتح التلفزيون رافعا صوته لكي يطغى على صوت صراخها مع الخادمة .... تلاشت الشاشة من أمام ناظريه ... واستقر مكانها خليط من الأسئلة الحائرة ... يجب أن أضع حدا لكل هذا ...... إلى متى ؟ .. إلى متى أظل متحملا عصبيتها؟ .. ألا يوجد حدود للنكد اليومي ؟.. هل سيكون الصراخ هو الموسيقى التي أسمعها يوميا ؟.. ضجيج خارج المنزل وضجيج داخله ! .. عصبية وتوتر خارج المنزل وعصبية وتوتر داخله !.. هل هذه الحياة التي أريد أن أستمر في عيشها ؟..........يجب أن أضع حدا لكل هذا !
تنهيدة :
أيام العمر محسوبة ... لنعشها كما يجب !!
تنهيدة :
سيدتي .....
مدي الجسور واعبريها ..
وامسكي الدفة معي ولا تكسريها ..
فربان السفينة حائر فيها ..
سيدتي .....
قد تتوه السفن عن موانيها ..
إلا سفينتي ..
تأبى أن ترسو في غير مراسيها !
منقول