المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لن أنساهم ما حييت



~*~سحابة صيف~*~
11-01-2005, 04:31 PM
تقول صاحبة القصة :
لن أنساهم ما حييت



في ساعة استرخاء كان طيفيعبر أامام مخيلتي وما هي إلا ثواني ضعف حتى استجبت
لِدَاعِيه فركبت موجةصديقاتي فتعرفت على شاب في شرخ الشباب مثلي وما كان كلامه عبر
سلك الهاتف إلانبرات قلب خفاقة تصل إلى قلبي فأكاد أصاب بالإغماء إنه ساحر لعب
بمشاعري وعواطفيفكانت كلماته ناعمة كنسيم ليل صائف من ليلي نجد التي تطرب العشاق
ففي كلماتهنغمات لم استطع أن أقاومها .....

ساعة وساعة ويوم يعقبه يوم وسلك الحريريكاد يكبلني حتى أعلنت استسلامي ووافقت على
موعد لقاء ... بدأت اضطرب وأحسستبألم في بطني واختلطت مشاعر الخوف والفرح بداخلي ...

فاهتبلت فرصة زواج أحدأقاربي واعتذرت عن الذهاب بسبب امتحان الرياضيات فقد كنت
أدرس في المرحلةالثانوية وانطلت الحيلة على أمي ...

وبعد خروج أهلي رن الهاتف وكان موعدالاتصال اليومي فيما بيننا فبدأ دوي الهاتف
يملئ جنبات الحجرة ففجر السكون الذيكاد يخنقني فأحسست بصمم في أذناي وبدأت ترتعد
فرائصي والعرق يتحدر من وجنتايفاستجمعت قواي وأخذت سماعة الهاتف فأخذا سيل الكلمات
المعطرة الممزوجة بالشهدتسكرني حتى أصبحت لا أعي أين مكاني فما هي إلا دقائق حتى
استسلمت له ......

فما شعرت بالوقت إلا وأنا وإياه في حجرة واحدة .... لقد اسكرني كلامه ... وما زال بي حتى كاد أن ينتهي كل شيء ..... فما شعرت إلا بأسود تهجم علينا ونحن بوضعكاد أن يكون بداية النهاية لي كفتاة في عز
شبابها .. لم استطع الحراك فقد شُل كلعضو فيّ وتسمرتُ في مكاني .إنها حالت فزع من حلم جميل
..

دخل علينا رجالملتحون بأجسام مخيفة لعله خيل لي ذلك فقام صاحبي ليهرب ويدعني فريسة
مرمية بينالسباع الضارية التي دخلت علينا فأمسكوه وبدأ يقاومهم ليهرب ويتركني
وحيدة أحملعاري مدى الدهر لوحدي ..

فما كان منهم إلا أن عالجوه ضرباً حتى استسلم كاالخنزير في ذلة وصغار..... وما هي إلا لحظات وبدأت تعاودني الفَكّرة بعد ساعات منالسكره ..فأُخذنا إلى مركز الهيئة وحينما تحققوا مني ومن الخنزير الذي كان معيبأنني مازلت

عذراء ولم يمسسني بما يفتضح به أمري ..... بدأت بالعويل والصياحلأنني أدركت الجرم الذي ارتكبته .... فكنت في تلك الحالة أريد أداة انتحر بها .. فقد اسودت الدنيا في عيني وأطبقت سماؤها
على صدري كالجبال الشوامخ...فما هي إلالحظات حتى سمعت صوت أحدهم يقول :



(( أبو إبراهيم بسرعة ودوها لبيتهالا يدري عنها أحد )) ...فكان هذا الكلام كبزوغ الشمس بعد ليلة ممطرة شديدة الرعدمخيفة.

فقالوا نحن سنستر عليك . ولكننا سنتابعك عن طريق أحد الأخوات ... وكانت زوجة لأحد الاعضاء .

فأقسمت لهم الأيمان المغلظة أنني لن أحيد عنالطريق المستقيم بعد هذا الدرس القاسي..فبادروا وأوصلوني إلى البيت وكان هذا قبلمجيء أهلي بنصف ساعة تقريباً ..

وما أن وصلت إلى البيت ودخلت حتى صعدت إلىالغرفة وأقفلت على نفسي الباب واستلقيت...على سريري وأجهشت بالبكاء وكان بكاء مراً .... أحس أن دمعي يلسعني من حرارته كأنه يخرج من كل اطراف جسمي .... وما هي إلا نصفساعة حتى سمعت أصوات الأطفال الصغار من إخوتي وأخواتي مع أمي يدخلون البيت ..!!

فبدأت ترجع إليّ أنفاسي بعد أن كادت كبدي تنصدع من البكاء واحمرت عينايمن كثرة
الدموع التي سُكبت وشعرت أن أمري لم يفتضح ...فقمت وأغلقت نور الغرفةحتى يظن أهلى أنني مستغرقة في النوم .. واستلقيت على السرير استعرض شريط الساعاتالماضية التى مرت عليّ كأنها كابوس ..

وما زلت ليلتي تلك لايلذ لي نوم بل لاينطبق لي جفن بل كانت عيناي شاخصتان في سقف
الغرفة ... حتى أذن الفجر .... آه آهما أجمله من صوت كم فقدته كم هو جميل ما أجمله
من صوت وما أحسنه ..

فبادرت وتوضأت وصليت السنة والفريضة وأطلت السجود فيهما يالها من صلاة لمأصلي
مثلها وأخذت أدعو لرجال الهيئة والفضيلة ... وما زلت أدعو لهم إلى يومي هذا .....

فلن أنساهم ما حييت .. فقد تابعوني من قبل إحدى الأخوات الفاضلاتالتى اصبحت أختاً
وصديقة وأماً فقد كانت بلسماً شافياً لجراحي العميقة الغائرة ..
واستمرت متابعتهم واهتمامهم بي حتى دخلت عش الزوجية والأن لدي بنتان وولدوأعيش في
بيتي مع زوجي وأولادي بسعادة لايعدلها سعادة دنيوية ......
فأرجومنكم أن تدعو لي أن يديم الله سعادتي وأن يحمي فتياتنا من ذئاب الليلالضارية
وأن يسلط على هذه الذئاب أسد الفضيلة الحصن الحصين لهذه البلاد الطاهرة (( رجال
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) فأدعو الله أن يسددهم


منقول