فراس الدمشقي
13-01-2005, 07:53 PM
أبو حسن
يمشي في منتصف الطريق بحركة بطيئة وفي يده عكاز خشبية .
أبو حسن رجل عجوز وجهه أسمر شاحب فيه علامات لحياة أدماها فقر ومعاناة طيلة سبعين عاماً من الجوع .
كان دائماً وهو يمشي يتمتم كلمات وكلمات .... لم يخطر ببالي مع كل هذه الأيام والشهور والسنين ماذا يتكلم لكن اليوم أردت معرفة مايتكلم وتتبعته بحذر أخذ يقول :
- من أين لك يا أبو حسن
من أين لك أن تدفع هذا الإيجار اللعين .....
صاحب البيت سيطردك مع زوجتك المقعدة البائسة إلى الخارج .. إلى الطريق
وأنت تلهث وراءه كي يعطيك فرصة أخرى .
يقع أبو حسن على ذلك الجسد الهرم يركض أطفال الحارة الأشقاء يدورون حوله
يصفقون ويضحكون يرددون الأهازيج بمنتهى العفوية .
يفتح عينيه ... الدنيا تدور مع صغارها والأطفال دمى زاهية الألوان وصوتها عصافير تغرد في الصباح الباكر .
يضع رأسه على الأرض تذرف عيناه ثم يبكي بحرارة .....
اتجه نحوه بسرعة أبعد أولئك الأولاد , ينظر إلي بصمت رأيت عينيه تقول :
- لم أعد أصبر يا بني ... لم أعد أصبر
دعني أموت بين الجبال والوديان
دعني أموت تحت أقدام البشر .
ثم مشى ببطء شديد نحو البيت المطل على الحارة التي يسكن فيها .
منذ يومين كنت أمر في المكان ذاته , وقع نظري على ورقة بيضاء موجودة
على الحائط أما المادة التي لصقت بها ما زالت رطبة , اقتربت وبدأت أقرأ ما كتب :
- وآل بيت ( ? ? ) ينعون إليكم وفاة فقيدهم الغالي " أبو حسن " .
وما إن عجزت أن أتفوه بأي كلمة ولا حتى أصرخ , بدأت أتذكر كلماته لكأنني
أسمعها الآن مرة أخرى تتردد على سمعي .
رأيت الورقة حمامة بيضاء تطير وتعلو , تشير بجناحها إشارة لم أفهمها ثم تختفي في صمت الأفق البعيد لتتركني يتيم الأب أعيش مع أمي العجوز المقعدة .
الكاتب : فراس
يمشي في منتصف الطريق بحركة بطيئة وفي يده عكاز خشبية .
أبو حسن رجل عجوز وجهه أسمر شاحب فيه علامات لحياة أدماها فقر ومعاناة طيلة سبعين عاماً من الجوع .
كان دائماً وهو يمشي يتمتم كلمات وكلمات .... لم يخطر ببالي مع كل هذه الأيام والشهور والسنين ماذا يتكلم لكن اليوم أردت معرفة مايتكلم وتتبعته بحذر أخذ يقول :
- من أين لك يا أبو حسن
من أين لك أن تدفع هذا الإيجار اللعين .....
صاحب البيت سيطردك مع زوجتك المقعدة البائسة إلى الخارج .. إلى الطريق
وأنت تلهث وراءه كي يعطيك فرصة أخرى .
يقع أبو حسن على ذلك الجسد الهرم يركض أطفال الحارة الأشقاء يدورون حوله
يصفقون ويضحكون يرددون الأهازيج بمنتهى العفوية .
يفتح عينيه ... الدنيا تدور مع صغارها والأطفال دمى زاهية الألوان وصوتها عصافير تغرد في الصباح الباكر .
يضع رأسه على الأرض تذرف عيناه ثم يبكي بحرارة .....
اتجه نحوه بسرعة أبعد أولئك الأولاد , ينظر إلي بصمت رأيت عينيه تقول :
- لم أعد أصبر يا بني ... لم أعد أصبر
دعني أموت بين الجبال والوديان
دعني أموت تحت أقدام البشر .
ثم مشى ببطء شديد نحو البيت المطل على الحارة التي يسكن فيها .
منذ يومين كنت أمر في المكان ذاته , وقع نظري على ورقة بيضاء موجودة
على الحائط أما المادة التي لصقت بها ما زالت رطبة , اقتربت وبدأت أقرأ ما كتب :
- وآل بيت ( ? ? ) ينعون إليكم وفاة فقيدهم الغالي " أبو حسن " .
وما إن عجزت أن أتفوه بأي كلمة ولا حتى أصرخ , بدأت أتذكر كلماته لكأنني
أسمعها الآن مرة أخرى تتردد على سمعي .
رأيت الورقة حمامة بيضاء تطير وتعلو , تشير بجناحها إشارة لم أفهمها ثم تختفي في صمت الأفق البعيد لتتركني يتيم الأب أعيش مع أمي العجوز المقعدة .
الكاتب : فراس