Star_Fire
31-01-2005, 01:36 PM
بوش لمستشاريه بعد تنصيبه: لا أريد حكومات إسلامية في الشرق الأوسط
تقرير يكتبه: محمود بكري
يبدو أن عجلة الشر الأمريكية تدور بقوة، وتبدو مرشحة للعب دور أكثر دموية في مرحلة الرئاسة الثانية للرئيس الأمريكي جورج بوش.. فالتهديدات التي تطلقها كل من أمريكا وإسرائيل تجاه إيران وسوريا لا تنطلق من فراغ، بل تعكس مخططات جري وضعها في دهاليز الإدارة الأمريكية سعيا إلي تحقيق أهداف عدوانية ضد البلدين بعد أن تمكنت من غزو العراق في موقعة مارس , أبريل .2003وبحسب المعلومات.. فإن إيران هي المرشحة الأولي لتنفيذ المخططات الأمريكية ضدها، فهناك العديد من الاجتماعات المغلقة التي تعقد وتتعدد بين مسئولين أمريكيين وإسرائيليين، والهدف هو توجيه ضربة عسكرية ناجحة ومدمرة لإيران.. وفي هذا لا تتخوف أمريكا من ضرب إيران، بل إن تخوفها مصدره نتائج هذه الضربة العسكرية حال حدوثها.. حيث تطرح الاجتماعات المشتركة بين الأمريكان والصهاينة احتمالات الرد الإيراني ومقومات القوة العسكرية الإيرانية، وكيف يمكن تدمير إيران من الداخل، ومدي أن تكون الضربة العسكرية الأمريكية كاسحة وماحقة للإيرانيين بحيث تشل حركتهم العسكرية، ويصبحون عاجزين تماما عن إدارة أي عمل عسكري في الشرق الأوسط.
وبحسب التقارير الأمريكية.. فإن إيران أصبحت الآن هي القوة العسكرية الوحيدة في الشرق الأوسط التي يمكن أن تسبب إزعاجا للمشروع الأمريكي 'الشرق الأوسط الموسع'، وأن هذه القوة العسكرية يجب أن تختفي في خلال هذا العام: لأنه وفق المخطط فإنه سيتم التخلص من النظام السوري إذا لم يغير سياساته.. غير أن التقارير الأمريكية لا تبدي قلقا من القوة العسكرية السورية وتعتبرها أضعف كثيرا من القوة التي تمتلكها إيران أو تلك التي كانت تستحوذ عليها العراق.. وتري التقارير أن سوريا سوف تستسلم للأمر الواقع حال سقوط إيران عسكريا.
المخطط المحدد للعملية يشير إلي أن الهجوم علي إيران لا يكتسب أهميته من تأثيراته علي إيران فقط، ولكن يكتسب أهميته من تأثيره الجوهري علي استقرار العراق والقضاء علي قوة الشيعة في العراق، التي تخشاها كل من السعودية والأردن تحديدا وبقية الدول العربية بصفة عامة.. فبحسب الخطة: فإن الإنجازات المهمة التي حدثت في العراق لن تكون لها آثار ممتدة إلا إذا تم تحييد القوة العسكرية الإيرانية، وفي هذا يعمل المخطط الأمريكي علي ضرورة إسقاط نظام الحكم الإسلامي في إيران في فترة من 3 إلي 5 سنوات قادمة ليحل محله نظام علماني يمكن أن يصطبغ بالصبغة الدينية.
وبحسب المعلومات.. فإن الرئيس بوش وفي اجتماع مهم عقده مع مستشاريه بعد حفل تنصيبه بأيام معدودة، والذي خصصه لبحث أوضاع الشرق الأوسط قال: 'لا أريد أية حكومة إسلامية في الشرق الأوسط.. وكفانا ما حل بنا من هذه الحكومات الديكتاتورية التي تستمد بقاءها في الحكم من معاداة أمريكا وإسرائيل.. وإننا لا يمكن أن نكون أصدقاء لحكومة تحكم باسم الدين الإسلامي: فهم متعصبون، ومتزمتون، ويرفضون الانفتاح'.
كانت هذه العبارة علي لسان بوش موجها قويا لأن يبدأ مستشاروه في العمل علي إسقاط الحكومة الإسلامية في إيران.. ووفق المعلومات، فإن هناك خشية أمريكية بالغة من أن تسفر انتخابات العراق عن حكومة دينية شيعية، ويصبح التحالف علنيا لإفشال المشروع الأمريكي 'الشرق الأوسط الموسع'.. المستشارون الجدد الذين انضموا للحكومة الجديدة لبوش وعددهم 8 مستشارين خاصين بالشرق الأوسط، وهم الذين رشحتهم كونداليزا رايس لبوش قبل أن تترك منصبها في الأمن القومي بدأوا في إعداد ورقة عمل مهمة حول 'هل يبدأ سقوط القوة الأمريكية العظمي من الشرق الأوسط؟'، حيث تضمنت هذه الورقة أفكارا مهمة يجري العمل علي الانتهاء منها خلال بضعة أسابيع بهدف وضعها أمام الرئيس بوش والإدارة الأمريكية الجديدة في سياق التحديات والمخاطر التي ستواجهه في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تتسبب في سقوط القوة الأمريكية العظمي.
أحدي الفقرات في الورقة المعدة من المستشارين تقول: 'إن الهاجس الذي يسيطر علينا أن مخاطر الشرق الأوسط متعددة ومتنوعة، وأن عوامل الخطر لا يمكن حصرها في نقاط محددة: فالتهديدات متجددة والتيارات الإرهابية المتطرفة تأبي أن تلقي السلاح.. بل إن هذه التيارات يتزايد أعداد المنضمين إليها، فنحن في سباق مع الزمن، فالناس في الشرق الأوسط لم يعد يكرهوننا فقط، وقد كان ذلك منذ أعوام ولم يعد السؤال المطروح: لماذا يكرهوننا؟ ولكن الذي سنطرحه مع العام الجديد 2005: لماذا أصبحوا يقصد الناس في الشرق الأوسط علي استعداد فعلي لأن يشاركوا ويخططوا ويمولوا من أجل هدم أمريكا؟
إن الشعوب في أفريقيا وآسيا ليست علي استعداد لأن تشارك بأي صورة في هدم أمريكا.. والاستثناء هم شعوب الشرق الأوسط.. وإذا كان الأمر كذلك فإن الخطر لابد أن يأتي من هذه المنطقة. إننا نرفض المنطق والمقولة بأن الشرق الأوسط أصبح تحت السيطرة الأمريكية وأن قواعد اللعبة في هذه المنطقة لابد أن تمر من خلال البيت الأبيض.. فهذه المقولة الخاطئة هي التي تسبب الإزعاج الكبير للسياسة الأمريكية في المنطقة.. فقد كان يحق لنا أن نعتبر العراق أصبح بلدا أمريكيا بعد سقوط صدام، إلا أن العراق اليوم أصبح يمثل واحدا من المخاطر الرئيسية التي تواجه القوات الأمريكية في المنطقة!! كيف حدث هذا؟ ومتي حدث؟ هذه الأسئلة لم يعد بمقدورنا أن نجيب عليها حتي الآن.. كيف دخل الإرهابيون؟ كيف تغلغلوا في الشارع العراقي؟ كيف سيطروا علي الحواري والأزقة؟ كيف أن إيران وسوريا نجحتا فيما فشلنا نحن في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق؟.. وغير ذلك من الأسئلة المهمة التي مازلنا عاجزين حتي الآن عن أن نجد لها جوابا شافيا'.
يضيف هؤلاء: إن الشرق الأوسط هو مكمن الخطر الحقيقي علي القوة الأمريكية العظمي، وتاريخ هذه المنطقة ينذر بأنه في مقدورهم التحرك لإسقاط قوي عسكرية كبري.
المهم.. أن وسائل تلافي المخاطر الرئيسية لسقوط أمريكا من قبل الشرق الأوسط بلورتها ورقة العمل التي أعدها هؤلاء فيما يلي:
1 -محاربة إقامة أي حكومة دينية في المنطقة.. حيث اعتبرت أن الحكم الديني في هذه المنطقة بمثابة العدوي السياسية التي تنتقل تباعا من دولة إلي أخري، وأنه إذا لم تنتقل إلي حكومات فإن الصبغة الدينية تنتقل إلي الشعوب، ولذلك فإنه لابد من العمل سريعا علي إسقاط الحكومة الدينية في إيران.
2- منع وصول أي نوع من الأسلحة الحديثة إلي دول المنطقة، خاصة الصواريخ أو القاذفات بعيدة المدي، وإبقاء جيوش هذه المنطقة في حالة من التبعية للجيش الأمريكي، وأن تكون المهمة الأساسية لهذه الجيوش هي حسم مسائل الأمن الداخلي.
3 - القضاء علي الأفكار الدينية المتطرفة التي تنتشر بين شعوب تلك المنطقة والعمل علي تغيير الثقافات السائدة إلي ثقافات معتدلة للانفتاح والحوار.
4 -نشر التشرذم داخل هذه المجتمعات بحيث لا تبدو جماعة بعينها قوة سياسية أو عسكرية إلا بالقدر الذي تتكافأ فيه هذه القوة مع الآخرين.
5- عدم السماح لامتلاك أو حيازة أو تصنيع أي نوع من الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل.
6- إدماج إسرائيل في المكون العسكري لدول الشرق الأوسط، بحيث تكون إسرائيل قريبة الصلة بالأوضاع العسكرية في هذه الدول.
7- ترميم بعض أنظمة الحكم في هذه المنطقة، بحيث تكون أكثر استعدادا وقدرة علي إجراء تغييرات داخلية في مجتمعاتها، بحيث تبدو مستقرة وآمنة.
8- العلاقات الداخلية بين هذه الدول في المنطقة وبعضها لا يجب أن تصل في أية مرحلة من المراحل إلي الاندماج أو التعاون أو التكامل الذي يوحي بأنهم في طريقهم إلي إعلان اتحاد سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.. وأن توتر العلاقات الداخلية بين هذه الدول وبعضها في منطقة الشرق الأوسط يجب ألا يصل إلي حد قيام أعمال عسكرية بين هذه الدول أو بعضها، أو محاولة أحد الأطراف الإغارة علي أراضي وقوات دولة عسكرية أخري.. لأن هذا سيجبر دائما القوات الأمريكية بأن تتدخل عسكريا لصالح أحد الأطراف، في حين أن أي مغامرة عسكرية أمريكية قادمة في الشرق الأوسط يجب أن تكون في حدود دنيا وبعيدة عن أن تصيب القوات الأمريكية بخسائر بشرية أو في المعدات.
9- العمل علي إنشاء جامعات دينية جديدة في المنطقة تؤمن بالبديل العصري وتسعي إلي تحقيقه من خلال العلاقات مع الولايات المتحدة ويرون أن السبب الأساسي في ذلك هو أن الشعوب في هذه المنطقة ستسعي بشكل أو بآخر من خلف الحكومات إلي إنشاء تيارات دينية جديدة، وأنه لن يكون من السهل في كل مرة التدخل السياسي أو العسكري في بعض الأحيان لضرب هذه الأنشطة الدينية أو القضاء علي هذه الجماعات، وأن الفكرة الأفضل هي جعل الأفكار الدينية لدي شعوب هذه المنطقة تتصارع مع نفسها حتي إذا انهزمت الأفكار الدينية العصرية 'يقصد بها الفرقان الحق ,الانفتاح علي أمريكا حوار الحضارات & الدين للعبادة في المساجد فقط , عدم وجود أثر للدين في المعاملات أو الحكم عدم وجود زي رسمي موحد للمسلمات.. وغيرها من الأفكار الدينية الأخري'.
وتري الأفكار الأمريكية أن الأفكار العصرية الدينية يمكن أن تثبت نجاحها وتحقق أمدا بعيدا في هزيمة الأفكار المتطرفة.
10-العمل علي إدماج مكون الخطة الإعلامية في إطار الخطة الاستراتيجية الأمريكية الكبري للشرق الأوسط الموسع.. حيث ترفض هذه الورقة أن تكون هناك خطة إعلامية منفصلة موجهة إلي هذه المنطقة، أو أن تكون هناك قنوات أمريكية أو برامج أمريكية بعينها إلي دول المنطقة، محذرة من أن هذا الاتجاه ثبت فشله ولم يعد مجديا مع هذه الشعوب أن تكون هناك وسائل إعلامية أمريكية موجهة إلي شعوب المنطقة.
إحدي الفقرات المهمة التي وردت في هذا الجزء تقول: 'إننا عندما نخطط نضع دائما في اعتبارنا أن الآخرين أغبياء أو علي قدر كبير من الغباء، وإننا نحاول أن نصنع لهم مستقبلا دون أن نعرف ما هي احتياجاتهم الحقيقية من المستقبل.. لماذا لا نفكر في ردود أفعال الآخرين تجاه سياستنا؟ قررنا أن نغزو العراق وكان لدينا اعتقاد بأن العراقيين أغبياء وسنقودهم بذكائنا وأن نظرتنا الجديدة في خلال هذا العام والأعوام القادمة هي أن نحترم إرادة الآخرين وأن نكون جادين باحترام هذه الإرادة.. فلم يعد مجديا أن نوجه رسائل إعلامية لشعوب تكرهنا في البداية وعلي استعداد أن تشل قدراتنا العسكرية ثانيا.. إن شعوب الشرق الأوسط علي قدر هائل من الذكاء وتستطيع أن تحدد الخلفيات السياسية أو الأهداف غير المرئية للعديد من السياسات، وعلينا أن نكون أكثر غموضا في طرح أهداف سياستنا أو خطوات تحركنا بحيث لا تبدو المسائل سطحية وساذجة إلي الحد الذي يفهم منه الآخرون ماذا نقصد.. لهذا السبب تحديدا فإن الخطة الإعلامية يجب أن تكون جزءا أساسيا من المكون الاستراتيجي للخطة العامة.. والخطط الجديدة تكون في جوهرها الرئيسي علي أن يتغلغل المضمون للرسالة الإعلامية الأمريكية في البرامج العربية ذاتها، وألا تكون مباشرة وإنما تكون بشكل غير مباشر'.
وتضرب الورقة مثالا علي ذلك بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.. 'فإن البرامج السياسية العربية التي لابد من الاتفاق معها والتي تنتشر في العديد من القنوات الفضائية والأرضية العربية لابد أن تكون لها أهداف محددة في الإطلاع علي التجارب الديمقراطية الأمريكية وكيفية تعزيزها، وأن تكون هناك برامج عن الديمقراطية في الولايات المتحدة وكذلك نقل بعض مناقشات الكونجرس إلي الشارع العربي وفي دول الشرق الأوسط، وكذلك بعض الاجتماعات الحزبية التي تباري فيها المتنافسون فيما بينهم ويقدمون حججا وحججا مناهضة.. إن برامج تعليم الديمقراطية قد تكون أهم كثيرا في هذه المرحلة من العمل علي نشر الديمقراطية'.
11- عدم ربط الدول الأوسطية بجاراتها من الدول الآسيوية أو الأفريقية
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/410/0603.asp (http://www.elosboa.com/elosboa/issues/410/0603.asp)
تقرير يكتبه: محمود بكري
يبدو أن عجلة الشر الأمريكية تدور بقوة، وتبدو مرشحة للعب دور أكثر دموية في مرحلة الرئاسة الثانية للرئيس الأمريكي جورج بوش.. فالتهديدات التي تطلقها كل من أمريكا وإسرائيل تجاه إيران وسوريا لا تنطلق من فراغ، بل تعكس مخططات جري وضعها في دهاليز الإدارة الأمريكية سعيا إلي تحقيق أهداف عدوانية ضد البلدين بعد أن تمكنت من غزو العراق في موقعة مارس , أبريل .2003وبحسب المعلومات.. فإن إيران هي المرشحة الأولي لتنفيذ المخططات الأمريكية ضدها، فهناك العديد من الاجتماعات المغلقة التي تعقد وتتعدد بين مسئولين أمريكيين وإسرائيليين، والهدف هو توجيه ضربة عسكرية ناجحة ومدمرة لإيران.. وفي هذا لا تتخوف أمريكا من ضرب إيران، بل إن تخوفها مصدره نتائج هذه الضربة العسكرية حال حدوثها.. حيث تطرح الاجتماعات المشتركة بين الأمريكان والصهاينة احتمالات الرد الإيراني ومقومات القوة العسكرية الإيرانية، وكيف يمكن تدمير إيران من الداخل، ومدي أن تكون الضربة العسكرية الأمريكية كاسحة وماحقة للإيرانيين بحيث تشل حركتهم العسكرية، ويصبحون عاجزين تماما عن إدارة أي عمل عسكري في الشرق الأوسط.
وبحسب التقارير الأمريكية.. فإن إيران أصبحت الآن هي القوة العسكرية الوحيدة في الشرق الأوسط التي يمكن أن تسبب إزعاجا للمشروع الأمريكي 'الشرق الأوسط الموسع'، وأن هذه القوة العسكرية يجب أن تختفي في خلال هذا العام: لأنه وفق المخطط فإنه سيتم التخلص من النظام السوري إذا لم يغير سياساته.. غير أن التقارير الأمريكية لا تبدي قلقا من القوة العسكرية السورية وتعتبرها أضعف كثيرا من القوة التي تمتلكها إيران أو تلك التي كانت تستحوذ عليها العراق.. وتري التقارير أن سوريا سوف تستسلم للأمر الواقع حال سقوط إيران عسكريا.
المخطط المحدد للعملية يشير إلي أن الهجوم علي إيران لا يكتسب أهميته من تأثيراته علي إيران فقط، ولكن يكتسب أهميته من تأثيره الجوهري علي استقرار العراق والقضاء علي قوة الشيعة في العراق، التي تخشاها كل من السعودية والأردن تحديدا وبقية الدول العربية بصفة عامة.. فبحسب الخطة: فإن الإنجازات المهمة التي حدثت في العراق لن تكون لها آثار ممتدة إلا إذا تم تحييد القوة العسكرية الإيرانية، وفي هذا يعمل المخطط الأمريكي علي ضرورة إسقاط نظام الحكم الإسلامي في إيران في فترة من 3 إلي 5 سنوات قادمة ليحل محله نظام علماني يمكن أن يصطبغ بالصبغة الدينية.
وبحسب المعلومات.. فإن الرئيس بوش وفي اجتماع مهم عقده مع مستشاريه بعد حفل تنصيبه بأيام معدودة، والذي خصصه لبحث أوضاع الشرق الأوسط قال: 'لا أريد أية حكومة إسلامية في الشرق الأوسط.. وكفانا ما حل بنا من هذه الحكومات الديكتاتورية التي تستمد بقاءها في الحكم من معاداة أمريكا وإسرائيل.. وإننا لا يمكن أن نكون أصدقاء لحكومة تحكم باسم الدين الإسلامي: فهم متعصبون، ومتزمتون، ويرفضون الانفتاح'.
كانت هذه العبارة علي لسان بوش موجها قويا لأن يبدأ مستشاروه في العمل علي إسقاط الحكومة الإسلامية في إيران.. ووفق المعلومات، فإن هناك خشية أمريكية بالغة من أن تسفر انتخابات العراق عن حكومة دينية شيعية، ويصبح التحالف علنيا لإفشال المشروع الأمريكي 'الشرق الأوسط الموسع'.. المستشارون الجدد الذين انضموا للحكومة الجديدة لبوش وعددهم 8 مستشارين خاصين بالشرق الأوسط، وهم الذين رشحتهم كونداليزا رايس لبوش قبل أن تترك منصبها في الأمن القومي بدأوا في إعداد ورقة عمل مهمة حول 'هل يبدأ سقوط القوة الأمريكية العظمي من الشرق الأوسط؟'، حيث تضمنت هذه الورقة أفكارا مهمة يجري العمل علي الانتهاء منها خلال بضعة أسابيع بهدف وضعها أمام الرئيس بوش والإدارة الأمريكية الجديدة في سياق التحديات والمخاطر التي ستواجهه في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تتسبب في سقوط القوة الأمريكية العظمي.
أحدي الفقرات في الورقة المعدة من المستشارين تقول: 'إن الهاجس الذي يسيطر علينا أن مخاطر الشرق الأوسط متعددة ومتنوعة، وأن عوامل الخطر لا يمكن حصرها في نقاط محددة: فالتهديدات متجددة والتيارات الإرهابية المتطرفة تأبي أن تلقي السلاح.. بل إن هذه التيارات يتزايد أعداد المنضمين إليها، فنحن في سباق مع الزمن، فالناس في الشرق الأوسط لم يعد يكرهوننا فقط، وقد كان ذلك منذ أعوام ولم يعد السؤال المطروح: لماذا يكرهوننا؟ ولكن الذي سنطرحه مع العام الجديد 2005: لماذا أصبحوا يقصد الناس في الشرق الأوسط علي استعداد فعلي لأن يشاركوا ويخططوا ويمولوا من أجل هدم أمريكا؟
إن الشعوب في أفريقيا وآسيا ليست علي استعداد لأن تشارك بأي صورة في هدم أمريكا.. والاستثناء هم شعوب الشرق الأوسط.. وإذا كان الأمر كذلك فإن الخطر لابد أن يأتي من هذه المنطقة. إننا نرفض المنطق والمقولة بأن الشرق الأوسط أصبح تحت السيطرة الأمريكية وأن قواعد اللعبة في هذه المنطقة لابد أن تمر من خلال البيت الأبيض.. فهذه المقولة الخاطئة هي التي تسبب الإزعاج الكبير للسياسة الأمريكية في المنطقة.. فقد كان يحق لنا أن نعتبر العراق أصبح بلدا أمريكيا بعد سقوط صدام، إلا أن العراق اليوم أصبح يمثل واحدا من المخاطر الرئيسية التي تواجه القوات الأمريكية في المنطقة!! كيف حدث هذا؟ ومتي حدث؟ هذه الأسئلة لم يعد بمقدورنا أن نجيب عليها حتي الآن.. كيف دخل الإرهابيون؟ كيف تغلغلوا في الشارع العراقي؟ كيف سيطروا علي الحواري والأزقة؟ كيف أن إيران وسوريا نجحتا فيما فشلنا نحن في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق؟.. وغير ذلك من الأسئلة المهمة التي مازلنا عاجزين حتي الآن عن أن نجد لها جوابا شافيا'.
يضيف هؤلاء: إن الشرق الأوسط هو مكمن الخطر الحقيقي علي القوة الأمريكية العظمي، وتاريخ هذه المنطقة ينذر بأنه في مقدورهم التحرك لإسقاط قوي عسكرية كبري.
المهم.. أن وسائل تلافي المخاطر الرئيسية لسقوط أمريكا من قبل الشرق الأوسط بلورتها ورقة العمل التي أعدها هؤلاء فيما يلي:
1 -محاربة إقامة أي حكومة دينية في المنطقة.. حيث اعتبرت أن الحكم الديني في هذه المنطقة بمثابة العدوي السياسية التي تنتقل تباعا من دولة إلي أخري، وأنه إذا لم تنتقل إلي حكومات فإن الصبغة الدينية تنتقل إلي الشعوب، ولذلك فإنه لابد من العمل سريعا علي إسقاط الحكومة الدينية في إيران.
2- منع وصول أي نوع من الأسلحة الحديثة إلي دول المنطقة، خاصة الصواريخ أو القاذفات بعيدة المدي، وإبقاء جيوش هذه المنطقة في حالة من التبعية للجيش الأمريكي، وأن تكون المهمة الأساسية لهذه الجيوش هي حسم مسائل الأمن الداخلي.
3 - القضاء علي الأفكار الدينية المتطرفة التي تنتشر بين شعوب تلك المنطقة والعمل علي تغيير الثقافات السائدة إلي ثقافات معتدلة للانفتاح والحوار.
4 -نشر التشرذم داخل هذه المجتمعات بحيث لا تبدو جماعة بعينها قوة سياسية أو عسكرية إلا بالقدر الذي تتكافأ فيه هذه القوة مع الآخرين.
5- عدم السماح لامتلاك أو حيازة أو تصنيع أي نوع من الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل.
6- إدماج إسرائيل في المكون العسكري لدول الشرق الأوسط، بحيث تكون إسرائيل قريبة الصلة بالأوضاع العسكرية في هذه الدول.
7- ترميم بعض أنظمة الحكم في هذه المنطقة، بحيث تكون أكثر استعدادا وقدرة علي إجراء تغييرات داخلية في مجتمعاتها، بحيث تبدو مستقرة وآمنة.
8- العلاقات الداخلية بين هذه الدول في المنطقة وبعضها لا يجب أن تصل في أية مرحلة من المراحل إلي الاندماج أو التعاون أو التكامل الذي يوحي بأنهم في طريقهم إلي إعلان اتحاد سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.. وأن توتر العلاقات الداخلية بين هذه الدول وبعضها في منطقة الشرق الأوسط يجب ألا يصل إلي حد قيام أعمال عسكرية بين هذه الدول أو بعضها، أو محاولة أحد الأطراف الإغارة علي أراضي وقوات دولة عسكرية أخري.. لأن هذا سيجبر دائما القوات الأمريكية بأن تتدخل عسكريا لصالح أحد الأطراف، في حين أن أي مغامرة عسكرية أمريكية قادمة في الشرق الأوسط يجب أن تكون في حدود دنيا وبعيدة عن أن تصيب القوات الأمريكية بخسائر بشرية أو في المعدات.
9- العمل علي إنشاء جامعات دينية جديدة في المنطقة تؤمن بالبديل العصري وتسعي إلي تحقيقه من خلال العلاقات مع الولايات المتحدة ويرون أن السبب الأساسي في ذلك هو أن الشعوب في هذه المنطقة ستسعي بشكل أو بآخر من خلف الحكومات إلي إنشاء تيارات دينية جديدة، وأنه لن يكون من السهل في كل مرة التدخل السياسي أو العسكري في بعض الأحيان لضرب هذه الأنشطة الدينية أو القضاء علي هذه الجماعات، وأن الفكرة الأفضل هي جعل الأفكار الدينية لدي شعوب هذه المنطقة تتصارع مع نفسها حتي إذا انهزمت الأفكار الدينية العصرية 'يقصد بها الفرقان الحق ,الانفتاح علي أمريكا حوار الحضارات & الدين للعبادة في المساجد فقط , عدم وجود أثر للدين في المعاملات أو الحكم عدم وجود زي رسمي موحد للمسلمات.. وغيرها من الأفكار الدينية الأخري'.
وتري الأفكار الأمريكية أن الأفكار العصرية الدينية يمكن أن تثبت نجاحها وتحقق أمدا بعيدا في هزيمة الأفكار المتطرفة.
10-العمل علي إدماج مكون الخطة الإعلامية في إطار الخطة الاستراتيجية الأمريكية الكبري للشرق الأوسط الموسع.. حيث ترفض هذه الورقة أن تكون هناك خطة إعلامية منفصلة موجهة إلي هذه المنطقة، أو أن تكون هناك قنوات أمريكية أو برامج أمريكية بعينها إلي دول المنطقة، محذرة من أن هذا الاتجاه ثبت فشله ولم يعد مجديا مع هذه الشعوب أن تكون هناك وسائل إعلامية أمريكية موجهة إلي شعوب المنطقة.
إحدي الفقرات المهمة التي وردت في هذا الجزء تقول: 'إننا عندما نخطط نضع دائما في اعتبارنا أن الآخرين أغبياء أو علي قدر كبير من الغباء، وإننا نحاول أن نصنع لهم مستقبلا دون أن نعرف ما هي احتياجاتهم الحقيقية من المستقبل.. لماذا لا نفكر في ردود أفعال الآخرين تجاه سياستنا؟ قررنا أن نغزو العراق وكان لدينا اعتقاد بأن العراقيين أغبياء وسنقودهم بذكائنا وأن نظرتنا الجديدة في خلال هذا العام والأعوام القادمة هي أن نحترم إرادة الآخرين وأن نكون جادين باحترام هذه الإرادة.. فلم يعد مجديا أن نوجه رسائل إعلامية لشعوب تكرهنا في البداية وعلي استعداد أن تشل قدراتنا العسكرية ثانيا.. إن شعوب الشرق الأوسط علي قدر هائل من الذكاء وتستطيع أن تحدد الخلفيات السياسية أو الأهداف غير المرئية للعديد من السياسات، وعلينا أن نكون أكثر غموضا في طرح أهداف سياستنا أو خطوات تحركنا بحيث لا تبدو المسائل سطحية وساذجة إلي الحد الذي يفهم منه الآخرون ماذا نقصد.. لهذا السبب تحديدا فإن الخطة الإعلامية يجب أن تكون جزءا أساسيا من المكون الاستراتيجي للخطة العامة.. والخطط الجديدة تكون في جوهرها الرئيسي علي أن يتغلغل المضمون للرسالة الإعلامية الأمريكية في البرامج العربية ذاتها، وألا تكون مباشرة وإنما تكون بشكل غير مباشر'.
وتضرب الورقة مثالا علي ذلك بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.. 'فإن البرامج السياسية العربية التي لابد من الاتفاق معها والتي تنتشر في العديد من القنوات الفضائية والأرضية العربية لابد أن تكون لها أهداف محددة في الإطلاع علي التجارب الديمقراطية الأمريكية وكيفية تعزيزها، وأن تكون هناك برامج عن الديمقراطية في الولايات المتحدة وكذلك نقل بعض مناقشات الكونجرس إلي الشارع العربي وفي دول الشرق الأوسط، وكذلك بعض الاجتماعات الحزبية التي تباري فيها المتنافسون فيما بينهم ويقدمون حججا وحججا مناهضة.. إن برامج تعليم الديمقراطية قد تكون أهم كثيرا في هذه المرحلة من العمل علي نشر الديمقراطية'.
11- عدم ربط الدول الأوسطية بجاراتها من الدول الآسيوية أو الأفريقية
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/410/0603.asp (http://www.elosboa.com/elosboa/issues/410/0603.asp)