المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر هزيمة النصر



صاحب لمسة
01-02-2005, 11:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ...
الأعضاء الكرام بقر ما همنا البوح بما في النفوس ... يهمنا رايكم فيما خطت يدانا ...


هزيمة النصر



كنت أعرفها من سنسن ثلاث ...
... و من ذلك الحين ... سقطنا ضحايا الحب ...
... و كانت كحلم يخفق بين الجفون ...
... و عندما تتغطى الدنيا بألحفة الظلام ...
... كنت أنظر الى القمر و أتذكرها ...
... و أفكر فيها ...
... وكلما لوحت الدنيا بسيفها أما وجهي ... كانت كدرع يحميني ...
... و يعيد لي الطمأنينة المفقودة ...
... و يهب لي السكينة التي أمني بها نفسي ...
... و عندما نلتقي ... و نتبادل أطراف الحديث ...
... نكون في أعلى مراتب البهجة الحسية ...
... و في يوم ما ...
... اصاب قلبي سهم من كرب ...
... وشعرت اني وحيد ...
... وحيد وسط شوارع مدينة رمادية ...
... بل وضاق بي الأمر ...
... حتي اني ظننت أن العالم ضاق من أن يحملني ...
... و غلقت في وجهي الأبواب ...
... و ما وجدت غير بابها لأطرقه ...
... فدعوتها لنلتقي ...
... أجابت ...
... ردت قائلة ...
... و بمنتهى البرود ...
... " ... لم لا ... !!؟ ... " ...
... قالتها بنبرة ... كادت توقف قلبي عن عزفه ...
... وعلى كل حال ... التقينا ...
... و أخذنا نمشي على ضفاف النيل ...
... و أتحدث اليها ...
... وهي ...
... هي صامتة ...
... تسمع فقط ... و أكاد أرى طبقة من الأسى على وجهها ...
... مسكت يدها ...
... عل حرارة الاحساس في يدي تدفئها من برد الأيام ...
... نظرت الى عينيها ...
... فإذا بنظرة الأسلى تتحول الى نظرة أخرى ...
... نظرة انسانة ... ظلت تقضي الأيام تبحث عن شيء ...
... لا تدري ما هو ... و لا من أين تبدأ البحث ...
... ثم وجدته من حيث لا تحتسب ...
... فغمر قلبها فرح شديد ...
... ذلك ما عكسته النظرة في عينيها ...
... و فجأة ...
... إنقلب الفرح إلى حزن ...
... و نظرة ملئها الندم ...
... لكن لم ... و مم هي نادمة ... !!؟ ...
... لم أتمكن من معرفة السبب ... ليس بعد ...
... فهمست لها ...
... " ... يا حمامة البان ... ما الذي يحزنك ... !!؟ ... " ...
... نظرت الىّ ...
... صمتت ...
... ثم رمت بنظرها لمياه النيل ...
... و كان الصمتن قاتل ...
... و كانت رصاصة في صدري أرحم من ذاك الصمت ...
... و أخيراَ نطقت ...
... " ... ما بي من شيء ... أما لك أن تواصل ما كنت تقول ... !!؟ ... " ...
... و هناك ... بدأقلبي يحذرني ...
... يصرخ ...
... يقول ...
... هي قنبلة ... و اقترب موعد انفجارها ...
... و أطرقت رأسي للحظة ...
... دعها ...
... اتركها ...
... أتركها ... تنفجر لوحدها ...
... ثم واصلت الحديث ...
... بعد مني ... نظرت ...
... فإذا زهرة ...
... بلغت حداَ من الجمال ... لا أعلم حدا له ...
... قطفتها ...
... سال دم من يدي ...
... من شوكة كانت عليها ...
... و لكن ...
... هانت ...
... من أجلها ...
... هانت ...
... و خطر على بالي حينها ...
... إنها اللحظات الأخيرة ...
... و فعلا ...
... فبعد ان قطفتها ...
... تقدمت اليها ببطء ...
... بخطوات بطيئة ...
... بطيئة ... و واثقة ...
... مدت يدي الزهرة ...
... مدتها الى حبيبتي ...
... و حينها ...
... حينها انفجر البركان ...
... و تساقطت الدمعات ...
... و انطلق لسانها ...
... انطلق ينادي ...
... ينادي ... و يصرخ ...
... يصرخ بكلمات ... هي آخر ما أود أن تعبر أذناي ...
... كلمات كالحمم ...
... بل و أشد حراَ ...
... لقد صرخت قائلة ...
... " ... لا أحبك ... كنت أحبك ... الآن احب غيرك ... مللت منك ... " ...
... قالتها ...
... ثم انطلقت تعدو ...
... و الدمعات تتساقط ...
... أراها من بعيد ... كقطع الماس ...
... قطع ألما تسقط ... متمرغتاَ في الرمال ...
... و اختفت عن ناظري ...
... و ما غابت عن خاطري ...
... و لوهلة ...
... شعرت ان الزمن توقف ...
... و سرعان ما عدت الى وعيي ...
... و رميت بنظري لمياه النيل ...
... لأرى انعكاس البدر عليه ...
... تلك الصورة التي احب أن أسميها ...
... حفرة النور ...
... كنت أنظر اليها ...
... كمن يحاول الوصول اليها ...
... ثم ينظر فيها ... فيرى أروع ما يمكن ان تشاهده عيناه ...
... و عندما اقترب منها ...
... لم ينظر الى موضع قدمه ...
... بل ركز على النور ...
... فإذا هو يسقط في حفرة اخرى ... قبل ان يصل حفرة النور ...
... نعم ...
... سقط في حفرة ...
... حفرة من ظلام سحيق ...
... لا يعرف لها من قرار ...
... فلما وجد نفسه وحيداَ ... في قاع الحفرة ...
... لما وجد نفسه وحيداَ ...
... أصابه الهلع ...
... و رجف من الخوف ...
... و أخذته الوحشة ...
... فلم يعد يملك سوى حضن نفسه ...
... و النظر الى السماء ...
... وتذكر أوراق ... كانت على سطح الذاكرة ...
... يبدأ بإعادة ترتيبها ...
... ترتيب ما يود ترتيبه ...
... و حرق الباقي ...
... أما انا ...
... فتذكرت من كانت حبيبتي ...
... و هناك ... ارتعش جسمي ...
...إرتعش منها ... و من كل من لا يخجلون من الخطايا ...
... و من يقضون أيامهم ... وهم يرمون الرماح في الصدور ...
... و نسوا أناس ...
... نسوا أناس ... قد غرقت أرواحهم في خضم امواج من البلايا ...
... و بالرغم من ذلك ...
... ما رضوا الا ان تكون دمائهم طاهرة ...
... و نسوا أقواماَ ...
... صنعوا المجد ...
... و بخل عليهم التاريخ بمجرد مداد ... يخطون به أسمائهم على صفحاته الحمراء ...
... فظلت حبيسة الضمائر ...
... ليسو كأقوام ...
... حساد ... حقاد ...
... أجل امانيهم ...
... هزيمة النصر ...َ

سترونجر
02-02-2005, 01:09 PM
نعم ...
سقط في حفرة ...
حفرة من ظلام سحيق ...
لا يعرف لها من قرار ...
فلما وجد نفسه وحيداَ ... في قاع الحفرة ...
لما وجد نفسه وحيداَ ...
أصابه الهلع ...
و رجف من الخوف ...
و أخذته الوحشة ...
فلم يعد يملك سوى حضن نفسه ...
و النظر الى السماء ...
وتذكر أوراق ... كانت على سطح الذاكرة ...
يبدأ بإعادة ترتيبها ...
ترتيب ما يود ترتيبه ...
و حرق الباقي ...

---------------------------------------
أهنئك على بوح قلمك الراقي والمبدع
وجميل جداً ماكتبته أخي من لمستك الرائعة
ونطمع بالمزيد من هذه اللمسات الجميلة