المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية ستواجه عزلة دولية في حالة ضرب إيران أو فرض عقوبات عليها



الغــامــدي
02-02-2005, 03:27 AM
ستواجه عزلة دولية في حالة ضرب إيران أو فرض عقوبات عليها
تقارير روسية تنصح واشنطن باعتماد الوسائل السياسية بشأن برنامجها النووي مع طهران




http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-02-01/Pictures/0102.pol.p2.n15.jpg


عالم دين إيراني يردد أمس شعارات تأييد بمناسبة الذكرى الـ 26 للثورة الإسلامية في إيران





موسكو: أشرف الصباغ
رأت تقارير روسية أن أية عملية عسكرية أمريكية ضد إيران لن تحظى بأي دعم من جانب الحلفاء الأوروبيين الرئيسين (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) الذين يجرون مفاوضات مع طهران بشأن توقيع معاهدة شاملة في يونيو المقبل تتوفر فيها كافة الضمانات اللازمة بصدد التوجه السلمي للبرنامج النووي الإيراني. بل وذهبت إلى أن موسكو وبكين ستقفان حتما ضد هذه الخطوة.
واستبعدت التقارير إمكانية إقدام الولايات المتحدة على تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران في المستقبل المنظور، على الرغم من تأكيدات قادتها العسكريين بأنه "إذا كانت القوات الأمريكية مشغولة في العراق فإن هذا لا يعني أنها لا تستطيع توجيه ضربة عسكرية إلى بلاد أخرى، كإيران مثلا".
وأكدت أن واشنطن لن تقدم على مثل هذه الخطوة لأنهم يدركون في البنتاجون أن طهران لا تشكل اليوم أي خطر نووي على الولايات المتحدة أو إسرائيل في المنطقة. وإذا ما استطاعت إيران صنع السلاح النووي فإن ذلك سيتم، وفقا لأكثر تقديرات الخبراء راديكالية، بعد 7 او10 سنوات. كما أن القيام بقصف بعض المنشآت الإيرانية "المشبوهة" لن يعطي أية نتيجة سوى منح إيران حجة مشروعة لتوجيه ضربات غير نووية إلى إسرائيل نفسها، خاصة وأن إيران تمتلك الوسائل لتوجيه هذه الضربات. بينما يوجد لدى إسرائيل، كما يعتقد الكثيرون، سلاح نووي بخلاف حال إيران.
ووصفت التقارير الروسية زج القوات الأمريكية في إيران الآن، على خلفية العمليات غير الناجحة تماما بالنسبة إلى الولايات المتحدة في العراق، بأنه أمر شبيه بالانتحار. وأكدت أن هذا السيناريو لا يبحث بجدية. إذ إن إيران من جهة تمتلك قدرة عسكرية أكبر بكثير مما كان لدى العراق، ولهذا لا مجال للحديث عن أي هجوم خاطف، ومن جهة أخرى فإن إدخال القوات سيقود حتما إلى ظهور جبهة موحدة عراقية-إيرانية ضد الولايات المتحدة، الأمر الذي سينطوي على عواقب وخيمة بالنسبة لمصالح واشنطن.
وفيما رأت بعض المصادر في موسكو أن طهران على حق حين تعتقد بأن الولايات المتحدة تشن حربا نفسية ضدها على أمل التخلي عن برنامجها النووي المعلن لتوليد الطاقة الكهربائية، حذرت من أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تقدم على شن حملة للحصول على أكبر قدر من الدعم والمساندة، إذا أرادت توجيه ضربة إلى إيران، وهذا لكي تظهر للعالم مرة أخرى أن جميع التدابير الدبلوماسية قد استنفدت ولم يتبق أي سيناريو آخر غير توجيه الضربة العسكرية.
ووفقا لبعض التقارير، فواشنطن التي تنسب إيران إلى ما يسمى بـ "محور الشر" تعتقد أن طهران ستمضي حتما بعد تنفيذ برنامجها في تخصيب اليورانيوم إلى أبعد من ذلك-أي اقتناء السلاح النووي. بينما تعلن إيران بدورها وتؤكد بشكل قاطع أنها لن تتخلى في أي ظروف عن حقها في تطوير برنامجها النووي لتوليد الطاقة ذي الدورة المغلقة، مؤكدة على أن هذا يتم "لأغراض سلمية حصرا". لكن واشنطن لن تصدق أبدا تأكيدات إيران، وستطالب بإغلاق البرنامج بصورة كاملة، أما طهران فلن توافق على ذلك إطلاقا. ويسود رأي في أوساط الخبراء مفاده أن "الوضع أصبح يدور في حلقة مفرغة لا يمكن الخروج منها عمليا. وبالتالي فإن آمال الرئيس الأمريكي جورج بوش المبهمة بصدد ما أسماه بالطرق الدبلوماسية تبدو وهمية جدا. أما الجزء الثاني من تصريحاته فهو شيء واقعي".
وحسب تقديرات بعض المراقبين، فقد جرى تأويل أقوال بوش بصدد البرنامج النووي الإيراني، التي وردت في حديثه منذ أيام مع شبكة تلفزيون (إن. بي. سي)، على أنها ليست إلا دليلاً على أن الولايات المتحدة لا تستبعد احتمال تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران. فهو من ناحية قال "آمل أن نتمكن من حلها (قضية البرنامج النووي الإيراني) بالطرق الدبلوماسية". لكنه في الوقت نفسه حذر المجتمع الدولي بقوله "لكنني لا أستبعد أبدا جميع السيناريوهات".
وذهب بعض المحللين الأمريكيين إلى أن السلطات الأمريكية بحثت، ولا تزال تبحث فعليا احتمال توجيه الضربات إلى أهداف عسكرية في إيران، إذ يوجد "تيار" في الإدارة الأمريكية يحاول قدر الإمكان الدفع في اتجاه اتخاذ قرار بأن لا مفر من الحرب إذا لم تتحقق آمال بوش بشأن "الطرق الدبلوماسية".
أما السيناريو الثاني، إلى جوار توجيه ضربات عسكرية، للتأثير على إيران فهو فرض عقوبات دولية. غير أن الأمر في هذه الحالة يتوقف على موقف مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية (ماجاتيه) الذي لا يرى ضرورة بحث "الملف الإيراني" في مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي يخالف الرغبة الأمريكية. في حين لم تخف دبلوماسية واشنطن عدم ارتياحها من اللهجة المخففة التي اتسم بها نص القرار الأخير الصادر عن مجلس مديري الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران، الصادر في 15 نوفمبر 2004. ووعدت مندوبة الولايات المتحدة جيكي ساندرز في مفاوضات مجموعة" الترويكا الأوروبية" مع إيران بأنها ستطرح في مجلس الأمن الدولي موضوع فرض العقوبات على إيران "من جانب واحد"، دون صدور قرار بهذا الشأن عن الوكالة الدولية.
ورأى بعض الخبراء والمراقبين الروس أن السيناريو الثاني سوف يفضح الولايات المتحدة، ويكشف عن إصرارها على السير في مواجهة المجتمع الدولي. ووصفوا هذا السيناريو بأنه سيكون أقبح من سيناريو العراق. واستبعدوا أن تجلب هذه الخطوة للولايات المتحدة النتائج المرجوة، إذ إنه ما دامت الوكالة الدولية لا تعتبر إيران دولة مخالفة للقانون، فلن يوافق مجلس الأمن الدولي على هذا الموقف، وعندئذ يمكن أن يبقى صوت الولايات المتحدة في عزلة تامة، أي أسوأ مما كانت عليه الحال بصدد الوضع في العراق.