الغــامــدي
02-02-2005, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.crwflags.com/fotw/images/k/kw.gif
كويت الحرية و القانون زفت بالامس احد شهدائها في عملية السالمية الاخيرة, و هذا امر طبيعي في بلد يحترم الانسان وحقوقه و لكن ما هو غير مألوف لدينا نحن السعوديون هو كيف تعامل الكويتيون حكومة و شعباً مع مقتل ابنائهم رجال الامن على ايدي الارهابين.
حدثٌ يجعلنا نقارن بين الانسان هنا و الانسان هناك, حدث علمنا ان دمائنا رخيصة, و ان شبابنا نزلاء اقفاص القرود في قونتنامو ارخص على حكومتنا من احذية نساءهم.
عندما عُين الشيخ نواف الاحمد الصباح وزيرا للداخلية تسألت حينها لما اختارت الكويت هذا الرجل و هي بلد يزخر بالرجال ذوو الخبرة و الحنكة العسكرية و السياسية و لكن الجواب جاء بعد الاحداث الاخيرة. بداية بأم الهيمان و انتهاءاً بعملية مبارك الكبير جنوب العاصمة. كل تلك العمليات جاءت بذلك الرجل الاسمر الى الضوء, فأصبح بكل جدارة صاحب الموقف و المبادرة. بطل الكويت و وزير داخليتها ترجل من كرسيه في لحظات الصراع و الموت و استطاع ان يبادر الارهاب و يطعنه بكل شجاعه حتى اثخنه و قضى عليه. كان ذلك الوزير المتواضع مشرفاً على تلك المواجهات قريب كقرب الرصاصات التي كادت تخترق سيارته. نزع بردته الفضفاضة الجميلة و نزل مع جنوده في ساحة السالمية ثم في مبارك الكبير. كان يتحدث لناس بعد كل عملية بسترته الواقية السوداء و قد تميزت أبتسامة النصر على محياه وكأنه يقرأ في عيون الناس شكرهم و تقديرهم. يخرج بطل الكويت بعد كل عملية و رائحة الرصاص في ثيابه ليتولى بنفسه نقل جنوده المصابين الى ارقى مستشفيات الكويت و لم يكن إطمئنانه عليهم كذبة اعلامية من وراء الكاميرات بل كانت مشاعر صادقة نجدها عندما نرى الشيخ يعانق جنوده بحرارة لم نعهدها في حياتنا تنتهي عندما تنساب دموع الجنود امتنانا و تقديرا لانسانيته و تواضعه. كان وزيرا غير عادي لم يكتفي بكل ما قدم لجنوده بل كان يقوم بالتعزية الصحفية بأسم وزارته لاسر و ذوي رجال الامن. ثم يذهب بنفسه لذوي القتلا شخصيا ليقوم بواجب العزاء في اي مكان من دون تمييز طبقى او اجتماعي. كان ذلك الانسان يقتضب في حديثه لوسائل الاعلام لان الافعال و المواقف كانت تتحدث عنه.
اما حكومة الكويت الديموقراطية فقد تقدمت بالتعازي على ارقى المستويات و بتمثيل شخصي من رئيس الوزراء صباح السالم الذي امر بتذييل كل الصعوبات الطبية و نقل المصابين خارج الكويت متى ما استدعت الحاجة لذلك. و لم تكتفى الكويت بذلك بل منحت رجالها اعلى اوسمة الكويت الشرفية و حفرت اسماء شهداءها بحروف من نور في عقول و ذاكرة ابنائها.
و الصحافة الكويتية قدمت التعازي على اجمل و اثمن صفحاتها و بأسم كل جريدة كانت تنثر ورود الشهداء على قرائها. و لم تخلو صفحاتها الاولى من صور شهداءها الذين امتلئت الصفحات الداخلية بتقارير مطوله عنهم و عن انجازاتهم.
http://www.crwflags.com/fotw/images/s/sa.gif
أما الحال في بلدي فكان نقيض ذلك و قدمت الحكومة انموذجاً من عدم احترام الانسان. كان مموهاً بنفاق اعلامي و رسمي كبير. فمع بداية الاحداث لم تكن الحكومة تكترث بالمصابين من رجال الامن و لم يحاول وزير الداخلية و نائبة زيارة الجرحى من رجال الامن بل اكتفوا بزيارات للمجمعات السكنية المتضررة فقط. و بعد الامتعاض الشعبي حيال ذلك بدأت الداخلية السعودية تقوم بزيارات للجرحى امام كاميرات التصوير و تحت اهازيج الوطنية و التهليل. و في الحادثة الاخيرة لم يقطع وزير الداخلية اجازته السنوية لزيارة جنوده و كتفى بأرسال مساعده و لم يكلف نائبة بذلك؟؟؟؟
كان الامير و مساعده يظهران في كل الزيارات بأمتعاض شديد و في حلة رسمية و ثياب مذهبة, يخطف احدهم يد الجندي بسرعة حتى يتجنب معانقته و لم نرى الوزير او نائبة او مساعده في موقع واحد من مواقع الاحداث. و اما اسر الشهداء فتُحضر الى الامير في مكتبه لتصوير الاعلامي فقط. و لا نعلم لماذا لم يقم الامير او من ينوبه بزيارة واحدة لاسرة من اسر الجنود الذين قتلوا منذ عامين و حتى الان!!! و لم نشاهد عزاء بأسم وزارة الداخلية على صفحات الصحف يُقدم تقديراً لمن ماتوا من اجل الوطن!!!
أما الحكومة فلا تعليق كما يقولون " لا تهش و لا تنش" نائمة في سبات عميق و الصحافة لا تعير اي اهتمام لرجال الامن بل تركز على المصابين و موقع الاحداث. و تعلن اسماء الشهداء بين السطور في سياق موضوع جانبي. و ما يجعلنا نصاب بالدهشة قيام جريدة الرياض بتعزية "البليهيد" الذي قتل في الاحداث و هو من سكان تلك المجمعات و لم يكتب "السديري" حرفاً واحد من اجل الشهداء الحقيقين الذين قضوا في احداث مؤلمة. اخيرا اعتذر لان الموضوع كُتب بسرعة...
منقول
http://www.crwflags.com/fotw/images/k/kw.gif
كويت الحرية و القانون زفت بالامس احد شهدائها في عملية السالمية الاخيرة, و هذا امر طبيعي في بلد يحترم الانسان وحقوقه و لكن ما هو غير مألوف لدينا نحن السعوديون هو كيف تعامل الكويتيون حكومة و شعباً مع مقتل ابنائهم رجال الامن على ايدي الارهابين.
حدثٌ يجعلنا نقارن بين الانسان هنا و الانسان هناك, حدث علمنا ان دمائنا رخيصة, و ان شبابنا نزلاء اقفاص القرود في قونتنامو ارخص على حكومتنا من احذية نساءهم.
عندما عُين الشيخ نواف الاحمد الصباح وزيرا للداخلية تسألت حينها لما اختارت الكويت هذا الرجل و هي بلد يزخر بالرجال ذوو الخبرة و الحنكة العسكرية و السياسية و لكن الجواب جاء بعد الاحداث الاخيرة. بداية بأم الهيمان و انتهاءاً بعملية مبارك الكبير جنوب العاصمة. كل تلك العمليات جاءت بذلك الرجل الاسمر الى الضوء, فأصبح بكل جدارة صاحب الموقف و المبادرة. بطل الكويت و وزير داخليتها ترجل من كرسيه في لحظات الصراع و الموت و استطاع ان يبادر الارهاب و يطعنه بكل شجاعه حتى اثخنه و قضى عليه. كان ذلك الوزير المتواضع مشرفاً على تلك المواجهات قريب كقرب الرصاصات التي كادت تخترق سيارته. نزع بردته الفضفاضة الجميلة و نزل مع جنوده في ساحة السالمية ثم في مبارك الكبير. كان يتحدث لناس بعد كل عملية بسترته الواقية السوداء و قد تميزت أبتسامة النصر على محياه وكأنه يقرأ في عيون الناس شكرهم و تقديرهم. يخرج بطل الكويت بعد كل عملية و رائحة الرصاص في ثيابه ليتولى بنفسه نقل جنوده المصابين الى ارقى مستشفيات الكويت و لم يكن إطمئنانه عليهم كذبة اعلامية من وراء الكاميرات بل كانت مشاعر صادقة نجدها عندما نرى الشيخ يعانق جنوده بحرارة لم نعهدها في حياتنا تنتهي عندما تنساب دموع الجنود امتنانا و تقديرا لانسانيته و تواضعه. كان وزيرا غير عادي لم يكتفي بكل ما قدم لجنوده بل كان يقوم بالتعزية الصحفية بأسم وزارته لاسر و ذوي رجال الامن. ثم يذهب بنفسه لذوي القتلا شخصيا ليقوم بواجب العزاء في اي مكان من دون تمييز طبقى او اجتماعي. كان ذلك الانسان يقتضب في حديثه لوسائل الاعلام لان الافعال و المواقف كانت تتحدث عنه.
اما حكومة الكويت الديموقراطية فقد تقدمت بالتعازي على ارقى المستويات و بتمثيل شخصي من رئيس الوزراء صباح السالم الذي امر بتذييل كل الصعوبات الطبية و نقل المصابين خارج الكويت متى ما استدعت الحاجة لذلك. و لم تكتفى الكويت بذلك بل منحت رجالها اعلى اوسمة الكويت الشرفية و حفرت اسماء شهداءها بحروف من نور في عقول و ذاكرة ابنائها.
و الصحافة الكويتية قدمت التعازي على اجمل و اثمن صفحاتها و بأسم كل جريدة كانت تنثر ورود الشهداء على قرائها. و لم تخلو صفحاتها الاولى من صور شهداءها الذين امتلئت الصفحات الداخلية بتقارير مطوله عنهم و عن انجازاتهم.
http://www.crwflags.com/fotw/images/s/sa.gif
أما الحال في بلدي فكان نقيض ذلك و قدمت الحكومة انموذجاً من عدم احترام الانسان. كان مموهاً بنفاق اعلامي و رسمي كبير. فمع بداية الاحداث لم تكن الحكومة تكترث بالمصابين من رجال الامن و لم يحاول وزير الداخلية و نائبة زيارة الجرحى من رجال الامن بل اكتفوا بزيارات للمجمعات السكنية المتضررة فقط. و بعد الامتعاض الشعبي حيال ذلك بدأت الداخلية السعودية تقوم بزيارات للجرحى امام كاميرات التصوير و تحت اهازيج الوطنية و التهليل. و في الحادثة الاخيرة لم يقطع وزير الداخلية اجازته السنوية لزيارة جنوده و كتفى بأرسال مساعده و لم يكلف نائبة بذلك؟؟؟؟
كان الامير و مساعده يظهران في كل الزيارات بأمتعاض شديد و في حلة رسمية و ثياب مذهبة, يخطف احدهم يد الجندي بسرعة حتى يتجنب معانقته و لم نرى الوزير او نائبة او مساعده في موقع واحد من مواقع الاحداث. و اما اسر الشهداء فتُحضر الى الامير في مكتبه لتصوير الاعلامي فقط. و لا نعلم لماذا لم يقم الامير او من ينوبه بزيارة واحدة لاسرة من اسر الجنود الذين قتلوا منذ عامين و حتى الان!!! و لم نشاهد عزاء بأسم وزارة الداخلية على صفحات الصحف يُقدم تقديراً لمن ماتوا من اجل الوطن!!!
أما الحكومة فلا تعليق كما يقولون " لا تهش و لا تنش" نائمة في سبات عميق و الصحافة لا تعير اي اهتمام لرجال الامن بل تركز على المصابين و موقع الاحداث. و تعلن اسماء الشهداء بين السطور في سياق موضوع جانبي. و ما يجعلنا نصاب بالدهشة قيام جريدة الرياض بتعزية "البليهيد" الذي قتل في الاحداث و هو من سكان تلك المجمعات و لم يكتب "السديري" حرفاً واحد من اجل الشهداء الحقيقين الذين قضوا في احداث مؤلمة. اخيرا اعتذر لان الموضوع كُتب بسرعة...
منقول