المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أردت إفسادها فأنقذتني(قصة دمعت لها العين)



~*~سحابة صيف~*~
07-02-2005, 06:33 AM
أردت إفسادها فأنقذتني

داعية ولكن من نوع وتوجهآخر ... خط لنفسه طريق وهدف ولكن كان يؤدي إلى الهلاك والفساد . فمضى في تنفيذمخططه حتى سقط في يد فتاة عرفت كيف تتعامل مع أمثاله:
ما أجمل الماضي وما أقساه، صفتان اجتمعت في ذكرى رجل واحد ، صفتان متضادتان ... أحاول أن أتذكر الماضي منأجل أن أرى طفولتي البريئة فيها ... وأحاول أن أهرب من تذكره كي لا أرى الشقاء الذيعشت فيه عنفوان شبابي ...فحينما وصلت سن الخامسة عشرة كنت في أشد الصراع مع طريقينهما طريق الخير وطريق الشر ... لكن من سوء حظي أنني اخترت طريق الشر ، فقلدتنيالشياطين أغلى وسام لديها، وصرت تبعاً لها ...بل لم تمضي أيام حتى تمردت عليهافأصبحت هي التابعة لي ، فأخذت مسلك الشر واستسقيت من منهاله المر الذي أشد من مرارةالعلقم و أيم الله ... فلم أتخلى يوماً عن المشاركة في تفتيت روابط القيم والشيمالرفيعة ، حتى أصبح اسمي علماً من أعلام الغواية والضلال ...
وذات مرةأسترعى انتباهي فتاة كانت في الحي الذي أسكن فيه ، وكانت كثيراً ما تنظر إلىّ نظرةلم أعي معناها ... لكنها لم تكن نظرات عشق ، ولا غرام ، رغم أنني لا أعرف العشق ولاالغرام حيث لم يكن لي قلب وقتها ... وتغلغلت في أفكاري تلك النظرات التي استوقفتنيكثيراً ، حتى هممت أن أضع شراكي على تلك الفتاة ... وبعد فترة أخذت منظومة شعريةيقولون أنها منظومة عشق ، فأرسلتها لها عبر باب منزلها ، ولكن لم أجد منها رد بذلكولا تجاوب ... وأخذتني بعدها العزة بالإثم لأغوين تلك الفتاة شاءت أم أبت ،فكتبتفيها قصيدةً شعرية من غير ذكر اسم لها ... حتى وصلها الخبر بذلك ، لكنها لم تتصرفولم يأتي منها شيء ، وذات ليلة كنت عائداً إلى منزلي الساعة الرابعة فجراً ، فأناممن هو مستخف بالنهار و ساربُ ُ بالليل ... وإذا بي أجد عند الباب كتاب عن الأذكارالنبوية ، فأحمر وجهي لذلك واستحضرت جميع إرادات الشر التي بداخلي ، حيث عرفت أنالتي أرسلته لي هي تلك الفتاة ... وبهذا فهي قد أعلنت حرباً معي ، ففكرت وقتها علىأن أكتب قصيدة عن واقعة حب بيني وبينها وأنشرها بالحي ، وبعدها أكون قد خدشت بشرفها ... وجلست أستوحي ما تمليه الشياطين على ّ من ذلك الوحي الشعري ، ففرغت من قصيدتيتلك وأرسلت بها إلى دارها مهدداً إياها بأن ذلك سوف ينشر لدى كافة معارفك ... وجاءني المرسول الذي بعثت معه القصيدة بتمرات ، وقال لي إن الفتاة صائمة اليوم وهيعلى وشك الإفطار وقد أرسلت معي هذه التمرات لك هديةً منها لك على قصيدتك بها ،وتقول لك إنها ستدعو الله لك بالهداية ساعة الإفطار ... فأخذت تلك التمرات وألقيتهاأرضاً ، واحمرت عيناي بالشر ، وتوعدتها بالإنتقام عاجلاً أم آجل ، ولن أدعها علىطريق الخير أبداً ما حييت ... وأخذت أتصيد فترات روحاتها و جياتها للمسجد بإلقاءعبارات السخرية والاستهزاء بها فكان من معها من البنات يضحكن عليها أشد الضحك ، ومعذلك لم تحرك تلك الاستهزاءات ساكناً فيها ... ومرت الأيام ورأيت أنني فشلت فيمحاولاتي تلك بأن أضل تلك الفتاة واستمرت هي بإرسال كتيبات دينية لي ، وكل يوماثنين وخميس وهي الأيام التي كانت تصوم فيهما كانت ترسل التمر لي ، وكأن لسان حالهايقول أنها قد انتصرت علىّ ، هذا ما كنت أظنه من تصرفاتها تلك ...
وماهي إلاأِشهر إلا وسافرت خارج البلاد باحثاً عن السعادة و اللذات الدنيوية التي لم أرآها فيبلدي ، ومكثت قرابة أربعة أشهر ، وكنت وأنا خارج بلدي منشغل الفكر بتلك الفتاة ،وكيف نجت من جميع الخطط التي وضعتها لها ... وفكرت فور وصولي لبلدي أن أبدأ معهاالمشوار مرة أخرى بأسلوب أكثر خبثاً و دهاءاً وقررت أنني سوف أردها عن تدينهاوأجعلها تسير على درب الشر ... وجاء موعد الرحلة والرجوع لبلدي وكان يومها يوم خميس، وهو من الأيام التي كانت تصومه تلك الفتاة ، وحينما قدم لنا القهوة والتمربالطائرة أخذت بشرب القهوة أم التمر فألقيت به [ حيث كان رمزاً للصائمين ويذكرنيبها ] ... وهبطت الطائرة بمطار المدينة التي أسكن بها وكان الوقت الواحدة ظهراً ،وركبت سيارة الأجرة متوجهاً لمنزلي ، وهناك زارني أصدقائي فور وصولي ، وكلاً منهمقد حصل على هديته مني وكانت تلك الهدايا كلها خبيثة ، وكانت أكبرها قيمة وأعظمهاشراً هدية خصصتها لتلك الفتاة ، كي أرسلها لها ، ولأرى ما تفعله بعد ذلك ... وخرجتذاهباً لأتصيد الفتاة عند مقربةً من المسجد قبل صلاة المغرب ، حيث كانت حريصةً علىأداء الصلاة في المسجد لأن بالمسجد كان جمعية نسائية لتحفيظ القرآن ... وما أن أذنالمغرب وفرغ من الأذان وجاء وقت الإقامة ، ولم أرى الفتاة ، استغربت ، وقلت في نفسيقد تكون الفتاة تغيرت أثناء سفري وهجرت المسجد وتخلت عن تدينها ذلك ... فعدت لمنزلي، وأنا كلي أمل بأن تكون توقعاتي تلك محلها، وأثناء ما كنت أقلب في كتبي وجدت مصحفاًمكتوب عليه إهداء إليك لعل الله أن يهديك إلى صراطه المستقيم ، التوقيع / اسمالفتاة ... فأبعدته عني وسألت الخادمة من أحضر هذا المصحف إلى هنا فلم تجبني ،وخرجت في يومي الثاني منتظراً الفتاة عند باب المسجد ومعي المصحف كي أسلمها إياهوأقول لها أنا لست بحاجةٍ إليه ، كما أنني سوف أبعدك عنه قريباً ، و انتظرت الفتاةعند المسجد ولكن لم تأتي . وكررت ذلك عدة أيام لكن دون فائدة فلم أراها ، فذهبت إلىمقربة من منزلها وسألت أحد الصبيان الصغار الذين كانوا يلعبون مع أخوة لتلك الفتاة، فسألتهم: هل فلانة موجودة ؟ فقالوا لي : ولماذا هذا السؤال ! ربما أنت لست من هذاالحي . قلت بلى ولكن لدي رسالة من صديقة لها كنت أود أن تذهبوا بها لها ، فقالوا ليإن من تسأل عنها قد توفاها الله وهي ساجدة تصلي بالمسجد قبل أكثر من شهرين ...
عندها ما أدري ما الذي أصابني فقد أخذت الدنيا تدور بي وأوشكت أن أقع منطولي ، ورق قلبي وأخذ الدمع من عيني يسيل ، فعيناي التي لم تعرف الدمع دهراً سالتمنها تلك الدموع بغزارة ، ولكن لماذا كل هذا الحزن ؟ أهو من أجل موتها وحسن خاتمتهاأم من أجل شيء آخر ؟ لم أقدر أن أركز وأعلم سبباً وتفسيراً لذلك الحزن الشديد ، أخذتبالعودة لمنزلي سيراً على الأقدام وأنا هائم لا أدري أين هي وجهتي وإلى أين أنا ذاهب ... وجلست أطرق باب منزلي بينما مفتاح الباب بداخل جيبي ، لقد نسيت كل شيء نسيت منأنا أصبحت أنظر وأتذكر نظرات تلك الفتاة في كل مكان تلاحقني ... وأيقنت بعدها أنهالم تكن نظرات خبث ولاشيء آخر بل نظرات شفقة ورحمة علىّ ، فقد كانت تتمنى أن تبعدنيهي عن طريق الشر ... فقررت بعد وفاتها أن أعتزل أهلي ، وفعلاً اعتزلت أهلي والناسجميعاً أكثر من سنة وسكنت بعيداً عن ذلك الحي وتغيرت حالتي ، وصار خيالها دوماًأراه لم يتركني حتى في وحدتي ، أصبحت أراها وهي ذاهبة للمسجد وحينما تعود ، وحاولالكثير من أصدقائي أن يعرفوا سبب بعدي عن المجتمع وعن رغبتي واختياري للعيش وحيداًلكنني لم أخبرهم بالسبب ... وكان المصحف الذي أهدتني إياها لا يزال معي ، فصرت أقبلهوأبكي وقمت فوراً بالوضوء والصلاة لكنني سقطت من طولي فكلما حاولت أن أقوم أسقط ،لأني لم أكن أصلي طوال عمري ، فحاولت جاهداً فأعانني الله ونطقت باسمه ، ودعيتوبكيت لله بأن يسامحني وبأن يرحم تلك الفتاة رحمةً واسعة من عنده ، تلك الفتاة التيكانت دائماً ما تسعى لإصلاحي ... وكنت أنا أسعى لإفسادها ، لكن تمنيت لو أنها لم تمتلأجل تراني على الاستقامة ، لكن لا راد لقضاء الله ،



وصرت دوماً أدعو لها وأسألالله لها الرحمة وأن يجمعني بها في مستقر رحمته وأن يحشرني معها ومع عبادهالصالحين.




منقول

B!7
07-02-2005, 02:34 PM
الســــــــــــلام عليكم

جزاك الله خيراً على القصة المؤثرة

نقــــل رائع ويستاهل :biggthump :biggthump


سبحان الله كانت هدايته على تلك الفتاة :shock22: :shock22:


الله يرحمها ويغفر لها ذنوبها ويدخلها الجنة من أوسع ابوابها


مع تحياتي لك

اخوك:
B!7

~*~سحابة صيف~*~
07-02-2005, 04:16 PM
الســــــــــــلام عليكم

جزاك الله خيراً على القصة المؤثرة

نقــــل رائع ويستاهل :biggthump :biggthump


سبحان الله كانت هدايته على تلك الفتاة :shock22: :shock22:


الله يرحمها ويغفر لها ذنوبها ويدخلها الجنة من أوسع ابوابها


مع تحياتي لك

اخوك:
B!7
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكراً جزيلاً لك على المرور الطيب:)

Dodo_91
09-02-2005, 08:31 PM
ألف شكر علة القصة الرائعة , وأتمنى أن تكون عبرة لكل مسلم ...

الله يرحمها برحمته الواسعة ويجزيها خير الجزاء على عملها وحسن ، ويغفر للشاب ويرحمه أيضا

~*~سحابة صيف~*~
10-02-2005, 06:23 AM
ألف شكر علة القصة الرائعة , وأتمنى أن تكون عبرة لكل مسلم ...

الله يرحمها برحمته الواسعة ويجزيها خير الجزاء على عملها وحسن ، ويغفر للشاب ويرحمه أيضا
العفو أختي
إن شاء الله تكون عبرة لكل المسلمين
مشكورة على المداخلة الحلوة:)

Another_One
12-02-2005, 07:17 PM
لا اله الا الله

القشعريرة تسري في جسدي كله :boggled:

سبحان الله

كان الله يحبه رغم اصراره الشديد باغواءها

كان الله يحبه رغم المعاصي والذنوب اللتي فاض قلبه بها

كان الله يحبه بارساله الفتاة لهدايته من حيث لا يعلم ومن حيث لا يحتسب

جزاكي الله خير اختي

~*~سحابة صيف~*~
13-02-2005, 06:37 AM
لا اله الا الله


القشعريرة تسري في جسدي كله :boggled:

سبحان الله

كان الله يحبه رغم اصراره الشديد باغواءها

كان الله يحبه رغم المعاصي والذنوب اللتي فاض قلبه بها

كان الله يحبه بارساله الفتاة لهدايته من حيث لا يعلم ومن حيث لا يحتسب

جزاكي الله خير اختي



سبحان الله
كان الله يحبه رغم كل شيء
وقد هداه الى الصراط المستقيم.
شكراً لكَ على المرور والمداخلة.

عاشقة الخيال
13-02-2005, 08:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قصة في قمة الروعة و الألم

و دعوة لكل من لا يعتبر و لكل من يعتبر

إن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة و لن يفيدنا إلى أعمالنا

فما الداعي إلى الشر فإن الدنيا من الدنائة

مشكورة أختي الكريمة في الله ranoosh:)

على هذه القصة المؤثرة في النفس و القلب الذي تم إغلاقه بسبب الزائف

أبعدنا الله جميعنا عن الزائف

~*~سحابة صيف~*~
13-02-2005, 09:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته


قصة في قمة الروعة و الألم
و دعوة لكل من لا يعتبر و لكل من يعتبر
إن الدنيا مهما طالت فهي قصيرة و لن يفيدنا إلى أعمالنا
فما الداعي إلى الشر فإن الدنيا من الدنائة
مشكورة أختي الكريمة في الله ranoosh:)
على هذه القصة المؤثرة في النفس و القلب الذي تم إغلاقه بسبب الزائف


أبعدنا الله جميعنا عن الزائف


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العفو أختي الغالية،شكراً لكِ على قرائتك للقصة وأكيد هي عبرة لكل مسلم ومسلمة:)