المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية طهران بكل وقاحة: من حقنا الاتصال بعراقيين



abukhan
09-02-2005, 07:08 AM
طهران: من حقنا الاتصال بعراقيين


2005 الثلائاء 8 فبراير

نصر المجالي من لندن وعامر الحنتولي من عمان - إيلاف

ردت حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم على ما تضمنته وثيقة كانت قد نشرتها "إيلاف" نهاية الأسبوع الماضي تشير إلى تورط القيادة الإيرانية ممثلة بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس الثوري المرتبط به مباشرة في الأوضاع الداخلية العراقية، بالإضافة إلى وضع خطة بإشراف من خامنئي لتنفيذ انقلاب عسكري في العراق "إذا كانت نتيجة الانتخابات البرلمانية لم تكن في صالح الإسلام". وهذه المعلومات جاءت من خلال رسالة موقعة من محمد كلبايكاني مدير مكتب المرشد الأعلى خامنئي، وهي موجهة إلى قائد الحرس الثوري الجنرال رحيم صفوي.
وفي معرض الرد، قال دبلوماسي إيراني كبير يعمل في سفارة بلاده في العاصمة الأردنية عمان إن "طهران غير مضطرة البتة لتكذيب كل ما ينشر عن أطماع إيرانية أو مخططات لها في وسائل إعلام عربية وأجنبية بات واضحًا للجميع أنها تصفي حساباتها مع إيران لحساب جهات معينة اتخذت في الآونة الأخيرة موقفًا متشنجًا من إيران".

واعترف الدبلوماسي الإيراني، في شكل ضمني بارتباطات لبلاده داخل العراق وقال "من حق طهران أن تشارك وتتعاون مع جهات عراقية لها أسلوب وسياسات مقربة من السياسات الإيرانية بأشكال طبيعية ومعلنة، مثلما تبحث دول الجوار العراقي عن حكومة عراقية لها نفس أهداف وسياسات تلك الدول التي تتجاور مع العراق وتتدخل في شؤونه"، نافيًا على الصعيد ذاته كل الإتهامات والتقارير الصحافية التي غمزت من قناة التدخلات الإيرانية في العراق خلال الشهور الماضية.

ونفى الدبلوماسي الإيراني أيضًا التقرير الذي نشرته "إيلاف" الأسبوع الماضي ويتحدث حصريًا عن خطة إيرانية معدة لتنفيذ انقلاب عسكري في العراق، وقال "إننا نحترم موقع (إيلاف) كمنبر إعلامي عربي ذا مصداقية وأهمية لكن ما نشره مؤخرًا عن المساعي الإيرانية لإحداث انقلاب في العراق هو أمر يجافي الحقيقة وليس له أي أساس".

وسخر الدبلوماسي الإيراني من مسألة وجود الوثيقة لدى إيلاف وتساءل عن الأسباب المانعة لنشرها للقراء مشككًا في وجودها، وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه بسبب حساسية وضعه كدبلوماسي في عاصمة بلد هو الأردن تشوب العلاقات معه حساسيات بالغة وسوء فهم منذ تصريحات أسيء فهمها على ما يبدو لعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني حول مسألة الهلال الشيعي، إذ أعلن الملك إن إيران تسعى لتنفيذها مرورًا بالعراق وسورية وصولا إلى لبنان مع ما تحمله من تهديد للجوار الخليجي حيث أقليات شيعية هناك.

وتساءل الدبلوماسي الإيراني " كيف لكاتب التقرير أن يدعي وجود خطة جاهزة للتنفيذ فيما يتواجد على الأراضي العراقية أكثر من مائتين وخمسين ألفا من الجنود الأميركيين يتابعون كل شاردة وواردة في العراق".

يذكر أن الجبهات المتشددة وهي صاحبة القرار المؤثر في إيران ظلت ولا تزال تتابع التطورات على الساحة العراقية منذ انهيار نظام حكم صدام حسين، وهي حسب التقارير دفعت بمئات الآلاف من الإيرانيين إلى الداخل العراقي بتوجيه من الحرس الثوري الذي أشرف لعشرين عامًا على تدريب لواء بدر التابع للمجلس الإسلامي الأعلى للثورة في العراق الذي يتزعمه حاليًا عبد العزيز الحكيم، كما أن هذا الحرس يرعى مسلحي "جيش القدس" العامل حاليًا في الأراضي العراقية، إلى جانب حركات مسلحة أخرى يقال إن من بينها جماعة أبو مصعب الزرقاوي الذي تسهل له السلطات الإيرانية التنقل عبر الحدود مع العراق، وكذلك جماعة أنصار الإسلام المشددة التي تعمل في جنوب العراق حاليا من بعد تدمير معسكراتها في بداية الحرب ضد العراق في مارس (آذار) 2003 .

ولفت انتباه مراقبين كثيرين رد فعل الجنرال رحيم صفوي قائد قوات الحرس الثوري الايراني على نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة التي يتوقع أن يتفوق فيها مرشحون تؤيدهم القيادة الإيرانية حين قال "تشكل هزيمة للولايات المتحدة التي ستغادر المستنقع العراقي الذي تورطت فيه"، وكانت وكالة الانباء الايرانية الرسمية نقلت عن صفوي قوله خلال لقاء له مع نظيره اللبناني عبد الرحيم مراد "بعد مرور عامين تقريبا على الهجوم الاميركي على العراق "فإن اميركا تورطت في المستنقع العراقي وليس لها سبيل سوى الخروج من هذا البلد"، واضاف صفوي ان الحضور الجماهيري الواسع في الانتخابات العراقية هو احد مؤشرات هزيمة الاميركيين.

وكانت تصريحات كثيفة صدرت عشية الانتخابات العراقية عن قياديين إيرانيين أعربوا فيها عن ثقتهم بان الاقبال الكبير على الانتخابات في المناطق الشيعية من العراق رغم تهديدات المسلحين بشن اعمال عنف ستفيد اللائحة الانتخابية التي يدعمها اية الله علي السيستاني وهو أعلى مرجعية شيعية.

وترأس تلك اللائحة عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية. وقبل الحرب التي شنتها الولايات المتحدة علي العراق في آذار (مارس) 2003 كان الحزب يتلقى الدعم السياسي والمالي وحتى العسكري من ايران التي كان يتخذها قاعدة له في المنفي.

وطبقًا لتقرير سابق للصحافي الإيراني الذي يعيش في المنفى في بريطانيا منذ سقوط الحكم الشاهنشاهي العام 1979 ، علي نوري زادة، فإن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني العميد قاسم سليماني اقر في ندوة مغلقة بتوفير ايران تسهيلات للاصولي الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي المتهم بتدبير معظم الهجمات والعمليات الانتحارية في العراق، مبرراً ذلك بأن نشاطات الزرقاوي في العراق «تخدم المصالح العليا للجمهورية الاسلامية» وبينها منع قيام نظام علماني فيدرالي متعاون مع الولايات المتحدة.

ونقل نوري زاده في تقرير كتبه لصحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية عن مصدر إيراني حضر ندوة العميد قاسم في مخيم لطلبة الدراسات الاستراتيجية والدفاعية في جامعة الإمام الحسين قوله "إن العميد سليماني قال في الندوة التي اقيمت في مخيم لطلبة الدراسات الاستراتيجية والدفاعية بجامعة الامام الحسين "لا يحتاج الزرقاوي وعناصر قيادة تنظيمه (انصار الاسلام) الى رخصة مسبقة لدخول إيران فهناك نقاط حدود معينة تمتد من حلبجة شمالاً الى عيلام جنوبا، يستطيع الزرقاوي وما يزيد على عشرين مقاتلاً من قياديي انصار الاسلام من دخول الاراضي الايرانية منها متى يشاءون".

واوضح المصدر ان العميد سليماني الذي يشرف على انشطة وحدات استخبارات الحرس الثوري وفيلق القدس العاملة في العراق، كان يرد علي تساؤلات اثارها بعض الطلبة حول اسباب دعم ايران لشخص معاد للشيعة مثل الزرقاوي الذي سبق ان اتهمته اوساط قريبة من مرشد النظام علي خامنئي بالضلوع في قتل آية الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

واعتبر سليماني ان تورط الزرقاوي في مقتل الحكيم ليس امراً مؤكدًا، فضلاً عن ان ما يقوم به الزرقاوي حاليًا يخدم مصالح الجمهورية الاسلامية العليا، فقيام عراق علماني فيدرالي متعاون مع الولايات المتحدة اخطر بكثير من النظام البعثي السابق، ذلك ان النظام الجديد سيشكل، حسب سيلماني «تهديداً حقيقياً للاسلام الثوري المحمدي الخالص وولاية الفقيه»، وفق ما نقل المصدر.

وقال نوري زاده في تقريره ان الزرقاوي انتقل الى ايران منذ بضعة اشهر بعد احداث الفلوجة، حيث قضى عدة اسابيع في معسكر تابع للحرس الثوري في منطقة مهران على الحدود مع العراق قبل ان يغادرها الى مدينة بعقوبة العراقية بمساعدة فيلق القدس.

يذكر ان فيلق القدس الذي تم تشكيله اواخر عهد الخميني بهدف مطاردة الشخصيات والقوى المعارضة داخل البلاد وخارجها، تغيرت وظائفه وحدود مسؤولياته خلال السنوات الاخيرة، بحيث اصبح اليوم مسؤولاً عن شؤون العراق وافغانستان والبلدان العربية والاسلامية في ما يتعلق بالحرب غير المباشرة مع الولايات المتحدة.

وكان مسؤول سابق في الفيلق كان قد كشف لـصحيفة "الشرق الأوسط" بعد هروبه الى تركيا العام الماضي عن وجود ابو مصعب الزرقاوي في ايران ودخوله الى الاراضي العراقية قبل اكثر من سنة، عقد لقاء في شهر يونيو (حزيران) الماضي بين الزرقاوي واللبناني الهارب عماد مغنية في احد مقرات فيلق القدس بمحافظة كرمنشاه غرب ايران.

واشار المصدر الى ان مغنية لعب دوراً مؤثراً في تشكل ميليشيا "جيش المهدي" التابعة لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، وتدريب عناصره في معسكرات داخل ايران، كما ان دخول مقاتلين شيعة من لبنان الى العراق بزي طلبة العلوم الدينية وانضمامهم في ما بعد الى "جيش المهدي" تم تحت اشراف عماد مغنية الذي خضع مؤخراً لعملية جراحية تجميلية لتغيير ملامح وجهه، في مصح تابع للحرس الثوري بشمال طهران. وهذه هي العملية الجراحية الخامسة لمغنية المطارد من قبل اجهزة الاستخبارات الغربية والعربية منذ عدة سنوات.

واوضح المصدر ان مغنية ظل على صلاته بأيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" رغم صعوبة الاتصال بالظواهري في الآونة الاخيرة، واضاف ان مغنية قدم اوائل العام الحالي تقريرا الى مسؤول استخبارات الحرس الثوري عقب زيارة للعراق تحدث فيه عن اهمية توسيع اطار التعاون بين "جيش المهدي" وجماعة الزرقاوي، نظرا الى ان مقتدى الصدر يخسر بسرعة رصيده لدى الشيعة العراقيين لا سيما في مدينة النجف، حيث لوحظ ان العوائل الشيعية تمنع ابناءها من الانضمام الى ميليشياته، بينما يتعزز رصيده في منطقة المثلث السني.

وأخيرا، قال إن الرئيس الايراني محمد خاتمي الذي يعارض بشدة تدخل رجال الحرس الثوري في شؤون العراق الداخلية فوجئ مؤخراً بتقرير وصله من مسؤول في الحكومة العراقية صديق لايران تضمن معلومات دقيقة معززة بالارقام حول ابعاد تورط فيلق القدس واستخبارات الحرس الثوري في العمليات الارهابية التي تستهدف العراق حكومة وشعباً، فضلا عن بنيته التحتية.