المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تقرير للمخابرات الامريكية:النفوذ الأمريكي ينتهي من العالم عام 2020



ابن الغابة
09-02-2005, 12:42 PM
تقرير للمخابرات الامريكية:النفوذ الأمريكي ينتهي من العالم عام 2020
غزة-دنيا الوطن
الكاتب الأمريكي 'فرد كابلان' مؤلف 'قصص الحرب' ينشر في موقعه علي الانترنت تقريرا أصدرته ال 'C.I.A' وأعده مجلس الاستخبارات القومي يحذر الأمريكيين من تراجع نفوذهم في معظم مناطق العالم في 2020 بسبب انشغالهم بالحرب علي الإرهاب.
وتنبأ بالعملاق 'الصيني' الذي سيغزو العالم اقتصاديا وثقافيا في دول آسيا وأمريكا اللاتينية وحتي في الولايات المتحدة نفسها.. وفي المقابل ستفقد دول ثرواتها الطبيعية وتتضاءل دخولها ولن تستطيع حتي تحقيق الأمن داخل أراضيها.
من يمتلك الشجاعة ليعلن علي الملأ أن الولايات المتحدة قوة في طريقها للزوال هذا التشخيص بالتدهور الذي تعاني منه أمريكا لا يصدر عن مفكر يساري يرصد السقوط المحتمل للامبريالية ولكن هذا التنبؤ بالسقوط صدر عن مجلس الاستخبارات القومي مركز التفكير الاستراتيجي داخل مجتمع الاستخبارات الأمريكية.
هذه النتائج التي توصل إليها مجلس الاستخبارات القومي منشورة في وثيقة جديدة مكونة من 119 صفحة بعنوان 'رسم مستقبل العالم': مشروع تقرير مجلس الاستخبارات القومي لعام .2020 هذه الوثيقة غير مصنفة ولكنها متاحة للإطلاع عليها علي موقع ال 'C.I.A' الالكتروني علي شبكة الانترنت، هذا التقرير لم تهتم به الصحف كثيرا.. ربما لأنه يتوقع ويتنبأ أن في عام 2020 سيظل الإسلام السياسي هو القوة الأساسية التي ستقف في مواجهة الولايات المتحدة!!
عدد قليل من المقالات الصحفية لم تهتم إلا بخلاصة التقرير التي تؤكد أن الظهور المحتمل للصين والهند كعامل أساسي جديد علي الساحة السياسية سيغير ملامح الجغرافيا السياسية وستصبحان قوتين عظميين.
في هذا العالم الجديد أي بعد انقضاء خمسة عشر عاما ستظل الولايات المتحدة أهم محرك للنظام العالمي وقد تكون أقوي دولة في العالم ولكن مواقع نفوذها في العالم ستنحسر كثيرا في مقابل قوي أخري منافسة قادمة لن تكون الصين والهند فقط بل هناك أيضا البرازيل وأندونيسيا وربما قوي أخري ستزيد من انحسار المد الأمريكي وذلك بفرض استراتيجيتها الخاصة المصممة لاستبعاد وعزل الولايات المتحدة 'لإجبارنا' إما بالقوة وإما بالدبلوماسية لخدمة مصالح هذه القوي الجديدة!!
وقد توصلت لجنة الاستخبارات إلي أن السياسة الأمريكية الحالية تدعم وتشجع، فالولايات المتحدة مشغولة بالحرب علي الإرهاب عن قضايا الأمن التي تهم معظم الآسيويين هذا بالإضافة إلي أن الحرب علي الإرهاب بعيدة عن منطقة آسيا إلي حد ما. ويحذر التقرير صناع السياسة الأمريكية من هذا الانشغال عن آسيا لأن مستقبل قوة أمريكا ونفوذها متعلق بتقديم مقترحات للأمن الإقليمي في المنطقة وأيضا تقديم عروض سخية تفوق منافسها الأول بل والوحيد هناك الصين.
وإذا لم تنتبه الولايات المتحدة إلي مشاكل دول آسيا فهذه الدول ستتحول فورا إلي الصين وستدخل معها في تحالفات وستعطي الفرصة ل 'بكين' لتشكل لها أمنها الإقليمية وبالطبع تستبعد الولايات المتحدة.
وبطبيعة الحال ستسعي هذه القوي الجديدة إلي التطلع للاتحاد الأوربي كنموذج عالمي للتوحد الإقليمي.
هذا التحول في خريطة العالم سيضرب الدول المتقدمة في مقتل وكما يؤكد التقرير فإن رءوس الأموال وفرص العمل ستصب في قلب آسيا مما سيخل بميزان القوي علي المدي البعيد في مقابل مناطق في العالم ستقل ثرواتها وتتضاءل دخولها ولن تمتلك حتي الأمن علي أرضها.
الصين بدأت مخططها بالفعل فهي الآن تغزو الأسواق الأمريكية بقوة فأغلب المنتجات الأمريكية مصنعة في الصين ولا تقل التكلفة السنوية لهذه المنتجات عن 3 تريليونات دولار في مقابل غياب المنتج الأمريكي من الأسواق الآسيوية.
الصين الآن حلت محل الولايات المتحدة في كل دول آسيا في التجارة والاستثمار والتعليم والثقافة والسياحة.. الصين الآن في أمريكا اللاتينية فهي المصدر الأول للبرازيل وتشيلي.
ماذا تفعل إدارة بوش لمواجهة خطر المد الصيني!! وبوش مشغول بفرض الحرية بالقوة وقمع الشعوب في كل مكان؟.
ويشير التقرير في نهايته إلي أن رؤساء الولايات المتحدة في هوس دائم بفكرة تصدير الديمقراطية علي الطريقة الأمريكية مهما كان الثمن.. ولكن لو أراد الرئيس الأمريكي حقا نشر الديمقراطية والحرية في كل أنحاء 'كوكب الأرض' كما يحلم فعليه أولا أن يقدم أمريكا علي أنها 'نموذج للحكم' وأنها تستحق فعلا أن يتحذي بها الأخرون في الديمقراطية!! ولكن الولايات المتحدة لو استمرت في سياستها فلن تكون نموذجا لأي شيء!!
*الاسبوع المصرية
http://www.alwatanvoice.com/articles.php?go=articles&id=17043