المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرهبة ورباط الخيل في عصر الصواريخ والشبح



Star_Fire
12-02-2005, 08:09 AM
مقال
د. عمر ظاهر - دورية العراق

على مدى قرون أعتبرنا القرآن إعجازاً لغوياً صرفاً، فقد أخرس قريشاً بفطاحلها المفوّهين، تحداهم أن يأتوا بمثله، ثم تواضع فطالبهم أن يأتوا بسورة من مثله، وأفحمهم أخيراً بأن أعجزهم أن يأتوا بآية من مثله.

ولكننا أنتبهنا، وبشكل خاص خلال العقود الثلاثة الأخيرة، إلى أن القرآن إعجاز علمي أيضاً، فقد قويت بشكل ظاهر النزعة العلمية القرآنية التي تدفع الكثيرين من المؤمنين بالمصدر الإلهي للقرآن الكريم إلى الاستعانة بالمكتشفات العلمية الحديثة لتبيان وتوكيد صحة ما ذهب إليه القرآن الكريم في كل الأمور التي تناولتها آياته البينات، وبذلك إثبات أن القرآن منزّل من لدن حكيم عليم.

وقد نبّه علماء أفاضل قبل سنوات كثيرة إلى أن هذا السلوك قد يكون محفوفاً بالكثير من المخاطر طالما كان العلم في تطور لا ينقطع ونظرياته تتوهج حيناً وتخطف الأبصار ثم لا تلبث أن تخفت وتنطفئ لتتوهج غيرها، بينما آيات القرآن ثابتة لا تتغير ومعانيها راسخة رسوخ الجبال.

لا شك في أن العلماء والكتاب أو الأدباء الذين ينحون هذا المنحى أناس هم في الأصل مؤمنون بالقرآن وبأن الله هو مصدر وحيه. وهم فاعلون ذلك دون أن ينتظروا من العلم الحديث أن يثبت أو ينفي أي أمر. إنما هم يسلكون هذا السبيل إما راغبين في إدخال الهداية في نفوس من يعتبرونهم ضالين، أو ربما من باب توكيد إيمانهم في أنفسهم.

لا بأس في ذلك. إنما ينطوي هذا السلوك على تناقض خطير ويشير في الوقت نفسه إلى تبعية فكرية في غاية الخطورة أيضاً. أما التناقض فيكمن في لجوء المؤمن بالقرآن إلى معطيات العلم لإثبات مصدره الإلهي وصحة مضامين آياته، في الوقت الذي يحتّم هذا الإيمان الرجوع إلى القرآن الكريم للحكم على صحة ما يذهب إليه العلم الحديث، وليس العكس. لكن لماذا لا يفعلون ذلك؟ سيجيب غير المؤمنين: "من أين لهم أن يفعلوا ذلك؟ إنكم تحمّلون القرآن فوق طاقته". ويقول الذين يؤمنون: إنها التبعية وفقدان المبادرة، وحالة التبعية هذه تنبع أولاً وأخيراً من الجهل بالقرآن الكريم." حقاً. فمن لم يكن له نصيب من المعرفة لن يستطيع أن يرى عمق المعرفة لا في القرآن ولا في غيره، فلن يستطيع أن يبادر ويقول أو يفعل، بل ينتظر كي يقول الآخرون فيحكم في ضوء ما يقولون على ما عنده هو. هذه التبعية الفكرية مصيبة كبرى، نحتاج في سبيل التخلص منها إلى ثورة تطيح بالتردد وانعدام الثقة بالنفس. فليتوقف المرء ملياً عند آية في سورة الكهف، مثلاً {.. لو أطلعت عليهم لولّيت منهم فراراً ولملئت منهم رعبا (18:18)}. صدق الله العظيم. لا بد لمن له بعض المعرفة في علم النفس أن يقول "سبحان الله، أنظروا أيها الناس إن الآية قدمت الهرب من الشيء المخيف على الامتلاء بالرعب منه. هذا يعني أن الذي يتعرض لأمر مرعب يكون رد الفعل الفوري عنده الفرار أولاً وبعد ذلك يمتلئ رعباً، ولو أنه أمتلأ رعباً أولاً فإنه لن يقوى على الفرار أبداً. وهذه الآية بمفردها تكفي كمنطلق لإقامة مدرسة في علوم النفس. لماذا إذن ينتظر علماء النفس المسلمون أن تأتي دراسات في علم النفس الحديث فيقولوا: "هذه تثبت ما يقوله القرآن الكريمّ؟" لم لا يبادرون؟ ولو توقف المرء ملياً أيضاً عند قوله تعالى {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم .. 8: 60} لتساءل - إن كان مؤمناً بأنه قرآن {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. 42:41}: أنعدّ لهم رباط الخيل في عصر الصواريخ وطائرات الشبح؟ أرباط الخيل مجرد رمز للقوة، أم ماذا؟

لا يلزم المرء أن يكون باحثاً في العلوم القرآنية أو يدعي التصدي لتفسير القرآن، بل أن يكون مجرد متأمل في هذه الأمور ومجرد إنسان يخشع عند الاستماع إلى قراءة القرآن،* ليشعر أن هذه الآية {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ...} بالذات تحمل معان في غاية الخطورة تتعلق بالعصر الذي نعيش فيه، وليشعر بالغضب عندما يجد أن التبعية الفكرية لم تعد تقتصر على الجانب العلمي في نظرة المسلمين إلى القرآن، وإنما تعدته إلى الجانب اللغوي فصار المسلمون ينظرون إلى آيات القرآن الحكيم على ضوء الخبث اللغوي لأعدائهم، كأن ما أخفق فيه أفذاذ قريش في القرن السابع أفلح فيه أوغاد الإرهاب الأمريكي في القرن الواحد والعشرين.

لقد شنت الامبريالية الأمريكية في السنوات العشر الأخيرة حملة إعلامية لغوية شعواء ضد المضطهدين من فقراء العالم، خاصة العرب والمسلمين، وصرفت المليارات لتسويق مفردات معينة منها كلمة "الإرهاب" كأبشع لفظة عرفها التاريخ، حتى أبشع من "النازية" و"الفاشية" و"المكارثية" و"الصهيونية" و"الامبريالية" (لا اعتراض على ذلك). الاعتراض هو على سعي الأمبريالية بشكل خاص إلى إلصاق "الأرهاب" بالإسلام. وجد المسلمون أنفسهم محاصرين في زاوية ضيقة، فالقرآن يحرّض المسلمين على أن يعدّوا القوة ورباط الخيل ليرهبوا به عدو الله وعدوهم وآخرين لا يعلمونهم الله يعلمهم. فوقفوا يتأملون في ما إذا كان القرآن يحثّهم على "الإرهاب" وهو إثم الآثام في هذا القرن! وصار الشغل الشاغل لأولي أمور المسلمين وأمرائهم وملوكهم وشيوخ جامعاتهم العريقة أن يدفعوا هذه التهمة عن أنفسهم قبل غيرهم. إنهم يكادون من فرط خضوعهم لإرادة الإرهاب الأمريكي يتمنون لو أن الله سبحانه كان قد منّ عليهم فقلب الهاء حاءً وحثّهم على أن يعدوا القوة ورباط الخيل ليرحبوا به بعدو الله وعدوهم، بدل أن يرهبوه به.

أما أغلب الفقهاء فإنهم يخونون القرآن ويتصرفون كالشياطين الخرساء. إنه لأمر غريب أنهم لم ينبرو بالجملة ليتصدوا لهذه الحملة، رغم أنها تصيب القرآن الكريم في الصميم. ترى هل أثبت "علم الإرهاب" الأمريكي الحديث خطأ ما ذهب إليه القرآن الكريم؟ هل أثبت علم الإرهاب الأمريكي الحديث أن إدخال الرهبة في قلب العدو، خاصة عندما يكون هذا العدو أمريكيا أو اسرائيليا، سلوك إجرامي لا أخلاقي ولاإنساني؟ لماذا أخرس الفقهاء وقد كانت لهم على مدى القرون الأربعة عشرة السالفة الباع الطويل في تفسير الكتاب؟ لماذا لا يتحفوننا هم بتحليل لغوي لكلمة الرهبة وتشعباتها؟ ربما اقتنعوا أن إدخال الرهبة في قلب العدو "إرهاب" أو أنه سلوك يعود إلى زمن رباط الخيل الذي راح وانقضى! نريد أن نسمع من هؤلاء الفقهاء إذا كان إدخال الرهبة في قلوب الغزاة في العراق يدخل في نطاق مفهوم الإرهاب الأمريكي أم في نطاق إعداد القوة ورباط الخيل لإدخال الرهبة في قلوب الأعداء. ونريد أن نعرف من هؤلاء المجتمعين في أرض الحجاز إن كانوا مجتمعين هناك ليكافحوا إرهاب أمريكا للمسلمين أم ليكافحوا الذين يعدون ما يستطيعون من قوة ومن رباط الخيل ليرهبوا به عدو الله وعدوهم؟

لا يحتاج المرء إلى معرفة واسعة في اللغة العربية ليستنتج أن الذين يريد الله سبحانه منهم أن يدخلوا الرهبة في قلوب عدوه (وهل من شك في أن أمريكا عدوة لله؟) ليسوا "إرهابيين" كما يسمهيم علماء الإرهاب الأمريكان الذين طال إرهابهم هم حتى الكلمات والحروف. رجال المقاومة في الحقيقة "مرهوبون" يلقي اسمهم الرعب في قلوب الأمريكان وعملائهم. الفارق بين الإرهابي والمرهوب هو أن الإرهابي، كمثال على ذلك جورج بوش ودونالد رامسفيلد، يمارس العنف الوحشي المنهجي كوسيلة لتحقيق غاياته الدنيئة، بينما المرهوب، كالمقاوم العراقي مثلاً، يستعرض ما عنده من قوة ليقنع المحتل الغاشم أن الفرار سبيله الوحيد للخلاص من المحق المؤكد.

ولكي نبادر ولا ننتظر ثم نتبع غيرنا، علينا أن نؤمن أن رباط الخيل ليس أمراً عفى عليه الزمن ولا مجرد رمز للقوة. إنه سر إلهي قادر على إدخال الرهبة في قلوب الغزاة الأمريكان في العراق رغم أقمارهم الاصطناعية وطائرات الشبح التي يمتلوكونها. هذا السر لا يدرك كنهه الفقهاء المنافقون، بل يفعل ذلك المجاهدون الذين وقعت عليهم مهمة محاربة طغيان الامبريالية الأمريكية والسعي إلى إدخال الرهبة في قلوب جنودها. إننا نرى في هذه الأيام صوراً كثيرة للجنود الأمريكان وهم يبكون بعد أن أثخن فيهم رجال المقاومة العراقية قتلاً. ونرى أن الآلاف منهم يتم إخلاؤهم من ساحة المعركة في العراق بسبب الأمراض النفسية التي أصيبوا بها، وهم لم يروا بعد رباط الخيل. إن هولاء الجنود محظوظون لأنهم يفرون أولاً ثم سيمتلئون رعباً بعد فرارهم. أما من يأتي بعدهم فسوف يمتلئون رعباً يجعلهم غير قادرين على أن يولّوا من العراق فراراً، حيث يقفون وجهاً لوجه إزاء فتية آمنوا بربهم وزادهم ربهم هدى. أما ساعة رباط الخيل فآتية لا ريب فيها، "إن كنتم مؤمنين".

* هناك أناسً أكثر علماً ومعرفة بدأوا السير في الاتجاه الصحيح، ليس الحكم على القرآن بالعلم الحديث بل الحكم على العلم الحديث بالقرآن

ابو خالد
12-02-2005, 10:34 AM
أما أغلب الفقهاء فإنهم يخونون القرآن ويتصرفون كالشياطين الخرساء. إنه لأمر غريب أنهم لم ينبرو بالجملة ليتصدوا لهذه الحملة، رغم أنها تصيب القرآن الكريم في الصميم.
ترى هل أثبت "علم الإرهاب" الأمريكي الحديث خطأ ما ذهب إليه القرآن الكريم؟
هل أثبت علم الإرهاب الأمريكي الحديث أن إدخال الرهبة في قلب العدو، خاصة عندما يكون هذا العدو أمريكيا أو اسرائيليا، سلوك إجرامي لا أخلاقي ولاإنساني؟ لماذا أخرس الفقهاء وقد كانت لهم على مدى القرون الأربعة عشرة السالفة الباع الطويل في تفسير الكتاب؟ لماذا لا يتحفوننا هم بتحليل لغوي لكلمة الرهبة وتشعباتها؟ ربما اقتنعوا أن إدخال الرهبة في قلب العدو "إرهاب" أو أنه سلوك يعود إلى زمن رباط الخيل الذي راح وانقضى!
نريد أن نسمع من هؤلاء الفقهاء إذا كان إدخال الرهبة في قلوب الغزاة في العراق يدخل في نطاق مفهوم الإرهاب الأمريكي أم في نطاق إعداد القوة ورباط الخيل لإدخال الرهبة في قلوب الأعداء.
ونريد أن نعرف من هؤلاء المجتمعين في أرض الحجاز إن كانوا مجتمعين هناك ليكافحوا إرهاب أمريكا للمسلمين أم ليكافحوا الذين يعدون ما يستطيعون من قوة ومن رباط الخيل ليرهبوا به عدو الله وعدوهم؟ :28: :33: :28:



السلام عليكم
لله درك يا اختنا الكريمه
هل سياتى المطبلون ويقراءون تلك الكلمات ويستفهموا ما فيها بقلوبهم قبل عقولهم :33:
هل سياتى هؤلاء الذين غلوا فى شيوخهم فاصبحوا اكثرا غلوا من بنى رافضه ليعقلوا :28:
والله ان العين لتبكى حينما ترى الحق واشكرك يا اختنا على نقلك لهذه الكلمات والتى سيتهم صاحبها
عاجلا او اجلا انه اما بعثى او تكفيرى يخالف العلماء والذين هم اجسادهم كما نعرف مسمومه
رحمنا الله وجزاكى الخير هكذا انتى عوضتينا عن الموضوع السابق فتقبلى التحيه والسلام
وللمصفقين والمطبلين الخزى والعار باذن الله الواحد الفرد الصمد
ويجوز ان يكون لى عوده باذن الله

سلاااااااااااامى للعقلاء من ذوى البصر والبصيره
:06: :06:
:33:

Star_Fire
12-02-2005, 11:19 AM
السلام عليكم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته اخى ابو خالد



هل سياتى المطبلون ويقراءون تلك الكلمات ويستفهموا ما فيها بقلوبهم قبل عقولهم :33:
والله اتمنى عقولهم الأول ثم قلوبهم

والله ان العين لتبكى حينما ترى الحق واشكرك يا اختنا على نقلك لهذه الكلمات
العفو ... الشكر لك .... بارك الله فيك وسلملك عقلك



والتى سيتهم صاحبها
عاجلا او اجلا انه اما بعثى او تكفيرى يخالف العلماء والذين هم اجسادهم كما نعرف مسمومه

ربنا يستر :أفكر:




ويجوز ان يكون لى عوده باذن الله

منتظرينك اخى :)

TRY NO RACE
12-02-2005, 01:21 PM
مساء الخير

جزاك الله خير الجزاء وشكرا لك على الموضوع الرائع..:biggthump
الحمد لله لست من المطبلين ياأباخالد لذلك فسلامك يشملني:D
ليس عندي زيادة على ماتفضل به أخي.:28:
شكرا لك والحمد لله على كل حال

M.C.C
12-02-2005, 03:23 PM
هل سياتى المطبلون ويقراءون تلك الكلمات ويستفهموا ما فيها بقلوبهم قبل عقولهم

هل سياتى هؤلاء الذين غلوا فى شيوخهم فاصبحوا اكثرا غلوا من بنى رافضه ليعقلوا










شكراً لك أختي الكريمة على هذا الموضوع ...

وإجابةً لك يا أبا خالد ... طبعاً سيأتي المطبلون ويقرأون ويردون ... لماذا !!

لأن المال يعمي كل مبصر .. لأن المنصب يرفع من مقام أراذل الناس .. لأن الفكر المنقول لعقولهم كأنه سمٌ يجري في العروق ..


لأن الذي باع دينه بدنياه, أبداً .. لا يصعب عليه بيع ضميره .


شكراً لكم

MCC