المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية في مثل هذا اليوم 13-2 ضرب ملجأ العامرية واليوم اعلان نتائج الانتخابات العراقية ماسر ا



snh
13-02-2005, 05:56 PM
<SPAN style="FONT-SIZE: 13pt; LINE-HEIGHT: 100%"><B>رحنا ندور لقيت مخدة ولقيت الغطا . ما لقيتها.. بقيت أدور. لعل وعسى ألقي أي شيء من بنتي يعني تتصور والله أتمنيت حتى لو ألقى بس حذائها، أو كراسة، أو أي جزء من هدومها حتى أتعرف عليها. كل شي ما لقيته منها .

عباس أرناؤوط: في الساعة الرابعة والنصف فجر 13/2/ 1991 قصفت طائرة أميركية الملجأ رقم خمسة وعشرين في حي العامرية غرب مدينة بغداد، نفذت القنبلة الثانية للطابق الأرضي حيث ينام الملتجئون إلى الأمان، وكان الانفجار وكان الحريق، غلقت الأبواب، فلا يدخل منجد ولا يخرج طالب نجاة، ومع الصباح استيقظ الكثيرون في عالمنا بهدوء، لأن جدران العامرية التي صممت لتعزل دوي الموت وصوت الدمار عن سمع الأطفال وبصرهم عزلت هذه المرة صوت استغاثاتهم عن سمع العالم، واستيقظ الكثيرون بهدوء، واستمرت الحرب.
العامرية ملجأ أخذ اسمه من الحي الذي يقع فيه بين البيوت السكنية، بجوار مسجد ومدرسة ابتدائية، إنه ملجأ مجهز للتحصن ضد الضربات الكتلوية أي الضربات بالأسلحة غير التقليدية الكيماوية أو الجرثومية، محكم ضد الإشعاع الذري والنووي والتلوث الجوي بهذه الإشعاعات، أم غيداء أول الشهود فقدت تسعاً من أهلها ليلة القصف فسكنت الملجأ تستقبل زائريه، تشرح قضيته وتروي حكايته، سألناها عن اسمها فأجابت

أم غيداء: اسمي الحقيقي نسيته وانقتل وياهم، فتلقبت بأم غيداء أم الشهيدة غيداء اللي راحت في الملجأ، وخنساء العامرية وأم الشهداء، وهذا فخر يزيد لكل امرأة عربية.. فهذا الملجأ بعد الخراب العدواني اللي تعرضنا في 13/2/1991 كان يوم ثلاثاء، طبيعي أول ما ضربوا علينا بالعراق الميه والكهرباء طافوا بالملاجئ، ماء حار، ماء بارد، كهربا . كانت دنيا برد تدفئة موجودة، تليفزيون فيديو لأطفال بحيث ندخل بكل فترة الملاجئ كأنه داخلين بعالم ثاني صفارة الإنذار نسمعها.

عباس أرناؤوط: قصف الملجأ بقنبلتين، لم تنجح الأولى باختراق السقف لكنها أضعفته مما سهل نفاذ الثانية إلى الداخل، القنبلة من عيار ألفي رطل، نصف خارقة، مقدمتها كتلة معدنية تقاوم الكونكريت والحديد، تخترق الجدار دون انفجار، ثم تنفجر في الحيز الداخلي مما يؤدي إلى أكبر تدمير وقتل داخل المكان.

أم غيداء: .. وخارج الأبواب فقسم منهم ارتطم رأسهم بجدار الخارجي واستشهدوا بعد خمس دقايق الخمس دقايق بالنسبة إلهم لحظة إجه الصاروخ الثاني دخل بكل سهولة، طبيعي الأبواب انغلقت، النيران اشتعلت، الطائرة بقت تلت أيام تصور..
بشري طلال (من الناجين): إحنا نمنا متأخرين، يعني كنا سهرانين، كانت ليلة 27 رجب، فكنا نسهر ثاني يوم.. نكون صايمين، نمنا متأخرين، فالنوم كان ثقيل علينا، ساعة بين 4.5 يعني حسب تقرير اللي قالوا لي لمعرفة هذا الوقت، بس كان الأذان أيضا يؤذن ورا تقريبا ربع ساعة من الضربة.

عمار حسين (من الناجين): فانضرب الصاروخ الثاني بعد فترة قليلة اللي صار الدمار الهائل داخل الملجأ والنار غطتهم تقريبًا اللي يطلع من الملجأ وشه ضايع، أنا كنت نايم مع أصدقائي فكان الصوت قوي جدا، يعني بحيث الصوت وضربة الصاروخ يعني أنا حسيت راسي راح ينفجر من شدة القوة.. من قوة الصاروخ وغطتني النار.

أحمد ضياء فاضل (من الناجين): فقمت قلت يا الله ما وعيت داير ما دايري بس النار والأنقاض.

عمار حسين: فحطيت إيدي على وشي أحمي وشي من النار، أيضاً رجلي أحمي فيها صدري، بحيث لميت رجلي على صدري.

أحمد ضياء فاضل: والكل . ماتوا.. بقت راح تشويني يعني.. تشوي النار،.. قلت ما كو مخرج...

عمار حسين: شاهدت.. يعني هو حسيت إني راح أموت بهاي اللحظة.

أم غيداء: من المحرم دولياً ضرب الملاجئ، المدارس، المستشفيات، الجوامع، الكنائس، المناطق السكانية، فهاي الأعراف الدولية كلها راحت وسووا جريمتهم البشعة اللي هي جريمة ملجأ العامرية، فعندنا عائلة بكاملها انتهت، هذه العائلة ما بقي من عندهم أي شخص والسنة العاشرة دارهم مغلق، فعندنا من كل عائلة شهيد.. الشهيد علي من عائلة، الشهيد وليد من عائلة، الشهيد عامر من عائلة، الشهيد وائل من عائلة، الشهيد ياسر من عائلة، اتوا بدون عوائلهم خايفين من القصف العشوائي يكون بالليل يجونا على التليفزيون على الفيديو.
فعندنا سالي هاي الابتسامة الحلوة والوجه الحلو هي وجدتها اللي راحوا بالملجأ، فأني اللي أمامك.. تسع شهداء، طبيعي أنا يومياً معاهم ومع.. كل يوم.. دخلت وخرجت من هنا قبل ضربة الصاروخ بساعتين، فرحت أغسل ملابسهم، فركضت الأخت أديبة من فلسطين للباب اللي يدخلنا على (مسجدنا) أم غيداء الله يطول عمرج اليوم هذا أبقي، وخرجت وفعلاً أني طال عمري وهما راحوا، فنذرت نفسي أحيا وأموت وأندفن بملجأ العامرية، فهذه غيداء بنتي، فغيداء بنتي
راحت عروس عمرها 16 سنة، آخر بدلة عيد ميلادها فقلت 7 نيسان يتخصص الملجأ لعيد ميلاد غيداء لكونها أول واحدة اللي تدخل وتحجز لنا مكان، أول صاروخ اللي إجي عليها، يعني هي تنام بالطابق العلوي من السرير، أول اسم وأول صورة ، آخر كلمة قالتها ماما، يمكن ها السنة ما راح تسوي لي عيد ميلاد.
عباس أرناؤوط: 314 جثة أخرجت كاملة من داخل الملجأ، أما بقية الضحايا فكانت أجسادهم أشلاء ممزقة.

أم حسين (من أهالي الضحايا): أنا أخاف على ولدي ما عندي بالدنيا غيرهم، هما خمسة البنية على صدري والأربعة الكبار، وين نروح ؟! كل شيء مدمر!! كل شيء ينضرب.. أيضا كانت.. حتى على الجسر إذا سيارة تمشي يضربوها، وين أروح؟! حتى داخل خيمة بالصحراء تنضرب، إذاً ماكو غير الملجأ، الملجأ معروف، العالم كله يحكي شيصير أدخل بالملجأ تخلص، تسلم، إذًا ما عندي غير الملجأ، خليت أولادي بالملجأ، ما كنت أتوقع الملجأ ينضرب، ما أعرف، وبعدين الملجأ هو الملجأ نفسه بس عوائل، أنا لو كنت حاسة اكو شي ما كنت أودي أولادي!! مو قالوا الملجأ إذاعة كذب كذب، أنا أتمنى إنه كإذاعة حتى أحمل العراق وأحمل الدولة مسؤولية أولادي، لأن أنا تعبت في حياتي.
من عمري 16 إلى ها العمر 46 سنة لو كان خلفت وسويت خمسة غير يحموني في كبرتي! ابني انذبح وبنتي اندبحت، وبعدين لشتها ما لقيتها، يا ريت استلمتها حتى ابني قبرها وأروح لها، حسبي الله عليهم.

عباس أرناؤوط: في ملجأ العامرية كان يسكن أطفال ونساء وشيوخ، تأخر بعضهم يومها فلم يحضر، وخرج البعض لأمر ولم يعد، تركوا أهلاً لم يودعوهم وعاشوا لتكتمل القصة، قصة الحياة والموت.

أنعام عبد العزيز (أم سالي): .. من صارت الضربة ما كنت نايمة، فبالظبط بـ 4.5 .. انضرب الصاروخ الأول، فالضربة طبعاً كانت قوية جدا فـز زوجي من عز النوم قلت له: الضربة هنا بالعامرية قال: لا، الضرب مو هنا ، قلت له: مو بس بالعامرية هنا بشارع المضيف.. إحنا نتكلم صارت الضربة الثانية.

عباس أرناؤوط: كانت الجدة تأتي من حي بعيد تصحب حفيدتها إلى الملجأ لتلعب مع أترابها وتنام بهدوء وأمان.

بان سلمان (من أهالي الضحايا): ، الميه والكهرباء وتليفزيون وفيديو وجماعة وماكو بس نساء وأطفال وشيوخ ماكو حتى شباب ورجال ماكو.. ممنوع يعني يدخلون.. فأرادت تأخذني أنا وبناتي ما قبلت، ما قبلت أروح وياها، يعني أخدت بنت أخويا سالي مكاني..

أنعام عبد العزيز: أم زوجي هي بالبداية.. أم زوجي كانت تروح بنتي ما كانت تروح، لما شافت هناك الأطفال كلهم يلعبون ويركضون، قالت ليش خطية هي يعني محبوسة، خلي ناخذها ويانا، فيعني أنا إلى هنا الساعة ما أدري ليش قبلت إن هي تروح وياها؟! مع العلم أنا ما ممكن أقدر أفارقها يعني ما أنام الليل وهي مو يمي، بس هاي إرادة الله

بان سلمان: ساعات إحنا كنا نتمنى ندعي إنها راحت بالصاروخ الأول مو بالثاني.

عباس أرناؤوط: ليش؟

بان سلمان: لأن الأول كان هو البريمة اللي حفرت الملجأ، الثاني دخل وراه عشر دقائق فالثاني هو اللي سوى الحريق، فكنا نتمنى إنه يكونون نايمين.. حجارة صابتهم.. حتى يموتون ويحترقون ما يحسون بالحريق يعني.. يومها مغيرة مكانها ووقع عليها الصاروخ عليها، لأنه كان الحفرة الموجودة بالملجأ، رمادها صار هناك، المهم رحنا ندور لقيت مخدة ولقيت الغطا .. ما لقيتها.. بقيت أدور..

أنعام عبد العزيز: لعل وعسى ألقي أي شيء من بنتي يعني تتصور والله أتمنيت حتى لو ألقى بس حذاء، حذائها، أو كراسة، أو أي جزء من هدومها حتى يعني أتعرف عليها.. كل شي ما لقيته منها..

بان سلمان: بس أظل أشعر بالندم لأني ما رحت وياها يعني .. أحس نفسي إنه يمكن لو أنا موجودة كان طفيت النار كان..

عباس أرناؤوط: مدرسة الجنائن الابتدائية في حي العامرية قدمت من أطفالها 42 ضحية ومن معلماتها اثنتين، (علي) أحد أبنائها غادر الملجأ قبل قصفه بساعات.

من الناجين: بطبيعة عملي في إحدى الصحف المحلية، وكان عملي بالليل، قلت أجيب عائلتي وأضعها بالملجأ وأذهب إلى عملي . كل يوم طبعاً فيوم 12 شهر اثنين فأحد أطفالي أصيب بالربو فحصته الدكتوره اللي بالملجأ فقالت: حالته تعبانة جداً فأخذوه للبيت فرجعت عائلتي إلي.. فكان علي هو السبب في إنقاذ عائلتي، كان عمره شهرين والآن أصبح عمره عشر سنوات وفي الصف الرابع الابتدائي.

عبد الرسول عباس (من أهالي الضحايا): اسمي عبد الرسول عباس تامر، أسكن الدار المقابلة لملجأ العامرية، فقدت أثناء قصف ملجأ العامرية. من 13، 12 اثنين عام 1991 تسعة من أفراد عائلتي، زوجتي وولادي الأربعة وأختي وبناتها، ابني أحمد، ابني سامر، أختي، بنت أختي، زوجتي.

أم غيداء: طبيعي بيتي ما كان هنا بمنطقة العامرية كان بيتي بالسيدية، فبذاك الفترة خلال القصف اللي كان مستمر بشدة الوالد اللي مزوج أولاده وبناته يجمعهم وكل من قريب من داره ملجأ يدخلونه.

أحمد جودي: اسمي أحمد فقدت ستة من أفراد عائلتي في ملجأ العامرية المكونة من أب وأم وثلاث خوات وبنت أخت، في قبل يوم الأربع بيوم أنا كنت بايت بداخل الملجأ، لكن ظروفي خلتني أبات.. بالبيت، تقريبا الضربة الأولى اللي سمعناها هي اللي صحتنا من النوم، كانت أقل تأثير من الضربة الثانية اللي صارت بعدها، ارتج البيت ولكن ما اتكسر الزجاج وإيش صار، بعدين وأنا أتحدث ويا أخويا بأقل من دقيقتين أو تلاتة سمعنا صوت صاروخ متوجه إلنا هو.. البيت ومن فوق البيت وصار الانفجار..

عبد الرسول عباس: كنت نايم بالبيت ليلة الضرب، الساعة 4.5 الصبح سمعنا صوت انفجار قوي كلش، يعني أنا أسكن الدار المقابلة للملجأ فطلعت على أول ضربة .. رجعت للبيت.. وراء خمس دقائق بالضبط صار انفجار ثاني فطلعت جيت دخلت من الملجأ من الباب لقيت الجثث في باب الممرات من الملجأ، نزلت من باب الطوارئ لقيت بس الدخان والباب مسدود مع الباب الطوارئ.

أحمد جودي (من أهالي الضحايا): دخلت الغرفة غرفة والدي - الله يرحمه- فواقع قطعة من الزجاج قطعة من الزجاج وقعت على السرير اللي نام عليه وقع عليها، قلت: الحمد لله والشكر لله مو موجود ومو بايت هنا يعني حتى تم الضرب وما انصاب بيها..

أم غيداء: هي أصعب لحظة في حياتي هي يوم الإخلاء، يوم اللي راحوا يتعرفون على الشهداء، يعني أكو كاملين ما مقطعين إلى أشلاء،

أم حسين: طلعوا ابني بالثمانية ميت يابس، طلعوه ميت بقوا أولادي التلاتة بنتي واثنين ولد وابن أخويا أيضا كان ضيف عندي بالبيت يعني خمسة ماكو.. ما عرفت عنهم أي شيء.
أم غيداء: قالوا ما تعرفين أي شيء من عندهم.. قال: كلهم أشلاء متقطعة ومتفحمة وأصريت بأن أروح وقلت لهم: قلب أم فالأم حتى لو لما تتعرف عليهم فتحس بيهم، ماكنت أتوقع الصاروخ الأول والثاني عليهم.

أحمد جودي: أتذكر من صفحة الأخرى للملجأ (لضباط) الطوارئ كل واحد نص الدرج، يعني بنص الدرج بعد (ضباط) الطوارئ سحبناه هما كان واضح فاقد.. بس بيه الحياة الروح والنفس، فيعني برغم إنه حرارة واكو ودخان أني مديت رأسي إلى بره و جتني لحظة يمكن ثانية أو أقل يعني جزء ثانية يمكن بس، هذه الجزء الثانية ظلت في بالي ولحد الآن وما تنمحي.

أم غيداء: اضطروا يعني يخلوني بالسيارة رحت يم طب العدلي، باب طب العدلي، ما خلوني أنزل من السيارة، حاولت أكسر لجام السيارة، المهم يعني فتحتها نزلت فنزلت صارت أمامي بيكاب، البيكاب كلها أشلاء الشهداء، اتقربت لقيت أم، أم ماسكة طفلها هذه الإيد مسكتها، وبهذه الإيد هاي كلتها طايره من إيدها باقي بس العظم هذا معلق بيها، ونايمه عليه ها الشكل، فقدت، ورجعوني البيت وأنا ما بأحس بيها..

أحمد جودي: شيء صعب علي وصفها.. وكأن الجحيم نفسه بعينه.. كل شيء انهار.. نار كلها نار.. حتى النار يمشي، يعني لحد الآن أذكَّر خطفة نار تمشي يعني جزء من إنسان محروق وإيديه.. ما قدرت أدخل .

عباس أرناؤوط: إلى مستشفى اليرموك كان ينقل المصابون ومن الذين كانوا هناك ممرضتان.

عبلة جاسم (ممرضة): كنت بالليلة خفر، وطلعنا لقاعة استقبال الجرحى، واتلقينا الجرحى من بينهم سبعة أطفال.. والشهداء بعدين .. سوينا الإسعافات الأولية للمرضى وبعدين جابوا لنا الشهداء تقريبا 54، 57 شهيد، أطفال ونساء ورجال ما أعرف.. ما نميز بينهم.. بس نلفلف الجثة وما نعرف شنو ..

جانيت خوشم (ممرضة): كلها حروق كانت.. ماكو إصابة مختلفة.. كلهم حروق..

عبلة جاسم: حروق مشوهين يعني كلهم.. ما نقدر نشوف بينهم..

عباس أرناؤط: النار والدمار والحرارة عاقت عملية الإخلاء فاستمرت أيامًا ثلاثة بلياليها، المقدم عبد الكريم عبد الله وصل الملجأ بعد خمس دقائق من قصفه.

عبد الكريم عبد الله (الدفاع المدني): هذا الموقع الأول اللي حضرت فيه فرق الدفاع المدني، الحقيقة كانت فيه قضبان حديدية اللي هي أعاقتنا للدخول بالبداية، فإحنا سارعنا إلى الأبواب الاضطرارية اللي في حسابات فرق الدفاع المدني تدخل على الأبواب الاضطرارية والخروج الاضطراري، فتحركت الفرق وحركناهم إلى الأبواب الاضطرارية اللي موجودة بالموقع المقابل.

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/7/2/1_42767_1_11.jpg

عباس أرناؤوط: البناء طوابق ثلاثة، مساحة الطابق 500 متر مربع، سمك جداره يزيد على متر ونصف المتر كذلك سقفه المسلح بعوارض حديدية سمكها أربعة سنتيمترات، تؤدي أبواب الطوارئ الخلفية إلى الطابق تحت الأرض وتؤدي سلالمه الداخلية إلى الطابق الأرضي حيث كان يقيم الملتجؤون.

عبد الكريم عبد الله: .. بدينا دخول الفرق دفاع مدني الموقع ودخلنا إلى الممر الرئيسي إلى قاعات الملتجئين.. ممر ليوصلنا إلى سلم الطوارئ الرئيسي اللي يدخلنا إلى القاعة الرئيسية.. الطابق الأرضي اللي يربط بين الممرات اللي خارج عن النظام الاضطراري وموقع الطابق الأرضي.. الممر الأول الموصلة للموقع الرئيسي.. الطابق.. هذا ما تشوفه طبعا الغرفة اللي موجودة حاليا أمامنا تستخدم.. تستخدم في التمرير.. التمرير.. تمرير الملتجئين، الإصابات اليومية نكون إحنا في موقع الممرضات.. وهذا الممر اللي كان يربطنا بالموقع الرئيسي للطابق الأول، هذا هو نفس الممر ..
اللي تشوفه بها الممر هذا الحالي أمور خدمية، يعني على الجانب الأيمن الأمور خدمية بالنسبة للملتجئين، مخازن، مواد غذائية، في حال أمامك شوف هما ضرورا نتيجة العصف اللي صار.. الأضرار اللي حصلت.. هذا حالياً بالطابق الأول.. مخازن للمواد الغذائية بالنسبة للملتجئين كانت مخصصة من قبل الدفاع المدني تستخدمها للملتجئين وها بالنسبة للموقع اللي هانشوفه..

عباس أرناؤوط: ممكن لألف وخمسمائة شخص أن يلجأوا داخله لأيام دون الحاجة إلى العالم الخارجي، فهو مجهز بالماء والغذاء والكهرباء والهواء النقي غير الملوث.

عبد الكريم عبد الله: ممكن نستعين بالإنارة اللي نستخدم ها الإضاءة شوية تساعدنا لأن المكان مظلم.

عباس أرناؤوط: يحتوي على قاعات رياضية، وسائل ترفيه وتسلية، عازل لصوت الإنفجارات في الخارج، تم اختيار موقع الضربة لقربه من خزانات الوقود الذي يستعمل لتشغيل المولدات الكهربائية الداخلية مما أدى إلى إشعال الوقود وإحداث حريق كبير أصاب الملتجئين.

عبد الكريم عبد الله: هذا الضوء اللي نشاهده هو نفاذ االقنبلة للطابق الأسفل هذا الضوء الطبيعي، من الطابق العلوي للطابق الأسفل اللي استقرت به القنبلة ونفاذها في هذا الموقع تكون بالقرب من خزانات الوقود اللي ساعد على الاشتعال، وأدى إلى حدوث الحريق الكبير داخل الملجأ، وهذا ضوء طبيعي نافد من الأعلى إلى أسفل..
عباس أرناؤوط: وسط الدخان الكثيف تم فتح الباب الداخلي إلى الطابق الأرضي وبدأ إخلاء الضحايا.

عبد الكريم عبد الله: حقيقة أول ما واجهنا هو.. المنطقة المحترقة.. باللحظة بشكل واضح، ، وكانت يعني أصوات .. استروني الله يستركم.. . . ولفيتها ببطانية .. إلى سيارات الإسعاف لأنها كانت على قيد الحياة بالإضافة إلى كلمات الشهادة اللي كانت ترددها، وهذا الموقع دليل على وجودها كانت نتيجة العصف اللي صار بالموقع واستقرت في هذا المكان،
عباس أرناؤوط: وزن الباب الخارجي خمسة آلاف كيلو جرام من الحديد الصلب، يغلق تلقائيا عند حدوث انفجار في الخارج ولا يمكن فتحه بعد إغلاقه إلا من الداخل والأموات لا يفتحون الأبواب.

عبد الكريم عبد الله: .. لأنه درجة الحرارة كانت عالية.. نتيجة النيران اللي موجودة وكثافة الدخان اللي كانت تؤثر على كل عمليات فرق الدفاع المدني بالإطفاء والمقاومة، فبدينا بالترتيب يعني نسحب الجثث اللي موجودة قريبة بالموقع بمساعدة مكافحة النيران للفرق والانتقال من موقع إلى آخر، وبدينا نحتل موقع موقع، اللي موجود أمامنا هي الفقاعات اللي كانت المواطنين ملتجئين بيها وكانوا بأوضاع الحقيقة اللي شاهدناها بالموقع بأوضاع مختلفة نتيجة العصف، نتيجة الحرارة، نتيجة الاحتراق أوضاع أو أشكال .. فبدينا نعمل من هذا الموقع واستمرينا إلى نهاية القاعات باستمرارية تلاتة أيام.

الحقيقة أصعب موقف اللي شاهدته فعلا بمكان هو قرب هذه دعامة باليوم الثالث اللي هو عمليات انتشال الجثث المتبقية وأشلاء الشهداء، في الحقيقة كانت هناك رائحة من يوم الثالث بالموقع نفسه، وهذا الموقع الحقيقة كان مغطيه الكونكريت اللي ناتج عن العصف والقضبان الحديدية بالنسبة للمكان كانت مغطية هذا الموقع فشكينا بإنه أكو جثة أحد الشهداء في هذا الموقع فعملنا على قطع القضبان وإزالة الكتل الكونكريتية اللي موجودة، والحقيقة المشهد كان مؤلم جداً وامرأة هذا المكان اللي شاهده هنا كانت امرأة بهذا الوضع.. امرأة طفلها في حالة رضاعة على صدرها وبكامل، هيكلهم الكامل محترق.. الحقيقة كان الموقف مؤلم جداً مؤلم بشدة، يعني بقينا ندور على الجثة وإحنا متألمين دقايق.. كانت إصابتها برأسها فقط، الطفل بكامل جثة وهي نفس الحال حتى ملابسها بالكامل، الحقيقة أصعب موقف عشناه في ملجأ العامرية هو هذا المشهد.

عباس أرناؤوط: ممن كان داخل العامرية لحظة الانفجار أربعة عشر كتبت لهم الحياة بعضهم تكلم وبعضهم غير قادر على الكلام.

صالح غفوري (من الناجين): دخل الصاروخ إن كان صاروخ حسب.. دخل، أحدث نارًا ودخانًا في داخل الملجأ بحيث أصبحت.. أصبح عصف شديد لا يستطيع أن أحد ما تتوقع.

بشرى طلال: انضرب الصاروخ الأول نتيجة العصف الشديد اللي كان بيه شمالي أنا والسرير مالتي خارج الملجأ انرميت بالممر الخارجي..

صالح غفوري: في هذه الأثناء كسرت يدي اليسرى من المفصل وقدمي اليمنى من المفصل أيضا، ابني اللي يمي وجدته ما يقارب مترين سحبته.. زحف، ذهب زحفاً إليه، سحبته وضعته في حضني، التفتت يمين وجدت أحد النايمين بالملجأ اللي هو حسب ما سموه لي اسمه أحمد من الناجين، بكاء وعويل وأصوات نازلة، صرخات نازلة تبكي.. أخذ الطفل مني راح.. لا أعرف إنه أخرجه أم لا، ظليت أني في داخل الملجأ.

عماد حسين: فعلاً كنت مصاب بإصابات وحروق قوية بوجهي وبأيدي ورجلي يعني تقريباً، فنزلت للدرج نحو الأسفل، مشيت الطريق مظلم ومصاب كنت.. فكنت أمشي.. أمشي ما أعرف الطريق إلى وين يوديني، فمشيت مشيت إلى أن لقيت نفسي يعني خارج الملجأ.

صالح غفوري: بديت أزحف على أولادي الباقين حتى أجيبهم وصلت مسافة، فيه شيء وقع على رأسي ما حسيت بنفسي نهائيا بعد ما عرفت شنو اللي صار.

بشرى طلال: أذكر الحادثة أذكرها تعرف لأني كنت في ذهول كامل، يعني كأنه يوم الهول يعني لا يعرف والدة عن ما أرضعت ولا تعرف.. يعرف الأب يعرف ابنه يعني بالضبط يوم هول كان.

صالح غفوري: بعد شهر ونص وجدت نفسي بالمستشفى، وجدت نفسي بالمستشفى، قلت لهم: أطفالي وين؟ يجيبوا لي سعد، قلت لهم: سعد أنا طلعته، أنا أريد الباقين.

عباس أرناؤوط: من الناس من يترك وروده، ومنهم من يترك دموعه، ومنهم من ترك لنا رسالة علنا نوصلها إلى الأحياء أو إلى من غادروهم ولم يعودوا.

بان سلمان: ظليت الستة أشهر ما مصدقة إن هي ميتة، أتوقع إنه يجون، بس ما بعد ييجوا إيه.. ما عندي غيرها بعد يعني، أنا انتهيت، بقيت وحدي.. يعني راحت..

أحمد ضياء فاضل: والدي سوى لي عملية تجميل لإيدي ولجسمي، بس أنا ما قبلت لأن هذا كان وسام أفتخر به مدى حياتي.

أم غيداء: إحدى العربيات صاحت وامعتصماه وأنا أصيح واعرباه.

أحمد جودي: رسالة طولها تسع سنوات وطويلة وما تتلخص بكلمتين.

أم حسين: اللي عنده ضمير يشوف مصيبة العامرية، ويسأل لماذا ضربوا أطفال العامرية؟

بان سلمان: كانت آخر لحظة تقولها يعني.. (قبل ما يصير الضرب) والصواريخ كانت تمشي.. تقول أنا أحب السلام، تستغرب وتقول يا ماما شنو.. أنا أحب السلام ما أريد ضرب، هاي جملتها.. اللي.. أقولها لنفسي.

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/7/2/1_42771_1_11.jpg

عباس أرناؤوط: ضحايا العامرية أربعمائة وازدادوا ثمانية، بينهم مائتان وإحدى وستون امرأة، اثنان وخمسون طفلا رضيعا، أصغرهم طفل عمره سبعة أيام، لا أثر له ولا صورة تروى أنه ولد وعاش بيننا أياما.
انتصار سعيد أحمد العمر 3 سنوات، سالي أحمد سلمان 7 سنوات، عادلة عبد الجبار 66 سنة، عريدة صالح شهاب 16 سنة، حيدر محمد حميد سنة واحدة، حرية جاسم محمد 47 سنة، كرار طالب سنة واحدة، جمره حسين خضر 81 سنة، هالة رعد محمد شهر واحد، جاسميه عبد خلف 84 سنة، علياء فراس حسين سنة واحدة، مكية حواز خلف 82، حيدر عبد الرسول عباس سنتان، محمد مؤيد حميد سنة، محمد كاظم عباس سنة.
إيمان، إسراء، أمل، خلود، مصطفى، ذو الفقار 93 سنة، سنة، فاطمة 17 سنة، عدنان 9 سنوات ، ثلاث سنوات ، سنة سنة، سنتان، شهر واحد، سنة سنة سنتان، سنة، شهر واحد سنه سنه سنتان سنة..