المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلت له السلام عليكم فردّ السلام بأفضل منه



أبو البراء
15-02-2005, 04:02 PM
" قلت له السلام عليكم فرد السلام بأفضل منه ثم جاهد في سبيل الله وقتلني


الصورة غير واضحة..ومراسل الجزيرة أكد أن الدخان يغطي المكان..وأنه يسمع دوي انفجارات وتبادل إطلاق نار...لاحظتُ أنّه فعلاً ثمة دخان وثمة أصوات انفجارات ونفذت رصاصة إلى صدري (وأجزم الطبيب أنها رصاصة صديقة بل طيبة جدا).. و كلما فزّ مراسلو الجزيرة أسمع النشرة مشوشة لأن المذيع يكاد يختنق بالكلمات والحسرات...هل يسعل المراسلون مثلنا لينفضوا عن رئاتهم رماد الجثث المحترقة؟

ما الذي يحدث في الوطن العربي بالضبط؟ ولمصلحة من كل هذه العمليات الإرهابية والخلايا (النائمة) المتحفزة لالتقاط آخر نفس في الشارع العربي الذي أسكته الجوع والفقر والاضطهاد وقتله الحمقى بعمليات إرهابية أعدت للانتقام من بوش وشارون...؟!

من السهل تفجير روضة أطفال ومجمع سكني ومحطة قطار أو مبنى عام ولدي أفكار صالحة للاستخدام فوراً...أفكار خبيثة وقد أنشرها في كتاب (كيف تصبح إرهابيا من غير معلِّم في 8 أيام وعشرون دقيقة) فكل ما يلزم ديناميت وضمير ميت وعقل مغسول بالـ (كلوركس)...
على سبيل المثال ضع قنبلة موقوتة في زهرة...أو ازرعها في قلب طالب...ضعها في أغنية وسرِّبها على الهواء مباشرة...أو انسف جيلاً كاملاً وامحُ قرية عن بكرة أبيها...لن تمانع سيدة تنشر الغسيل في فناء منزل في حي عربي في أن تضع لديها أمانة ولتكن الأمانة قنبلة موقوتة تفجر الحي بأكمله...هكذا تغيظ بوش وشارون...هكذا تنتقم للفلسطينيين بأن تقتلهم...هكذا تثأر للعراقيين بأن تقتل البريئين منهم ومنا...اقتل شرطيا يؤدي عمله... وطبيبا يسعف مرضى ...وفخخ سيارة لا يمتلك ثمنها حي بأكمله من الأحياء العربية الفقيرة...اشطب السياحة من بلدك واجعلها منطقة محاصرة بالخوف والكمامات.. اقلع الاقتصاد من شروشه لأنك تعاني الفقر وقلة الحيلة..حتما ستقهر بوش وشارون وربما يصاب توني بلير بالتهاب شرجي.
لمصلحة من؟ من المستفيد؟
تخيلوا كل هذه الانفجارات في العراق، السعودية، المغرب، سوريا والمحاولات الأخيرة في لبنان...وأفردوا الكف لتقرؤوا نقوشه ستتعرفون على تلك الوجوه التي يحملها الإرهابيون وستجدون أن أسماءهم أليفة جدا بل وتشبه أسماؤنا...ولو طرحت عليهم السلام لردوا بأفضل منه...لكنهم مستعدون لقتلك بعد قليل...بل يعتبرون هذا جهادا في سبيل الله...
أفكر كثيرا الآن قبل مغادرة المنزل فأمريكا منذ 11 سبتمبر ليست آمنة ومؤشر الخطر يتلوّن ويتراوح بين البرتقالي والأصفر حسب تصريحات (روبرت ميللر) وأشرطة (بن لادن) وكنت أحسب الشرق الأوسط على الأقل منطقة آمنة، ولكن تبدد الشعور اللذيذ بالأمان (حد الخدر) كلما حطت عجلات الطائرة على مدرج مطار عربي بعد كل الأحداث الأخيرة من تفجيرات ومطاردات وتطويق مناطق وخطط إرهابية، فمن يدري قد يجاهد الإرهابيون في سبيل الله بادئين جهادهم بقتلي...!!

بصراحة راودتني أفكار خبيثة حد الجنون...ففكرت بعدة طرق يمكن بواسطتها القضاء على (الإرهاب باسم الدين) ..ولم تستقر أي فكرة في رأسي أكثر من 10 ثوان لا أكثر...وآخر فكرة طارت وطار معها عقلي...عندما اكتشفت أن هؤلاء ليسوا متطرفين ولا أصوليين ولا يركعون لله تعالى، بل هم حقيقة عبدة للشيطان والقضاء عليهم واجب وطني وفرض عين على كل مسلم لقلع الإرهاب الذي زرعه مُخْترَقون باسم الدين.

من أين وكيف فزّ هؤلاء المتحفزون للإرهاب منا وفينا...؟ ومن أين لهم كل العتاد والذخيرة والأسلحة والقدرة على التنقل بين العواصم العربية؟ وسؤال بسيط إن كانوا يمتلكون تلك الأسلحة وتلك القدرة لماذا لا يحرروا فلسطين بالمرة؟ ولماذا لم يقف هؤلاء إلى جانب الجيش العراقي أثناء حكم العراق لمحاربة قوى التحالف التي دكت المدن والقرى العراقية؟ مجرد سؤال...

بروفيسور روبرت جريدي وهو متخصص في العلوم البيولوجية والكيميائية في جامعة كورنل (نيويورك) اتصل بي متسائلاً: ما الذي يحدث في بلادك، لم هذه التفجيرات هل يطالب الإرهابيون بفدية؟ قلت: لا، فسألني: إذن لديهم مطالب سياسية؟!، قلت: من هم؟، قال: نعم، من هُم؟
قلت:ما أرادوا إلا فسادا.