المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ".. بلا أثر .. "



Kubaj
15-02-2005, 11:57 PM
السلام عليكم .. هذه قصة خيالية .. كتبتها خلال الأشهر الماضية .. اتمنى ان تحوز على اعجابكم .. وشكراً .

http://img.photobucket.com/albums/v319/Kubaj/Secretflow/Silent_Night.jpg




- بسمة -





عاد مالك من البلدة بعد ان باع حصيلته من الحطب .. ومعه بعض الأطعمة ..


الى الكوخ المنعزل وسط الغابة .. وضع فأسه والأطعمة بجانب الباب


ومن ثم دخل الى الغرفة .. ووجد بسمة مستلقية على فراشها ..


فجلس بجانبها .. وربت على رأسها بيده ..


وهو ينظر اليها بقلق ..


بدا الشحوب واضحاً على محياها


وهي تقول مبتسمة : لا تقلق .. سأكون بخير .. احتاج الى الوقت فقط ..


اجابها مالك .. وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعرها الأسود الجميل :


أتمنى ذلك .. لإنك تزدادين شحوباً كل يوم .. هل هذه أعراض حمل طبيعية ؟


واجابت بإبتسامتها الحنونة المعتادة :


نعم يا قرّة عيني .. اني احتاج الى الراحة


ووجودك بجانبي فقط ..


وضم مالك يديها الناعمتين .. وقبلها


وقام ليحضر لها الطعام ..


ومضت الليلة بهدوء .. ومالك يعتني بفأسه وبسمة في فراشها .. نائمة ..


وإذا بالباب يطرق .. وقام مالك ليفتح الباب


وهو يفكر .. ما سبب هذه الزيارة الغريبة .. في هذا الوقت المتأخر


وأمسك مالك بفأسه قبل ان يفتح الباب ..


وقال : من هناك ؟


اجابه صوت رجل مسن : انا احمد يا مالك ..


وتنهد مالك بإرتياح .. وهو يفتح الباب


وقال : مرحباً بالشيخ أحمد .. يا ترى مالذي يحضرك في هذا الوقت المتأخر


إبتسم الشيخ احمد وهو يقول : مجرد زيارة عابرة .. اطمئن فيها عليكم ..


وألقى الشيخ احمد .. نظرة على الغرفة ولمح بسمة نائمة ..


فقال : لم تقل لي يا مالك .. كيف حالها .. ؟


قال مالك .. وهو يعتدل في جلسته :


لا اخفي عليك .. مدى قلقي عليها ..


فهي تزداد شحوباً كل يوم .. لا أعلم إن كان هذا الوهن الذي اصابها شيء طبيعي ..


أم لا ..


وطمئنه الشيخ احمد .. بإنها اعراض طبيعية للحمل .. وألقى نظرة أخرى


على الغرفة .. وبدا وكأن الشيخ يرتاب شيئاً .. ولكن سرعان ما التفت على مالك


وأستأذن منه معتذراً عن هذا التوقيت .. و أصر مالك على مرافقته الى بيته


رافقه الى هناك .. وعاد وهو يفكر .. عن مايشغل بال الشيخ ..


وان اي زيارة عادية .. يقوم بها الناس في الصبح..


كانت هذه التساؤلات تدور في رأس مالك ..


حاول ان يقنع نفسه بإنها مجرد زيارة عابرة .




- صباح الموت -



إنهمك الشيخ احمد في قراءة ذلك الكتاب القديم بعد صلاة الفجر..


يقلب في صفحاته بإهتمام كبير..


وأخذ يفكر بعمق ..


بعد ان توقف امام رسمة غريبة..لشخص خائف تحت المطر


مرت ساعة وهو يقلب في الكتاب .. وألقى نظرة على النافذة ..


وشد انتباهه منظر السماء .. حيث بدت ملبدة بالغيوم ..


ولم تلبث دقائق .. إلا و الأمطارتنهمر بشدة على البلدة ..


ولسبب ما .. بدا الشيخ احمد .. خائفاً ..


وسمع صوت باب غرفته يفتح .. وإلتفت ..


وإتسعت عيناه من الذعر ..


وهو يقول : .. مستحيل .. !


في نفس الوقت .. في الغابة .. قريباً من الكوخ


كان مالك قد خرج من بعد صلاة الفجر ليحتطب في الغابة ..


وعندما هطلت الأمطار .. عاد متجهاً الى الكوخ ..


عندما دخل .. نادى زوجته .. ولم تجب ..


فألقى نظرة على الغرفة .. ولم يجدها ..


وبحث في الكوخ .. ولم يجد لها أثر ..


جنّ جنون مالك .. وأمسك بفأسه وخرج الى الغابة وهو يصرخ بإسمها..


وإتجه الى البلدة .. وهو يركض .. وأثناء ذلك .. توقف المطر ..


ولا تزال الغيوم تحجب ضوء الشمس ..


وأقترب من مدخل البلدة .. وهناك .. تسّمر مالك في مكانه .. من هول المنظر ..


حيث علق على بوابة البلدة .. جثث لأناس علقوا من كواحلهم .. وكانت رؤوسهم مقطوعة بشكل شبه كامل


ماعدا الجزء الخلفي .. وكانت الوان اجسادهم تميل الى البياض ..


وقد ميّز مالك .. بعض من الجثث .. وكانت لبعض سكان أهل البلدة ..


وتقدم مالك ببطئ .. الى الداخل ..


وإزداد عدد الجثث البيضاء .. المترامية


في أنحاء المدينة مما أثار قلق مالك ..


وأخذ يجوب البلدة كلها .. ولم تكن هناك نبضة حياة .. في اي جزء منها ..


جميع أهل البلدة أموات .. وجميعهم يتسمون بصفة معينة .. البياض الشديد لجثثهم ..


ولم يجد أثر لبسمة .. وتوجه الى بيت الشيخ احمد .. وفتح الباب ..


ودخل إلى غرفته .. ووجده مثل بقية الجثث ..


كانت الغرفة .. قد قلبت رأساً على عقب .. وكأن الذي دخلها ..


كان يبحث عن شيء ..


وعندما هم مالك بالخروج من الغرفة ..


سمع صوت حركة خفيفة بالخارج ..


خرج مالك بسرعة .. ولم يجد احد ..


توجه نحو منتصف البلدة .. وفي الساحة هناك ..


وقفت بسمة .. مرتدية وشاح أحمر .. تنظر الى الأرض ..


ومالك ينظر اليها .. بتساؤل .. يقول لها : بسمة ..؟؟


ورفعت رأسها ببطئ .. والدماء تقطر من شفتيها ..


ونظرت إليه .. نظرة فارغة


وهو يقترب .. ويقول : بسمة .. ماذا يحدث في البلدة .. وماذا تفعلين هنا ..


من فعل هذا .. اخبريني ..؟


لم تجبه بشيء .. بل إستمرت تنظر إليه ..


حاول أن يقترب منها اكثر .. وقطع طريقه .. رجل


يرتدي زياً عسكرياً ..



وقال له : تراجع لا أريد ان اؤذيك ..


ورد مالك بغضب .. : لن أدعك تأخذها ..


فإنقض مالك عليه .. ولكن بإشارة واحدة من الرجل ..


إعترض طريق مالك خمسة حراس مشهرين سيوفهم ..


وتردد مالك قليلاً ..


أمسك الرجل بيد بسمة .. وحملها الى حصانه الأسود ..


وصرخ مالك في الرجل بالتوقف ..


ولكن .. غادر الرجل بسرعة .. حاملاً معه بسمة ..


التي بدأت .. بلعق ماتبقى من الدماء حول شفتيها ..


حاول مالك اللحاق بها .. لكن الحراس كانوا بالمرصاد ..


وبسمة ..تبتعد ..مختفية في أفق من الغموض ..

يتبع في الغد ان شاء الله ..

Kubaj
16-02-2005, 08:38 AM
http://img.photobucket.com/albums/v319/Kubaj/Secretflow/Silent_Night3.jpg





إقتاد الحراس الخمسة مالك الى السجن الخاص في قصر الحاكم سيف الدين



وأخذ مالك .. يضرب القضبان .. وهو يصرخ ..



اين زوجتي .. أين بسمة ..



أخبروني .. مالذي حدث لأهل البلدة ..



ولم يهتم لصراخه احد ..




في نفس الوقت في غرفة الإجتماعات الخاصة




.. إجتمع سيف الدين بمستشاريه .. وقادته العسكريين ..



وقال : هل تم التعرف على هويتها .. ؟



اجاب احد المستشارين : نعم .. هي وبلا شك " حاملة الوباء "



واكمل الحاكم : الجميع يعلم خطورة الموقف .. وأن اي تهاون في تنفيذ الخطة ..



سيؤدي الى كارثة عظيمة .



وإذا كانت هناك مشاكل في الإستعدادت يفضل ان تذكر الآن قبل لحظة الصفر ..



قام احد قادة الجيش .. وأكد على إستقرار الوضع .. وبدأ بشرح الخطة



على لوحة كبيرة .. رسم عليها خريطة مكان محدد



وأضاف : أفضل لحظة للهجوم هي بعد غروب الشمس بلحظات ..



حيث تكون اجسادهم خاملة .. ويحتاجون الى ساعة من التجول تحت ضوء القمر ..



ليحصلوا على طاقتهم الكاملة ..



وبهذا يعتبرون صيداً سهلاً .. يا سيدي الحاكم .. انا اتقدم بطلب البدء في التنفيذ



اليوم .. مع غروب الشمس .. ولنضربهم بأكبر قوة ممكنة ..



وأجاب الحاكم : حسناً .. ولكن .. التزموا بالحذر .. والدقة ..



اريدها ضربة كاملة .. أريد ان أمسحهم من الوجود ..




وبعد ساعة من الإجتماع




خلف قصر الحاكم .. قبل تنفيذ العملية.. إجتمع القادة بجنودهم



وأملوا عليهم الخطة .. وتم تقسيم ألفي جندي على فرقتين ..



فريق يتحلق حول الوكر .. ويطلق أسهم نارية حارقة .. لتدفع بالأهداف الى الخروج ..



ويتكفل بهم الفريق الآخر المجهز بالرماح النحاسية الحادة ..



وإستعدت الكتائب للمضي نحو المقبرة ..



وخرج الحاكم ليراقبهم .. والشمس تدنو بجانبهم ..نحو مصيرها ..



وغربت الشمس .. ولم تمضي دقائق قليلة حتى خيم الليل بظلامه .. وسكونه ..



إتخذت الفرقة الأولى مراكزها حول الوكر .. بعد غروب الشمس بقليل ..



إنزوت الفرقة الثانية خلف الأشجار إستعداداً للهجوم ..



ومرت الدقائق كأنها ساعات .. وحانت اللحظة ..



وأطلقت السهام .. وتعالت الصرخات ..



التي بدت .. أكثر براءة مما يجب ..




في نفس الوقت .. في قصر الحاكم ..




بينما كان الحاكم سيف الدين ينتظر خبر نجاح العملية .. على أحر من الجمر ..



دخل احد الحراس عليه وهو يقول :



سيدي الحاكم .. لدي أخبار سيئة ..



فهناك مجموعة من سكان المدينة .. تم إختفائهم في ظروف غامضة ..



ولم يرهم احد منذ الليلة الماضية ..



شعر الحاكم بالقلق .. فالأمر يبدو مريباً ..



وأمر بإرسال فريق بحث ليتحرى عن الأمر ..






- جيش الظلام -





كاد مالك ان يفقد الأمل في سماع صوت آدمي .. يرد على صرخاته ..



حين سمع صوت همهمة .. قريبة .. من الزنزانة المجاورة ..



إقترب مالك من الحائط .. وسمع صوت عجوز ..



تقول : .. النهاية قادمة ..



المنبوذون .. قادمون ..



هي لهم .. وهم لها ..



لقد كتب هذا الرجل نهايته .. واول فصل لنهايتنا جميعاً ..



حينما .. إرتكب الخطيئة .. وهرب بالثمرة ..



قطع نصف الأرض وأبتعد .. ظن انه نجى .. ولكن .. لا احد ينجو ..



قال مالك بإهتمام واضح : .. من انتِ .. ؟ وعن من تتحدثين .. ؟



سادت فترة من الصمت .. قبل ان ترد ..



وقالت : .. أنا .. من ترى القبح خلف قناع الجمال ..



أرى النور خلف الظلام .. اعلم بالعقارب .. تحت الرمال



ولكن .. لم يعجبهم هذا .. واتهموني بالجنون ..



لإن .. رؤيتي صافية لدرجة .. اخافتهم ..



.. اعلم ماذا حدث لك يا مالك ..



وأعلم ماحدث لأهل البلدة ..



إنهم المنبوذون .. لا يعلم بأمرهم إلا القليل في هذا العالم ..



ولهذا تم إختلاق حادثة الوباء التي أدت الى حرق البلدة ..



لمسح أي أثر لهم .. وانت تعلم ماذا اقصد يا مالك .. الجثث البيضاء ..



وقاطعها مالك : .. ماذا تقصدين بالمنبوذون ؟



وقالت : .. قبل مئات السنين .. كانوا بشر مثلنا ..



وهم ليسوا من هذه البلاد ..



عاشوا في مملكة بعيدة ..يحكمها رجل يدعى..



.. أليتوس .. غريب الأطوار ..



كان يحب تعذيب المساجين .. بطرق مبتكرة ..



و يحتفظ بدمائهم ..إعتقاداً منه بإن هناك وسيلة ما .. للخلود ..



وضاق الشعب به ذرعاً .. وكذلك وزراءه ..



وتم نفيه .. هو وعائلته .. إلى احدى الجزر القريبة من هنا ..



والبعيدة عن مملكته .. وأقسم اليتوس بإنه سينتقم يوماً..



وعاد بعد سنة واحدة من نفيه .. وتسلل الى القلعة ..



من إحدى الممرات السرية ..



ونجح في شق طريقه نحو غرفة الملك الجديد ..



وفتك به .. هو وزوجته



وتم حصار أليتوس .. في منزل احد الوزراء ..



وقاتل الحراس بشراسة .. وطعن في قلبه .. وإستمر في القتال ..



وأخذ يضحك بشكل جنوني .. وهو يقول : أنا لا أقهر .. لن يستطيع احد قتلي ..



أصيب بسهم في رقبته .. وتفجرت الدماء بشكل مخيف ..



وإتسعت عيناه .. غير مصدقاً لما حدث ..



هوى على الأرض.. وقال كلمته الأخيرة .. بصوت مختنق ..



فلورا ..



قال مالك : وما علاقة بسمة بكل ماحدث ..؟



قالت العجوز : .. بسمة ..



قاطع حديثها .. صوت هزة قوية ..



وإذا بالحراس يتدافعون الى الخارج



والجدار يهتز



ومالك يحاول ان يخرج .. ليسأل العجوز .. عن بسمة ..



هوى جدار السجن متأثراً بضربة من الخارج ..



وقضى على العجوز الغامضة ..



حاول مالك الهرب .. لكن جزء من الجدار هوى عليه وأفقده الوعي



فتراكمت الحجارة فوقه حتى أصبح محاصراً تحت الأنقاض ..



توالت الضربات .. والصيحات ..



والجثث تتساقط .. والدماء تختلط بالطين ..




في مكان مجهول .. على مشارف المدينة ..



في قاعة مظلمة .. جلس رجل طويل القامة .. حليق الرأس ..



يرتدي وشاح أحمر .. عليه قلادة ذهبية على شكل رأس اسد ..



ممسكاً .. بكأس يرتشف منه ببطئ ..



لم تمر دقائق .. حتى دخل احد المعاونين .. وقال :



بدأت عملية الغروب



هز الرجل رأسه وأمر معاونه بالإنصراف ..



ورفع كأسه عالياً .. محدقاً فيه ببرود .

Kubaj
16-02-2005, 08:39 AM
- الهجوم المباغت -





بعد السقوط المفاجئ للمدينة تحت سيطرة جيش الظلام ..




وإنهيار جدار السجن بسبب المنجنيق العملاق




علم الحاكم سيف الدين بإن سقوط القصر امر محتوم ..




وأمر جميع القادة والجند بالإستعداد للقتال وقال احد الجنود :




سيدي لم يتبقى لدينا وقت كثير تم توجيه المنجنيق العملاق نحو البوابة الرئيسية..




وقال الحاكم سيف الدين : حسناً .. سوف نقاتلهم حتى النهاية ..




وبإذن الله لن يحصلوا على مرادهم ..




وإبتعد الحاكم من الساحة .. ودخل الى إحدى الغرف المجاورة ..




وكان في إنتظاره فرقة صغيرة .. وقال لهم :




سوف نحاول تعطيلهم بأقصى درجة ممكنة .. وأشار على بسمة .. التي بدت مرهقة .. شاحبة ..




وأكمل : مهمتكم إيصالها الى حاكم المدينة الوسطى .. وإياكم والتهاون .. إنها مسألة حياة أو موت ..




وأجابه قائد الفرقة بثقة : لا تقلق سيدي الحاكم .. لن نخسرها لأحد بإذن الله ..




وصافح الحاكم سيف الدين قائد الفرقة قائلاً له : توكلت على الله ثم عليك ..




وأهتز القصر إثر ضربة مدوية .. من المنجنيق العملاق ..




وأزاح سيف الدين صندوقاً كبيراً بمساعدة قائد الفرقة .. وفتح الغطاء ليظهر من تحته




سلماً يقود الى كهف سري تحت القصر .. ونزلوا منه بسرعة حاملين بسمة




ومن ثم أغلق سيف الدين الفتحة وبعد ذلك خرج من الغرفة بسرعة ..




وأمر الجنود بهدم الغرفة بالمنجنيق وتم تدمير الغرفة خلال دقائق ..




وبين تدمير الغرفة .. والضربات المتواصلة على البوابة التي شارفت على الإنهيار ..




وقف الحاكم سيف الدين .. يترقب البوابة وهي تتلقى الضربة تلو الأخرى ..




..وهو يفكر في طريقة لمواجهة جيش الظلام ..




وأجتمع بقادة الجيش .. وأمرهم بمواجهة الحديد بالحديد ..




حيث طلب بتوجيه المنجنيق تجاه المنجنيق العملاق ..




وأعترض احد القادة على هذا الإقتراح مبرراً رأيه بإننا لا نعلم اين مكانه بالضبط ..




خصوصاً وانه محاط بأشجار كثيفة ..




وطمئن الحاكم سيف الدين القادة .. بإنه يعلم هذا .. ولذلك تم تجهيز أحجار ملفوفة في قماش قديم




وبداخل هذا القماش كمية لا بأس بها من القش .. مما يتيح إشعال النار فيها ..




وقال احد المخططين العسكريين :




على الرغم من قوة وضخامة هذا المنجنيق لديهم ..




إلا انه يحتاج الى خمسة دقائق بين كل ضربة والأخرى ..




ونستطيع انا نتفوق عليهم بإستخدامنا لهذا المنجنيق المتواضع




والخفيف .. حيث سيمكننا من إطلاق قذيفتين مقابل قذيفة لديهم ..




وليس بالضرورة ان نصيب المنجنيق العملاق .. بقدر حاجتنا لكسب الوقت




وتشتيت تركيزهم اذا أشعلنا النيران في الأشجار ..ومتى ما حانت اللحظة المناسبة




نفتح البوابة .. ونباغتهم ..ولم يتبق لدينا الكثير من الوقت سيدي الحاكم




يجب ان نبدأ التنفيذ الآن ..




أومأ الحاكم سيف الدين برأسه وأمر الجميع ببدء العمل ..




وبدأت المعركة ..




وأطلقت أول قذيفة نارية .. فأصابت الأشجار المحيطة بالمنجنيق




وإشتعلت النيران فيها .. ولم تتوقف هجمات جيش الظلام ..




وأستمرت القذائف .. والحاكم سيف الدين يترقب الموقف ..




منتظراً اللحظة الحاسمة .. وقبضته تزداد تمسكاً بسيفه ..




وصاح احد الجنود قائلاً : لقد اصبنا المنجنيق العملاق بضربة مباشرة




ونصح المخطط العسكري بإستمرار القذائف مع الإستعداد للهجوم المباغت ..




ومرت خمسة دقائق ..ولم يطلق المنجنيق العملاق ..




وأشار المخطط العسكري الى سيف الدين بالبدء بالهجوم ..




وصرخ سيف الدين : الآن !!




فتحت البوابة .. وإنطلق الجنود ومن خلفهم الحاكم سيف الدين ..




وإرتفعت صيحات الجنود القتالية .. بمرورهم مع البوابة ..




وتقدموا نحو المنجنيق العملاق .. وبدا متأثراً بشكل كبير من الضربة الأخيرة ..




وقد احترقت بعض الأشجار من حوله ..




ولم يكن هناك أثر لجيش الظلام ..




وهنا توقف الحاكم سيف الدين ..وقسّم الجيش الى قسمين ..




قسم يتجه نحو المدينة والتأكد من سلامة اهلها و خلوها من أي تواجد للعدو




وقسم يقوده سيف الدين في الغابة التي تفصل بين القصر والمدينة




وبعد عدة دقائق .. كان سيف الدين يقود جيشه داخل الغابة ..




واذا بهم في مساحة واسعة داخل الغابة .. دمرت اشجارها وعلى اطرافها حروق ..




وتعجب سيف الدين .. كيف لمنجنيق متواضع ان يصل الى هنا ..




وتناهى الى مسامعه .. صوت ضحكة أنثوية .. عابثة ..




وخرجت من بين الأشجار .. مخلوقة غريبة ..




إمرأة نصفها السفلي جسد حرباء .. والعلوي بشري مغطى بالأفاعي ..ماعدا




وجهها الذي بدا جميلاً .. وعليه مسحة باهتة ..




وقالت بنبرة ساخرة : آه .. ضيوف .. للأسف ليس لدي ما اقدمه لكم ..




تناولت الغداء لتوي .. ولكن لدي هدية قد ترضيكم ..




وإرتفع ذيلها الأملس .. وأطلقت غاز كثيف أخضر اللون .. وحاول الجنود الهرب




ولكن المنافذ أغلقت بأشجار كثيفة .. وحاول سيف الدين ان يهجم عليها ولكن الرؤية لم تكن واضحة..




وتساقط الجنود .. متأثرين بالغاز السام .. وإستمرت المخلوقة الغريبة .. بنفث سمها في الهواء ..




والجنود يتساقطون .. وسالت الدماء من افواههم .. وأعينهم ..




فتخضبت الساحة بدمائهم .. والضحكات العابثة يتردد صداها في الغابة ..




وساد الصمت قليلاً .. وإنطلقت صرخة مدوية لرجل يتألم..




معلنة قدوم شخص جديد ..ضيف آخر .. في عالم الظلام .

Kubaj
16-02-2005, 08:42 AM
بقايا ذاكرة





إستمرت المخلوقة الغريبة .. بالضحك والسخرية ..



بينما كان الحاكم سيف الدين جاثياً على ركبتيه .. والدماء تنزف منه ..



وجسده يرتعش .. أمسك برأسه مطلقاً الصرخة المدوية وهو ينظر الى الأرض ..



ومع إزدياد الألم في رأسه ..



إنتفض جسده بقوة .. وإنقلبت عيناه الى اللون الأبيض ..



تراجعت المخلوقة الى الخلف قليلاً .. وهي تقول بنبرة متوترة :



لا عجب بإنك قائدهم .. قوي حتى في إحتضارك .. لقد تجاوزت حدود تحمل اي إنسان شاهدته من قبل



رفع رأسه ببطء .. وهو ينظر الى يديه .. التي بدت شديدة البياض ..



وإنتابه إحساس بالعطش الشديد ..ونظر الى المخلوقة التي تسمرت في مكانها من الخوف ..



وقال وهو يلهث : .. إنسان .. ؟



وحاولت المخلوقة عبثاً .. ان تطلق غازها السام مرة أخرى ..



ولكن سيف الدين إنقض عليها .. وأمسك بشعرها بقوة .. وهو يريها جثث الجنود ..



قائلاً لها : ماذنب هؤلاء .. لقد دفعوا حياتهم دفاعاً عن مدينتهم وأهاليهم .. وعني أنا



وصرخ فيها وهو يقول : ماذنبهم .. أخبريني ..



وبدت المخلوقة كطفلة صغيرة .. على الرغم من بشاعة مظهرها .. إلا ان عيناها



لمعت وكأنها تحاول البكاء .. وأخرج سيف الدين خنجره .. وغرزه في عينها الأولى وإقتلعها وتفجرت منها الدماء



التي امتزجت بالسم الذي يجري فيها ..و قال لها وهي تصرخ طلباً للرحمة :



أين سخريتك الآن ؟



وإرتجف جسد سيف الدين ..وزاد شعوره بالعطش الشديد وعيناه البيضاوان تزداد تألقاً ..



وأرخى يده .. وألقى الخنجر .. وتنفست المخلوقة الصعداء ..



إبتعدت عنه متخبطة في طريقها .. ولم تستطع الخروج .. فكل المخارج قد أغلقت ..



ولا تملك القدرة على إعادة فتحها مرة أخرى فهي بالكاد تستطيع المشي ..



بينما كانت المخلوقة تحاول الهرب



إزدادت نبضات قلب سيف الدين .. وعاوده الألم مرة أخرى ..فأمسك برأسه وهو يصرخ ..والدماء تسيل من فمه ..



واخذ يردد بصوت واهن : .. لا .. لا .. ليس مرة أخرى .. لااا



وشعر بأنيابه تتمدد ..والدماء تنزف بشدة من فمه ..



وإلتفت الى المخلوقة .. وقال بصوت غليظ .. : أين تظنين نفسك ذاهبة .. ؟



وإنقض عليها .. بقفزة هائلة .. وأنشب انيابه في عنقها ..



وإفترست الضحية .. صائدها ..



سقطت .. قطرة .. تسابقها أخرى .. من السماء ..التي بدت وكأنها تتمزق ألماً ..



محاولة إخفاء وجهها الصافي .. بكتلة من الغيوم .. التي لم تتحمل هذا القدر من الدموع ..



فإنهمرت قطرات المطر النقية .. على الأرض الجريحة ..



رفع سيف الدين رأسه فجأة .. وألقى بجثة المخلوقة أرضاً ..



وتذكر تلك الليلة .. التي غيرت كل شيء في حياته ..



فهوى جاثياً على ركبتيه ..وإختلطت دموعه بالمطر .









- المهمة -







أدرك قائد الفرقة خطورة المهمة منذ اللحظة التي علم فيها بإن الحاكم سيف الدين كلفه بها بشكل شخصي



وهو مالم يعتاده في المهمات السابقة ..وقد امضوا من عند الممر السري نحو الكهف .. الى ان انتهى بهم المطاف



في نفق ضيق .. الذي بدا .. وكأن لا نهاية له ..



وتعثرت الفرقة اكثر من مرة بسبب الظلام الدامس ..



وعند اقترابهم من المخرج .. بدأت بسمة تهذي .. بصوت خافت ..



مالك .. اين انت .. اغلق الباب .. الجو بارد ..



وصل القائد الى الباب السري القديم .. واستطاع فتحه بعد عناء شديد ..



وكان المخرج يؤدي الى الجهة الجنوبية للقصر .. حيث يفصل بين القصر والضفة الأخرى



جسر حجري طويل فوق النهر العظيم .. وطلب القائد من الفرقة التريث قليلاً ..ريثما تشرق الشمس



لتجنب مواجهة احد افراد جيش الظلام ..



وبينما هم جلوس امام المخرج ..خطرت للقائد فكرة ..فأمر اثنين من مساعديه



بالتسلل نحو الحظيرة التي لا تبعد كثيراً .. علهم يجدون بضعة خيول سليمة ..



تعينهم في رحلتهم الطويلة نحو المدينة الوسطى ..



وبعد فترة ليست بقصيرة .. شعر القائد .. بإن مساعديه أستغرقوا وقتاً طويلاً لمعرفة اذا ماكانت هناك خيول



سليمة .. أم لا ..فالحظيرة قريبة ..والليل يسحب وشاحه السرمدي ببطئ نحو مهجعه ..



فقام وأمر بقية الجنود بالإلتفاف حول بسمة ..وأن لا يبرحوا مكانهم حتى يعود ..



وأمضى القائد في طريقه ..وعندما إقترب من الحظيرة ..



شاهد .. الخيول متكومة .. امام الحظيرة .. وقد فاحت منها رائحة منتنة ..



وتناهى الى مسامعه .. صوت حركة مريبة .. داخل الحظيرة ..



فنظر القائد حوله بقلق .. وبدأ يتحسس مقبض سيفه ..



ودلف الى الحظيرة ..وإذا بمزيد من الخيول المتكدسة .. والرائحة تزداد قوة ..



وشاهد .. ضوءاً خافتاً .. في نهاية الحظيرة ..



وأخرج سيفه .. متقدماً .. نحو مصدر الضوء ببطء ..



وعندما إقترب بما فيه الكفاية .. سرت رعشة في جسد القائد ..



حينما شاهد جثة احد مساعديه ..راقدة على بقعة كبيرة من الدم .. وقد وضع في فمه شمعة قديمة ..



وإذا بصوت شخص مجهول من خلف القائد .. يقول :



" مثل الحشرة البائسة .. التي تتبع الضوء ..طلباً للأمان .."



وأطلق بعدها ضحكة مجلجلة ..



إلتفت القائد بسرعة ..تجاه الشخص المجهول ..



وإذا بذلك الرجل العملاق ..ذو شعر طويل أجعد ..حاملاً رأس مساعده الثاني ..



وقال : مرحباً ايها القائد .. عماذا تبحث .. هذا ؟ مشيراً بعينه نحو يده ..



وقد إرتسمت على وجهه إبتسامة عريضة ..



وأحتقن وجه القائد غضباً .. وهو يجيب :



لوغارو .. ايها الخائن اللعين .. لقد قدمت الى حتفك هذه المرة ..



وأنقض القائد عليه بسيفه وأخرج لوغارو سيفه الضخم ..وتراجع الى الخلف ..



وصد ضربة القائد الأولى .. الذي لم يتوانى في هجومه ..



وأتبعها بضربات سريعة .. أنهكت لوغارو في صدها ..الذي أستمر في التراجع



وهم بالهجوم على القائد .. وهوى بسيفه بقوة .. وتفاداها القائد بسهولة ..



وكشف لوغارو بهجمته الفاشلة نفسه للقائد .. الذي إستغل الثغرة وطعن لوغارو في بطنه ..



الذي هوى بدوره على ظهره أرضاً .. وهو يصرخ متألماً ..



ورفع القائد سيفه عالياً .. وهو يقول :



لقد أنقذتك في ذلك اليوم .. وندمت ألف مرة على ذلك ..



لكن .. لن تفلت مني اليوم .. سأنهي حياتك الرخيصة هنا ..



وضرب القائد بسيفه عنق لوغارو الذي اتسعت عيناه من الألم ..



وسالت الدماء من عنقه وهو يتلوى في مكانه ممسكاً بعنقه ..



ولم تمر لحظات قليلة .. حتى أطلق لوغارو .. حشرجة الموت ..



نظر القائد قليلاً .. الى جثة لوغارو .. وأدخل سيفه في غمده ..



وفجأة .. كممت يد ناعمة فم القائد ..وحاول القائد ان يمد يده نحو سيفه ..



ولكن شعر بإن أطرافه شلت بكاملها ..وهمست الفتاة المجهولة في أذن القائد ..



" .. كيف وقعت في هذه الغلطة .. أنسيت هذا الدرس وانت من علمني اياه .. ؟ "



إنقلبت سحنة القائد ..وهو يتمتم بذهول : اوث .. اوثولينا .. ؟!



وهمست في إذنه مجدداً .. وهي تقول : " .. لقد إفتقدتك يا فارس كثيراً ..



لماذا تركتني .. أنسيت وعدك لي فوق ذلك الجسر .. ؟



وتهدج صوت فارس وهو يقول :



ولكن ..أخبروني بإنك غرقتي هنا في هذا النهر .. وان النهر جرفك بعيداً ..



لقد بحثت عنك في كل مكان .. يا اوثولينا ..



وصمت لوهلة .. وأكمل : .. أين كنتي يا اوثولينا ..



لقد مضى وقت طويل على إختفائك .. اين ذهبتي ..



ومالذي تفعلينه هنا .. لماذا لا أستطيع الحراك .. ؟



وأجابت اوثولينا : .. لم اعهدك كثير الأسئلة يا فارس ..



وألقت فارس على ظهره .. مما اتاح له رؤيتها ..



وقد بدت اوثولينا ..رائعة الجمال .. بجسدها المتناسق .. وشعرها الذهبي المنسدل ..



والذي تناثر بعضه على جبينها .. وهي ترشق فارس .. بنظرات باردة ..



وأخرجت سهماً من كنانتها .. وإستعدت لرمي فارس بقوسها الذهبي ..



وقال فارس بذهول : .. اوثولينا .. مالذي تفعلينه ..هل جننتي ؟



وترددت اوثولينا قليلاً .. وهي تنظر الى عيني فارس وأرخت قوسها ..



وخرجت بسرعة ..وصرخات فارس تلاحقها ..



وأخرجت بسمة .. من بين جثث الحراس الذين تساقطوا من حولها ..وحملتها



تجاه حصانها الأبيض ..وأطلقت العنان له



تاركة خلفها .. فارس صاحب القلب المكلوم ..



الذي فقد وعيه وهو يصرخ بإسمها..



وأشرقت الشمس .. وتبددت الغيوم ..



وأفاق أهل المدينة الذين لم يصابوا بسوء ..متسائلين عن سبب تواجد عدد كبير من الجنود حول المدينة ..


وسبب تجمع الكثير منهم عند البوابة ..


وقد تجمع الكثير من الجنود لمعاونة الحاكم سيف الدين .. الذي سقط عند البوابة ..


وقد أثخن جسده بالجروح ..بعد ان عاد وحيداً من الغابة ..


حمله الجنود تجاه القصر .. وهو ينظر الى السماء ..


نظرة خاوية .. بلا معنى ..

http://img.photobucket.com/albums/v319/Kubaj/Secretflow/ToBeContinued.jpg

قريباً ..

Kubaj
26-02-2005, 07:35 AM
الحرب ..خدعة !




إجتمع سيف الدين مع المخطط العسكري في غرفة الحاكم الخاصة ..



وقال سيف الدين :



لقد خدعنا .. لم يكن هناك جيش للظلام ..



وعملية المقبرة .. لم يكن هناك فيها اي فرد منهم ..



لقد كانوا أبرياء .. من أهل المدينة .. جميعهم .. أبرياء ..



وضم سيف الدين قبضته .. وضرب بها المنضدة .. بغضب ..



وأندهش المخطط العسكري من كلام سيف الدين .. وقال :



.. إستنتاجك يبدو منطقياً .. لقد إستغلوا عامل الظلام ..



وأوهمونا بالمنجنيق العملاق .. وعند عملية البحث ..



كان هناك طريقين ..ومهما كان إختيارك سيدي الحاكم ..



فالذي وضع الكمين أدرك انك قادم للغابة لا محالة ..



لو ذهبت الى المدينة ووصلتك أخبار بإن القسم الذي ذهب للغابة قد قضي عليه بأكمله ..



لغادرت فوراً نحو الغابة .. ولو إخترت الذهاب اولاً الى الغابة ونجحت المخلوقة في الإنتصار عليك



سيكون خبر وفاتك ..مدمراً لبقية الجيش وأهل المدينة .. وهذا كافي بكل تأكيد للعدو ..



وهز سيف الدين رأسه بالإيجاب .. وقال :



ولهذا ..يتحتم علينا ..القضاء على سيدهم .. والعقل المدبر ..



أوستريـل ..






الكتاب القديم و أرض الأحلام






اين انا .. ماهذا المكان ..أرض قاحلة .. متشققة ..



وكأنها مقبرة الطبيعة .. لا وجود لأي كائن حي ..



أسمع صوتاً مألوفاً .. ينادي .. من بعيد .. يهمس بإسمي ..



اتقدم .. نحو مصدر الصوت ..وبانت لي شجرة كبيرة .. شامخة .. رغم موتها ..



وامامها .. صخرة سوداء ..فرش عليه بساط ذهبي ..وقد إعتلى هذا البساط ..



كتاب قديم .. وعاد الصوت من جديد ..



مالك ..



آه ..الشيخ أحمد .. ؟



نعم .. انا مالك .. مالذي حصل في البلدة .. وأين بسمة .. أخبرني ارجوك ..



ولم يكن هناك أي رد ..



وإقتربت من الكتاب ..وفتحت الصفحة الأولى .. وإذا بكلمات كتبت بلغة غير مفهومة ..



تنمحي بسرعة .. وكأنها تخشى ان تقع عيني البائسة عليها ..



ونفس الشيء حدث مع باقي الصفحات .. فتحت الكتاب من المنتصف ..



وإذا بكلمة واحدة قد كتبت ..وهي .. " لا تنصت إلى الصوت" .



وتلاشت الكلمة بسرعة ..وهوت مكانها .. قطرة دم .. وتلتها أخرى ..



نظرت الى الأعلى ..فكانت الصدمة ..



حيث كانت بسمة ..على جذع الشجرة ..تنظر إلي بوجه حزين .. وهي تذرف الدماء .



أفاق مالك .. بجانب فارس في غرفة بداخل القصر .. وألتفت من حوله ..



وشاهد العديد من المصابين بعضهم يأن تحت وطأة الألم .. والآخر غارق في سبات عميق ..



وكان فارس ييتقلب في فراشه ..وهو يهمهم .. بصوت منخفض ..



وبعدما علم سيف الدين بإن فارس فقد بسمة وان الفرقة بأكملها قد قضي عليها ..



أرسل في طلبه هو ومالك .. الذي طالب بمعرفة مالذي يحدث من حوله ..



وإجتمع سيف الدين بفارس ومالك في غرفته ..



ونظر الى مالك بإهتمام .. الذي رد عليه بنظرة غاضبة ..



وقال مالك : أريد أن أعرف لماذا إختطفتم زوجتي بسمة ..



ومالذي حدث في البلدة بالضبط .. ومنهم هؤلاء المنبوذون ..



وأجاب سيف الدين :



أرى بإنك تحدثت مع العجوز ..إنها قصة طويلة يا مالك .. سأخبرك بما يهمك فقط ..



منذ زمن بعيد جداً .. كانت أرضنا هذه خاصة بنا نحن ..



ولكن بعد مرور بضعة عقود .. خرج منها أفراد ..لأسباب عديدة ..طلباً للعلم او الرزق او الدواء ..



ولهذا .. أصبح بعضهم يعود وقد تزوج من بلاد الغرباء .. او لا يعود أبداً ..



وبعد موجة من الفقر والأوبئة التي إجتاحت بلاد الغرباء .. بدأت بعض العوائل هناك تنزح إلى هذه الأرض ..



ولإن بعضهم تقوده جذوره الى هنا مباشرة .. حتى وإن تغير لونه وشكله ..



ومن هنا إختلطنا معهم .. وإمتزجت عروقنا فإختلطت دمائنا وأسمائنا ..



وأثناء الأزمة الطاحنة التي مرت بهم هناك .. إنتشرت إشاعات كثيرة .. حول حوادث غريبة بعد منتصف الليل



حيوانات وقد مزقت بشكل بشع .. أناس تحولت جثثهم الى بياض تام ..



وتجددت إسطورة المنبوذين ..وانهم يكونون جيشاً .. لقب بجيش الظلام ..



وقد إنتشر كتاب بينهم .. توارثوه منذ القدم .. عن نبؤة ما .. حول القائد المنتظر ..



وتقول النبؤة .. هي حاملة البذور .. وجدت له .. ووجد لنا ..بحياتها سوف تحميه..



حمام الدم .. أولى علامات ظهوره ..ظهور المنقذ .. وأملنا ..



ولذلك يا مالك .. عند ظهور أول هذه العلامات في البلدة .. حينما ضحت بسمة بهؤلاء الأبرياء كلهم ..



أدركنا ماهو حمام الدم .. وأنه أول علامات قدومه الى هذا العالم ..



وبدا مالك .. كالمصعوق .. وهو يردد كلمة مستحيل ..



وأكمل سيف الدين ..وقال :



مالك .. أعلم بإن الأمر يصعب تصديقه .. ولكن انت شاهدت بعينك .. الجثث البيضاء .. وشاهدت بسمة



بنفسك .. لقد رأيتها وقطرات الدماء على شفتيها ..



وهنا .. إنفجر مالك بغضب ..قائلاً :



أعلم مارأيت .. ماذا تريدني أن افعل .. أقتل زوجتي بيدي هاتين ؟؟



هل هذا ماتريده ؟ هل تعتقد بإني سأسمح لك أو لأي كائن غيرك بمس شعرة منها ؟



هل كنت تظن بإني سأقف متفرجاً وانا اشاهد بسمة تموت .. ؟



وتهدج صوت مالك .. وهو يقول ..



هل لديك أي فكرة عن الألم والحسرة التي أشعر بها الآن ..؟



سادت لحظة صمت قصيرة ..وقد بدا فارس شارد الذهن ..



أمسك سيف الدين بيد مالك .. وقال له .. لا أعلم اذا كنت ستصدقني أم لا ..



ولكن .. أنا أعلم مدى الألم الذي تشعر به ..



ولم تعطني فرصة لأكمل حديثي يا مالك ..



نحن لن نمس بسمة بسوء .. ولكن .. الجنين هو مرادنا .. وهدفنا ..



وهنا .. تردد صوت في مخيلة مالك ..




" لا تنصت إلى الصوت"




وشعر مالك .. بألم شديد في رأسه .. وسرعان ماتبخر ذلك الألم ..



وقال مالك ..مبتسماً .. وكأنه تحول الى شخص آخر :



حسناً يا سيف الدين .. إذا كان الجنين هو مرادك فقط ..



ولكن لدي شرط واحد .. أن أرافقكم الى مكانها ..



وإستغرب سيف الدين هذا التحول الغريب ..وأومأ برأسه موافقاً على شرط مالك ..



وألتفت الى فارس .. الذي لازال في عالم آخر ..



وقال : فارس ..هل لديك معلومات عن وجهة أوثولينا ..



ولم يجب فارس ..



وأمسك به سيف الدين مكرراً سؤاله .. :



فارس .. أجبني .. هل لديك معلومات عن وجهة أوثولينا المحتملة ..



رفع فارس رأسه ببطء .. والحزن مرتسم على وجهه ..



وقال بصوت خافت .. : كان هناك مكان .. أطلقنا عليه لقب أرض الأحلام ..



لقد كان هذا منذ زمن طويل .. كنا سنعيش هناك بعد الزواج ..



وأبدى سيف الدين إهتماماً ملحوظاً بإجابة فارس .. حين قال :



أرض الأحلام .. ؟ أين تكون هذه يا فارس ؟؟



إلتفت فارس ناحية النافذة التي تطل على جبل كبير وقال :



هناك ..






سيد الظلام .. أوستريل .




في مكان مجهول .. على مشارف المدينة




.. دلف أحد الحراس الى تلك القاعة المظلمة ..



وقال : .. سيدي أوستريل .. أني آسف لإخبارك بإن عملية الغروب قد باءت بالفشل ..



اجابه أوستريل بهدوء : ماذا عن الحصيلة ..؟



أجاب الحارس بسرعة وتوتر شديدين : .. خسائر فادحة في جيش سيف الدين ..



ومقتل لاميا في الغابة .. على يد سيف الدين .



ولوغارو وجد ميتاً ..داخل إسطبل الخيول بجانب القصر ..



وقال أوستريل بنبرة غاضبة : .. الأحمق لوغارو .. كنت أعلم بإنه سيفسد شيء يوماً ما ..



وماذا عن مكانها هي .. ؟



أطرق الحارس برأسه .. وقال :



لا نعلم يا سيدي .. فقد أختفت ..ولم نجد لها أثر ..



وكأن نيران الجحيم إشتعلت فجأة في عيني أوستريل ..



وقبض على الكأس بشدة .. إلى أن تهشم في يده ..



وسالت دماء سيد الظلام .

Kubaj
26-02-2005, 07:37 AM
أرواح تائهة




أستيقظ مالك في منتصف الليل .. عاقداً العزم على أن يغادر للجبل لوحده ..



وتسلل الى خارج القصر حاملاً معه فأس قديم .. كان قد وجده في احد مخازن القصر ..



وكانت الليلة هادئة .. هائمة بذلك القمر الذي يتوسط سمائها ..



وأمضى مالك في طريقه .. إلى أن وصل لنقطة يتفرق فيها الطريق ..



نحو ثلاثة إتجاهات .. وتوقف لوهلة .. وأخذ يتمعن في الأرض ..



والآثار التي إختلطت ببعضها .. وإحتار مالك .. بأي طريق يسلكه ..



وهو يدرك بأن ليس لديه الكثير من الوقت .. فهو لا يعلم ماذا يحدث لبسمة الآن ..



ولا يدري .. متى سيكتشف سيف الدين وجنوده .. أمر إختفاءه ..



فقرر أن يسلك الطريق الأيمن .. وإستمر في المشي .. بلا هدى ..



يمنّي نفسه بأن تكون بسمة .. في نهاية ذلك الطريق الموحش ..



وفي منتصف الطريق .. توقف مالك .. حيث تراءى له شبح رجل واقف على صخرة ..



تقدم مالك .. ليتضح له من ذلك الشخص الغريب ..



فإذا .. برجل غامض .. يرتدي رداء أبيض قديم .. حافي القدمين ..



وخط الشيب في شعره الطويل .. ولم تمض ثوانٍ حتى إلتفت نحو مالك .. ونظر إليه ..



بعين متفحصة .. وقال له :



" .. هل لديك شيء .. تعين به روح تائهة في هذا الكون الحزين .. "



صمت مالك قليلاً .. وقال :



من أنت .. ومالذي تريده مني .. ؟



وإلتفت الرجل الغامض .. نحو السماء .. فقال .. :



" أنا المتأمل .. في طبيعة هذه الأرض .. ومخلوقاتها .. والطرق التي تنهجها ..



شهدت مع التاريخ .. مذابح وحروب .. ومحافل ..



رأيت حضارات تولد وتموت .. قبل أن تدرك لماذا ولدت .. وكيف قتلت ..



تفحصت الإنسان عن كثب .. في خبايا نفسه .. وقلبه وعقله وكل ما ينشده خلف قناع من ذهب ..



ثم صمت قليلاً .. وقال لمالك الذي بدأ ينظر نحو الطريق متحيناً للفرصة التي يمضي فيها :



يبدو أنك لا تملك الكثير من الوقت .. أعلم أن الألم ينهش جسدك ..



ولكن .. كل ما أريده .. منك أن لا تستمع .. الى ذلك الصوت ..



وإنتفض مالك .. لسماعه هذه العبارة .. وإلتفت نحو الرجل الغامض ..



ولم يجده .. تلفت مالك من حوله بسرعة .. ولكنه أختفى .. وكأن شيئاً لم يكن ..



إنتهى الطريق بمالك .. عند مغارة .. تناثرت الدماء على مدخلها ..



تقدم مالك بحذر .. الى داخل المغارة .. وسمع صوت بكاء خافت ..




في نفس الوقت في غرفة سيف الدين ..




نظر سيف الدين .. نحو النافذة .. الى القمر .. وهو يفكر ..



فتح باب الغرفة ببطء .. ودخل فارس بهدوء .. وهمس قائلاً .. :



سيدي .. سيف الدين .. أريدك في أمر عاجل ..



إلتفت سيف الدين بسرعة ..وقال وهو يستغرب قدوم فارس في هذه الساعة من الليل :



ماذا هناك يا فارس .. ؟



تأكد فارس من خلو الممر خارج الغرفة وقال :



أريد أن أخبرك بشيء مهم للغاية ..



أغلق فارس الباب وإقترب من سيف الدين وأكمل :



لقد سرت إشاعة خطيرة بين الجنود مفادها .. بإنك كنت مدركاً



بإن ما كان ينتظرك انت وبقية الجنود في الغابة .. لا يستطيع القضاء عليه سواك ..



وأنك تعمدت التضحية بهم .. لسبب يجهلونه ..



أعتقد يا سيف الدين .. بإنهم يخططون لشيء ضدك في الصباح الباكر ..



قطب سيف الدين حاجبيه .. وقال بنبرة غاضبة : .. أوستريل ..



ثم نظر الى فارس وأكمل : اذا كنت تعتقد بإن أوثولينا غادرت الى ذلك المكان ..



فمن المحتمل أن نجد أوستريل .. أو احد اتباعه هناك ..



ليس لدينا الكثير من الوقت يا فارس .. لنغادر الآن ..



هز فارس رأسه بالإيجاب .. وقال :



حسناً .. لقد جهزت لك حصانك .. وسأرافقك



لا تقلق .. لقد أخبرت حارس هذه البوابة بإن يخلد الى الراحة ..



نجح فارس وسيف الدين بالهرب من القصر بدون أن يلحظهم احد ..



وغادروا نحو الجبل .. وعندما وصلوا لمفترق الطرق ..



توقف سيف الدين قليلاً .. وقال : أي طريق نسلكه يا فارس .. ؟



اجاب فارس وهو يمضي نحو الطريق الأيسر : من هنا .. انا متأكد ..



وبينما هم في منتصف الطريق .. دوت صرخة فتاة في أرجاء الجبل ..



وإنقبض قلب فارس .. وهو يقول لسيف الدين :



أتعلم من أين أتت هذه الصرخة .. لم أستطع تحديد مصدرها..



توقف سيف الدين .. وقال :



أكمل طريقك من هنا يا فارس .. وسأعود الى مفترق الطرق وأسلك الطريق الأوسط ..



وإذا لم تجد شيئاً عد بسرعة الى مفترق الطرق .. كذلك سأفعل أنا ..



واذا لم أجدك فهذا يعني بإنك وجدت احدهم .. وسألحق بك .. وكذلك ستفعل انت ..



غادر فارس نحو طريقه .. وعاد سيف الدين الى مفترق الطرق وسلك الطريق الأوسط ..



قطع سيف الدين مسافة طويلة ولاحظ بإن طريقه ينخفض بشكل تدريجي .. مما أثار إستغرابه ..



حيث أعتقد بإنه يصعد الجبل .. لا أن يخترقه نزولاً ..



توقف سيف الدين قليلاً .. حينما شعر بألم في رأسه ..وفجأة .. تعالت أصوات الحيوانات في الجبل ..



وكأنها تستنكر شيئاً ما .. وإزداد ألم سيف الدين .. وأمسك برأسه .. وهو يتألم ..



وجثى سيف الدين على ركبتيه .. وهو يصرخ من شدة الألم ..



وبعد لحظات .. تبخر هذا الألم .. و تلاشى ضجيج الحيوانات .. وفتح سيف الدين عينيه ..



وإذا به .. في مكان أشبه بالأحلام .. حديقة خضراء .. مليئة بالورود والفراشات والطيور ..



ورذاذ خفيف من المطر يستقبله بلطف ..



وتناهى الى مسامعه .. صوت خرير ماء قادم من خلف شجرة كبيرة امامه ..



نظر سيف الدين غير مصدقاً .. من حوله ..وتقدم نحو مصدر خرير الماء ..متجاوزاً الشجرة الكبيرة ..



فشاهد بحيرة صغيرة .. في نهايتها شلال غزير ..



وتوسط هذه البحيرة .. عرش جليدي ..جلست عليه .. فتاة نائمة.. لفت جسدها برداء أبيض رقيق ..



إقترب سيف الدين نحوها ببطئ .. غير مصدق لما يرى ..



وتسارعت نبضات قلبه .. بإقترابه منها ..فتوقف امامها .. وإتسعت عيناه .. محدقاً فيها ..



فقال .. بصوت متردد يخنقه الألم :



سارة ..؟



مد سيف الدين يده .. محاولاً .. أن يلمس وجهها ..



فإنتفضت سارة .. وشهقت.. وقالت وهي ترتجف :



لماذا .. يا سيف .. لماذا ؟



فإنهمرت الدموع من عينيها .. وتجمدت قبل أن تغادر وجنتيها ..



بدأ وجهها بالتشقق والتجمد .. وعرشها يغوص الى الأسفل .. مدت يدها نحو سيف الدين ..



الذي أخذ يردد كلمة .. " لا " .. بجنون ..

Kubaj
26-02-2005, 07:39 AM
تحت سماء الألم إنكسر القمر






تلاشى كل شيء من امامه .. في نبضة ..إنتفض سيف الدين بقوة وهو يلتقط انفاسه بصعوبة ..



إزداد ألم سيف الدين .. وهو يزحف الى الإمام بلا هدى ..



والصور تتراكم في ذاكرته .. مختلطة بأصوات كثيرة ..



" .. نعم .. أعدك بذلك يا سارة .. "



صوت ضحكات بريئة .. ترددت ..ألوان رائعة .. إمتزجت مع تلك الصور..



وعند تلك الصورة توقف سيف ..في تلك الليلة الممطرة ..



المناسبة السنوية المعتادة .. مواجهة شريفة بين أقوى أقوياء المدينة ..



حينما تنازل الخصمان ..من أجلها .. أمام صاحب الشأن والدها ..



تمرغ وجه سيف الدين في الوحل .. بعد أن ألحق به خصمه ضربة قاصمة ..



الكل صفق للمنتصر.. وسخر من الخاسر ..بما فيهم والدها ..



.. عدا سارة .. التي إنقبض قلبها ..



غادر الجميع .. تبخروا.. بإنتهاء المناسبة ..وبقي سيف الدين مذلولاً .. ملطخاً بالوحل ..



الذي فشلت في إزالته كتائب المطر الشديدة ..



مضت الدقائق كالساعات .. وسيف الدين في حالة ضياع تام ..



الى أن قطع صمته السرمدي ..صوت تلك الخطوات البطيئة ..



توقف صاحب الخطوات البطيئة بجانب سيف الدين .. الذي رفع رأسه بدوره ..



ونطق بصوت كسير واهن :



" .. من .. ؟ "



وأجاب الرجل الغريب ذو الوشاح الطويل :



" ..أنا عابر سبيل ..لا تخشى شيئاً يا بني .. "



نظر سيف الدين الى القمر وقال :



" .. أنا لا أخشى شيئاً .. ليس بعد اليوم .. "



برقت عينا الرجل الغريب فقال :



" .. لماذا اليأس .. في سن الأمل ..يابني.."



هز سيف الدين رأسه بأسى وقال :



" .. أي أمل تتحدث عنه .. لقد خسرت كل شيء اليوم .. كرامتي .. رجولتي ..



أمامها .. وبجانب والدها .. تلاشى كل شيء .."



إبتسم الرجل الغريب..وأخرج قنينة صغيرة .. بداخلها سائل شفاف ..



وقال :



" ..لا حياة مع اليأس يا بني ..هل تريد أن تستعيد كل شيء سلب منك في هذه الليلة .. ؟ "



إنتفض سيف الدين وقال بتوتر شديد :



" ..أرجوك أن لا تسخر مني .. لقد خسرت كل شيء الليلة .. "



وأعاد عليه الرجل الغريب الكلام بنبرة أكثر جدية :



" هل تريد أن تستعيد كل شيء ..بل دعني أقولها هكذا ..هل تريد كل شيء .."؟



بدت الحيرة واضحة على وجه سيف الدين المبتل حينما قال :



" .. كل شيء ..ماذا تقصد .. ؟ "



اجابه الرجل الغريب قائلاً :



" .. القوة .. الكرامة .. الإحترام ..السعادة الأبدية .. هل تريدها ؟ .. "



وكان لوقع هذه الكلمات تأثيراً ساحراً على سيف الدين .. بعد أن هز رأسه بالإيجاب لا شعورياً ..



مد له الرجل الغريب ..القنينة.. وأمسك بها سيف الدين ..محدقاً بها ..



وقال الرجل الغريب لسيف الدين :



غداً .. إذهب الى منتصف الساحة بالمدينة .. وأعلن بإنك تريد منازلة خصمك في قتال حتى الموت ..



في نفس هذا المكان .. وعند غروب الشمس .. إشرب هذه القنينة كاملة ..



لن تندم على ذلك يا بني .. أبداً .



غادر الرجل الغريب .. ذو الوشاح الطويل .. بخطواته البطيئة .. وإختفى وسط الظلام ..



قبل الغروب بلحظات .. فكر سيف الدين بما حصل له في الليلة الماضية ..



وإذا ما كان قراره صحيحاً أم لا بسماع نصيحة ذلك الرجل الغريب ..



وأمسك بالقنينة .. ورفعها نحو النافذة وتموجت صورة الغروب الجميلة مع محتواها الشفاف ..



" نعم .. لن أخسر شيئاً .."



حضر الجميع ..وشهدت المدينة بأكملها .. سيف الدين .. وهو يسحق خصمه بكل سهولة الذي هوى أرضاً



فتناثرت الدماء من حوله .. رفع سيف الدين يديه بقوة .. مطلقاً صرخة الإنتصار ..



فحيته المدينة بكاملها .. وإلتمعت عيناه بشكل جنوني ..



لم يراود سارة شعور مثل هذا من قبل .. حينما صفقت ودموع السعادة تتفجر من عينيها ..



وشعور بالقلق يتغلغل في قلبها .. من تلك النظرة المجنونة .



توالت الأيام والليالي ..وسيف الدين يزداد قوة وبأساً ..



وصدى الخطوات البطيئة يتردد في منتصف كل ليلة ..



وأصبح لإسم سيف الدين.. " معنى " لدى الجميع ..



إنضم الى الجيش بعد فترة قصيرة .. وقفز من مركز الى آخر ..



وعجلة الأيام تدور ..وعين سيف الدين حاكماً على المدينة ..



ومن شرفة القصر .. وقف سيف الدين .. مطلاً على أهل المدينة وهم يحتفلون به ..



فتذكر تلك الكلمات .." .. القوة .. الكرامة .. الإحترام ..السعادة الأبدية .. هل تريدها ؟ .. "



" .. السعادة الأبدية .. "



نظر الى السماء ولاح له طيفها ..



وإحتفلت المدينة بزواج الحاكم سيف الدين من سارة ..



" .. السعادة الأبدية .."



توالت الصور في ذاكرة سيف الدين ..همسات وقبلات..على نيران الشموع الخجولة ..



واذا بصرخة حادة مروعة .. تمزق كل الصور .. ماعدا صورة واحدة ..



تردد صراخ سارة .. في أرجاء القصر وهي تركض خارجة من إحدى الغرف في الدور الأرضي ..



وأسرعت باكية تصعد الدرج بلا هدى .. هرباً مما رأته في الغرفة ..



وبعد لحظات قليلة .. لحقها ذلك الشخص وقد غطى نفسه بوشاح أسود ..



حاولت سارة ان تغلق الباب المؤدي الى سطح القصر عبثاً .. لكن الشخص دفع الباب بقوة رمت بسارة أرضاً ..



أوصد الشخص الباب بإحكام .. وتقدم نحو سارة التي تحاول الوقوف فقالت وهي ترتجف :



" .. إبتعد .. لا تقترب مني أرجوك .. "



حاول الشخص المتوشح بالسواد .. أن ينطق ولكن شيء ما كان يمنعه .. فأشار بيده إليها أن تهدأ ..



لم تكن سارة في حالة تسمح لها بالهدوء .. حيث نجحت في الوقوف .. وتراجعت الى الخلف لتفكر بطريقة للهروب ..



" .. سـ .. ســــ....ا ر .. ة .. "



نطقها بشكل متقطع وخافت .. لم يكن ماقاله واضح لسارة .. التي إستمرت في التراجع الى الخلف ..فقالت بعد أن إستجمعت القليل من الشجاعة :



" .. أنا زوجة الحاكم سيف الدين .. هل تعلم ماذا سي . . . " توقفت سارة عن الحديث مطلقة شهقة قوية



بعد أن رمى ذلك الشخص الوشاح الذي كان يتغطى به ..وفي نفس الوقت .. تعثرت بحافة السطح ..



وقالت وهي تفقد توازنها :



" سيف " !؟



حاول سيف الدين أن يمسك بيدها ولكن سيف الوقت سبقه ..



فهوت سارة .. وتمزقت الصورة الأخيرة ..



وصدى الخطوات البطيئة .. يتردد من جديد ..



إمتزجت بأصوات النياح وكلمات العزاء ..



ورياح باردة .. تخترق جسد سيف الدين وتخمد تلك الشمعة البائسة ..



وصدى صوت بعيـــد ....صوت لرجل يصرخ من الفزع ..



" .. هذا ليس بإبني .. إنه إبن الشيطان .. أخرجوه من هنا .. لا أريد رؤيته مرة أخرى .. "



. . .



إعتصر سيف الدين التراب بيديه ..وهو يبكي من شدة الأسى ..



رفع سيف الدين رأسه الى الأمام ..وراوده ألم شديد ..في جميع أجزاء جسده ..



وأمسك بطنه وهو يصرخ من حدة الألم .. كأن خناجر مسمومة تمزق أمعاءه ..



فتدفقت دماء غزيرة من فمه ..وصدى الأصوات يتعالى في رأسه ..



إنهار باكياً .. وهو يضرب الأرض .. بيديه ..



وبعد أن هدأ قليلاً .. تأمل في الأرض الملطخة بالدماء ..



فإنفجر ضاحكاً .. بشكل جنوني .. وهو يقول :



" سعادة أبدية ..أي سعادة تلك بدونك يا سارة .. "



ثم إنتفض بعد ان ذكر إسم سارة .. فأخذ يتلفت بقلق من حوله ..قائلاً :



" سارة ..؟ سارة ؟! .. أين ذهبتي يا سارة ؟ "



إسترسل سيف الدين في السؤال عن سارة وهو يزحف ..



وقطع صوت تساؤلاته .. خطوات بطيئة .. قادمة من خلفه ..



فإلتفت نحو مصدرها .. إذا به شيخ .. يمشي ببطئ مستعيناً بعصا خشبية ..



فنظر إليه سيف الدين بقلق .. ثم سأله عن سارة بطريقة أثارت الشفقة في نفس ذلك الرجل ألذي أجاب :



" إذاً فقد تذكرت كل شيء .. أيها المسكين .. يبدو أني قدمت متأخراً هذه المرة ..تعال معي يا بني .. لا تخف هيا ..سآخذك الى مكان رائع "



بدا سيف الدين فرحاً بشكل طفولي وهو يسأله :



" .. وهل ستكون سارة هناك .. ؟ "



إبتسم الشيخ بحنان وهو يقاوم دموع الحزن :



" بكل تأكيد يا بني ..والآن .. هيا بنا .. لنرحل عن هذا المكان الموحش "



مد الشيخ يده تجاه سيف الدين الذي أمسك بيده .. وغادروا سوية .. الى ذلك المكان الرائع .

Kubaj
26-02-2005, 07:46 AM
الحقيقة




وصلت عربة الشيخ الى مدخل المدينة الشمالية .. بعد رحلة شاقة وطويلة من المدينة الوسطى ..



فإستوقفه احد حراس البوابة وقال :



ماذا تحمل داخل العربة أيها الشيخ ؟



أخرج الشيخ وثيقة عليها ختم ملكي .. فتراجع الحارس وضرب قدمه بالأرض .. وضم قبضته نحو صدره



وأذن للشيخ بالدخول .



أكملت العربة طريقها نحو القلعة القديمة .. والشيخ يترقب تلك الشرفة التي توشحت بعلم كبير .. بعين قلقة ..



وعندما توقفت العربة أمام القلعة .. لمح الشيخ شبح رجل ينسحب من الشرفة ..



ترجّل الشيخ من العربة .. وأمر الحراس بحماية العربة ريثما يعود ..



ومن ثم أمضى الى الداخل بخطواته البطيئة المعتادة ..



" الملك عماد الدين في إنتظارك..تفضل من هنا يا سيدي "



تبع الشيخ الخادم الى غرفة في الدور العلوي ..إنصرف الخادم بعد أن دلف الشيخ إلى الغرفة ..



التي كانت مظلمة بعض الشيء .. وفي نهايتها وقف ذلك الرجل أمام الشرفة التي أسدل عليها ستار داكن ..



وبعد أن أغلق الشيخ الباب ..خيّم الصمت على المكان لعدة ثواني ..ومن ثم توجه الملك عماد الدين نحو الشيخ مرحباً به :



" مرحباً بالشيخ ياسين ..كيف حالك بعد رحلتك المضنية إلى هنا .. ؟ "



لم يجب الشيخ ياسين .. بل ظل صامتاً ..محدقاً في الملك عماد الدين بنظرة ذات مغزى ..وبدا القلق واضحاً على وجه الملك الشاحب



فقال :



" ..لقد شعرت بإن خطباً ما أصابه ..أخبرني هل مات في ساحة القتال ..أم في فراشه .. ؟ "



أجاب الشيخ بغضب :



" هل هذا ما كنت تتمناه منذ البداية ..؟! "



ومن ثم إستطرد الشيخ كلامه بحسرة :



" هل هذا الثمن الذي حددته ليظفر بإعترافك به .. ؟ أن يموت بطريقة ترضي كبريائك لتفتخر به ؟! "



إنقلبت سحنة الملك .. وكأنما تلبسه شيطان يشتعل غضباً وأجاب بعنف :



" لقد كان منهم ...وأنت تعلم ذلك ..وتعلم أيضاً أني لو أبقيته هنا وكشف أمره .. ستكون نهايتنا جميعاً ..



و ...



" .. لقد رفع عنه القلم .. "



قالها الشيخ ياسين .. وأطرق برأسه .. وإنتفض الرجل غير مصدقاً لما سمعه وقال :



" .. ماذا ؟ ..هل هذا يعني بإنه لم يمت !؟ .. هل أتيت لتخبرني بإن إبني قد فقد عقله ؟ "



رفع الشيخ ياسين رأسه وقال بنبرة غاضبة حادة :



" .. لا ! .. قدمت لأخبرك بإنه .. لم يتحمل الألم بعد أن تذكر كل شيء ..منذ تلك الليلة .. التي نبذته فيها ..



وتبرأت منه ونسبته إلى الشيطان .. "



تراجع الملك الى الخلف .. وهوى على مقعده .. وهو يتمتم .. بذهول :



" .. تذكر كل شيء .."



أكمل الشيخ ياسين حديثه .. :



" .. لقد عاش وحيداً .. إلى أن دخلت سارة في حياته .. لم أرى شخصاً أكثر سعادة منه .. آنذاك ..ولكن .. بعد وفاة سارة ..تغير كل شيء .."



لقد كانت آخر ليلة في علاجه .. لم يكن من المفترض أن تراه سارة في هذه الحالة ..



لكن منذ أن حملت بطفلهم الأول .. إزداد قلقها تجاه غياب زوجها بعد منتصف كل ليلة لمدة ساعة أو أكثر ..



ظنت بإنها رأت مسخاً .. جن جنونها .. وهربت إلى السطح ..لحق بها سيف الدين .. حاولت إيقافه ولكن..



إرادة الله أقوى من كل شيء .. "



ونظر الشيخ ياسين الى الرجل .. نظرة باردة وأكمل :



" دفع ثمن ذنباً لم يقترفه .. نزوة ملك جبان "



وهم الشيخ ياسين بالخروج بخطواته البطيئة ..وإستوقفه الملك عماد الدين بصوت مختنق :



" مهلاً .. هل ستأخذه إليها ..؟ "



لم يجب الشيخ ياسين .. وغادر الغرفة .



قلب فارس





عاد فارس الى مفترق الطرق .. وإنتظر عودة سيف الدين ..




اذا لم أجدك فهذا يعني بإنك وجدت احدهم .. وسألحق بك .. وكذلك ستفعل انت




تذكر فارس كلمات سيف الدين وأسرع الى الطريق الأوسط على الفور ..



عندما وصل الى نهاية الطريق .. لم يجد شيئاً .. سوى بقعة كبيرة من الدماء ..



وقال محدثاً نفسه : " يا ترى مالذي حدث هنا " ..!



عاد فارس الى مفترق الطرق مرة أخرى ..وسلك الطريق الأيمن ..وبينما هو يقطع الطريق جرياً .. لفت إنتباهه



ألسنة من النار .. تخرج من المدينة .. توقف قليلاً ..وفكر بالأمر .. " مالذي يحصل في المدينة ..



هل داهمها جيش الظلام .. وماذا حدث للحاكم سيف الدين ..هل عثروا عليه الجنود .." قرر فارس أن يكمل طريقه ..



لم يأخذ وصول فارس إلى المغارة وقتاً كثيراً .. وكانت الرؤية شبه منعدمة ..بسبب الظلام الحالك ..



إتجه فارس الى المدخل بسرعة .. وأرتطمت قدمه اليسرى بشيء ما على الأرض ..فتعثر وكاد أن يسقط ..



خيل لفارس بإنه سمع صوت أنة .. لكنه واصل نحو المدخل .. وسمع من خلفه صوت أنثوي خافت :



" ..س .. ساعد .. ني .."



تعرف فارس على الصوت فوراً .. إنه صوت أوثولينا ..فعاد الى مصدر الصوت بسرعة وأمسك بها وإذا هي غارقة في دمائها الباردة



فقال فارس بهلع : " أوثولينا مالذي حدث .. من فعل بك هذا .. "



كانت أوثولينا تعلم بإنه لم يتبقى لها وقت كثير فقالت بصوت متقطع :



" أنا آسفة .. لم يكن بيدي أي خيار .. كل ما أردته لنا أن نعيش جميعاً بسلام.."



صمتت أوثولينا قليلاً .. وإستجمعت ماتبقى من قواها ثم قالت بنبرة دافئة وهي تتحسس وجه فارس :



" ..كنت أحسد أمك يا فارس ..كيف كانت بالقرب منك طوال الوقت ..وكيف كانت تفاخر بك أمام نساء المدينة..



لم أتصور يوماً .. بإنك ستلتفت إلى فتاة مهجّنة مثلي .. لكن .. أن أفارق هذه الدنيا وأنا بين يديك ..هو شيء يفوق كل ما تمنيته ...



فارس ..أرجوك..سامحني ..."



تراخت أصابع أوثولينا ..وهي تودع فارس بإبتسامة دافئة .. وتهمس له : " ..الود............." .



وأطبقت أوثولينا شفتيها .. إلى الأبد ..



لم يتمالك فارس نفسه ..وبدأت الدموع تنهمر من عينيه .. وقال متوسلاً :



" لا .. أرجوك لا ترحلي .. لا أريد أن أخسرك مرتين ..".



أخذ فارس يهز جسدها بلا جدوى .. ومن ثم إحتضنها .. وبكى جرحه الغائر .




بلا أثر ...








تتبع مالك الضوء الخافت في آخر المغارة فوصل الى نهاية الطريق .. وكان مصدر الضوء .. باب عليه نقوش غامضة ..



حاول مالك أن يفتح الباب الموصد بإحكام .. بدون فائدة .. ومن ثم ..تراءى لمالك بإن النقوش تشتعل بشدة .. وصوت همسات من حوله تتصاعد ..



وإذا بالباب ينزاح ببطئ ..إلى اليسار ..ومن خلف الباب ظهرت قاعة مستديرة ضخمة تنيرها شعلة هائلة في منتصفها ..



تردد مالك في الدخول إلى القاعة .. ولكن عندما رأى الباب يغلق مجدداً .. أسرع الى الداخل ..وبدأت الشعلة تخبو .. وكأنما هناك شيء يهيم فوقها ..



فإنطفأت النيران فوراً .. مما أثار خوف مالك .. الذي قال بتوتر واضح :



" .. من هناك ..؟؟ "



ولم يسمع مالك سوى صدى صوته يتردد في القاعة ..وأعاد سؤاله مرة أخرى .. وكانت الإجابة مجدداً .. صدى صوته فقط .. ولا شيء غيره ..



فأعاد مالك السؤال مرات عديدة .. ولم تكن هناك إجابة ..



تعالى من جديد .. صوت الهمسات التي سمعها مالك خارج القاعة ..فإزداد شعور مالك بالرهبة والفزع ..



فأخذ يضرب الجدران بيديه ..صارخاً .. يطلب الخروج ..



توقف صوت الهمسات ..وإرتفع صوت عزف للناي ..لمدة ليست بالقصيرة ..



عزفاً .. مبهماً ..مريباً ..لم يسمع شيء مثله من قبل ..وبعد إنتهاء المعزوفة ..



عصفت رياح قوية في القاعة .. تلاها صوت غليظ .. قادم من مكان سحيق ..



" .. أتخشى الظلام يا هذا ..ام أنك جبلت على ملاحقة الضوء كالفراشة البائسة التي تستجير بالضوء من الظلام حتى لو كانت نارً لأحرقتها .."



تراجع مالك إلى الخلف .. إلى أن إلتصق ظهره بالباب البارد ..فقال مرتعشاً :



" .. من .. من .. أنت .. "



إزداد عصف الرياح .. وقال صاحب الصوت الغليظ :



" .. أنا الحارس الأبدي .. لقرية السلام ..من أنت .. وماذا تريد ؟ .. "



لم يسمع مالك بقرية السلام هذه من قبل ..لكن موقفه لا يساعده على تقصي حقيقتها ..



فأجاب مالك بنبرة مترددة :



" ..إسمي مالك ..وجئت بحثاً .. عن زوجتي ..بسمة .. "



هدأت الرياح قليلاً .. وقال الحارس :



" ..أسرع يا مالك قبل فوات الآوان ..أدخل من الباب الأيسر ..هيا بسرعة .."



توقفت الرياح بشكل كلي ..وإضطرمت النيران من جديد في الشعلة الكبيرة ..فتوجه مالك الى الباب الأيسر ..



غادر مالك القاعة التي إهتزت بضربات عنيفة على الباب الأمامي ..وكانت الجهة الأخرى قد زينت بالشموع التي تقود الى المخرج ..



خرج مالك من الجهة الأخرى للمغارة ..الى طريق محاط بالأشجار الكثيفة ..يقود إلى قرية السلام ..



وصل مالك الى مدخل القرية المحاطة بسور أبيض يقف عند بوابتها .. حارس غطى نفسه برداء أبيض ..



إقترب مالك من الحارس .. وقبل أن يقول شيئاً .. أشار له الحارس بالدخول قائلاً :



" .. السيدة فلورا في إنتظارك .. تفضل "



صمت مالك قليلاً ..وبدت الحيرة على وجهه وهو يحاول أن يتذكر أين سمع هذا الإسم من قبل .. فإتسعت عيناه من الدهشة ..

Kubaj
26-02-2005, 07:47 AM
حينما تذكر .. صاحبة ذلك الصوت .. العجوز الغامضة وهي تقول :




لقد كتب هذا الرجل نهايته .. واول فصل لنهايتنا جميعاً


.. حينما .. إرتكب الخطيئة .. وهرب بالثمرة ..


قطع نصف الأرض وأبتعد .. ظن انه نجى .. ولكن .. لا احد ينجو ..


.. من انتِ .. ؟ وعن من تتحدثين .. ؟


وقالت : .. أنا .. من ترى القبح خلف قناع الجمال ..


أرى النور خلف الظلام .. اعلم بالعقارب .. تحت الرمال


ماذا تقصدين بالمنبوذون ؟


عاشوا في مملكة بعيدة ..يحكمها رجل يدعى..

.. أليتوس .. غريب الأطوار ..


تم نفيه .. هو وعائلته .. إلى احدى الجزر القريبة من هنا ..


والبعيدة عن مملكته .. وأقسم اليتوس بإنه سينتقم يوماً

وعاد بعد سنة واحدة من نفيه .. وتسلل الى القلعة


من إحدى الممرات السرية


ونجح في شق طريقه نحو غرفة الملك الجديد


وفتك به .. هو وزوجته

وتم حصار أليتوس .. في منزل احد الوزراء


وقاتل الحراس بشراسة .. وطعن في قلبه .. وإستمر في القتال ..


وأخذ يضحك بشكل جنوني .. وهو يقول : أنا لا أقهر .. لن يستطيع احد قتلي ..


أصيب بسهم في رقبته .. وتفجرت الدماء بشكل مخيف ..


هوى على الأرض.. وقال كلمته الأخيرة .. بصوت مختنق:


.. فلورا ..


شعر مالك فور تذكره تلك المحادثة .. برعشة باردة تسري في جسده ..أكمل مالك طريقه الى داخل القرية ..

ولكن الحارس إستوقفه طالباً منه أن يترك فأسه خارج القرية ..إستجاب مالك رغبته وأمضى الى داخل القرية ..

توشحت القرية .. بسكون عجيب .. وكأنها .. تخشى شيئاً .. إتسم كل شيء فيها بالبياض .. البيوت .. الملابس ..

كذلك كانت الطيور المترامية فوق بيوتها ..وفي طرف منزوي .. كانت تلك الفتاة تروي عطش خصلات شعرها .. في ذلك الينبوع ..

وحينما رفعت الفتاة رأسها ..تطايرت قطرات الماء النقية من حولها ..وبدت متلألأةً تحت ضوء القمر ..فإلتفتت نحو ذلك القلب اليافع ..

فتضرج وجهها بحمرة دافئة .. وعلت همسات الخوف ولذّة اللقاء مخترقة ذلك السكون المطبق ..وتلاشت القلوب اليانعة ..بعيداً عن ضوء القمر ..

قطع صوت طفلة صغيرة حبل أفكار مالك الغارق في صمت هذه القرية .. " ..هل أنت غريب .. ؟ "

إلتفت مالك الى الطفلة الصغيرة .. وعلى وجهه إرتسمت إبتسامة حائرة :

" .. نعم .. وقد جئت أبحث عن السيدة فلورا هل تعلمين أين اجدها .. " ؟

أشارت الطفلة بيدها نحو إحدى البيوت الصغيرة ..وقالت مبتسمة لمالك : " منزل عمتي فلورا "

ربت مالك على رأس الطفلة الصغيرة بلطف وشكرها .. وتوجه نحو بيت فلورا ..

وعندما وصل ..مد يده ليطرق الباب..قاطعه صوت من خلفه ..

" .. لا داعي لطرق الباب .. أنا هنا يا مالك .."

إلتفت مالك الى الخلف بسرعة ..وفوجئ بمظهر فلورا .. حيث كان يعتقد بإنها عجوز طاعنة في السن ..

ولكن ما يراه أمامه ليس سوى فتاة .. لا تتجاوز العشرين ربيعاً ..إنسدل شعرها الأسود الفاحم على كتفيها ..

ومما زاد من حيرة مالك .. وجهها ..تشبه لحد كبير ..زوجته بسمة ..

رسمت فلورا .. إبتسامة دافئة على محياها .. مدركة سر حيرة مالك وقالت :

" .. لماذا لا نتحدث في الداخل .. سأحكي لك عن كل شيء .. "

دخل مالك .. الى البيت .. برفقة فلورا .. وتوقف قليلاً وكأنه نسي شيئاً مهماً ..وسأل فلورا

" .. مهلاً .. أين بسمة .. أريد رؤيتها .."

أجابته بهدوء :

" .. لا تقلق يا مالك .. زوجتك في أحسن حال .. سأقودك الآن إليها .."

توجهت فلورا .. إلى احدى الغرف وفتحت الباب .. ودعت مالك إلى الدخول ..

وكانت بسمة نائمة .. مستلقية على فراش بسيط ..

نظرت فلورا إليها قائلة :

" .. المسكينة .. لقد مرت بفترات عصيبة في الأسابيع الماضية .. "

إقترب مالك منها وبداخله شعور متضارب بين السعادة والحزن ..

ولكن فلورا طلبت منه أن يدع بسمة ترتاح لفترة أطول..وخرجا سوية من الغرفة..

دعت فلورا مالك الى غرفتها الواسعة ..التي زينت بانواع متعددة من الزهور ..

ومن ثم توقفت امام مرآة ذات إطار ذهبي .. وهي تتحسس وجهها متحدثة الى مالك :

" .. امر غريب اليس كذلك يا مالك .. ؟ "

لم يفهم مالك بالضبط مالذي تشير اليه فلورا .. فقال :

" .. عماذا تتحدثين يا سيدتي .. ؟ "

إبتسمت فلورا قائلة :

" .. اتريد ان تخبرني بأن ما رأيته على وجهك من امارات الدهشة والتعجب.. لم تكن بسبب مظهري اليافع .. ؟ "

ادرك مالك ماترمي اليه فلورا بكلمة ال"يافع" .. فهز رأسه غير مقتنعاً حينما قال :

" ..أمر لا يصدق..كيف لمثل هذا الأمر ان يحدث ..! "

تنهدت فلورا بحزن ..متأملة المرآة..قائلة :

"..الجميع يخشى الفناء.. مامن مخلوق على هذه الأرض لا يخشى الموت..كذلك كان زوجي العزيز اليتوس..

مهووساً بالحياة.. امضى جزءاً كبيراً من حياته محاولاً تحديد متى ستحدث النبؤة .. وكان يمني نفسه بإنه سيشهد هذا اليوم ..

الذي سيولد فيه قائد جيش الظلام الموعود .. والمنقذ .. وحينما تمكن بعد محاولات عديدة من البحث المضني في الكتاب القديم ..

من إكتشاف الزمن الذي ستتحقق فيه النبؤة .. والذي كان في زمن متقدم وبعيد جداً .. اصابته الخيبة الشديدة..وتغير بشكل جذري ..

أصبح شاحباً .. لا يهتم لشيء .. ولايأمل لشيء آخر .. وذات ليلة ..عاد اوستريل .. الى القصر .. وهو سعيد جداً ..

حينها .. أخبرني بإنه اكتشف طريقة تمكنه من العيش اجلاً طويلاً.. لم أصدقه في البداية .. كان الأمر ضرب من الجنون نفسه ..

مضت الأيام ..كان زوجي وقتها يقضي أغلب اوقاته في القبو وبرفقته غرباء ..

وفي احدى الليالي .. سمعت صراخاً شديداً ينبعث من القبو ..فزعت لذلك .. خشيت على زوجي فهرعت الى هناك ..

ولكن ما رأيته كان أبشع وأفظع مما توقعت .. كانت هناك العديد من الجثث المعلقة من أقدامها وقد قطعت رؤوسها ..

وتحت كل جثة منها..إناء ملطخ بالدماء .. لم أتمالك نفسي فصرخت بشدة .. وكل ما اذكره قبل فقداني للوعي

صوت زوجي وهو يوبخ احد العاملين بالقبو " .. ايها المغفل الم أنبهك بأن تخدره جيداً ؟.. "

كانت الصدمة اقوى من أن افيق في صباح اليوم التالي وكأن شيئاً لم يكن ..

إنفجرت في بكاء شديد ..وحاول زوجي اليتوس تهدئتي وقال بإن مارأيته في القبو .. جثث للمساجين الذين تمت محاكمتهم

ويتم تطهيرهم في القبو بعناية خشية الأوبئة المتفشية آنذاك ..

ولكن ماسمعته قبل فقداني للوعي ينافي ما قاله وبشدة ..ولكني تجاهلت ذلك ..

لإعتقادي بإن مايفعله كان الشيء الوحيد الذي اعاد بريق الحياة الى عينيه ..

لا أعرف هل تمكن من وقتها من اكتشاف سر الخلود أم لا .. فلم تمضي فترة طويلة قبل ان تنتشر الإشاعات حول نشاطاته في القبو ..

وتم نفينا الى احدى الجزر المجاورة من هنا .. ولكن اليتوس .. زوجي العزيز .. - اطلقت تنهيدة حارة - ..

لم يتحمل الإهانة والإذلال .. فأقسم بإنه سينتقم منهم ..وغادرنا بعد سنة .. ولم يعد ..ابداً..

تعجب مالك من قصة فلورا .. فهي تذكره بكلام العجوز الغامضة ..في سجن قصر الحاكم..

اشاحت فلورا بوجهها بعيداً عن مالك..لكي لا يرى دموعها الساخنة..

وأكملت بصوت مختنق..: كل ما اردته هو العيش بسلام مع الرجل الذي احب..

ربت مالك بيده على كتفها .. محاولاً التخفيف عليها..وبعد دقائق .. قال مالك بنبرة متعجبة :

لقد سمعت هذه القصة من قبل..في سجن قصر الحاكم سيف الدين..من عجوز غريبة .. تدعي معرفة كل شيء..

التفتت فلورا .. وقالت بحزن .. :

فاليريا .. اختي المسكينة..

رد مالك بتعجب :

اختك ؟! ولماذا سجنت ؟

قالت فلورا :

"..فاليريا اختي الصغرى..كانت طيبة..وقنوعة..وهبها الله القدرة على توقع أغلب الأمور من حولها..

ولهذا .. لم تكن محبوبة من قبل الجميع.. وبعد عدة سنوات ..توقعت بإن هناك من يخطط لقتل الشاب الذي توّج لتوه ملكاً على البلاد..

الملك عماد الدين..بالطبع لم يصدقها احد...ولم يصل خبر توقعها للملك .. مما احزنها...فأخذت على عاتقها مسؤولية حمايته..

وتسللت الى قصر الملك ليلاً .. ووضعت رسالة التحذير على طاولة الطعام في احدى الغرف..الخالية من الحراس..

وفي اليوم التالي ..وجد احد الحراس الرسالة..ولم يلق لها بالاً..وبعد ذلك .. في نفس الليلة .. كان الملك يقرأ تحت ضوء الشموع..

في غرفته...والباب المؤدي الى الشرفة مفتوحاً..فأقتحمها شخص ملثم ورمى خنجره ناحية الملك.. ولكنه أخطأ وأصاب الشمعة..

استل الملك سيفه ..وحاول اللحاق بذلك الشخص المجهول..ولكنه تمكن من الهرب..

انتشر في اليوم التالي خبر محاولة اغتيال الملك عماد الدين..وكثر الحديث عن توقعات فاليريا الصائبة في جميع انحاء المدينة..

الى درجة ان الملك طلب من فاليريا وعائلتها الحضور للمثول امامه في قصره..

ابدى الملك اعجابه الشديد بفاليريا..ليس لإنها توقعت ماحدث ..ولكن لإنها بدت متوترة وخجولة جداً في حضرة الملك..

حيث انها لم تجرؤ على رفع عينيها لتلاقي عيناه..وإزداد اعجابه بها .. حينما قرأ الرسالة التي كتبتها اليه محذرة من ان يترك باب الشرفة مفتوحاً

ليلاً...وبعد اسبوع..زار الملك منزلنا..وكان بصحبته كتيبة من الحراس..ولم يكن في المنزل سوا فاليريا وامي وابي..

قاطعها هنا مالك قائلاً :

" .. ولكن عذراً يا سيدتي فلورا..مالذي احضركم الى هنا..جميعاً..؟ "

ابتسمت فلورا واجابت :

" .. كما قلت لك .. بعد ان تم نفينا في احد الجزر القريبة من هنا .. اصبح كل اسم يقترن به اسم اليتوس معرض للمسائلة والمثول امام القضاء ..

لقد صعبت الحياة لوالدي وفاليريا هناك .. فقرروا المجيء الى هنا .. والعيش بسلام ..والآن دعني اكمل لك :

طلب الملك عماد الدين من والدي يد اختي فاليريا للزواج .. وسعد لهذا الخبر والدي كثيراً ..

وقيل انه عندما سمعت فاليريا بطلب الملك .. اصابها شحوب غريب .. وكأنما الخبر كان مخيفاً لها..ولكنها وافقت على الفور ..

عاشت المملكة لحظات سعيدة بإعلان زواجهما..

ولم تمض سنة حتى رزق الملك عماد الدين .. بأول مولود له .. لم يكن هذا المولود..سوى الحاكم سيف الدين..

حين بلغ سيف الدين سنته الثالثة..رزق الملك بطفلة جميلة .. اسماها ..

صمتت فلورا .. وهي تنظر الى مالك بقلق .. ومن ثم أكملت :

" .. بسمة.."

Kubaj
26-02-2005, 07:50 AM
ظن مالك في بادئ الأمر .. انها مجرد مصادفة ..ولكن نظرات فلورا .. اكدت له بإنها ليست كذلك

لم يعرف بالضبط .. من شدة الصدمة ..بماذا ينطق .. بل اخذ يردد كلمة .. " ولكن .. ولكن .. "

قاطعته فلورا بهدوء .. قائلة :

" ..كل شيء مر بشكل طبيعي ..ماعدا تلك الليلة .. التي جن جنون الملك عماد الدين فيها ..

كانت بعد اربع سنوات من وصول بسمة الى هذا العالم .. حينما وجد الملك عماد الدين .. ابنه سيف الدين ..

في غرفته...وقد انشب انيابه في جسد احدى وصيفات الملكة فاليريا ..التي اخذت تصرخ مستنجدة بالجميع..

لم يكن سيف الدين في طبيعته..فعينه اليسرى كانت بيضاء بكاملها .. والأخرى طبيعية ..

اخذ الملك عماد الدين يصرخ .. " .. مالذي يحدث لإبني .. اخبروني .. "

تقدمت فاليريا .. لتخبر زوجها ..بكل شيء .. عنها .. وعن اصولها ..

مما زاد الأمر تعقيداً .. لم يكن الأمر سهل ابداً على الملك عماد الدين ..

لم يكن ليحتمل حقيقة بإن عائلته كلها .. ممسوخة..فعزم على ان يتبرأ منهم جميعاً ..

فأمر بنفي زوجته الى سجن المدينة .. وإرسال بسمة الى بلدة بعيدة .. برفقة الشيخ احمد ..

موصياً اياه بأن يخبر الجميع بإنها يتيمة ..لكي يعتني فيها بهدوء ..

وابنه سيف الدين الى المدينة المجاورة..موصياً الشيخ ياسين بأن يحفظ سره .. ويحاول ان يجد علاجاً لحالته ..

وبعد ايام قليلة .. اقامت المملكة حداداً على وفاة الملكة فاليريا واطفالها في حادثة غرق مآساوية..

خيّم الحزن على الجميع وقتها.. ومن بعد ذلك اليوم..لم يخرج الملك من غرفته ابداً.

تنهدت فلورا بعمق..وقالت :

"..وهذه هي قصتنا.."

لم يكن تأثير ماقالته فلورا على مالك بالسهل ابداً .. فقد امسك مالك برأسه..غير مصدقاً لما سمع .. واخذي يهذي بنبرة متوترة :

" .. لقد..لقد كنت اعتقد بإنها فتاة يتيمة.. مثلي عاشت وحيدة .. والشيخ احمد كان يعتني بها من باب الشفقة ..

تزوجتها رغبة بأن اتقرب لأهل البلدة .. وابنا يحمل اسمي انا .. وليس الزواج من ابنة ملك البلاد ..

لا .. لا .. مستحيل لا بد من ان هناك خطب ما .. "

حاولت فلورا تهدئة مالك .. وقادته الى احد الغرف المجاورة .. ليستلقي ويأخذ قسطاً من الراحة .

وعادة فلورا الى غرفتها المليئة بالزهور .. وقالت في نفسها :

" .. المسكين .. ماذا سيفعل اذا علم ماذا سيحدث فعلاً .. "


في نفس الوقت .. في قاعة الحارس الأبدي ..


اهتزت ارجاء القاعة .. بصوت حارس قرية السلام وهو يقول :

" .. أوستريل ايها الإبن العاّق .. مالذي احضرك الى هنا .."

رد اوستريل ببرود .. :

وما شأنك انت ايها المزعج..؟

عصفت الرياح الشديدة في القاعة .. وازدادت قوة صوت الحارس وهو يقول بعنف :

" .. أني اشعر بنواياك السيئة .. لن ادعك تدخل ، هيا ابتعد من هنا ! .. "

امضى اوستريل في طريقه غير آبه لكلام الحارس ..

فاشتعلت النيران في منتصف القاعة .. وغلقت الابواب ..

وهبط الحارس من اعلى القاعة متوشحاً بالأغلال .. التي تغطي كامل جسده ..

ابتسم اوستريل قائلاً :

" .. تبدو كالنملة مقارنة بصوتك المزعج .."

استفزت النبرة الساخرة في عبارة اوستريل ماتبقى في الحارس من صبر وأنقض عليه بالسلاسل ..

تفادى اوستريل سلاسل الحارس .. وأخرج سيفاً بلوري أزرق اللون .. وضرب به ذراع الحارس الأيمن ..

ولم يشعر الحارس بأدنى ألم .. مما دفعه الى الضحك على تلك الهجمة البائسة ..وقال :

" .. هل هذه فعلاً .. ضربة من ضربات سيد الظلام المزعومة .. ؟ "

رد عليه اوستريل بضربات متلاحقة من نفس السيف ..قائلاً :

" .. لا تستعجل جنازتك ايها المزعج .."

واستمر اوستريل في تفادي ضربات الحارس المتوالية .. فتوقف الحارس قليلاً ليلتقط انفاسه ..

وهم بالهجوم مرة أخرى .. وفوجئ بعجزه التام عن الحركة .. حيث ظهرت علامات التجمد على الأجزاء التي ضربها اوستريل

بسيفه البلوري .. ولم يستطع سوى تحريك قدمه اليمنى ..

ابتسم اوستريل وهو يخرج سيفه البلوري الآخر .. الذي بدا مشابهاً الى حد كبير للسيف الأول .. لولا ان اللون الذهبي كان طاغياً عليه ..

وقال :

" .. بالنسبة لي .. الدخول كان في متناول يدي بسهولة .. لكن مصيرك انت فقط ..كان بيدك ..

والآن .. بما أنك اخترت الراحة الأبدية من هذا المنصب الممل ..دعني أريك ضربة سيد الظلام .. "

رفع اوستريل سيفه عالياً .. وأنهمر كالمطر على الحارس من جميع الجهات .. وأمضى في طريقه ..

وبعد ثواني .. تهشم جسد الحارس .. الى بلورات صغيرة .. وبقيت قدمه اليمنى في مكانها .. "




" الصوت "




غرق مالك في سبات عميـق..

ورأى نفسه من جديد.. في مقبرة الطبيعة.. نفس الحلم القديم يتكرر..

الشجرة الشامخة.. وامامها ارتكزت صخرة سوداء.. عليها بساط ذهبي..وضع عليه كتاب قديم..

وصوت الشيخ احمد..يهمس في ذهن مالك..


" يابني.. لم يتبقى الكثير من الوقت.. وهذه آخر مرة ستسمع صوتي فيها..

لذلك أنصت جيداً.. انت مقبل على مرحلة حاسمة.. وانا واثق من قدرتك على تجاوزها..

ولكن.. إياك.. إياك يا بني.. ان تنصت الى الصوت .."


اجاب مالك بحيرة : عن اي صوت تتحدث ..؟

لم يجب مالك.. سوى صوت الرياح.

افاق مالك وهو يردد هذا السؤال.. ولكن شيء ما.. شيء في قد حدث..

وكأن الهواء أصبح ثقيلاً على مالك.. حمل مالك فأسه وخرج من الغرفة..

بحث مالك في الغرف المجاورة ولم يجد أثر لأحد..

دخل الى غرفة فلورا..ولم يكن هناك.. سوى ذلك الكتاب القديم...

امسك مالك بالكتاب.. وكان يحتوي على صفحة واحدة فقط..كتب عليها..




في اليوم الموعود.. ستلد حواء..البداية.

".. في اليوم الموعود.. تذبل امبراطورة الزهور..

في اليوم الموعود.. ستكون المواجهة الأولى والأخيرة..

في اليوم الموعود.. يكتب آدم النهاية."




لم يدرك مالك ماذا تعني هذه الكلمات.. فحمل الكتاب معه وخرج من البيت..

وفوجيء.. بمنظر مريع.. حيث قتل كل من بالقرية.. وقد تلطخت الساحة بدمائهم..

وفي الركن البعيد.. بجانب الينبوع.. حيث القلوب اليافعة.. تشابكت الأيدي الباردة..

" .. لا.. لا .. ليس مجدداً.."

هذا ماردده مالك في نفسه بعد رؤية هذه المجزرة..



وسمع مالك صوت فلورا تطلب النجدة.. وكان الصوت قادم من البوابة..

فهب مالك الى هناك.. ووجد فلورا تحمي بسمة بجسدها..

وأوستريل.. شاهراً سيفه..تجاه مالك.. قائلاً :

" خطوة واحدة الى الأمام فقط.. ورأسك سيحتل مكان خطوتك الثانية.."

توقف مالك في مكانه.. متحسساً فأسه الذي علقه وراء ظهره.. وقال :

".. ربما لست فارساً.. او قائد جيش.. او حتى ماهر في القتال..

لكني اعرف شيئاً واحد فقط.. بأنه ليس من الرجولة ان تخرج سيفك في وجه امرأة..

ابتسم اوستريل.. وهو يحدق بجنون في عيني مالك..

شعر مالك.. بشيء غريب في نظرات اوستريل الثاقبة..

حاول ان يمسك بالفأس.. ولكن.. سمع صوت من خلفه..

صوت غريب.. يأمره..

".. اقتلها.. هي من ستضع القائد المنتظر.. هيا يا مالك.. الا تريد للمنبوذون الفناء الأبدي.. ؟ "

وقع مالك تحت سيطرة الصوت.. وأمسك بالفأس.. وكأن تأثير الصوت سحري بالتأكيد..

حينما تقدم نحو بسمة.. حاملاً فأسه..متجهاً نحو بسمة..

ورفع فأسه عالياً.. وبسرعة خاطفة.. وجه ضربته نحو اوستريل..

الذي صد ضربة مالك بصعوبة بالغة.. مما سبب شرخ بسيط في سيفه الأزرق..

تراجع اوستريل الى الخلف.. مخرجاً سيفه الذهبي.. وقال بنبرة حانقة.. :

لقد كتبت حتفك بيدك ايها الأحمق..



لاحظ مالك بأن طرف فأسه قد تجمد.. فأدرك خطورة تلقي اي ضربة من السيف البلوري الأزرق..

فأخذ يتلفت من حوله.. بحثاً عن شيء يحتمي به..

فباغته اوستريل بضربة خاطفة .. ضربت في الكتاب القديم...

ولم يبد اي أثر للتجمد على الكتاب.. مما أثار دهشة مالك.. وصدمة كبير تجلت على محيا أوستريل..

أمسك مالك بفأسه بيده اليمنى.. والكتاب بيده اليسرى.. وانقض على اوستريل.. الذي تراجع قليلاً الى الخلف..

وحاول مالك أن يركز ضرباته على وجه اوستريل..ولكن الآخر كان سريعا في التجاوب..

فتأثر فأس مالك كثيراً.. وأصبح نصفه متجمداً.. فأدرك مالك بأن الفأس لن يتحمل لفترة طويلة..

وفي احدى هجمات اوستريل على مالك.. تظاهر مالك بأن الكتاب سقط منه ارضاً..

وكانت تلك هي فرصة أوستريل.. فأنقض بدون تفكير بسيفه الأزرق.. والهدف - قلب مالك -

فألتف مالك ليتلقى الضربة بكتفه الأيسر وانغرس السيف الأزرق في كتف مالك..

مما أعطى مالك فرصة لا تقدر بثمن.. فضرب عنق أوستريل بيده اليمنى..

وتفجرت الدماء السوداء من عنق أوستريل.. الذي هوى أرضاً.. بلا حراك..

لم يصدق مالك.. بأنه انتصر على اوستريل.. ونظر الى كتفه المصابة..

فلاحظ ان السيف تحول لونه الى الفضي.. وبذلك زالت آثار التجمد من كتف مالك..

وحل مكانها.. جرح غائر..فنزفت الدماء بغزارة من كتفه..وتلفت من حوله.. فلم يجد أثراً لفلورا وبسمة..

وحاول القيام.. ولكن جسده لم يتحمل المزيد من الإجهاد.. فسقط مغشياً عليه.




بعد عدة أيام في المدينة..




وجد مالك نفسه في غرفة بسيطة المظهر..وحاول ان يتحرك ولكن كتفه كان يؤلمه بشدة..

فخضع للألم وبقي في فراشه.. ولم تمضي ثوان الا ودلفت امرأة عجوز الى الغرفة..

وهي تقول : انت محظوظ جداً يا بني.. فلو بقيت في مكانك لكنت نزفت حتى الموت..

يجب ان تشكر الشيخ ياسين الذي احضرك الى هنا قبل ثلاثة أيام.

قال مالك بسرعة بعد ان أدرك ماحصل :

" .. اين السيدة فلورا.. وزوجتي بسمة. .الم تكن مع الشيخ ياسين ..؟ "

لا أعلم عماذا تتحدث يا بني.. لكن يجدر بك ان تهدأ قليلاً من أجل صحتك..




في نفس الوقت.. على متن سفينة تغادر المدينة




وقف الشيخ ياسين وبجانبه السيدة فلورا التي فقدت بريقها وكثرت التجاعيد في وجهها..

في مؤخرة السفينة.. وهم ينظرون الى المدينة وهي تبتعد ببطيء..

فقال الشيخ ياسين :

".. اتعتقدين بأنه سيتحمل العيش بدونها.. ؟ "

اجابت فلورا بهدوء عجيب .. :

".. لا تقلق.. لن يكون وحيداً .. "

لم يستوعب الشيخ ياسين المغزى المراد من عبارة فلورا..

فألقى نظرة أخيرة على المدينة.. ودخل الى السفينة..حيث سيف الدين.. وبسمة.

وفلورا تنظر الى السماء.. ومن ثم الى البحر متنهدة بحرارة .




بعد ثلاثة سنوات




مضت الأيام.. ومالك يبحث عن بسمة.. او الشيخ ياسين.. ولم تجدي محاولاته بأي نفع..

وذات ليلة..طرق باب الكوخ .. فقام مالك وفتح الباب.. واذا بالشيخ ياسين.. حاملاً طفلة صغيرة..

فقال مالك :

".. من أنت.. وماذا تريد .. ؟ "

فأجابه :

" .. انا الشيخ ياسين.. ولدي أمانة تخصّك.."

كان وقع اجابة الشيخ ياسين كالصاعقة على مالك.. الذي انهال بالأسئلة عليه..

متسائلاً ان كان يعلم اين تكون بسمة او فلورا.

فأخبره الشيخ ياسين بكل شيء..

".. مالك يا بني.. لقد علم اخي احمد الحقيقة الكاملة.. ولكنه لم يخبر اي شخص.. لقد اراد لكم السعادة انت وبسمة..

ولكن بسمة كان مقدر لها أن تضع حداً للمنبوذين.. فهي ليست كما كان يعتقد الجميع ماعدا أوستريل الذي اكتشف الحقيقة

بعد ان دمر كل من في البلدة.. في ذلك الصباح.. عندما اعتقد الجميع بأن بسمة كانت من فعل ذلك..

فقال مالك : اذا مالذي كانت تفعله هناك والدماء قد لطخت وجهها..

أجاب الشيخ ياسين تساؤل مالك قائلاً :

لقد كانت بسمة في زيارة للشيخ احمد.. الذي اخبرها بالحقيقة الكاملة..ولكني اخبرت سيف الدين بأن يرسل جنوده

الى البلدة ليحضروا بسمة الى القصر..

ويبدو ان بسمة وقعت تحت سيطرة اوستريل العقلية.. عندما رأيتها..

فهو قد علم حينها.. بالحقيقة بكل تأكيد

فقال مالك : أي حقيقة تتحدث عنها .. ؟

نظر الشيخ ياسين الى الطفلة الصغيرة.. وقال :

"..بأن بسمة لن تلد القائد المنتظر..بل على العكس من ذلك.. كانت نهاية المنبوذون مقترنة بموعد ولادة بسمة

لأول طفل لها.. "

صمت الشيخ ياسين.. ومن ثم أردف بسرعة :

"..يعني هذا.. ان اي صفة كان يتحلى بها المنبوذون سيفقدونها.. ويعودون الى طبيعتهم.."

ومن ثم نظر الشيخ ياسين الى مالك وقال :

".. ومنها صفة الخلود.."

فتردد صدى ما قرأه مالك من قبل سنوات في ذلك الكتاب


في اليوم الموعود.. ستلد حواء..البداية.

".. في اليوم الموعود.. تذبل امبراطورة الزهور..


ومن ثم قال مالك بصوت خافت متهدج :

".. هل هذا يعني.. بأن بسمة.."

صمت الشيخ ياسين وهو ينظر الى مالك بنظرة لها مغزى ..

فانهمرت الدموع.. وامسك مالك براسه..

فربت الشيخ ياسين بيده على كتف مالك.. وقال بلهجة مطمئنة :

".. لا تقلق يا مالك.. بسمة لم تتركك وحيداً في هذا العالم .."

رفع مالك رأسه..وهو ينوي ان يعلم مايقصده الشيخ ياسين..

الذي حمل الطفلة.. ومدها تجاه مالك.. الذي حملها بيديه..غير مصدق ابداً..

بأن هذه الطفلة الصغيرة.. هي ليست سوى.. ابنته..

فقال الشيخ ياسين :

لقد طلبت مني أن اوصلها لك..

نظر مالك الى الطفلة بكل حنان.. وقال :

وما اسم هذه الجميلة .. ؟

لم يجب الشيخ ياسين.. فقد كان يعلم بأن مالك يعرف مسبقاً. .

بأن أول أسم يخطر على باله هو ..

.. بسمة ..

http://img.photobucket.com/albums/v319/Kubaj/secretgarden.jpg

ONE_-_LOVE
26-02-2005, 02:35 PM
مشكووووووور على الموضوع ويسلموووووووو









تحياتي .0.....

Kubaj
26-02-2005, 05:45 PM
العفو اخوي.. والله يسلمك..

Y a z e e d
28-02-2005, 04:22 PM
يا سيدي ..
كلُ مواضيعك بلا تخصيص ..
تسرق القارئ .. بعيداً ..
جو حزين أحياناً ..
غامض في بعض المرات ..

ساحراً دائماً ..

شُكراً لكَ عزيزي ..

( مُثبت ثُمَ إلى المميزة بعد أن يحصل على حقه )

أبوجمـــال
01-03-2005, 02:33 PM
يا سيدي ..
كلُ مواضيعك بلا تخصيص ..
تسرق القارئ .. بعيداً ..
جو حزين أحياناً ..
غامض في بعض المرات ..

ساحراً دائماً ..

شُكراً لكَ عزيزي ..

( مُثبت ثُمَ إلى المميزة بعد أن يحصل على حقه )


لقد سبق ردك ردي .....

والله وحده أعلم ...

أنني كنت سأفعل وأقول ما قلت ...

وأضيف أنه لم الجمييل أن تقرأ ما ليس منقووول ...

بل متعوب علية ...

وجمييل في الكلمات

وعميق بالمعنى

وساحر وأخاذ...

هذا ما كنت سأظيفة وها أنا ضفته ...

أبوجمـــال

عـذب الـكـلام
02-03-2005, 10:37 PM
الـمـلـك خـوبـاج
تـحـيـة إعـجـاب لـقـصـتـك الـرائـعـه

لـم أحـب يـومـاً أن أقـرأ أي قـصـة خـيـالـيـه
لـكـن لـديـك أسـلـوب وقـلـم نـيـر فـي صـيـاغـة الـقـصـه


أحـيـيـك وأحـيي قـلـمـك الـكـبـيـر
دمـت لـنـا
" والـلـه يـديـم الأخـوه بـيـنـنـا "

mr.cOoOl
06-03-2005, 01:52 PM
مشاء الله عليك يا أخي ... سحرتني بقصتك الشيقة ...
وأرجوا أن تكملها للنهاية ...
ويعطيك ألف عافية

Batistuta
06-03-2005, 02:08 PM
إبدااااااااااع
منتظر البقيه أخوي

السلام عليكم :)

Kubaj
16-03-2005, 01:19 AM
اخجلتموني كثيراً يا اخوان.. لكم مني خالص امتناني على تواصلكم معي.. ولي كل الشرف..

شكراً .. :)

PC.MAX
20-03-2005, 06:02 PM
والله القصة حلوووووووووة بس في شيء ما فهمته...
شو جاب بسمة للمنبوذين

حيث علق على بوابة البلدة .. جثث لأناس علقوا من كواحلهم .. وكانت رؤوسهم مقطوعة بشكل شبه كامل


ماعدا الجزء الخلفي .. وكانت الوان اجسادهم تميل الى البياض ..


وقد ميّز مالك .. بعض من الجثث .. وكانت لبعض سكان أهل البلدة ..


وتقدم مالك ببطئ .. الى الداخل ..


وإزداد عدد الجثث البيضاء .. المترامية


في أنحاء المدينة مما أثار قلق مالك ..

ليش هيك صار بأهل القرية؟ وهل هذه صفات المنبوذين؟

وتوجه الى بيت الشيخ احمد .. وفتح الباب ..


ودخل إلى غرفته .. ووجده مثل بقية الجثث ..

ليش هيك صار بالشيخ أحمد؟

مستر حريقة
20-03-2005, 08:11 PM
شكرا

:33:

Kubaj
21-03-2005, 10:54 AM
SomeABD

ليش هيك صار بأهل القرية؟ وهل هذه صفات المنبوذين؟

بسمة تنحدر من سلالة المنبوذين، من ناحية امها فاليريا..

والذي حدث لأهل البلدة كان بسبب استيقاظ الجانب المظلم من بسمة في ذلك اليوم..

وتحقيق النبؤة التي دفعتي بأخاها سيف الدين للقبض عليها.. مع العلم بأن سيف الدين

كان وقتها يحارب المنبوذين ولا يعلم بأن حاملة الوباء.. هي شقيقته بسمة.

والصفات التي ظهرت على القتلى من اهل البلدة.. هي من فعل المنبوذين.

الشيخ كما اسلفت قتل بنفس الطريقة.. من الجانب المظلم الذي تلبس ب بسمة

في ذلك الصباح، اي انها لم تكن في وعيها آنذاك .

شكراً لك واتمنى اني وضحت لك الإشكال.



نكاش روس

عفواً . :)

Another_One
23-03-2005, 08:57 AM
king_kubaj
ابدعت أخي الكريم

لديك خيال جامح وكلمات في كل الابعاد

أتمنى أن أقرأ جديدك في القريب العاجل ان شاء الله

وفي امان الله

Kubaj
28-03-2005, 09:58 PM
شكراً لك اخي الكريم.. على كلامك الجميل..

midoumen
02-07-2005, 06:47 PM
ابدعت أخي الكريم

النجمة الداكنة
21-07-2005, 02:04 PM
إبداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع يفوووووووووووووووووووووق الخيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااي

تسلم أخوي على القصة الرائعة وكتابتك الأروع....

احترامي لقلمك..وأناملك المبتكرة.
قصتك مو بس غريبة لا عجيبة...
أني اقرأ العديد من الكتب والروايات خصوصا لمختلف الكتاب حتى إن أصدقائي يلقبوني بـ(دودة الكتب)>>نرجع لموضوعنا...>>أني عمري ما شفت كاتب يكتب بأسلوبك>>>أسلوبك حلو يطير العقل....
الغموض :biggthump
الإثارة
التشويق
عوامل جاذبة تمنع الواحد أنه ما يتابع القصة....
أرد أكرر شكري لك :D
ترى أني معروف عني ما أمدح أحد....واللي قلته هو الواقع بعينه ولا ريب في ذلك.
ت
ح
ي
ا
ت
ي :ciao:
النجمة الداكنة(مدام بوفاري+الكونتيسة+همس الأموات<أخذت الاسم من قصتك :09: >).

the keng
24-07-2005, 05:29 PM
إبداع بلا حد صراحه قصه مذهله..........

mini sharlot
30-07-2005, 01:39 AM
سلمت يداك ومخيلتك وقلمك

مشكووووووووور يا مبدع:congrats: :congrats: :congrats: :congrats:

Kubaj
17-08-2005, 05:19 PM
Midoumen

شكراً لك عزيزي.. : )


النجمة الداكنة

اوف.. لهذي الدرجة اعجبتك القصة ؟ :31:

شكراً لك اختي على هذه الكلمات الرائعة.. ولو انها مبالغة شديدة منك


The Keng

الله يسلمك اخوي.. : )


Mini Sharlot

الله يسلمك.. عزيزي واشكرك على المرور والرد الطيب.. :)

النجمة الداكنة
25-08-2005, 03:45 PM
النجمة الداكنة

اوف.. لهذي الدرجة اعجبتك القصة ؟

شكراً لك اختي على هذه الكلمات الرائعة.. ولو انها مبالغة شديدة منك

عذرا ولكنك على خطأ....
أن لا أبالغ على الإطلاق عندما أصف شعوري تجاه شيء ما...
وبالفعل لقد أبدعت ونال إبداعك إعجابي...

kingRonie
11-09-2005, 08:56 AM
شكراً على هذة القصة الجميلة

Saku Ra
27-09-2005, 09:11 AM
مشكور على القصة الرائعه

.ابوثامر.
07-10-2005, 04:21 PM
مشكور على القصة الرائعه

أدوارد
08-10-2005, 08:20 PM
قصص جميله جدا

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووور

أدوارد
09-10-2005, 08:08 PM
رائعه قصه جدا

Nine_Tailler
10-11-2005, 12:52 AM
صراحة قصة كذا:biggthump

أشكرك على هالقصة الروعة:D

تحياتي:ciao:

Ronaldinho 10
18-12-2005, 02:12 PM
انا الصراحة ما كملت القصة لكن اتوقع انها مشوقه

Ronaldinho 10
18-12-2005, 03:09 PM
انا الى الحين ما خلصت ولكن اقوله مشكوووووووووووووووووووور

Ronaldinho 10
18-12-2005, 04:41 PM
الصراحه القصه مرررررررررره مشوقه و رائعه للغايه
مشـــــــــــــــــــــــكوووووووووووووووووووووووووووووووور اخوي

The-waiter
19-12-2005, 03:22 AM
السلام عليكم

اشلونك أخوي شخبارك

...مدري شقولك
بصراحه القصه روووووعه ما شاء الله عليك طريقتك بسردها و القصه نفسها عجييبه ما شاء الله عليك

و ذكرتني نهايه قصتك بشكل ما اول ما سمى ماللك بنته بسمه ذكرتني بسايلنت هييل ^^

هههه وعجني سيف الدين وبصراحه تستاهل الترشيح على قصتك الرائعه:biggthump

uae killer
03-02-2006, 07:23 AM
its a very nice story

small laso
09-03-2006, 02:29 PM
قصة اكثر من رائعة

سردك لها مشوق

بالفعل بأمكان هذه القصة نقل قارئها الى محتواها

ابدعت و تستحق تمييز القصة:)

موفق دائما:D

رابعة العدوية
13-07-2006, 08:11 AM
السلما عليكم
قصة جميلة
تحياتي

رفعت خالد
05-04-2007, 02:49 PM
بسم الله الرحمان الرحيم..


قصة خيال.. تشبه إلى حد كبير مغامرات هاري بوتر و فلم (الخاتم).. حيث الممالك و المعارك بين البشر و المسوخ.. حيث الانتقام و سيوف الليزر و حاكم الشر ضد حاكم الخير..


لأكون صريحا لأقصى حد سأقول أني لا أحب هذا النوع من القصص.. و لن أقول قصة سيئة لأني أعلم أن هناك من يعشقون هذا النوع... و هذا رأيي الخاص..


و ما جعلني أتابع القراءة رغم طول القصة المفرط هو الأسلوب الجميل و كذلك لأني قرأت قصتيك السابقتين (همس الأموات) و (المكان)..


ملاحظات و أخطاء..


* كثرة الغموض و الانتقال السريع من مشهد لآخر يُذهب المتعة و يُشتّت التركيز..


* هناك بعض الكلام الحكيم..


* وطعن في قلبه.. و استمر في القتال !! ( كيف هذا ؟؟ )


- التفت على مالك... >>> التفت إلى..


- حيث علق على بوابة البلدة جثث لأناس علقوا من كواحلهم... >>>على بوابة البلدة علقت جثث آدمية من كواحلها..


- إستمر.. الإلتفات.. >>> استمر.. الالتفات


- هل جننتي ؟.. >>> هل جننتِ ؟


- حاملاً معه فأس قديم... >>> فأسا قديما


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

m!ss foshia
10-04-2007, 12:37 AM
واااااااااااااااااااااااو خياااال
قصه في غاية الروعه ماشاء الله عليك قصصك كلها روعه
تقدم الى الامام واستمر
وننتظر جديدك^^
تحياتي

ابنة الحرية
26-12-2007, 02:59 PM
والله قصه جميله جدا ومشكور عليها واتمنى المزيد من الابداع والتوفيق باذن الله.
ابنه الحريه:dancing::dancing::dancing: