المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسميات الكاذبة



monasir88
16-02-2005, 06:22 AM
كارثة ان يتوغل الحاكم فى الخيانة للدرجة التى ينسى فيها نفسه ودينه ووطنه وقومه .. ولا يجد من يقومه !!

وكارثة أكبر أن يظل الشعب صابرًا إلى ما لا نهاية منتظرًا عودة الحاكم إلى صوابه ورشده من تلقاء نفسه دون مقاومة أو جهاد ، وهذا لن يحدث أبدًا ..

نسأل الله اللطف بأمة تقع أقدارها ما بين حاكم توغل فى الخيانة ولن يعود ، وبين شعب توغل فى الصبر ولن يقاوم .

نعيش فى زمن تغيرت فيه العديد من الحقائق والثوابت بسبب المسميات الكاذبة التى يرعاها الإعلام الكاذب وحملة المباخر فى عالمنا العربى والإسلامى ، ولأن للكلمة آثر عظيم فى النفوس ولأنها تعمل عمل السحر بل وتزيد عليه فقد امتكلت كل النظم العربية الإعلام واحتوت كل المنابر ، وما امتلاك الإعلام والمنابر إلا ضمان لاستمرار حكم الظلمه والخونه وانتشار الفواحش والفجور ، والحاكم هو الذى يقود بنفسه حملات الكذب والزيف ومن حوله بطانة سوء تزين له الأفعال والأقوال وتحقق له المقاصد الوضيعة والأهداف الدنيئة بعد أن تعلم الجميع الكذب من أمريكا وسوقوه بين بسطاء الناس ليغيروا المفاهيم ويبدلوا الثوابت ويوردوا الأمة موارد التهلكة ؟

وتعديل المسميات يتم بوضع كلمة مكان كلمة حتى يصبح الأمر مقبولا ، فمثلا فى السابق لم يستطع أحد أن يقف فى وجه المقومة ويُحرمها ـ الآن الأمر مختلف تمامًا بعد أن استبدلت كلمة المقاومة بكلمة إرهاب فانقسم الناس على أنفسهم ما بين مؤيد ومعارض ووجد علماء الباطل فرصتهم فأدلوا بدلوهم الكاذب وانحازوا لرغبة الحاكم وحرفوا الكلم عن مواضعه وساروا خلف أهواء الحاكم من أجل المناصب والحقائب .

وتعديل المسميات وتبديلها له تاريخ طويل فى بلادنا بعد أن أتى بنتائج خطيرة ، فعندما دخلت البنوك الربوية مجتمعاتنا الإسلامية لأول مرة أحجم الناس عن التعامل معها ، وكادت التجربه أن تفشل لولا قيام المسئولين باستبدال كلمة مكان كلمة ووضع كلمة فائدة بدلاً من ربا ، وقد استمر توجس الشعب وخيفته من التعامل مع هذه البنوك الربوية إلى أن أقدم شيخ الأزهر بنفسه وكان أيامها يعمل مفتيًا لدى السلطات المصرية وحسم القضية وأفتى بجواز فوائد البنوك .. عندها انقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض وتاهت الحقائق بفعل المسميات الكاذبة ..... نفس الشئ حدث أيام توقيع السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل ـ الحدث كان أكبر مما صوره الإعلام الرسمى وكان جريمة واضحة المعالم وخيانة كبرى امتدت آثارها لكل نواحى الحياة فى المنطقة فلجأ الأفاكون لنفس الحيلة واستخدموا نفس الوسيلة فقاموا بتغيير المسميات ، ووضعوا على الخيانة حكمة وعلى الاستسلام سلام ، ومن ذا الذى يرفض السلام ، وغنت شاديه "مصر اليوم فى عيد" وغنت أم كلثوم "بالسلام إحنا بدينا بالسلام" وانتفض الإعلام وتحدث عن الرخاء القادم وحقن الدماء والعيش فى أمان حتى يقبل الناس ما أقدم عليه السادات ... لا يمكن لبسطاء الناس أن يقبلوا كلمة خيانة لكنهم لن يرفضوا كلمة سلام ، ومنذ فترة ليست ببعيدة تطاول السفلة من الكتاب على الذات الإلهية وسبوا الله ورسوله ، واعتبر الناس هذا العمل كفر وارتداد وخروج من المِلة ، واشتعلت المظاهرات الطلابية فى جامعة الأزهر بعد مقالات الدكتور محمد عباس التى تصدت لهؤلاء الكفره الفجره أيام أن أعلن صيحته الشهيرة "من يبايعنى على الموت ؟؟" وانتقلت المظاهرات لأكثر من جامعة وعاصمة اقليمية ، وتم احتواء الأزمة بوضع كلمة إبداع بدلاً من كلمة كفر ، فأصبح الأمر مقبولا لدى الجهلة والمرتشون وقامت فى مصر وأقطار عديدة من الوطن العربى حملات ضخمة تدافع عن حرية الفكر والإبداع ، ثم تفرع هذا الخلل الذى أصاب مجتمعاتنا الإسلامية نتيجة تغيير المسميات وغطى كل نواحى الحياة ، وتحت الإبداع أقيمت لأول مرة فى مصر ـ بلد الأزهر ـ مسابقات لاختيار ملكات الجمال ، وفى الجامعات أقيمت مسابقات فنية لإختيار أحسن صدر وأجمل سيقان وأجمل عيون وأرشق قوام ، وتفرع الإبداع وحاصر الحلال من كل جانب وجعل للشيطان ألف سبيل على الأمة ، وهذه هى خطورة المسميات الكاذبة التى يختارها الخونه بعناية ثم يدافعوا عنها بإستماته فأصبحت مجتمعاتنا تموج بكل ما كان محرمًا من قبل لمجرد حمل لافتة ووضع أخرى ، ولا أدل على ذلك نشر الإباحية والانحلال والدعارة تحت مسميات تنشيط السياحة فأصبحنا نرى شواطئ للعراه ونوادى للرقص ومنتجعات لارتكاب الفواحش وأماكن لشرب الخمر ونوادى للشذوذ ، وأصبحت كل الأفعال القبيحة والمرفوضة من كل فئات الشعب تلقى استحسان وتأييد بعد أن خضعت لمسمى "تنشيط السياحة" وأصبحت هذه الأماكن الموبؤة تجد من يدافع عنها ويحميها ويطالب بتطويرها وتحديثها والإكثار منها تحت دعاوى فتح مجالات للرزق والعمل ... كل ذلك حدث بمجرد استبدال كلمة مكان كلمة وعبارة مكان عبارة ، وأصبح الجميع يدرس سياحة وفندقة فى مدارس صارت مفتوحة لجميع المؤهلات على اختلاف أنواعها وللراسبين والفاشلين ، وتعلم ابن الفلاح سياحة وفندقه وعمل فى القرى السياحية وأصبح يترزق من الحراسة على هذه الأماكن وتقديم الخمور ومعاقرة الفسق واقتراف الكبار وأصبح أهله سعداء بهذا العمل .. هو يحكى لهم بفخر ، وهم يسمعوا له بإعجاب ، وأصبح للديوث وضع وقيمة وأصبح الاعتداء عليه جريمة ، وتوسط إليه الناس فى قريته لإيجاد فرص عمل لأبنائهم بعد أن أغلقت الدولة فرص العمل الشريف فى وجوههم ، ولى تجربة خاصة فى هذا الأمر حيث سافر أحد أبنائى رغمًا عنى مع بعض رفاقه إلى "شرم الشيخ" و"دهب" بحثا عن عمل ، ولأننى أدرك طبيعة العمل فى هذه الأماكن الموبؤة توجست فى نفسى خيفة على إبنى ، وبعد عدة أيام هاتفنى إبنى وتحدث معى بصراحة حمدت الله عليها .. قال إبنى : يا أبى كل شئ هنا يشجع على الحرام ، وكل عمل هنا لا يخلو من الحرام .. أنا مازلت بدون عمل لكن زملائى يعملون ... إنهم يقدموا الخمر ويشاهدوا العرى من الجنسين ويشاركوا الأجانب الرقص ... قاطعته ولم أنتظر وقلت له : وما الذى يجبرك على هذا ؟!! .... إنزل فورًا وعد إلينا حتى لو أتيت ماشيًا على الأقدام ، وعاد إبنى وجلس إلى جوارى فترة طويلة دون عمل ، وفى كل فترة يعود رفاقه من هناك فى أجازات متفرقة يحمل كل منهم الأموال والهدايا بعد أن أصبح لهم شأن بالحرام وبعد أن فسدت عقيدتهم وانضموا للدولة فى الحديث عن التطرف والإرهاب وما يسببه من أضرار وخراب على اقتصاد البلد ، وهذا ما تريده الدولة وتدفع له الشباب دفعًا ... هذه القصة العارضة أسوقها للتدليل على آثر الإعلام الزائف وفعل المسميات الكاذبة وأثرها على المجتمع الإسلامى .

وكل ما ذكرته منذ بداية مقالى وحتى هذه السطور يُعد تمهيدًا لما هو أشد وأعظم بعد أن نالت المسميات الكاذبة من أهم ما تميزت به الأمة الإسلامية فى تاريخها المجيد الحافل بالانتصارات ألا وهو الجهاد ..

الجهاد الذى قال عنه رسولنا الكريم : (( رأس الأمر وعموده وذروة سنامه الجهاد )) ...

الجهاد الذى قال عنه أبو بكر الصديق : ( ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا ) ...

الجهاد الذى جعله القرآن من أحب الأعمال إلى الله ...

هذا الجهاد أصبح العدو المشترك لقوى الغرب الظالم والحكام الخونه ، ولأن القرآن الكريم ملئ بآيات الجهاد فإن كراهية الحكام العرب للقرآن أشد من كراهية الغرب له ، ولقد قـُدر لهذه الأمة ألا يكون لها خيار غير الجهاد وألاتعيش يومًا من غير مقاومة .. مقاومة الشيطان ، ومقاومة النزوات ، ومقاومة الرغبات المحرمة ، ومقاومة الظلم ، ومقاومة الإحتلال ... كل هذه الصور من المقاومة تعبر عنها كلمة "جهاد" ... الجهاد الذى يحاربوه الآن فى الرياض وشرم الشيخ ، ويعقدوا له الندوات والمؤتمرات وينفقوا من أجل منعه الأموال ويبددوا الطاقات .. فعلوا معه ما فعلوه مع ربا البنوك وسلام الإستسلام وإبداع الكفره وسياحة الفجره ... كل ما فعلوه أنهم استبدلوا كلمة الجهاد بالإرهاب ثم أطلقوا العنان لكل وسائل الإعلام وللكتاب وللشيوخ والعلماء ليستقطعوا من الدين الأدلة ومن العلماء الفتاوى لكى ينفروا الناس من الجهاد الذى أصبح إرهاب ..

وعلينا جميعا أن نحذر فلم يعد لنا شئ غير المقاومة والجهاد فإن فرطنا فيهم خسرنا كل شئ ... علينا ألا نخالف ضمائرنا ونسير خلف الحكام حتى لا نصبح مثل قوم فرعون الذى قال عنهم تعالى : (( استخف قومه فأطاعوه )) .. إن الخطأ ليس فينا حتى نعدل من أنفسنا ونسير خلف الحكام .. الخطأ فى الحكام وتعاملنا معهم يجب أن يظل متصفا بالنِدية والغلظة استجابة لأمر الله تعالى الذى يقول فى سورة التوبة الآية 123 : (( يا أيها الذين ءامنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غِلظة واعلموا أن الله مع المتقين )) ونحن نعيش وسط حكام يحملوا أسماء عربية ويدينوا بدين الإسلام ويشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، لكنهم مع الأعداء ... يأتمرون بأوامرهم ويعملون فى خدمتهم ويمكنوا لهم فى الأوطان ... منذ سنوات قليلة شارك مبارك وكثير من الحكام العرب فى تدمير العراق وكانت لهم ذريعة خلقتها لهم أمريكا وهى تحرير الكويت .... اليوم نراهم يعملوا مع أمريكا ضد الشعب العراقى وضد المقاومة العراقية دون وجود ذريعة أو غطاء .. إنهم يخونوا للخيانة ويخونوا بتكليف أمريكى ... حرروا الكويت من العراق ، ولم يحرروا العراق من أمريكا .. حرروا الأخ من أخيه والمسلم من المسلم ولم يحرروا المسلم من الكافر ، ويوم خرجت القوات المصرية لملاقاة القوات العراقية بأوامر أمريكية هلل الخونة والقوادون من رجال الصحافة وذكرونا بدور مصر الهام ودور قواتها المسلحة .. قالوا ذلك ونحن فى حفر الباطن نناصر أمريكا على العراق ، وفى هذه الأيام عندما دارت الأيام دورتها واعتدت أمريكا على العراق بغير سند أو مبرر خرس الخراصون والمرتشون وأصحاب السوابق وهللوا لتقاعس مصر عن نجدة العراق وقالوا إن قواتنا المسلحة ملك لنا ولن تخرج للقتال خارج الحدود ، وأعادوا مقولة "مصر أولاً" وتغنوا بحكمة مبارك وحسن قيادته ... وكل كتاب السلطة فى مصر يسهرون فى المساء على الخمر وصدور النساء ويكتبوا فى الصباح عن حكمة القائد والاستشهاد بآيات القرآن ... لقد وصل الأمر بسمير رجب أن جعل مبارك رسولا وكتب له (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا )) هؤلاء الخونة ـ أولاد الكلب ـ يبررون الحرام إذا أراده الحاكم ويحرمون الحلال إذا رفضه الحاكم ، لأن الحاكم الوضيع بدون إعلام عميل لا يقوى على فعل شئ .. إنه يعمل كالمنشد الذى لا غنى له عن بطانه تساعده وتسانده وتقويه على الخيانة وفعل الحرام ... هؤلاء الحكام وبطانتهم لا يريدوا الخير للأمة أبدًا .. إنهم لا يفعلوا الخير ولا يتركوا أحدًا يفعله ، ولا يقاتلوا عدوًا أبدًا ولا يتركوا شعوبهم تجاهد ، وإذا تميزت المقاومة بشئ قللوا من شأن هذا الشئ ، والأمثلة فى هذا الشأن عديدة وكثيرة وتكاد لا تحصى ، وليس أول هذه الأمثلة قول مبارك عن صواريخ صدام حسين التى أصابت إسرائيل بالرعب ووصلت إلى قلب تل أبيب ـ أنهنا أشبه ببمب المولد وليس لها أى قيمة أو نفع ، وليس آخر هذه الأقوال قول محمود عباس "علاوى فلسطين" بأن صواريخ المقاومة الفلسطينية لا فائدة منها وأن ضررها أكثر من نفعها وطالب بإلقاء السلاح والعيش فى سلام مع إسرائيل !! ... وما بين قول مبارك "علاوى مصر" وأبو مازن "علاوى فلسطين" كانت هناك أمثلة عديدة منها إدانة شيخ الزهر للعمليات الاستشهادية فى فلسطين وعمليات الخطف فى العراق وتحقير الجهاد والتحدث عنه وكأنه إرهاب ، وياليت الذى ينتقد الشئ يكون لديه البديل ، لكنهم عولاء لا يفعلوا شئ ، فما الذى يملكه مبارك الذى لا تعجبه صواريخ صدام ، وما الذى يملكه محمود عباس الذى لا تعجبه صواريخ القسام ؟!!

إن صواريخ القسام هى التى جعلت لأبو مازن وزن وقيمة ، وهى التى أتت بشارون راكعًا إلى شرم الشيخ بعد وساطة مصرية بتعليمات أمريكية ، وهى التى جعلت عمر سليمان يفنى عمره فى رحلات مكوكيه لا تنتهى ما بين مصر والمقاومة ، ولو فكر علاوى فلسطين فى شناعة مواقفه لدفن نفسه حيًا من الخزى والعار .. إنه يفعل الآن مع صواريخ القسام ما فعله مبارك قديمًا مع العمليات الاستشهادية التى لم تجد لها إسرائيل حلاً ، فصواريخ المقاومة هى التى تغلبت على مشكلة الجدار العاذل وعلى النقط الحصينة التى تحمى المستوطنات وهى التى جعلت الرعب متبادل على الجانبين .

إن وجهات النظر المصرية والسعودية لم تتقارب فى أى وقت من الأوقات مثلما تقاربت فى هذه الأيام على يد أمريكا .. إنه تعاون الإثم والعدوان ومعصية الله ورسوله ومخالفة ما جاء فى القرآن والسنة ... لقد شكلت كل من القيادتين المصرية والسعودية فى هذه الحقبة من الزمان خطوط أشبه بخطوط السكك الحديدية التى تحمل أمريكا إلى المنطقة ، وأصبحت كل قيادة تعمل جنبًا إلى جنب وفى خط متوازى مع أختها من أجل تمكين أمريكا وفرض هيمنتها على المنطقة ، وقد سلكوا فى ذلك طريق فرعون واتبعوا أمر كل جبار عنيد وقالوا قول فرعون لقومه (( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )) وسار خلفهم كثير من العلماء والشعراء والكتاب وأجهزة الإعلام والمنافقين والخونة وعملاء أمريكا .

فى وقت واحد طار خادم الحرمين إلى الرياض لعقد المؤتمر الدولى لمكافحة المقاومة والمسمى بمكافحة الإرهاب ، وطار مبارك إلى شرم الشيخ للقاء شارون وعقد القمة الرباعية التى تهدف إلى وأد الانتفاضة الفلسطينية تحت دعاوى السلام ... هذا فرعون وهذا فرعون يسيران على خطان متوازيان ويعملان دون كلل فى خدمة اليهود والنصارى ، ونحن نتفرج عليهم وهو يقودونا إلى نار جهنم .. يقول تعالى : (( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملأئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد ـ يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود )) 96 : 98 ـ هود .

فى وقت واحد ينشغل كل من مبارك وخادم الحرمين فى خدمة السواقط والزناه .. هذا يدعو أراذل العالم من كل جنس ولون ويحتفى بهم على أرض الحرمين فى مؤتمر دولى يعقد خصيصًا لمكافحة الإرهاب دون أن يحدد معنى الإرهاب ودون أن يبحث حتى فى أسبابه ودون أن يفرق بين ما هو مقاومة وما هو إرهاب ودون أن يقوى على مطالبة أمريكا بالخروج من العراق وأفغانستان .... يفعل كل ذلك ولا يخشى غضب الله وينفق المال الذى سيكون عليه حسرة بإذن الله .. إنه يفعل الحرام بعد موسم الحج مباشرة وكأن موالاة الكفار أصبحت إحدى علامات الحج المبرور .. يفعله وهو يطبع المصحف على نفقته ويسقى الحجاج فى بلاده ماء مبرد لتسيله أمريكا فى بلادهم دم مجمد .. يفعله وهو يعلم الحلال من الحرام والجائز من المكروه .. يقول تعالى فى سورة القصص : (( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون )) فهل تذكر خادم الحرمين معنى الولاء والبراء ؟!! ... هل تذكر دماء الشهداء ؟!! ... هل تذكر الجثث والأشلاء فى كل من غزه والفلوجه ؟!! ... هل تذكر ما يكنه الناس لليهود والنصارى من عداوة وبغضاء ؟!!

كان الأجدر به أن يدعو لمؤتمر يلم الشمل ويوحد الهدف ويحتكم إلى كتاب الله وسنة رسوله ، ولكن هيهات هيهات إن يفعل ذلك وهو ألد الخصام وأن أكثر ما يضايقه هو ومبارك القرآن .. إنهم لا يرجون لقاء الله وإنما يرجون لقاء بوش .. يقول تعالى فى سورة يونس الآية 15 : (( وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءان غير هذا أو بدله قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى إن أتبع إلا ما يوحى إلىَّ إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم )) .

إنهم لا يريدون القرآن الذى يحرضهم على قتال اليهود ويدفعهم إلى الجهاد والمقاومة وترك حياة اللهو والضياع ... يريدون القرآن فقط عن ما يكون الحق معهم .. إنهم لا يقولوا سمعنا وأطعنا وإنما يقولوا سمعنا وعصينا ... يقول تعالى فى سورة النور الآيات 47 : 51 : (( ويقولون ءامنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ـ 47 ـ وإذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون ـ 48 ـ وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين ـ 49 ـ أفى قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون ـ 50 ـ إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )) .

وعلى الجانب الآخر من البحر الأحمر ـ المقابل للسعودية ـ يجلس مبارك فى صحبة الأشرار ما بين الملك عبدالله سليل الخيانة والمجرم شارون الذى دفن المصريين أحياء فى صحارى سيناء ومحمود عباس علاوى فلسطين ومشروع الخيانة الجديد .. كلهم اجتعموا فى شرم الشيخ ترعاهم العناية الأمريكية ويحفظهم الشيطان اليهودى ويجمعهم هدف واحد هو وأد الانتفاضة الفلسطينية وإنهاء المقاومة الإسلامية .

وصدق الله العظيم (( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض )) .

هل سمعتم يومًا عن عقد مؤتمر دولى يدعو لمناصرة المجاهدين فى فلسطين أو أفغانستان ؟!!

هل سمعتم يومًا عن مؤتمر دولى أقامه الحكام العرب ودعوا فيه الشيخ أسامه بن لادن ليعرض وجهة نظره ويدافع عن حجته فى الجهاد ؟!!

هل سمعتم يومًا عن عقد مؤتمر دولى لتحكيم شرع الله والاحتكام إلى آياته تطبيقـًا لقول الله تعالى للمسلمين : (( وإن اختلفتم فى شئ فردوه إلى الله ورسوله )) ؟!!

هل شاهدتم شئ من هذا يحدث ؟!!

لماذا كل المؤتمرات تأتى لصالح شارون وبوش ؟!!

إن الخروج على الحكام أصبح اليوم فرض عين ، ومن يقتل فى سبيل ذلك فهو شهيد ، فخير الجهاد هو كلمة حق فى وجه سلطان جائر ، فما بالنا والسلطان ليس بجائر وحسب وإنما منافق وكاذب وديوث وعميل وخائن بل وكافر .. وبعضهم كافر وإبن كافر ؟!!

إن الخروج على الحكام ومقاومتهم لم يعد فرض كفاية بل أصبح فرض عين ، وعلى كل قادر أن يقاوم تلك الفئة الضالة ممن أصبحوا فى الدنيا بوابات للكفار وفى الآخرة بوابات لجهنم .

وقبل أن يحارب مبارك وخادم الحرمين الإرهاب عليهم أن ينظروا إلى سجون بلادهم ليعرفوا حقيقة الإرهاب الذى يباشروه على رعاياهم وليبحثوا فى أوطانهم عن المظالم والمفاسد وأكل حقوق الناس بالباطل ... فى مصر أكثر من نصف الشعب عاطل ، وفى السعودية أكثر من النصف ملكوم وحائر .

الأسرة الحاكمة فى السعودية تؤسس منذ أمد بعيد لدولة الكفر والشرك بالله شأنها فى ذلك شأن العصابة التى تحكم الآن مصر والتى وضعت منذ أكثر من ثلاثين عامًا حجر الأساس لدولة الخيانة والتفريط ، واختيار مصر والسعودية على وجه التحديد للضلوع بتلك الجرائم الكبيرة لم يأتى من فراغ ، فمصر بلد الأزهر تميزت على مدى التاريخ بالمقاومة وحسن القيادة وفيها خير أجناد الأرض ، والسعودية تميزت منذ فجر النبوة بالأمن والأمان والتقى وفيها الكعبة وقبر رسولنا الكريم باتا يشكلان معًا الجناح المادى والجناح المعنوى لأمة الإسلام ، وهما بالنسبة للأمة أشبه بمصغة القلب التى إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله ، وما الهوان الذى تعيشه الأمة الآن إلا بسبب سقوط القيادة فى كلا الدولتين ، والتنسيق القائم الآن بين الحكومتين المصرية والسعودية فى مجالات الكفر والتفريط لا يخفى على أحد ، وآخر هذه المظاهر هو ما حدث فى الأسبوع الماضى على كل من الأرض المصرية والأرض السعودية ، ففى مدينة شرم الشيخ المصرية والتى حولها مبارك إلى شرم الأعداء والخنازير اجتمعت بأوامر أمريكية من أجل وئد الانتفاضة وقتل روح المقاومة ووضع حدًا لما يعرف بعمليات المقاومة الإسلامية على أرض فلسطين ، وقاطرة الخيانة التى تنطلق الآن بسرعة جنونية يقودها مبارك منذ أمد بعيد ولم يعد يعبأ بإرادة شعبه ومطالب أمته ، وهو فى سبيل إرضاء أمريكا لا يتردد عن فعل أى عمل من أعمال الخيانة والارتداد على ثوابت الأمة ومقدساتها دون النظر للتاريخ والعواقب .

ولقد نسى مبارك أن أبناء البلد البسطاء والمعدومين هم الذين حرروا سيناء وهم الآن المحرومون من دخولها بعد أن صارت مرتعًا لمبارك وحاشيته ولأعداء الله ... لقد فعل شارون الذى احتفى به مبارك على أرض مصر فى المصريين ما لم يفعله مجرم صهيونى آخر على مدى الصراع العربى الإسرائيلى ، وهو صاحب أشهر المجازر وصاحب أكبر الأرقام القياسية فى الجرائم وهو الذى سحل الاسرى المصريين وسحقهم تحت جنازير المدرعات وهو الذى فعل فى الفلسطينيين ما لم يفعله أى مجرم آخر من بنو صهيون ، والشعب المصرى عن بكرة أبيه يخالف مبارك فى كل توجيهاته ويتمنى كل مصرى لو أغمض عينه وفتحها ولم يجد مبارك بعد أن توغل فى الأفعال التى لا يمكن السكوت عليها ، ولقد بات يعمل بوجه مكشوف بعد أن ملك زمام الأمن فى البلاد ، ، وما كان ليجرؤ على الوقوف فى وجه الشعب وتحدى مشاعره لولا هذه القبضة الأمنية التى سخر لها كل إمكانيات الدولة ومواردها .

إن اجتماع القمة الرباعية الذى عقد فى شرم الشيخ يوم الثلاثاء الماضى ومؤتمر مكافحة الإرهاب فى الرياض مثلا بحق كل الروائح النتنة وجمعها فى مكان واحد ، فمن هو الملك عبدالله ومن هو مبارك ومن هو خادم الحرمين ومن هو أبو مازن ومن هو شارون ؟!! ....

، فالملك عبدالله بات يعرض على إسرائيل إرسال الف جندى أردنى لحماية أمنها وحدودها فى حالة إنسحابها من بعض أجزاء الضفة الغربية وتركها للفلسطينيين ، ولم ينازعه فى ذلك غير مبارك الذى يُدرب الآن كوادر الشرطة الفلسطينية من أجل تولى مهام كبح المجاهدين فى غزه ، وما التدريب على الأمن غير تدريب على ممارسة فنون التعذيب ، وقد أصبح لمصر باع طويل فى هذا المجال المخزى لدرجة أن سجناء جوانتانامو لم يخشوا على أنفسهم من أمريكا قدر ما خشوا على أنفسهم من تسليمهم لسلطات الأمن المصرية .

أما أبو مازن فإنه لا يفرق كثيرًا عن كرزاى وعلاوى ، وهو الذى يعرف تفاصيل وأسرار قتل ياسر عرفات إن لم يكن مشاركًا فيها وذلك من أجل ازاحته عن الساحة وتهيئة المجال نحو اتخاذ قرار التفريط الذى طال انتظاره فى كل من أمريكا ومصر والسعودية وتل أبيب .

وصدق الله العظيم (( المنافقين والمنافقات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ... )) .
بقلم محمود ابو شنب
صحيفة الشعب