بوحمـOWENــد
04-09-2001, 12:31 PM
دخل المنتخب الانجليزي التاريخ من اوسع ابوابه ·· وذلك بعد الفوز التاريخي الذي حققه على نظيره الألماني وبعقر داره وبخمسة اهداف لهدف واحد·· في ميونيخ وامام اكثر من 75 الف مشاهد·· وعدسات التليفزيون التي نقلت المباراة الى القارات الخمس··
جاءت المباراة وكأنها وفق سيناريو اعد بمهارة شديدة ونفذ على مدى مرحلتين·· بدأت الاولى في مباراة هولندا الودية·· وانتهت بفوز ضخم غير معهود على الالمان·· لم يحدث من قبل في تاريخ لقاءات البلدين·
والواقع ان اللقاء يستحق ان يكون نهائي كأس عالم بحد ذاته لأن المستوى العام اعاد للكرة الاوروبية هيبتها·· فقد قدم الفريقان احدى كلاسيكيات الكرة الحديثة·· واثبت الانجليز بشكل خاص ان كرة منتخبهم لم تمت بعد·· لكن كان يحتاج فقط لعقل مفكر يمكن ان يوظف قدرات لاعبيه لخدمة الهدف الاسمى·
وهو الوصول الى افضل مستوى··
بداية المانية
ورغم البداية الالمانية الجميلة المفاجئة وهدف المهاجم العملاق كارستين يانكر في الدقيقة السادسة·· الا ان هدف التعادل الذي سجله مايكل اوين بعد ضرب وحيدة التسلل·· ونيك بارمبي واوين·· اعاد الثقة مرة اخرى الى الانجليز·
ثم جاء ستيف جيرارد القاتل الثاني من قنبلته التي فاجأت الحارس العملاق اوليفر كان من خارج المنطقة·· قبل ثوان من نهاية الشوط الاول لتعلن عن حدوث تحول غير منتظر في المباراة لصالح الانجليز·· الذين فاجأوا العالم كله في الشوط الثاني بهدف مباغت من مايكل اوين مرة اخرى·· بعد تصليحة العملاق الاسمر ايميل هاسكي·· وربما يكون هذا الهدف قد قضى على بقية المقاومة الالمانية حيث انكشف الدفاع الحديدي تماماً·· واستغل خط الوسط الانجليزي الفعال جداً والذي تكون من جيرارد وديفيد بيكام وبول سكولز الفرصة·· وفارق السرعة بينهم وبين الدفاع الالماني الذي تخطى معظم افراده حاجز الثلاثين ليفعلوا ما يريدون·· فمرر جيرارد هذه المرة الي اوين الذي انفرد·· ولم يكن للحارس كاهن حول ولا قوة امام الانفراد·
ولم يصدق احد ان انجلترا متقدمة بأربعة اهداف على الالمان وفي ميونيخ·· واعتقد البعض ان تلك الاهداف مجرد تقدم وقتي فقط وسيعود الالمان للتسجيل وربما للفوز·· وهذا الامل بقى لدى الجمهور الكبير الى ان جاءت جملة تكتيكية اخرى بدأها من خط الوسط كالعادة بيكام الى سكولز شبه المنفرد والذي بدوره مررها عرضية متقنة الى ايميل هاسكي الذي انفرد كالعادة·· وسجل الهدف الخامس الذي ليس بعده رجعة·
وبعدها اكتسب المنتخب الانجليزي ثقة غير عادية وبدا لاعبوه وكأنهم يتلاعبون بالالمان في ميونيخ·· ورغم ان هذا الاستاذ العظيم··ملعب اولمبيك شتاديون شهد في السابق اعظم انجازات الكرة الالمانية الا ان كان ايضا شاهداً على أكبر اهانة تعيشها الامة الكروية الالمانية في عصرها الحديث·· ووضح ذلك من التمريرات البينية والعرضية وسط انهيار كامل للألمان الذي ادرك مدربهم رودي فولر ان اليوم كان يوماً انجليزياً خالصاً وان حظه كمدرب لم يكن مثلما كان يعتقد وان السويدي الداهية تفوق عليه في كل شيء·
لكن ماذا فعل الانجليز·· وماذا فعل ايريكسون:
نزل المنتخب الانجليزي بتشكيلة متناسقة بالفعل·· واغلبها من الشباب اعتمد على التوازن بين اشلي كول في اليسار وجاري نيفيل في اليمين وبينهما سول كابل وريو فيريدينان ·· وفي الوسط كانت مفاجأة كبيرة ان يلعب بثنائى ليفربول: جيرارد ونيك بارمبي·· وبجانبها ثنائي مانشستر يوناتيد: بول سكولز وديفيد بيكام·· ثم مهاجما ليفربول مايكل اوين وايميل هاسكي في الهجوم·
وكانت خطته كما قلنا سابقاً هي الاعتماد على كرات طويلة في العمق من ثلاثي خط الوسط: بيكام وجيرارد وسكولز·· وتخصيص بارمبي لايقاف الظهير الايسر يورج بوهمي صاحب الانطلاقات المتميزة·· ونظراً لأن اي سباق في السرعة بين رباعي الظهر الالماني المخضرم وبين اوين وهاسكي ستكون لصالح الثنائي الشاب بدون شك فإن الخطة اعتمدت على تلك الكرات والتمريرات الطولية·· اكثر من العرضية العالية لتميز الالمان·
وعاد المدرب ايريكسون الى خطة القيصر فرانز باكنباور القديمة والمسماة الطاحونة اي نقل الكرة بسرعة شديدة من الوسط الى الجناحين لخلخلة الدفاع·· وهي التي ادت لفوز الالمان بكأس العالم 90 في ايطاليا·· ولم يفطن فوللر الى هذه الطريقة·· وربما توقف تفكيره عند شيء معين· ورغم ان هدف كارستين يانكر في الدقيقة السادسة·· من كرة ميكائيل بالال الطويلة التي عدلها اوليفر نيوفيل برأسه و كشطها يانكر من امام الحارس المخضرم ديفيد سيمان·· رغم هذا الهدف الا ان سرعة الانجليز في الرد وكسر مصيدة التسلل وهدف أوين الحاسمة كانت كلها عوامل اعادت الكفة بين الطرفين الي ان سجل جيرارد الهدف الثاني الذي صدق الالمان·· ثم هدف اوين المبكر في بداية الشوط الثاني·
ايريكسون يخدع فوللر
من ناحية يبدو ان فوللر اعتمد على الطريقة التي لعب بها المباراة الودية امام المجر في بودابست وهي طريقة 4/3/2/1 وبتقدم يانكر كمهاجم دائم وخلفه نوفيل وسباستيان دايسلر على ان يكون ديتمار هامان هو صانع اللعب الدائم·· نظرا لغياب محمد شول وستيفان اينفينبرج وانخفاض مستوى ينر نوفوتني مبكراً واصابة ماركوريهير مبكراً··· وكلها عوامل ادت لتقليص فاعلية الوسط ·· بالاضافة لنقص خبرة نوفيل·
لكن الخطأ الرئيسي والذي ما زالت تعاني منه الكرة الالمانية ولسنوات هو انعدام وجود مدافعين شبان·· ثلاثي خط الظهر ·· كريستيان نورنز 33 عاما،توماس لينكه 34 عاما ، ماركور يهمه 31 عاما الوحيد الصغير بينهم نسبياً كان يورج بودمي رقم 3 الذي يبلغ من العمر 25 عاماً·· ويلعب في ليفركوزين·· ويبدو ان فوللر لم يفطن الى ان ايريكسون يفضل الطرق التكتيكية والخداع·· وارتكن الى ان يشدد الرقابة على لاعبين مثل بيكام واوين·· وهذا ما وضح جلياً·· لكن ايريكسون·· اعتمد من جهته في بيكام على التمريرات العرضية الخطيرة·· والتي حد فيها فعلاً لاعبو المانيا من خطورته·· لكن·· وهنا يكمن الخداع·· اعتمد في تمريراته الطويلة وتغيير اللعب من جناح لآخر على الثنائي جيرارد وسكولز ·· اللذين يتميزان بالتسديد القوي ومن مسافات ولذا كان امر لعبهما الكرة بسرعة شديدة من منطقة جزائهما الى الامام·· لإستغلال سرعة أوين وهاسكي·· مربكة كثيراً للألمان الذين اعتمدوا في التكتيك على ايقاف بيكام فقط·· وكراته العرضية الخطرة·· لكن كفاءة ايريكسون الخططية جعلته يتفوق بمراحل عديدة على فوللر ·· رغم ان المباراة كانت مقامة في ميونيخ·
فمن كان يتصور ان يلعب جيرارد وسكولز بجانب بعضها البعض ويقومان بالدور الرئيسي وكأنهما مبرمجان عليه تماماً· من كان يدري ان ايريكسون سيخدع العالم وخاصة الالمان·· ويستغل نقص خبرة رودي فوللر الخططية ليضرب ضربته القاصمة·
كانت الصورة واضحة··في ان يستلم سكولز او جيرارد الكرة لابد من نظرة سريعة ثم تمريرة طويلة للغاية الى اي من أوين اوهاسكي·· واذا كانا غير متاحين·· فإن بيكام ربما يكون كذلك لان لن يكون هناك لاعب بدون كرة مراقب·· وهي نقطة هامة للغاية في التفكير بين الطريقتين الالمانية والانجليزية·· فالالمان عيونهم دائما على الكرة·· بينما الانجليز يهتمون باللاعب الذي ستصل اليه الكرة·· وهكذا ·· ربما لم يفطن فوللر وحده الى هذه الطريقة التي لاحظها العالم كله·· لدرجة ان بين شوطي المباراة وفي خلال اللقاءات التليفزيونية بالقناتين البريطانيتين اللتين نقلتا اللقاء مباشرة ·· طالب المحللون المدرب ايريكسون بتغيير طريقته لإن الالمان سيكتشفونها ويوقفونها خلال الشوط الثاني·
لكن هذا طبعاً لم يصل الى ايريكسون والذي ظل على خطته الناجحة والتي اسفرت عن 3 اهداف اخرى قتلت الالمان فعلاً ·· وبدا ان السويدي نجح في تغيير العقلية الانجليزية·· فعندما تولى جلين هوول قبل 3 سنوات تدريب المنتخب الانجليزي كان يلعب على التكتيك واتى باشياء جديدة على المدربين الانجليز منها ان كان يقف على خط التماس ليقول للاعب الذي معه الكرة ماذا يفعل بالضبط وما هي الخيارات المتاحة خاصة اذا كان في موقف حرج·· وترجم هذا كله الى ما يمكن القول أنه تفكير خططي تبلور كثيراً في لقائه الشهير مع ايطاليا في روما عام 1997 والذي صعدوا بعده الى نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا·
لكن حظه العاثر قضى على خطة تطوير المنتخب·· فإنتقاداته للمعاقين لم يكن اتحاد الكرة الانجليزية ليستطيع ان يفعل شيئاً تجاهها·· سوى تنفيذ النصيحة الملكية·· او بالأحرى الامر الصادر من قصر باكينجهام وبالتحديد من الأمير فيليب زوج الملكة والرئيس الفخري للإتحاد بإقصاء المدرب فوراً·
وهكذا وأد الحظ خطة تطوير المنتخب الانجليزي لتأتي الفترة الكارثية التي تولى فيها كيجان·· بلا خبرة تكتيكية واضحة·· وبعنصرية قاتلة المسؤولية فأسفرت عن نهاية لم ير الانجليز مثلها·· تمثلت في الخروج المعتاد صفر اليدين من كأس الأمم - رغم ان الخط الانجليزي عاثر دائماً في هذه البطولات- ثم جاءت الهزيمة التاريخية في ويمبلي امام الالمان في ديسمبر الماضي لتضع حداً نهائياً للسيناريو المخيب للآمال·
ضجة
ورغم الضجة الهائلة التي احيطت بوصول ايريكسون كأول مدرب من خارج الجزر البريطانية يتولى تدريب منتخب انجلترا·· وعبارات الاستنكار · والتنديد ·· الا ان ذلك لم يمنع ادامه كروتزر الاسكتلندي الرئيس التنفيذي للإتحاد الانجليزي من المضي في خطته بأن يتولى السويدي ليس التدريب فقط وانما ايضا التخطيط لمستقبل الكرة الانجليزية- ولأنه مثلما الذي اطلق فكرة اقامة كأس انجلترا عام 1877 - اول بطولة قانونية لكرة القدم في الارض -كان اسكتلنديا·· فإن الذي سيطور الكرة الانجليزية هذه المرة من احفاد الفايكنج· وايريكسون واقعي لاقصى درجة·· وهو ببساطة شديدة اعلن مؤخراً انه يرى ان مدته مع انجلترا ستكون 4 سنوات فقط·· وليس 5 سنوات حسب العقد المبرم مع الاتحاد الانجليزي·· لأنه سيكون قد حقق الهدف الذي يريده وهو وضع الخطة المناسبة لتطوير العقلية الكروية الانجليزية والتخلص من اوهام الماضي·· وربما تكون خطة استعانته بالانجليزي ديفيد بلات لتولي تدريب فريق الشباب هي مقدمة وقراءة لما قد يسفر عنه المستقبل على الصعيد الآخر فإن ردود الفعل في المانيا تركزت على شيئين رئيسيين اولهما التفكير بهدوء فيما حدث·· رغم الهزيمة الشنيعة على حد تعبير احدى القنوات التليفزيونية·
وثانيهما مناداة وسائل الإعلام بالتخلص من العنجهية غير المبررة·· فقبل بداية اللقاء وفي مقابلات مع ستيفان ايفنبيرج لاعب الوسط - قال انه لا يعرف من الانجليز سوى بيكام·· وربما أوين·· ولما سئل عن جيرارد وسكولز ·· قال : من؟
وبدا القيصر فرانز باكنباور رئيس نادي بايرن ميونيخ ونائب رئيس الاتحاد الالماني منزعجاً بشدة وهو يجلس ويشاهد الهزيمة الكارثية والتي الحقت العار بالكرة الالمانية·· ورفض بعد المباراة التعليق·· خاصة عندما حاولت احدى القنوات RTL والمتعاقد معها للتعليق كمحلل فني ان تأخذ رأيه حول اللقاء·
وربما كان باكنباور لا يريد اغضاب احد في الاتحاد الالماني لان كان احد المعارضين لتولي فوللر المنصب وحده·· وكان يفضل ان يكون النجم السابق اولى شتيكله هو المدرب·· لكن رأي الاغلبية بالاتحاد كان ان يتولى فوللر المهمة على ان يكون شتيلكه مدرباً لفريق الشباب وكان باكنباور قد رفض ان يترك المدرب اوتمار هيتز فيلد تدريب المنتخب ··وهو الشيء الذي قد يحدث في الصيف·· رغم أن عقد هيتز فيلد ممتد مع بايرن ميونيخ حتى عام ·2004
هذا الموضوع مأخوذ من جريدة الأتحاد
العدد9557
مع تحيات
الفتى الذهبيOWEN
جاءت المباراة وكأنها وفق سيناريو اعد بمهارة شديدة ونفذ على مدى مرحلتين·· بدأت الاولى في مباراة هولندا الودية·· وانتهت بفوز ضخم غير معهود على الالمان·· لم يحدث من قبل في تاريخ لقاءات البلدين·
والواقع ان اللقاء يستحق ان يكون نهائي كأس عالم بحد ذاته لأن المستوى العام اعاد للكرة الاوروبية هيبتها·· فقد قدم الفريقان احدى كلاسيكيات الكرة الحديثة·· واثبت الانجليز بشكل خاص ان كرة منتخبهم لم تمت بعد·· لكن كان يحتاج فقط لعقل مفكر يمكن ان يوظف قدرات لاعبيه لخدمة الهدف الاسمى·
وهو الوصول الى افضل مستوى··
بداية المانية
ورغم البداية الالمانية الجميلة المفاجئة وهدف المهاجم العملاق كارستين يانكر في الدقيقة السادسة·· الا ان هدف التعادل الذي سجله مايكل اوين بعد ضرب وحيدة التسلل·· ونيك بارمبي واوين·· اعاد الثقة مرة اخرى الى الانجليز·
ثم جاء ستيف جيرارد القاتل الثاني من قنبلته التي فاجأت الحارس العملاق اوليفر كان من خارج المنطقة·· قبل ثوان من نهاية الشوط الاول لتعلن عن حدوث تحول غير منتظر في المباراة لصالح الانجليز·· الذين فاجأوا العالم كله في الشوط الثاني بهدف مباغت من مايكل اوين مرة اخرى·· بعد تصليحة العملاق الاسمر ايميل هاسكي·· وربما يكون هذا الهدف قد قضى على بقية المقاومة الالمانية حيث انكشف الدفاع الحديدي تماماً·· واستغل خط الوسط الانجليزي الفعال جداً والذي تكون من جيرارد وديفيد بيكام وبول سكولز الفرصة·· وفارق السرعة بينهم وبين الدفاع الالماني الذي تخطى معظم افراده حاجز الثلاثين ليفعلوا ما يريدون·· فمرر جيرارد هذه المرة الي اوين الذي انفرد·· ولم يكن للحارس كاهن حول ولا قوة امام الانفراد·
ولم يصدق احد ان انجلترا متقدمة بأربعة اهداف على الالمان وفي ميونيخ·· واعتقد البعض ان تلك الاهداف مجرد تقدم وقتي فقط وسيعود الالمان للتسجيل وربما للفوز·· وهذا الامل بقى لدى الجمهور الكبير الى ان جاءت جملة تكتيكية اخرى بدأها من خط الوسط كالعادة بيكام الى سكولز شبه المنفرد والذي بدوره مررها عرضية متقنة الى ايميل هاسكي الذي انفرد كالعادة·· وسجل الهدف الخامس الذي ليس بعده رجعة·
وبعدها اكتسب المنتخب الانجليزي ثقة غير عادية وبدا لاعبوه وكأنهم يتلاعبون بالالمان في ميونيخ·· ورغم ان هذا الاستاذ العظيم··ملعب اولمبيك شتاديون شهد في السابق اعظم انجازات الكرة الالمانية الا ان كان ايضا شاهداً على أكبر اهانة تعيشها الامة الكروية الالمانية في عصرها الحديث·· ووضح ذلك من التمريرات البينية والعرضية وسط انهيار كامل للألمان الذي ادرك مدربهم رودي فولر ان اليوم كان يوماً انجليزياً خالصاً وان حظه كمدرب لم يكن مثلما كان يعتقد وان السويدي الداهية تفوق عليه في كل شيء·
لكن ماذا فعل الانجليز·· وماذا فعل ايريكسون:
نزل المنتخب الانجليزي بتشكيلة متناسقة بالفعل·· واغلبها من الشباب اعتمد على التوازن بين اشلي كول في اليسار وجاري نيفيل في اليمين وبينهما سول كابل وريو فيريدينان ·· وفي الوسط كانت مفاجأة كبيرة ان يلعب بثنائى ليفربول: جيرارد ونيك بارمبي·· وبجانبها ثنائي مانشستر يوناتيد: بول سكولز وديفيد بيكام·· ثم مهاجما ليفربول مايكل اوين وايميل هاسكي في الهجوم·
وكانت خطته كما قلنا سابقاً هي الاعتماد على كرات طويلة في العمق من ثلاثي خط الوسط: بيكام وجيرارد وسكولز·· وتخصيص بارمبي لايقاف الظهير الايسر يورج بوهمي صاحب الانطلاقات المتميزة·· ونظراً لأن اي سباق في السرعة بين رباعي الظهر الالماني المخضرم وبين اوين وهاسكي ستكون لصالح الثنائي الشاب بدون شك فإن الخطة اعتمدت على تلك الكرات والتمريرات الطولية·· اكثر من العرضية العالية لتميز الالمان·
وعاد المدرب ايريكسون الى خطة القيصر فرانز باكنباور القديمة والمسماة الطاحونة اي نقل الكرة بسرعة شديدة من الوسط الى الجناحين لخلخلة الدفاع·· وهي التي ادت لفوز الالمان بكأس العالم 90 في ايطاليا·· ولم يفطن فوللر الى هذه الطريقة·· وربما توقف تفكيره عند شيء معين· ورغم ان هدف كارستين يانكر في الدقيقة السادسة·· من كرة ميكائيل بالال الطويلة التي عدلها اوليفر نيوفيل برأسه و كشطها يانكر من امام الحارس المخضرم ديفيد سيمان·· رغم هذا الهدف الا ان سرعة الانجليز في الرد وكسر مصيدة التسلل وهدف أوين الحاسمة كانت كلها عوامل اعادت الكفة بين الطرفين الي ان سجل جيرارد الهدف الثاني الذي صدق الالمان·· ثم هدف اوين المبكر في بداية الشوط الثاني·
ايريكسون يخدع فوللر
من ناحية يبدو ان فوللر اعتمد على الطريقة التي لعب بها المباراة الودية امام المجر في بودابست وهي طريقة 4/3/2/1 وبتقدم يانكر كمهاجم دائم وخلفه نوفيل وسباستيان دايسلر على ان يكون ديتمار هامان هو صانع اللعب الدائم·· نظرا لغياب محمد شول وستيفان اينفينبرج وانخفاض مستوى ينر نوفوتني مبكراً واصابة ماركوريهير مبكراً··· وكلها عوامل ادت لتقليص فاعلية الوسط ·· بالاضافة لنقص خبرة نوفيل·
لكن الخطأ الرئيسي والذي ما زالت تعاني منه الكرة الالمانية ولسنوات هو انعدام وجود مدافعين شبان·· ثلاثي خط الظهر ·· كريستيان نورنز 33 عاما،توماس لينكه 34 عاما ، ماركور يهمه 31 عاما الوحيد الصغير بينهم نسبياً كان يورج بودمي رقم 3 الذي يبلغ من العمر 25 عاماً·· ويلعب في ليفركوزين·· ويبدو ان فوللر لم يفطن الى ان ايريكسون يفضل الطرق التكتيكية والخداع·· وارتكن الى ان يشدد الرقابة على لاعبين مثل بيكام واوين·· وهذا ما وضح جلياً·· لكن ايريكسون·· اعتمد من جهته في بيكام على التمريرات العرضية الخطيرة·· والتي حد فيها فعلاً لاعبو المانيا من خطورته·· لكن·· وهنا يكمن الخداع·· اعتمد في تمريراته الطويلة وتغيير اللعب من جناح لآخر على الثنائي جيرارد وسكولز ·· اللذين يتميزان بالتسديد القوي ومن مسافات ولذا كان امر لعبهما الكرة بسرعة شديدة من منطقة جزائهما الى الامام·· لإستغلال سرعة أوين وهاسكي·· مربكة كثيراً للألمان الذين اعتمدوا في التكتيك على ايقاف بيكام فقط·· وكراته العرضية الخطرة·· لكن كفاءة ايريكسون الخططية جعلته يتفوق بمراحل عديدة على فوللر ·· رغم ان المباراة كانت مقامة في ميونيخ·
فمن كان يتصور ان يلعب جيرارد وسكولز بجانب بعضها البعض ويقومان بالدور الرئيسي وكأنهما مبرمجان عليه تماماً· من كان يدري ان ايريكسون سيخدع العالم وخاصة الالمان·· ويستغل نقص خبرة رودي فوللر الخططية ليضرب ضربته القاصمة·
كانت الصورة واضحة··في ان يستلم سكولز او جيرارد الكرة لابد من نظرة سريعة ثم تمريرة طويلة للغاية الى اي من أوين اوهاسكي·· واذا كانا غير متاحين·· فإن بيكام ربما يكون كذلك لان لن يكون هناك لاعب بدون كرة مراقب·· وهي نقطة هامة للغاية في التفكير بين الطريقتين الالمانية والانجليزية·· فالالمان عيونهم دائما على الكرة·· بينما الانجليز يهتمون باللاعب الذي ستصل اليه الكرة·· وهكذا ·· ربما لم يفطن فوللر وحده الى هذه الطريقة التي لاحظها العالم كله·· لدرجة ان بين شوطي المباراة وفي خلال اللقاءات التليفزيونية بالقناتين البريطانيتين اللتين نقلتا اللقاء مباشرة ·· طالب المحللون المدرب ايريكسون بتغيير طريقته لإن الالمان سيكتشفونها ويوقفونها خلال الشوط الثاني·
لكن هذا طبعاً لم يصل الى ايريكسون والذي ظل على خطته الناجحة والتي اسفرت عن 3 اهداف اخرى قتلت الالمان فعلاً ·· وبدا ان السويدي نجح في تغيير العقلية الانجليزية·· فعندما تولى جلين هوول قبل 3 سنوات تدريب المنتخب الانجليزي كان يلعب على التكتيك واتى باشياء جديدة على المدربين الانجليز منها ان كان يقف على خط التماس ليقول للاعب الذي معه الكرة ماذا يفعل بالضبط وما هي الخيارات المتاحة خاصة اذا كان في موقف حرج·· وترجم هذا كله الى ما يمكن القول أنه تفكير خططي تبلور كثيراً في لقائه الشهير مع ايطاليا في روما عام 1997 والذي صعدوا بعده الى نهائيات كأس العالم 1998 في فرنسا·
لكن حظه العاثر قضى على خطة تطوير المنتخب·· فإنتقاداته للمعاقين لم يكن اتحاد الكرة الانجليزية ليستطيع ان يفعل شيئاً تجاهها·· سوى تنفيذ النصيحة الملكية·· او بالأحرى الامر الصادر من قصر باكينجهام وبالتحديد من الأمير فيليب زوج الملكة والرئيس الفخري للإتحاد بإقصاء المدرب فوراً·
وهكذا وأد الحظ خطة تطوير المنتخب الانجليزي لتأتي الفترة الكارثية التي تولى فيها كيجان·· بلا خبرة تكتيكية واضحة·· وبعنصرية قاتلة المسؤولية فأسفرت عن نهاية لم ير الانجليز مثلها·· تمثلت في الخروج المعتاد صفر اليدين من كأس الأمم - رغم ان الخط الانجليزي عاثر دائماً في هذه البطولات- ثم جاءت الهزيمة التاريخية في ويمبلي امام الالمان في ديسمبر الماضي لتضع حداً نهائياً للسيناريو المخيب للآمال·
ضجة
ورغم الضجة الهائلة التي احيطت بوصول ايريكسون كأول مدرب من خارج الجزر البريطانية يتولى تدريب منتخب انجلترا·· وعبارات الاستنكار · والتنديد ·· الا ان ذلك لم يمنع ادامه كروتزر الاسكتلندي الرئيس التنفيذي للإتحاد الانجليزي من المضي في خطته بأن يتولى السويدي ليس التدريب فقط وانما ايضا التخطيط لمستقبل الكرة الانجليزية- ولأنه مثلما الذي اطلق فكرة اقامة كأس انجلترا عام 1877 - اول بطولة قانونية لكرة القدم في الارض -كان اسكتلنديا·· فإن الذي سيطور الكرة الانجليزية هذه المرة من احفاد الفايكنج· وايريكسون واقعي لاقصى درجة·· وهو ببساطة شديدة اعلن مؤخراً انه يرى ان مدته مع انجلترا ستكون 4 سنوات فقط·· وليس 5 سنوات حسب العقد المبرم مع الاتحاد الانجليزي·· لأنه سيكون قد حقق الهدف الذي يريده وهو وضع الخطة المناسبة لتطوير العقلية الكروية الانجليزية والتخلص من اوهام الماضي·· وربما تكون خطة استعانته بالانجليزي ديفيد بلات لتولي تدريب فريق الشباب هي مقدمة وقراءة لما قد يسفر عنه المستقبل على الصعيد الآخر فإن ردود الفعل في المانيا تركزت على شيئين رئيسيين اولهما التفكير بهدوء فيما حدث·· رغم الهزيمة الشنيعة على حد تعبير احدى القنوات التليفزيونية·
وثانيهما مناداة وسائل الإعلام بالتخلص من العنجهية غير المبررة·· فقبل بداية اللقاء وفي مقابلات مع ستيفان ايفنبيرج لاعب الوسط - قال انه لا يعرف من الانجليز سوى بيكام·· وربما أوين·· ولما سئل عن جيرارد وسكولز ·· قال : من؟
وبدا القيصر فرانز باكنباور رئيس نادي بايرن ميونيخ ونائب رئيس الاتحاد الالماني منزعجاً بشدة وهو يجلس ويشاهد الهزيمة الكارثية والتي الحقت العار بالكرة الالمانية·· ورفض بعد المباراة التعليق·· خاصة عندما حاولت احدى القنوات RTL والمتعاقد معها للتعليق كمحلل فني ان تأخذ رأيه حول اللقاء·
وربما كان باكنباور لا يريد اغضاب احد في الاتحاد الالماني لان كان احد المعارضين لتولي فوللر المنصب وحده·· وكان يفضل ان يكون النجم السابق اولى شتيكله هو المدرب·· لكن رأي الاغلبية بالاتحاد كان ان يتولى فوللر المهمة على ان يكون شتيلكه مدرباً لفريق الشباب وكان باكنباور قد رفض ان يترك المدرب اوتمار هيتز فيلد تدريب المنتخب ··وهو الشيء الذي قد يحدث في الصيف·· رغم أن عقد هيتز فيلد ممتد مع بايرن ميونيخ حتى عام ·2004
هذا الموضوع مأخوذ من جريدة الأتحاد
العدد9557
مع تحيات
الفتى الذهبيOWEN