المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مجلة أمريكية: اغتيال الحريري خطوة في سيناريو 'التغيير الجذري'للمنطقة



Pr.Game
25-02-2005, 09:22 AM
مفكرة الإسلام: أوضحت مصادر صحفية أمريكية أن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت 'كان عملاً تم التخطيط له وتنفيذه بعناية فائقة, بحيث أُريدَ له أن يطلق العنان لسلسلة تفاعلية من الأحداث في المنطقة، وهي الأحداث التي قد تمهد الطريق أمام تحقيق أهداف عقيدة سياسية راسخة خاصة بعصبة المحافظين الجدد التي تدير البيت الأبيض الأمريكي حالياً'.
وقالت مجلة 'انتيليجنس ريفيو' الأمريكية في عددها الصادر اليوم أنه 'في سبيل فهم الأسباب التي تقف وراء عملية الاغتيال- رغم بقاء الفاعل مجهولاً حتى الآن - فإنه يتعين على المرء أن يعود إلى الوراء، وتحديدا إلى العام 1996، كي يلقي نظرة على الوثيقة السياسية التي تحمل عنوان: [التغيير الجذري: استراتيجية جديدة لتأمين المنطقة], وهي الوثيقة التي تم إعدادها آنذاك تحت إشراف ديك تشيني الذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس الأمريكي، بالتعاون مع فريق عمل ضم منظرين مهمين أمثال ريتشارد بيرل, ودوج فيث وديفيد وورمسر'.
وقالت المجلة, وفق ما نقلت عنها صحيفة الرأي العام, 'أن تلك الوثيقة رسمت معالم سيناريو مدروس ينص على استهداف العراق أولا ثم سورية ثم لبنان فحزب الله وإيران بهجمات عسكرية في موازاة عمليات زعزعة سياسية'.
وأوردت المجلة أن الوثيقة 'نصت بوضوح على أنه ينبغي على إسرائيل السعي إلى ترسيخ سابقة مفادها أن الأراضي السورية لا تتمتع بالمناعة أو الحصانة ضد إمكان تعرضها لهجمات انطلاقا من لبنان بواسطة قوات تعمل بالوكالة لحساب إسرائيل، وكذلك القيام بضرب أهداف عسكرية سورية في لبنان، وفي حال ثبوت عدم كفاية كل هذا، فإن الوثيقة توصي بتوجيه ضربات عسكرية إلى أهداف منتقاة في داخل الأراضي السورية'.
كما تنص الوثيقة على أنه «يجب على إسرائيل أيضا أن تسعى إلى تشتيت انتباه سورية عن طريق استخدام عناصر المعارضة اللبنانية بهدف زعزعة وتقويض السيطرة السورية على لبنان'.
ويمكن القول ـ بحسب المجلة ذاتها ـ أن المحصلة النهائية التي سعت عقيدة «التغيير الجذري» إلى تحقيقها عن طريق تلك السلسلة من الأحداث التفاعلية هي عبارة عن «شرق أوسط جديد» تكون 'إسرائيل' هي المهيمنة عليه من خلال إشرافها على مجموعة من الدول المبلقنة حديثا والتي تديرها أنظمة موالية.
ورأت أن قرار مجلس الأمن 1559 كان الأداة الدبلوماسية التي جرى استحداثها خصيصا بهدف التمهيد لمرحلة زعزعة سورية بشكل مباشر، وهو القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا معا, هذا القرار الذي تم تبنيه في شهر سبتمبر الماضي يطالب بإنهاء الوجود السوري في لبنان وبنزع سلاح حزب الله, ولكن بدلا من شن هجوم إسرائيلي مباشر ضد سورية - وهو الهجوم الذي لابد له أن يثير احتجاجا دوليا - فإنه تقرر تنفيذ عملية جانبية تتمثل في عمل إرهابي من المرجح له أن يعطي الذريعة لتحريك قوات عسكرية حاشدة ضد الوجود السوري في لبنان, ومن هذا المنطلق كان اغتيال رفيق الحريري..