المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توضيح لمن يهمه الأمر



الزهوانية
25-02-2005, 04:46 PM
توضيح لمن يهمه الأمر





اطلعت علي مقال صحيفة شباب مصر الإلكترونية المنشور بتاريخ 15 فبراير 2005 م والمعنون بــ (خلاف ما بين الإصلاحيين والثوريين والقذافي محرجا ً )للباحث في الشئون الليبية الدكتور حامد الرشدان ومن باب ابدء الرأي واثراء الحوار الفكري الموجود علي الساحات الإلكترونية العربية ومنها موقع صحيفة شباب مصر الذي اعتز به كثيرا ً ككاتب وباحث عربي مهتم بالشئون الليبية ارتأى ان يسهم بهذه المقالة المقتضبة التي نختصر أهم ملاحظاتها في النقاط التالية :-

أولا اشك في ان الدكتور الرشدان قد اطلع علي الكتاب الأخضر او لديه أدنى فكرة عن مضامينه ومرتكزاته لانه لو كان كذلك لا أدرك مدى حجم الخلط المعرفي الذي استخدمه في حكمه المجحف علي مشروع الكتاب الأخضر النهضوي والذي أتاحت لي فرصة الوجود بالجماهيرية الليبية قراءته ودراسته دراسة علميه متمعنة و اتضح لي ان الكتاب هو في الواقع مشروع مناهض لكل ما يمس آدمية الإنسان ولكل البشاعات التي ترتكب من قبل طغاة النظام الرسمي العربي وعموما تبقى مشكلة الحكم علي أفكار الغير بدون سابق قراءة او دراسة هي من ابرز ملامح أزمة العقل العربي وهي كارثة جسدها بشكل واضح ومباشر الدكتور الرشدان في مقالته الآنفة

ثانيا عندما زرت ليبيا في أخر مرة تساءلت عن أسئلة كثيرة كانت تختلج نفسي ككاتب وباحث عربي وقلت لهم لماذا كل هذا الإخفاق في منظومة خدمات الدولة أين البترول وأين ثروة الشعب ؟, وماذا عن ما نسمعه من إرهاب للجان الثورية في ليبيا ؟ واعترف بان الاخوة والزملاء من كافة أطياف وشرائح المثقفين الليبيين قد أقنعوني عندما وضحوا لي أمورا عدة من بينها ما يلي :

أ?) الاخفاقات التي تلاحق منظومة إصلاح الدولة في ليبيا ناجمة عن فساد إداري وتلاعب بعض النفوس المريضة التي استغلت أطروحة الديمقراطية المباشرة التي يحكم فيها الشعب الليبي نفسه بنفسه عبر المؤتمرات الشعبية

ب?) لا يوجد في اللجان الثورية إرهاب وكل ما هناك ان تلك الحركة تختلف عن تركيبة الأحزاب والحركات السياسية العربية فهي حركة مفتوحة سهلت لبعض العناصر المختلة والمريضة مهمة اختراقها والقيام بممارسات لا أخلاقية نسبت زورا ً وبهتانا ً للحركة والتي يؤكد دليلها التنظيمي علي ضرورة ان يكون عضوها ملتزما دينيا وأخلاقيا , وعموما لو كانت اللجان الثورية إرهابية كما يقول صاحب المقال لما ترك الدكتور زاهي المغيربي في حاله عندما قال ان حركة اللجان الثورية تقف عائق أمام الإصلاح الاقتصادي في ليبيا وانه لا توجد إرادة سياسية للإصلاح في ليبيا , فالجميع يدرك ان الدكتور زاهي المعروف بتعاونه مع المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر الذي تشرف عليه اللجان الثورية كان يقصد العناصر الغوغائية التي اخترقت الحركة

ثالثا ً قضية الصراع ما بين الثوريين والإصلاحيين هي قضية وهمية اختلقها الدكتور الرشدان وذلك لاسباب عدة لعل أهمها ان القارئ الجيد لمعطيات الممارسة الديمقراطية في ليبيا يكتشف ان هناك مساحة كبيرة لابدا الرأي والرأي الآخر وربما ان الدكتور الرشدان قد اختلطت عليه الامور أو ربما انه لم يعتاد أن يرى مثل ذلك النمط من المشهديات الديمقراطية لدرجة انه أزم الأمر وتصور انه صراع

رابعا ً عزيزي الفاضل الدكتور الرشدان خلال زيارتي لمدنية بنغازي (ثاني المدن الليبية ) اشتريت من إحدى المكاتب الموجودة في شارع جمال عبد الناصر كتاب (هدرزة في بنغازي) ووجدت الكتاب متداولا بين الكثير من المثقفين الليبيين هناك لذا فإنني أتتمنى أن تصحح معلوماتك بشأن مصادرة ذلك الكتاب, كما أتتمنى أن تحترم رغبتي في نشر هذا الرد







أخوكم الدكتور/ فياض حسن


كاتب وباحث عراقي مقيم بالأردن