المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية سنة وشيعة وإسلام واحد



alka2ed_saddam
26-02-2005, 07:03 PM
عبد الستار قاسم
تتردد علي الألسن الآن كلمتا الشيعة والسنة، وتخوض المجالس الخاصة والعامة نقاشا وجدلا حول كل فرقة ومدي الصواب لديها والخطأ. أججت الحرب علي العراق الكثير من المشاعر والشجون والتاريخ وأحيت قضايا كانت في بعض الأقطار العربية غائبة عن البال تماما. هناك مقالات كثيرة تكتب الآن حول الفرقتين، وخطب ومواعظ تعطي وتصريحات تُنقل، والكثير من النار تُشعل. مساجد تفجر ورجال دين يُغتالون واتهامات تُوجه. الفرقة قائمة وموجودة والمتشنجون من كلا الفرقتين يسعون في التحريض وبث الكراهية والأحقاد.
هذا مقال سيكون مثيرا للجدل بالتأكيد، لكن الكلمة يجب أن تُقال عسي في ذلك ما يساعد الناس علي عدم الإنجرار إلي حرب قديمة تخرب البيوت وتقتل النفوس وتفقأ الأعين وتبقر البطون. هناك من المشاكل في هذا القرن ما يكفينا ولا نريد لحروب القرون الغابرة أن تطل برأسها علينا من جديد.
لا مفر للأمة إن أرادت الوحدة والمنعة أن تتجاوز الفرق وأن تفتح الباب أمام العقل الإسلامي ليجتهد ويطور ويتحرر من الماضي. وهنا أبرز النقاط التالية:
أولا: تاريخية الفرق الإسلامية. الفرق الإسلامية علي اختلاف ألوانها وأشكالها عبارة عن نتاج ظروف تاريخية لا علاقة لها بالدين الإسلامي أو بالقرآن الكريم وما تواتر إلي المسلمين من سنة نبوية. حصلت أحداث علي الساحة الإسلامية ولدت صراعا خضع لتفسيرات عدة ومواقف متباينة انتهت إلي تشكيل فرق إسلامية منحازة لهذا الشخص أو ذاك، أو لهذه المجموعة أو تلك. الفرق الإسلامية هي بنات الأحداث وليست بنات التعاليم الإسلامية، ولا تستطيع أي فرقة أن تفرض نفسها علي أنها مما أنزله الله سبحانه وتعالي علي عبده عليه الصلاة والسلام.
دققت في القرآن الكريم لأجد شيعة وسنة ومكانة كل منهما عند الله سبحانه فلم أجد، وإذا كان هناك من يري أن فرقته قد فضلها الله علي باقي المسلمين فإنني كدارس أحب أن أعرف من أجل أن أثري دراستي الإسلامية. ولم أجد في القرآن أيضا ما ينص علي أن علي المسلمين أن يعكسوا الأحداث التاريخية التي تلت التنزيل وحدثت بعد انتقال الرسول عليه الصلاة والسلام إلي جوار ربه علي الإسلام. لقد أتم الله لنا الدين الإسلامي بنص القرآن قبل الأحداث التاريخية ولم يترك بابا مفتوحا ليتمه لنا شخص أو حدث أو فرقة. فإذا أراد أحد من المسلمين الآن أن يخوض معارك علي ومعاوية أو معارك الحسين ويزيد فله أن يفعل، إنما بمعزل عن المسلمين وفي بلاد أخري غير بلاد المسلمين. لا أظن أن المسلمين يريدون أن يخوضوا معارك قديمة قد انتهت بكل ما لها وما عليها، فهناك معارك معاصرة وحيّة تدور في عقر دورنا ومن الأجدي أن نفكر في كيفية الانتصار فيها.
ثانيا: الرأي والفرقة. الإسلام لا يمنع التعبير عن الرأي ولا حرية تكوين الرأي ولا حتي حرية الاعتقاد. الباب مفتوح للاجتهاد بنص آيات قرآنية كثيرة حضت المسلمين علي التفكر والتدبر والتعقل والنظر. بل أن التدبر واجب بقول الله سبحانه أفلا يتدبرون القرآن أم علي قلوب أقفالها . وبما أن التشعب في الآراء وارد إسلاميا فإنه من المتوقع أن تخضع الآراء المختلفة للنقاش والجدل والتمحيص والتدقيق من قبل الباحثين والعلماء والمهتمين. بمعني أن لصاحب الرأي أن يحاول إقناع الآخرين برأيه عساه يكون الرأي الأكثر قبولا والمرجح علي الآراء الأخري. هكذا تتكون تيارات فكرية حول مختلف القضايا.
لكن هل هذه التيارات بالضرورة ثابتة وتشكل فرقة واحدة مميزة في مقابل المسلمين؟ طبعا لا لأن التيارات قد تكون متموجة، أي أن الذين يتفقون علي رأي معين حول قضية منفردة قد لا يتفقون علي رأي واحد حول قضية أخري. وإذا كان التجمع الفكري قد اجتمع حول فلسفة فكرية محددة فإنه لا يتم علي حساب الأمة بحيث تتغلب المصلحة الحزبية أو الفئوية علي المصلحة العامة. أي أن الرأي لا يتحول إلي فرقة دينية بأي حال من الأحوال علي الرغم من إمكانية تحوله إلي مجموعة لا تخرج عن وحدة الأمة. (علما أن كلمة فرقة تنحدر لغويا من فرق) الحزبية بالمصطلح الحديث واردة إسلاميا لكن الفرقة ببعدها التاريخي ليست من الإسلام.
ثالثا: الآثار السلبية للفرق الإسلامية. انقسم المسلمون علي أنفسهم قديما وأضعفوا بذلك أنفسهم والأمة وعرضوها للتشتت والتخلف. تنافست الفرق فيما بينها في أغلب الأحوال إسقاطيا وليس إنجازيا واهتمت بحشد أناس إلي جانبها بطريقة أشبه ما تكون بالعزوة القبلية. وبدل أن تهتم بالقضايا الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلي تقدم الأمة اهتمت في أكثر الأحيان بقضايا فقهية تخص السلوك اليومي للمسلم إلي درجة أنها فشلت في تربية المسلم إيجابيا نحو الدفاع عن الحق والإصرار عليه وفي حشد الطاقات لمواجهة الفوضي الداخلية والأعداء الخارجيين. لقد عقدت الدين الإسلامي بدل أن تتمسك بصفته كدين يسر وأصرت علي استهلاك طاقات الإنسان في مناكفات وصراعات تدمر ولا تعمر. لم تتوقف الآثار السلبية للفرق الإسلامية عند القديم وإنما حملت الفرق اهتماماتها الخاصة عبر الأجيال لتلقي بظلالها علي الوقت الراهن. هناك سنة وشيعة في باكستان يتبادلون الاعتداءات ويقتلون الناس في المساجد، وهناك من يثير نيران الفتن في العراق بين الفرقتين.
رابعا: جهود بعض رجال الدين. هناك رجال دين من مختلف الفرق الإسلامية لا يتخلون عن المعارك القديمة ويحرصون دائما علي جرّ المسلمين إلي معارك لا هي من الإسلام ولا من متطلبات التحرر الوطني. لا شك أن هناك رجال دين يعملون علي توحيد الصف الإسلامي ويحاربون الفرقة ويعملون بجد وإخلاص من أجل تقوية نقاط الالتقاء بين المسلمين ومعالجة نقاط الخلاف، لكن هناك من يكدون ويجهدون في البحث عن نقاط الخلاف لبث الفرقة وتأجيج نار الصراع. هذا الفريق المفسد هو الذي يتزعم الشارع الإسلامي في كثير من الأحيان ويستطيع تهييج الناس وتأليبهم بعضهم ضد بعض. يري بعض رجال الدين أن الوقت لم يحن بعد لمقارعة الأعداء الذين يحتلون أرض المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق وشبه الجزيرة العربية وغيرها من المناطق. إنهم يرون أن الأولوية لتصفية حسابات داخلية لا أعتقد أنها ستنتهي. هذه خلافات عمّرت علي مدي مئات السنين وهي بالتأكيد قادرة علي الاستمرار ما دام بين المسلمين قادة متخلفون.
خامسا: رواد الفتنة. هناك من يعملون عامدين قاصدين علي بث الفتنة والفرقة بين المسلمين سواء كانوا من بين ظهرانينا أو من الأيدي الخارجية. أذكر مثلا أنه عندما انتصرت الثورة الإيرانية علي الشاه أن تم توزيع كتاب حول الفرق بين السنة والشيعة علي أساتذة جامعيين عرب. كان يهدف الكتاب إلي إبراز نقاط الخلاف بين المسلمين ودفن نقاط الاتفاق. وقد كان العبث العربي الرسمي واضحا في الكتاب لأن الأنظمة خشيت أن تمتد الثورة لتشمل عروش العرب. ومن المعروف أن الحرب علي إيران لم تخرج عن هذا السياق وأن صدام حسين لم يكن الوحيد المسؤول عن زج العرب في حرب أتت بالويلات علي كل الأمة. وكما مولت دول غربية الحرب جزئيا لا أظن أنها كانت بعيدة عن تمويل الكتاب. والمعني أن مصلحة إسرائيل وأمريكا وكل أعداء الأمة تكمن في فرقة المسلمين وليس في وحدتهم. هناك من بين المسلمين من يلبس عمة نابليون ليهدم الأمة باسم الإسلام. هناك من بين أصحاب الفتنة من يثير قضية المزارات كمادة تحريضية علي اعتبار أن الفريق الآخر ليس مسلما خالصا لما يقوم به من طقوس. هذه مسألة لا يستطيع طرف أن يدين طرفا آخر من خلالها ذلك لأن المسلمين يمارسون في الجوهر طقوسا قد تكون من الإسلام وقد لا تكون. فمثلا رأيت مسلمين يتمسحون بجدران مسجد الإمام الحسين في العراق، ومسلمين آخرين يتمسحون بجدران مسجد الحسين في مصر. هؤلاء شيعة وأولئك سنة. ومثلما رأيت مسلمين يبكون عند ضريح الإمام علي طلبا للمساعدة رأيت مسلمين يبكون عند ضريح السيدة زينب علها تمد لهم يد العون. هذه قضايا لها علاقة بالتطور الفكري للأمة وليس بفكرة الإيمان ووحدة الأمة الإسلامية.

أين الحل؟
قد يكون الحل جزئيا في التالي:
أولا: الإدراك بأن هناك قرآنا واحدا يجمع الجميع. من خلال الحديث عن فرق متصارعة يحاول بعض أناس إخراج أناس آخرين من البيت الإسلامي، الأمر غير الجائز شرعا. لا علاقة للإسلام بأبعاد التفسيرات التي ظهرت حول أحداث تاريخية عتيقة، وكل مفسر يتحمل مسؤولية تفسيره أمام الله والعباد والتاريخ. فمن أراد وجه الله فإن عليه أن يأخذ العبرة من التاريخ لا أن يتمسك بما بلي من الشجار والتشافه والصراع ليحدد سلوكه الإسلامي حسبه. أما من اختار طريق الضلال وفضل الباطل علي الحق فإنه لن يسمع صوت القرآن، وسيفضل بالتأكيد أقوال أصحابه أو من يتعلق بأذيالهم.
ثانيا: إذا أصر أناس علي الاسترشاد بالتاريخ ولكن دون إثارة فإنه من المهم أن يدركوا أن معاوية لم يكن ملاكا ولا جبريل خطاء. العقائدية في تفسير الرغبات والتمنيات مدمرة ولا تحسم أحداثا قد أصبحت من أملاك الدهور. التاريخ من أجل استخلاص العبر وليس من أجل تحديد المواقف، ومن شاء أن يحدد موقفه من الآخرين بناء علي فتوي شخص كان في خضم فتنة، فليحاول مغادرة القرن الحالي إلي ما مضي من الأيام.
ثالثا: الأمة الإسلامية بنص القرآن أمة واحدة، وهي خير أمة أُخرجت للناس، والمؤمنون إخوة حتي لو اختلفت اجتهاداتهم. فإذا ركز المسلمون نظرهم علي الوحدة والأخوة فإنهم سيفوزون في الدنيا والآخرة، وإلا فإن الخسارة ستبقي في الانتظار.
رابعا: الوحدة تتحقق من خلال العمل الميداني. إذا انتبهنا إلي مواجهة الأعداء وإلي الإعداد والاستعداد للتحرير ولتحقيق التقدم في مجالات الحياة فإننا سنجد ما يشغلنا عن معركتي صفين وكربلاء. هناك هموم كثيرة وكبيرة وهائلة تتطلب منا العمل والإعداد وتدعونا إلي مغادرة التاريخ لصالح الحاضر والمستقبل.
خامسا: من الضروري تثقيف المسلمين في كل مكان حول أخطار المحرضين علي الفرقة والفتنة. هذه مسؤولية رجال الدين المؤمنين ووسائل الإعلام والمثقفين والمفكرين الملتزمين.
باختصار، أري أن وحدة المسلمين واجبة، وأن التحريض علي مسلم أو ضده يخرج عن التعاليم الإسلامية ويصب في النهاية في مصلحة أعداء الإسلام والمسلمين. وإذا أراد بعضهم أن يواصل حروبا سالفة فإنه من واجب المسلمين الوقوف في وجهه رافضين وزاجرين.

khaledocom
26-02-2005, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكور أخي الفاضل على هذه المشاركة القيمة والتي تدعو إلى الوحدة ......

ولكن مما لا شك فيه أنه خرج من أبناء هذه الأمة من ابتدع وأضاف في الدين ما لم يكن موجوداً على عهد الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك خروج طوائف كثيرة تنسب نفسها للاسلام والاسلام منها براء إلى يوم الدين ةقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة الاسلامية ستنقسم إلى بضع وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة وعندما سئل عنها أخبر صلى الله عليه وسلم بأنها هي التي تكون على ما هو وأصحابه عليه صلى الله عليه وسلم ............

إليك مثلاً : أهل السنة والجماعة ...........الشيعة...........الدروز.............البهائية........ القديانية...........وغيرها من الطوائف التي تختلف فيما بينها ليس فقهياً فقط ولكن الكارثة الاختلاف العقائدي وكل منها يزكي نفسه ويحسب أنه يمثل الفرقة أو الطائفة الناجية المتبعة لهديه صلى الله عليه وسلم..

والحق هو أن أهل السنة والجماعة هم الذين تقبلوا الدين وعملوا به كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واهتدوا بسنن الخلفاء الراشدين المهديين والصحابة رضوان الله عليهم ولم يفرقوا بين الصحابة أو يسبوا أحداً منهم ولم ينالوا من أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم جميعاً كما لم يغالوا في حب أهل البيت دون إفراط أو تفريط وتجد أن أهل السنة والجماعة ينظرون لمن سواهم على أنه إما ابتدع في الدين بالافراط فيه أو التفريط في بعض منه ....

لهذا فإن الخلاف بين السنة والشيعة لا يمكن أن يتم أحتواءه تحت أي ظرف إلا بشكل مؤقت ولكن الأصل وهو الاختلاف سيظل قائماً وإلا لجاز لنا أن نطلق على الشيعة اسم سنة أو العكس .

ولكن أؤيد مغزى مقالك وهو الوحدة في وجه التحديات التي تواجه المنطقة كلها وليس العراق فحسب...

والله أعلم .............