المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأعلام المضلل ... و صحتنا (إلى من يثق بالمختبرات العربية)



عبد الرحمن219
27-02-2005, 08:28 AM
إن أي شئ له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالصحة والمرض يحظى بإهتمام الجميع وهذا الإهتمام قد يكون إيجابيا وهذا شيء طبيعي وجيد لن نتعرض له ولكن هناك نوع آخر هو ماقد نسميه تجاوزا الاهتمام السلبي وهو المبالغة والانجراف نحو أي دعاية تنشر أو تذاع عن علاج آو طريقة معينة دون التأكد من صحة ومصداقية مصدره وللأسف الشديد تساهم وسائل الأعلام المختلفة سعيا للكسب المادي المجزي من المعلنين عن هذه الوسائل والذين تتميز إعلاناتهم بالضخامة والتكلفة المادية العالية والتي تغري إن لم تعمي وسائل الإعلام فلا تكلف نفسها مشقة إستشارة المختصين والتأكد من صحة الإدعاءات قبل الموافقة على الإعلان وهنا يجب أن تتخذ الجهة المشرفة على الإعلام والجهات المسئولة عن حماية المستهلك والمسئولة عن صحته ما يكفل نشر الإعلان الصحيح والمدعم بالدراسات الإكلينيكية والمتفق عليها من جميع الجهات العلمية المعروفة والتي تنظم مثل هذه الدراسات تجنبا لمثل هذه الإشكاليات ولكن في غياب مثل هذه الجهات في بلادنا العربية وجدت أرض خصبة للإنتشار والنمو .كما وان لنا رجاءً لوسائل الأعلام المحترمة والتي تهمها صحة المواطن التأني قي قبول هذه الإعلانات وأخذ إستشارة المختصين قبل نشرها ليكون داعم لها ومبرر لنشر هذا الإعلان ومساهمة في تنوير المستهلك بإيضاح الحقيقة وبعد ذلك له الخيار .
إن الإعلانات المقصودة هي تلك التي تدعو وتروج لدواء أو طريقة معينة لعلاج ما سواء ما يتعلق بالبشرة والعناية بها أو السمنة وعلاجها وهذه الحالات لها آثار نفسية وإجتماعية وصحية تجعل المصاب بها ينقاد بسهولة لأي وسيلة كانت خاصة إذا ما طرحت عليه بطريقة ترويحية محكمة وبأسلوب جذاب حديثاً وتمثيلاً ومعلومات منسقة .ونشرت في جهاز إعلامي يقدره ولكن لا يعلم أن هذا الجهاز يضع الإعلان وما يدره من مال في المقام الأول.
من أمثلة هذه الإعلانات ما شاع في فترة ماضية من إعلانات في جميع وسائل الإعلام عن إدعاءات مضللة عن كريمات خارجية تذيب الدهون في الجسم خلال ساعات قليلة ولم تكلف أي وسيلة نفسها للإستفسار عن صحة ذلك من أي جهة بل بالعكس لقد تغاضوا عن الملاحظات في سبيل الإعلان . هذه الكذبة الكبيرة والتي انجرف خلفها الكثير بسبب الإعلام والذي ساهم في خداع الكثير من الناس والذي أدى إلى رفع أرصدة أصحاب هذه الكريمات والمعلنين وخسارة المستخدم لها من صحته ووقته وماله.
ما هي حقيقة هذه الكريمات ؟؟ كل ماتعمله هو السحب المؤقت للسوائل بين الخلايا مما يعطي الشعور المؤقت بفقد الوزن والذي يعود بعد تناول السوائل إضافة لعدم مصداقية هذا الإدعاء فان سحب السوائل يؤدي لاختلال توازن تركيز السوائل داخل الخلية وهذا له آثار سلبية كثيرة لاحصر لها.السؤال ماذا يقول الإعلام المحترم الذي ساهم في الترويج لهذه المنتجات بدون أن يكلف نفسه مشقة الإستفسار حتى تلفونيا من أي مختص!!
بعد انكشاف هذه الكذبة بدت تظهر طرق أخرى ولكنها سلكت طرقا أكثر ذكاء بإستغلال ظاهرة قد يكون لها تأثير قليل والمبالغة فيه مثل إدعاءات العصيرات المنحفة وتحاليل بصمة الدم وحيث أن هذا الموضوع بدء يطرح في الصحف والتي يطلع عليها الجميع كما وأنه بدء تداولها في المنتديات لذلك أجد من واجبي الإدلاء برأيي في هذا الموضوع من باب النصح العام.
ما يدعى بصمة الدم من الطرق الخادعة ووسيلة للخداع واستنزاف الجيوب.لا يوجد في المراجع العلمية أي أساس أو دراسة علمية لها أو تأثيرها.تعتمد على أخذ مبلغ عالي جدا وإعطاء قائمة طويل من الأغذية التي ينصح بتجنبها وهي تعني تقليل المتناول والذي لا يحتاج لهذا التحليل أو غيره هذا التحليل بدء بادعاء إرساله إلي لندن من أحد المراكز في جده وهاهو يصل للرياض وغيرها من مدننا العربية وإنتشر للأسف بسبب عدم وجود الجهة الرادعة والتي يجب أن تتطلب ممن يستخدمها أو يعلن عنها إثبات ذلك بمراجع علمية ودراسات إكلينيكية محكمة .
السمنة وعلاجها يتم حسب ما أوصت به جمعيات التغذية العلاجية العالمية وجمعيات السكر والقلب المعترف بها والتي تبني قراراتها على أساس علمي ، السمنة يجب أن ينظر إليها كمرض وحالة من حالات الجسم علاجها بالأسلوب العلمي وليس بالاجتهادات وحميات الصحف ووسائل الإعلام التي تنقل الأخبار على علتها.

أنا متخصصة في علم تغذية الإنسان أي ( نعم للغذاء لا للدواء)، وبالنسبة لهذه الكريمات وبصمة الدم فحكمي عليها من خلال مكوناتها وطريقة عملها أولاً، ومن النتائج التي حصل عليها مستخدميها، بالإضافة لقرآتي لعدد من التقارير ونتائج البحوث والتجارب التي تتم على هذه المنتجات.
فمثلا:
قبل حوالي الشهرين كنت في زيارة لأحدى صديقاتي ولأول مرة في حياتي أسمع عن شيء إسمه بصمة الدم، اعطتني ملف به مجموعة من الأوراق والتقراير والنتائج، بالاضافة لجدول به مجموعة من المواد الغذائية عليها تجنبها، ومجموعة عليها الحذر في استخدامها، ومجموعة مسموح لها بإستخدامها.
ولكن على أي أساس تم تحديد هذه الأغذية؟؟
مجرد سحبة دم أخذت منها _ وبحسب كلام المركز المختص_ تم إرسالها لجدة ومن جدة للندن، ووصلت النتيجة بعد حوالي الشهرين، وأعتقد انها ذكرت بأن قيمة هذه البصمة 15 ألف ريال!!!!!!
لم أقتنع تمام القناعة بهذه الطريقة، وشيء بالعقل من أول قرأة لمحتوياتها إنها " خزعبلات"، كيف صدقتها لا أعرف.
ولكن حاجتها لتخفيف وزنها، وفشل كثير من المحاولات، مع وجود الإعلام ووسائل الإقناع من قبل المروجين لها، دفعها للتصديق ودفع الآلآف من أجل شيء (أنا أعتبره لا شيء).
أما عن أن أي منتج لايدخل السعودية إلا بعد أن يمر على هيئة المواصفات والمقاييس السعودية لبيان مطابقته للأشتراطات الطبية من عدمه!؟
إذا كانت هذه المنتجت قد دخلت بعد أن تم فحصها والتصديق على مطابقتها للموصفات والمقاييس وتم التأكد من عدم ضررها ليس معناه أنه تم التأكد من فاعليتها ( وهذا رأيي الشخصي).
لو تكلمنا عن كريمات التنحيف، هي ليست ضارة حسب المواصفات لذلك دخلت للسعودية، وفي نفس الوقت ليست نافعة وتأثيرها لحظي، بمعنى أنها مجرد إيهام للمستخدم فقط بأنها ذات فاعلية ولها نتائج تظهر خلال لحظات( يعني شبيك لبيك).
والشيء الذي لفت نظري في الأونة الأخيرة هو انتشار كريمات التبييض، وهذه ثبت وبكثير من النتائج والبحوث ضررها الأكيد نتيجة ماتحتويه من مواد ضارة.
وهناك كثير من التقارير التي قرأتها تتحدث عن كريمات التبييض وما لها من تأثير وأضرار على الصحة، وهذه كثيرة الإنتشار في الأسواق والمحلات التجارية ومحلات التجميل.
في أحد التقارير ذكر:
أن التسمم بالزئبق الموجود في كريمات التبييض وتفتيح البشرة يمكن أن يسبب ارتعاش الأيدي وفقدان البصر أو السمع وتدهور الذاكرة وصعوبات في النوم.وفي الحالات الأخطر يقول الخبراء إن التسمم بالزئبق يمكن أن يقود إلى الفشل الكلوي وإتلاف الجهاز العصبي ما يؤدي إلى مشكلات عصبية. كما يمكن أن تنتقل المادة من الأم إلى الجنين بما يؤثر على نمو مخه.
وفي تقرير ثاني تحدث عن أن كريمات تفتيح البشرة .. خطر يهدد السمراوات:
فحالياً يتم ترويج المئات من كريمات وصابون تفتيح البشرة في طول بلاد قارتي أفريقيا وآسيا وعرضها.. رغم أن كثيرا منها يحتوي على مواد قد صنفت على أنها ضارة جدا بل وتم منع تداولها في العديد من دول أوروبا وأميركا الشمالية.
وقد قامت كينيا أوائل العام الحالي بنشر وثيقة رسمية بالجرائد اليومية تعلن فيها عن أسماء الشركات التي تستخدم في منتجاتها للتجميل تلك المواد الضارة، وأنه على المستخدم تحمّل عواقب الاستخدام في حالة الحصول على تلك المنتجات من السوق السوداء.
أهم المواد التي بدأ التركيز على خطورة وجودها ضمن تكوينات كريمات وصابونات تفتيح البشرة هي مادة الهايدروكينون hydroquinone والمواد ذات الأصل الزئبقي، بالإضافة إلى الكورتيزون وبروكسيد الهيدروجين hydrogen peroxide.
تلك المواد جميعا هي مستحضرات طبية لا ينبغي تناولها أو استخدامها إلا بوصفة من الطبيب ومتابعته، في حين أنها تتواجد داخل العديد من مستحضرات التجميل ويسهل على الجميع شراؤها.

الكاتب: العميده - متخصصة في علم تغذية الإنسان أي ( نعم للغذاء لا للدواء)
المصدر: http://www.sanabes.com/forums/archive/index.php/t-2306.html