alka2ed_saddam
28-02-2005, 10:31 AM
الوفاق : لاحظت شخصيات تربوية ودينية وسياسية واولياء امور، وجود تجاوز على المنهج المقرر في درس (القران الكريم) لطلاب السادس الاعدادي، وابدت استياءها من ذلك والخشية من ان يكون ايذانا باستمرار التلاعب بالتربية الدينية القويمة في هذا الظرف الشديد الحساسية. ونوهت الى الصلة بين ذلك وما طرحته الادارة الامريكية من التحكم بالتربية الدينية في المنطقة وقصره على ما تريده هي وليس كما مقرر دينيا، على وفق ما توارثه المسلمون، بعدم المساس بالايات الكريمة او سور القران المجيد، وحذرت من أن السكوت على حذف سورة ال عمران وما فيها من المقرر لطلاب السادس الاعدادي، من شانه ان يشجع الاحتلال وسائر الاطرف المعادية للاسلام، على التمادي في ذلك وافراغ اذهان شبابنا من الدرس الديني القويم. كما لوحظ ان الضغوط الاميركية تسكت تماما على كل ما لدى اليهود مثلا من خرافات واساطير كتبوها بايديهم. وطمس كل ما جاء في القرآن الكريم بخصوص التاريخ الاسود لليهود وما قاموا به ضد الأنبياء والرسل وضد العرب والشعوب الأخرى.
هل بدا الاحتلال الامريكي للعراق بعملية محو ذاكرة الثقافة الايمانية لابناء العراق، ولاسيما الشباب والتمهيد لاحتلال عقول الاجيال القادمة الغضة، بتصنيع ذاكرة جديدة على الطريقة الامريكية، ولغايات من يقف وراءها؟
ذلك اننا وجدنا تجاوزا صارخا على التربية الدينية لطلابنا الشباب كما زارنا نفر من التربويين واولياء الامور، يشكون من حدوث هذا التجاوز، ومن ان السكوت عليه امر لا يمكن قبوله وقد يكون ايذانا بتجاوزات اخرى، اذا لم يتم التصدي له والرجوع عنه.
فقد حذفت من كتاب القران الكريم لطلاب السادس الاعدادي، سورة كانت مقررة في كتاب العام الدراسي السابق، هي سورة ال عمران، بما فيها من تدريس تلاوتها ومعانيها. وكانت تحتل الصفحات من 173- 263).
ونحن مع قول المؤلفين بانه (لا يخفى على احد ما لقراءة القران الكريم من اثر عظيم في تقويم اللسان وتهذيب البيان وتنوير القلوب بالايمان) وان (من درسه وتربى على بيانه استقام لسانه وفصحت الفاظه وتهذبت تعابيره) كما ان (من قرأه قراءة فهم وتدبر واهتدى بنور هداه، لن يضل ابدا).
وهذا كلام سليم نبيل المقصد يهم كل واحد منا- نحن ابناء العراق خاصة- ان يبلغ غايته السامية ويقطف ثماره اليانعةـ يتعين المحافظة على ما يدرس منه، وليس حذف بعضه، لغاية في نفس الاحتلال، ومن وراء الاحتلال، خصوصا ان السورة التي وقع عليها الحذف هي سورة ال عمران، وهي احدى سور القران الكريم المنزل من الله، جل شانه في علاه، ليدلنا فيها على:
(ان الدين عند الله الاسلام، وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب) ال عمران (19) وفي السورة ايضا نهي عن اتخاذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين كما ان فيها بشارة الملائكة لمريم بعيسى (ع) وما منّ الله عليه من نعمة التكلم وهو صغير، ونعم العلم والفهم الصحيح ومعرفة الحلال والحرام وانه سيجعله رسولا الى بني اسرائيل، مؤيدا بمعجزات على صدقه.
(فلما احس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بانا مسلمون) ال عمران (52).
وقال سبحانه في السورة نفسها (يا اهل الكتاب لِم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون، يا اهل الكتاب لم تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانت تعلمون) ال عمران (70-71).
فاذا عرفنا هذا،ونظرنا الى حال العراق وما فيه من احتلال غاشم، لم يأت بالحرب لاسقاط الدكتاتورية فقط حسبما ادعى، بل ولتثبيت مصالح لا تقف عند حدود النفط وحده كما هو شائع ، وانما لاعادة احتلال المنطقة واعادة ترسيم خارطتها لمصلحة كيان الاستيطان اليهودي، (ولتغيير نمط الحياة العربية الاسلامية الى حياة ممسوخة وصورة شوهاء لنمط الحياة الغربية) بعد ان تولت الادارة الامريكية قيادة الحروب دفاعا عنه، وتمكينه من امتلاك اسلحة الدمار الشامل على اختلافها وتحريمها على سواهم، ناهيك عن افتعال الازمات وقيادة الضغوط الخبيثة المتدرعة بالسلاح المتطور ضد من لا يذعن لنفوذ السياسة الصهيونية..الخ..الخ..
فحذف سورة ال عمران في هذا الوقت الحساس تحديدا وما فيها مما اخبرنا به الله تعالى عن (بعض ما ارتكبه اهل الكتاب من المعاصي والاثام كتكذيبهم بايات الله المنزلة على رسله، استكبارا منهم وعنادا، وقتلهم الانبياء بغير حق وقتلهم الذين يأمرون بالعدل من الناس، وبيّن ان لهم عذابا مؤلما بسبب تلك المعاصي) وقال فيهم (اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة) انما يجعلنا نقول ان وراء الحذف ما وراءه من الاذعان لارادة الاحتلال، وارادة المستفيد من الحذف ومن الاحتلال في الوقت نفسه، مقابل التخلي عن الاذعان لله، كأن الاذعان لارادة الادارة الامريكية فوق ارادة الله! والعياذ بالله.
اما قول المؤلفين في مقدمة كتاب العام الدراسي الحالي، بانه (نظرا لما وردنا من الشكوى المتزايدة لطول (!) المنهج وسعته، ورغبة منا في جعل ابناءنا الطلبة اكثر حبا وتقبلا لمادة لقران الكريم) وهو ما حدا على الحذف، فليس له ما يؤيده . ذلك ان المقرر حفظه في العام الماضي لا يزيد عن المطلوب حفظه هذا العام. وقد اقتصر على حفظ من سورة البقرة وحدها في حين ان عدد الايات المراد حفظها في العام المنصرم موزعة بين سورتي البقرة وال عمران- حسبما مبين في ص(2) من النسختين،..
اضف الى هذا ان (التنويع) في الحفظ، من الناحية التربوية ادعى الى ان يجعل ابناءنا الطلبة اكثر حبا وتقبلا لمادة القران الكريم او غيرها، ولاسيما ان المطلوب حفظه من ال عمران هو الايات : 103- 110، و144- 148، فهي اذن ليست بكثيرة فضلا على جاذبية التنويع.
فليس لما ساقه (المؤلفون) من عذر، نصيب من الاقناع والاقتناع بحيث يصلح ان يكون مسوغا لهذا الحذف، على حسب ما ذكروه.
وذلك خصوصا لان الادارة الامريكية طرحت بشدة، مسالة التربية الدينية في منطقتنا، على طاولة ما يسمح بتدريسه وما لا يسمح به، وذلك من قبل الحرب على العراق، وقد فرضت وجهة نظرها على عدد من دولنا ، مقرونا بوجوب تغيير نمط حياتنا المستمدة من القران والسنة، واحلال نمط الحياة الاميركية، بكل ما فيها من مآخذ سجلها عليها باحثون ودارسون غربيون- وفي ما تريده الادارة الامريكية قهر واضطهاد اجتماعي- في اقل تقدير، ولا يخفف من وطأتها التلاعب بالالفاظ كتسميتها بسياسة العولمة، التي تدل بوضوح على الاستحواذ وتسخير الشعوب، حيث يجري تسويق الثقافة الاميركية عالميا بالعنف المتعدد الاشكال وبالقوة الغاشمة العمياء في بعض الاحيان، او بالتلويح باستخدامها في احيان اخرى، حتى لم يعد من الحرية والديمقراطية التي تتاجر بها الادارة الاميركية ، سوى حرية اميركا في فرض ما تريد ورفض ما تشاء بديمقراطية الذاعنين لارادتها ارضاء للاحتلال المدافع عن الصهيونية.
هذه الحرية هي حرية التلاعب بتدريس ما ينبغي تدريسه، حتى لو كان منزلا من الله تعالى ونحن لا نستطيع ان نفصل امر الحذف، او اي حذف اخر، عن مجمل ما جرى من فرض اميركي في بعض بلداننا، لان فيه تماثلا مع الامتثال الحاصل من هؤلاء الساسة الذين لا يمارسون من السياسة الا دور (سائسي العقول).
ليس ذلك وحده هو كل ما في الامر فقد حذفت من الطبعة الجديدة، شهادة (لا اله الا الله محمد رسول الله) من الصفحة الاخيرة التي ختمت بها كتاب السنة الدراسية الماضية، وتركت الصفحة الاخيرة من الطبعة الجديدة، بيضاء.
في حين وضع رسم تزييني على غلافه الاخير يتخلل الوسط فراغ ابيض يماثل شكل الصليب. لربما فيه ارضاء للاحتلال الامريكي وياللبخس!.
لاشك في ان الذين اطلعوا على ما سلف ذكره، قد شعروا بانهم ازاء مرحلة من استعمار الشخصية واضطهاد الانتماء الديني وتشويه الهوية القومية، وعدوان على حريتهم وحرية الشعوب في اختيار نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تخصهم وحدهم دون ان يمسها احد، او ان يتجاوزوا بها على احد.
اللافت للنظر والمثير للتوجسات ان ذلك اطّرد، مع قرار جعل السبت عطلة بدلا من يوم الخميس. ومعلوم منذ ازمان قديمة ان (السبت عطلة اليهود) وان في ذلك مدا للنفوذ الصهيوني وان حذف سورة ال عمران تحديدا انما يصب في هذا السياق ويتساوق مع الاطماع الصهيونية.
لذلك ثارت ثائرة مواطنينا في عدد من المحافظات كصلاح الدين والانبار وديالى فقاموا بمظاهرات احتجاج مازالت تستعر جذوتها في وجدان المؤمنين في المحافظات المذكورة وفي سواها من المحافظات التي شهدت استياء الناس، وما تزال قضية التجاوز على كتاب الله تتفاقم وتنذر بالسخط والغضب.
والمعروف ان المناهج الدراسية تقررها لجان، لكل منها مشرف علمي، وقد عرف المشرف العلمي للجنة التي وضعت المقرر تدريسه من القران الكريم لطلبة السادس الاعدادي، وهو : عبد القادر عبد الله جاسم، ولكننا لم ندركيف ارتضى هو والمؤلفون هذا الحذف، وبامر من؟ وما المسوغ؟ ونحن في الظروف السياسية المحيطة بنا والتي فصلنا بعض جوانبها انفا.
من ناحية اخرى يتساءل مواطنون عما اذا جرى ايضا تغيير مماثل في كردستان. واذ يتساءلون عن موقف الكرد ولا سيما الاسلاميين حيال ذلك ، يتساءلون كذلك عن موقف المسؤولين الاسلاميين في الحكومتين: الحالية والقادمة ازاء هذا التعسف بحق كتاب الله والتلاعب بعقول الناس، في خضم التهديد الذي يمثله الغزو الفكري والثقافي وما يؤدي اليه من صناعة (تعليب الوعي) على الطريقة الامريكية الصهيونية!، وما تفضي اليه هذه الطريقة من (تغليب الوعي) الذي تصنعه هذه (الطريقة).
هل بدا الاحتلال الامريكي للعراق بعملية محو ذاكرة الثقافة الايمانية لابناء العراق، ولاسيما الشباب والتمهيد لاحتلال عقول الاجيال القادمة الغضة، بتصنيع ذاكرة جديدة على الطريقة الامريكية، ولغايات من يقف وراءها؟
ذلك اننا وجدنا تجاوزا صارخا على التربية الدينية لطلابنا الشباب كما زارنا نفر من التربويين واولياء الامور، يشكون من حدوث هذا التجاوز، ومن ان السكوت عليه امر لا يمكن قبوله وقد يكون ايذانا بتجاوزات اخرى، اذا لم يتم التصدي له والرجوع عنه.
فقد حذفت من كتاب القران الكريم لطلاب السادس الاعدادي، سورة كانت مقررة في كتاب العام الدراسي السابق، هي سورة ال عمران، بما فيها من تدريس تلاوتها ومعانيها. وكانت تحتل الصفحات من 173- 263).
ونحن مع قول المؤلفين بانه (لا يخفى على احد ما لقراءة القران الكريم من اثر عظيم في تقويم اللسان وتهذيب البيان وتنوير القلوب بالايمان) وان (من درسه وتربى على بيانه استقام لسانه وفصحت الفاظه وتهذبت تعابيره) كما ان (من قرأه قراءة فهم وتدبر واهتدى بنور هداه، لن يضل ابدا).
وهذا كلام سليم نبيل المقصد يهم كل واحد منا- نحن ابناء العراق خاصة- ان يبلغ غايته السامية ويقطف ثماره اليانعةـ يتعين المحافظة على ما يدرس منه، وليس حذف بعضه، لغاية في نفس الاحتلال، ومن وراء الاحتلال، خصوصا ان السورة التي وقع عليها الحذف هي سورة ال عمران، وهي احدى سور القران الكريم المنزل من الله، جل شانه في علاه، ليدلنا فيها على:
(ان الدين عند الله الاسلام، وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب) ال عمران (19) وفي السورة ايضا نهي عن اتخاذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين كما ان فيها بشارة الملائكة لمريم بعيسى (ع) وما منّ الله عليه من نعمة التكلم وهو صغير، ونعم العلم والفهم الصحيح ومعرفة الحلال والحرام وانه سيجعله رسولا الى بني اسرائيل، مؤيدا بمعجزات على صدقه.
(فلما احس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بانا مسلمون) ال عمران (52).
وقال سبحانه في السورة نفسها (يا اهل الكتاب لِم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون، يا اهل الكتاب لم تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانت تعلمون) ال عمران (70-71).
فاذا عرفنا هذا،ونظرنا الى حال العراق وما فيه من احتلال غاشم، لم يأت بالحرب لاسقاط الدكتاتورية فقط حسبما ادعى، بل ولتثبيت مصالح لا تقف عند حدود النفط وحده كما هو شائع ، وانما لاعادة احتلال المنطقة واعادة ترسيم خارطتها لمصلحة كيان الاستيطان اليهودي، (ولتغيير نمط الحياة العربية الاسلامية الى حياة ممسوخة وصورة شوهاء لنمط الحياة الغربية) بعد ان تولت الادارة الامريكية قيادة الحروب دفاعا عنه، وتمكينه من امتلاك اسلحة الدمار الشامل على اختلافها وتحريمها على سواهم، ناهيك عن افتعال الازمات وقيادة الضغوط الخبيثة المتدرعة بالسلاح المتطور ضد من لا يذعن لنفوذ السياسة الصهيونية..الخ..الخ..
فحذف سورة ال عمران في هذا الوقت الحساس تحديدا وما فيها مما اخبرنا به الله تعالى عن (بعض ما ارتكبه اهل الكتاب من المعاصي والاثام كتكذيبهم بايات الله المنزلة على رسله، استكبارا منهم وعنادا، وقتلهم الانبياء بغير حق وقتلهم الذين يأمرون بالعدل من الناس، وبيّن ان لهم عذابا مؤلما بسبب تلك المعاصي) وقال فيهم (اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة) انما يجعلنا نقول ان وراء الحذف ما وراءه من الاذعان لارادة الاحتلال، وارادة المستفيد من الحذف ومن الاحتلال في الوقت نفسه، مقابل التخلي عن الاذعان لله، كأن الاذعان لارادة الادارة الامريكية فوق ارادة الله! والعياذ بالله.
اما قول المؤلفين في مقدمة كتاب العام الدراسي الحالي، بانه (نظرا لما وردنا من الشكوى المتزايدة لطول (!) المنهج وسعته، ورغبة منا في جعل ابناءنا الطلبة اكثر حبا وتقبلا لمادة لقران الكريم) وهو ما حدا على الحذف، فليس له ما يؤيده . ذلك ان المقرر حفظه في العام الماضي لا يزيد عن المطلوب حفظه هذا العام. وقد اقتصر على حفظ من سورة البقرة وحدها في حين ان عدد الايات المراد حفظها في العام المنصرم موزعة بين سورتي البقرة وال عمران- حسبما مبين في ص(2) من النسختين،..
اضف الى هذا ان (التنويع) في الحفظ، من الناحية التربوية ادعى الى ان يجعل ابناءنا الطلبة اكثر حبا وتقبلا لمادة القران الكريم او غيرها، ولاسيما ان المطلوب حفظه من ال عمران هو الايات : 103- 110، و144- 148، فهي اذن ليست بكثيرة فضلا على جاذبية التنويع.
فليس لما ساقه (المؤلفون) من عذر، نصيب من الاقناع والاقتناع بحيث يصلح ان يكون مسوغا لهذا الحذف، على حسب ما ذكروه.
وذلك خصوصا لان الادارة الامريكية طرحت بشدة، مسالة التربية الدينية في منطقتنا، على طاولة ما يسمح بتدريسه وما لا يسمح به، وذلك من قبل الحرب على العراق، وقد فرضت وجهة نظرها على عدد من دولنا ، مقرونا بوجوب تغيير نمط حياتنا المستمدة من القران والسنة، واحلال نمط الحياة الاميركية، بكل ما فيها من مآخذ سجلها عليها باحثون ودارسون غربيون- وفي ما تريده الادارة الامريكية قهر واضطهاد اجتماعي- في اقل تقدير، ولا يخفف من وطأتها التلاعب بالالفاظ كتسميتها بسياسة العولمة، التي تدل بوضوح على الاستحواذ وتسخير الشعوب، حيث يجري تسويق الثقافة الاميركية عالميا بالعنف المتعدد الاشكال وبالقوة الغاشمة العمياء في بعض الاحيان، او بالتلويح باستخدامها في احيان اخرى، حتى لم يعد من الحرية والديمقراطية التي تتاجر بها الادارة الاميركية ، سوى حرية اميركا في فرض ما تريد ورفض ما تشاء بديمقراطية الذاعنين لارادتها ارضاء للاحتلال المدافع عن الصهيونية.
هذه الحرية هي حرية التلاعب بتدريس ما ينبغي تدريسه، حتى لو كان منزلا من الله تعالى ونحن لا نستطيع ان نفصل امر الحذف، او اي حذف اخر، عن مجمل ما جرى من فرض اميركي في بعض بلداننا، لان فيه تماثلا مع الامتثال الحاصل من هؤلاء الساسة الذين لا يمارسون من السياسة الا دور (سائسي العقول).
ليس ذلك وحده هو كل ما في الامر فقد حذفت من الطبعة الجديدة، شهادة (لا اله الا الله محمد رسول الله) من الصفحة الاخيرة التي ختمت بها كتاب السنة الدراسية الماضية، وتركت الصفحة الاخيرة من الطبعة الجديدة، بيضاء.
في حين وضع رسم تزييني على غلافه الاخير يتخلل الوسط فراغ ابيض يماثل شكل الصليب. لربما فيه ارضاء للاحتلال الامريكي وياللبخس!.
لاشك في ان الذين اطلعوا على ما سلف ذكره، قد شعروا بانهم ازاء مرحلة من استعمار الشخصية واضطهاد الانتماء الديني وتشويه الهوية القومية، وعدوان على حريتهم وحرية الشعوب في اختيار نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تخصهم وحدهم دون ان يمسها احد، او ان يتجاوزوا بها على احد.
اللافت للنظر والمثير للتوجسات ان ذلك اطّرد، مع قرار جعل السبت عطلة بدلا من يوم الخميس. ومعلوم منذ ازمان قديمة ان (السبت عطلة اليهود) وان في ذلك مدا للنفوذ الصهيوني وان حذف سورة ال عمران تحديدا انما يصب في هذا السياق ويتساوق مع الاطماع الصهيونية.
لذلك ثارت ثائرة مواطنينا في عدد من المحافظات كصلاح الدين والانبار وديالى فقاموا بمظاهرات احتجاج مازالت تستعر جذوتها في وجدان المؤمنين في المحافظات المذكورة وفي سواها من المحافظات التي شهدت استياء الناس، وما تزال قضية التجاوز على كتاب الله تتفاقم وتنذر بالسخط والغضب.
والمعروف ان المناهج الدراسية تقررها لجان، لكل منها مشرف علمي، وقد عرف المشرف العلمي للجنة التي وضعت المقرر تدريسه من القران الكريم لطلبة السادس الاعدادي، وهو : عبد القادر عبد الله جاسم، ولكننا لم ندركيف ارتضى هو والمؤلفون هذا الحذف، وبامر من؟ وما المسوغ؟ ونحن في الظروف السياسية المحيطة بنا والتي فصلنا بعض جوانبها انفا.
من ناحية اخرى يتساءل مواطنون عما اذا جرى ايضا تغيير مماثل في كردستان. واذ يتساءلون عن موقف الكرد ولا سيما الاسلاميين حيال ذلك ، يتساءلون كذلك عن موقف المسؤولين الاسلاميين في الحكومتين: الحالية والقادمة ازاء هذا التعسف بحق كتاب الله والتلاعب بعقول الناس، في خضم التهديد الذي يمثله الغزو الفكري والثقافي وما يؤدي اليه من صناعة (تعليب الوعي) على الطريقة الامريكية الصهيونية!، وما تفضي اليه هذه الطريقة من (تغليب الوعي) الذي تصنعه هذه (الطريقة).