المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية التطبيع هو جسر النجاة الأخير للكثير من الأنظمة العربية



gooooooooool
06-03-2005, 12:04 AM
شبكة البصرة

الأستاذ: الهادي المثلوثي، تونس.

لماذا تملك الشعوب الشجاعة لتقول لا لشارون...لا للتطبيع...لا للتبعية... ولا للوصاية. ولا تستطيع الأنظمة أن تنبس ولو همسا لترفض كلمة واحدة لطغاة الاستعمار مثل شارون وبوش وبلير وحلفائهم؟. لماذا يقف الطفل الفلسطيني ليواجه دبابة ولا يرفع زعيم عربي رأسه أمام شارون وشلته ليرفض له أمرا؟. لماذا يدرك المواطن الأمي حقيقة السياسات الاستعمارية ولا يعي زعماؤنا مخاطر انخراطهم في التطبيع مع مجرمي الحروب وقادة الاحتلال والعدوان؟. أكاد أقسم أن الكثير من الأنظمة العربية هي أذرع للاستعمار ذاته يمارس من خلالها حمايته ووصايته علينا ومن خلالها ينهب ويبدد ثرواتنا ويحطم إرادتنا وينشر بيننا الذل والعبودية ويؤبد تخلفنا وتمزقنا.

عندما نشهد هذا الإصرار على التطبيع والهرولة المذلة للترحيب بمن عاثوا تدميرا واحتلالا ونكلوا أيما تنكيل بالشعب العربي في فلسطين ولبنان والعراق...(والحقيقة بالعرب جميعا) لم يبق لدينا غير التساؤل: هل تحول الوطن العربي مملكة لشارون ونحن لا نعلم أم أن شارون صار ملكا على الحكام العرب دون علمنا؟ إن كان الأمر كذلك ولا غرابة فيه، أليس من الأفضل أن يحيطنا أولياء أمرنا علما بأن شارون ومطالبه فوق سيادة وكرامة وإرادة الشعوب وأنه مرحب به في ديارنا ولو على جثثنا وسيل دمائنا؟.

فبذلك قد يجد البعض منا الذريعة أو القناعة لمحاولة فهم هذه الأنظمة ومراعاة جبنها واستسلامها ووقوعها في فخ الحركة الصهيونية العالمية حيث لم تجد للمحافظة على عروشها غير الانتقام من شعوبها نزولا عند رغبة طواغيت العصر وحاجتهم إلى مجتمعات صاغرة خانعة للتعاليم والترتيبات الصهيونية الاستعلائية. مما لا شك فيه أن استضافة شارون المجرم ستكلف الشعب التونسي خسائر مادية ومعنوية يعلم الله آثارها وستتحمل السلطة التونسية مسئولية هذا الانزلاق الخطير وهي تعلم أن الشعب يرفض الخضوع والرضوخ على حساب السيادة والكرامة ولا يقبل مثله مثل العديد من شعوب العالم قدوم السفاح شارون المستهتر بكل القيم الإنسانية والمتمرد على الشرعية الدولية. فما أن تأكد خبر دعوة شارون للمشاركة في القمة الدولية لتكنولوجيا المعلومات المزمع عقدها في تونس نوفمبر 2005

تحركت المنظمات والأحزاب والنقابات لتعبر عن سخطها ورفضها وتحولت الكثير من المعاهد والكليات والجامعات إلى منابر احتجاج واستنكار وتوقفت الدروس في البعض منها أو تعثر سيرها في البعض الآخر وبالمقابل خرجت جحافل البوليس والأمن السياسي ومختلف مليشيات المساندة والدعم لتروع الناس وتضرب وتهين المواطنين وتعتقل البعض حتى كدنا نعتقد أن جحافل البوليس ورجال الأمن قد خرجوا للتظاهر والتجمع عوضا عن تظاهر الجماهير ولكن بمعنى آخر للتعبير عن الرفض المطلق لأي تحرك يمس أو يسيء لشارون أو يندد بالتطبيع.

من خلال ما عاينته من مواجهات هنا وهناك استنتجت أن مهمة أجهزة القمع هي واجب الدفاع بشراسة عن رموز القمع والإرهاب. أما المواطن فهو عدوها. ولذا ليس غريبا أن تسيل دماء شبابنا ويُنكّل بهم ضربا وسحلا في الشوارع فذلك تكريم طبيعي للسفاح ومجرم الحروب شارون.

وهل بالإمكان أن يرضى هذا المجرم بغير سفك الدماء احتفاء به؟ وهو الذي تعوّد أن يسير على جثث القتلى وعلى الأراضي الملطخة بدماء الضحايا. هنيئا لشارون فقد سبقته الأجهزة المختصة لتمهد له الأرض التي يريد السير عليها عالي الرأس مزكوم الأنف برائحة الدماء مزهوا بأنين الجرحى والمعتقلين وهنيئا لمن قرروا استضافته على سخاء الوفادة بتقديم القرابين البشرية على مذابح التكريم واسترضاء طواغيت العصر.

لم أشعر في حياتي بغمامة الذل وكابوس القهر مثل الذي عشته وشاهدته يوم 5/3/2005 بشوارع عاصمتنا التي تحولت إلى ساحة للاستعراض فعاليات ألوية وميليشيات القمع والرعب وكم شعرت بفقدان الكرامة والنزعة الوحشية لدى عناصر البوليس وهي تنهال على الناس دون وعي بأن هؤلاء مواطنين لا يملكون غير الكلمة تعبيرا عن مواقفهم.

لقد فهمت وأدركت أن الإنسان العربي في نظر حاكميه أحقر مما يتصور أي إنسان وأن الوطن قد وقع من جديد تحت الاحتلال وأن الاستبداد آفة متأصلة في الأنظمة وأن الصهيونية قد استطاعت أن تتحرك وتنفذ ما تريد من خلال تلك المؤسسات المتحكمة والأجهزة التي نسميها أجهزة أمنية وهي لا توحي ولا تمارس غير الرعب والقمع والفتك بأمن المواطن.

لم أجد عذرا لهذا السلوك المتوحش غير العقيدة القمعية التي تعتمدها الأنظمة الاستبدادية على امتداد وطننا العربي في تكوين هذه الأجهزة حيث تنتدب أبناء الشعب وتحولهم إلى ضواري متعطشة للانقضاض على بني جلدتهم دون رحمة ولا إنسانية. وأقر بكل استغراب أن هذه الأنظمة قد فشلت في كل شيء إلا أنها قد حققت نجاحات باهرة في خلق ما تريد من أجهزة رعب وقمع تفوق عددا وعدة مجمل إطارات ومؤسسات التربية والتعليم بمختلف مستوياتها.

وعليه من المؤكد أن رداءة الأداء في أنظمة الاستبداد لا تحتاج إلى كفاءات تربوية وعلمية بقدر ما تحتاج إلى ميليشيات وبوليس لفرض الاستعباد والفساد. وقد بات واضحا أيضا أن مبرر بقاء هذه الأنظمة يتعلق بمدى انخراطها في التطبيع الذي صار جسر النجاة الأخير من السقوط المحقق.

وما حز في نفسي كثرة الحديث عن حرية التعبير والرأي وخير تعبير عن ذلك ما تزخر به أجهزة الإعلام والصحافة من أخبار وتقارير وتعاليق تتناول كل شيء إلا ما يحدث من مسيرات وتظاهرات وما يجري من قمع وملاحقات في الشوارع أمام جميع الناس. وإذا سألت صحفيا يحضر المشهد القمعي عما سيكتب يكون الجواب إني مصاب بالعمى ولا أملك قلما يطاوعني ويطاوع الحقيقة. وإذا تجرأ مواطن عادي مثلي ليكتب فلا صحيفة واحدة تتكفل أو تقبل وتتحمل مسؤولية النشر ليس خوفا وإنما لأن الصحافة حرة ومن حقها أن تمارس هي الأخرى رأيها أو صمتها بل يعتقد الكثير من المهتمين بالحريات أنها تشارك بشكل مباشر وأساسي في تزييف الحقيقة المرئية والمسموعة وعبر ذلك قتل المواطن غبنا وقهرا، وبما أن هذه من تلك الأنظمة فإن من يتعامى أو يصمت ويدير ظهره لحقائق الواقع لا يختلف عن القمع الذي تمارسه أجهزة الرعب. فالذي ينشر الزيف والتضليل لحرمان الناس من الحقيقة مثله مثل الذي ينشر الكبت والخوف لحرمان الناس من التحرك والتعبير عن حقيقة ما يريدونه.

الأستاذ: الهادي المثلوثي، تونس.


شبكة البصرة

السبت 24 محرم 1426 / 5 آذار2005

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس




منقول شبكة البصرة www.albasrah.net (http://www.albasrah.net/)

راشد101
06-03-2005, 12:34 AM
والله هولا الاعراب من الحكام لن ترضى عنهم امريكا مهما حاولو ان يرضوها امريكا دائماً تاتي بشروط جديدة كل فترة ان ارادو ان يبقو على كاراسيهم ينفذوها وانا اعتقد انه لم ولن يستطيع منهم ولا واحد ان يعصي الاوامر