Mada Mada Dane
15-03-2005, 09:38 PM
http://i2.photobucket.com/albums/y42/MarioSegali/religh3e.gif
Chapter 2 : The Civilization of Pharaohs
Part A
.... وأخيــــرا ! .... قلتها في خاطري
بدأت جفون عيني تنزاح متباعدة كفراق الأحبة , ببطءٍ شديد وكأنهما تودعان بعضيهما إلى لقاء بعيد ... لم أكن أعلم في تلك اللحظة ... لم أكن أعلم .... بأن هذه هي أخر غفوة هنيــئة لــي ! ولــذا .... حُق لهما الوداع !
وفي تلك اللحظات , تكرر نفس صوت قائلا " استيقظ " , وفجأة شعرت ببرد شديد ناتج عن سكب ماء بارد كبرودة ليالي الشتاء القارصة في صحاري الجزيرة العربية , قفزت من الفراش متسائلا من هذا ! وإذ برجل أسود الوجهه مشعث الشعر طويل الشاربين , كريه الرائحة يقول " أهلا بخالد " !
تلفت يمينا , وشمالاً , باحثنا عن تفسير , ولم أجد هذا التفسير , فكيف لي ذلك و وصولي لهذا المكان كان بعيدا كل البعد عن المنطق الذي عرفته ودرسته طوال سنين عمري في المرحلة الابتدائية مروراّ بالمتوسطة والثانوية !
قوانين تغيرت, دخلت في دوامة عجيبة واستيقظت بوجهه لا يسر الناظرين وبيئة لم أكن أعرفها !
" ماذا بك ! " سألني الرجل متهمكا ! , لم أستطع الإجابه لأن عقلي كان يجري عمليات منطقية معقدة للوصول إلى منطق غير موجود ! , ظللت صامتا قرابةَ العشر دقائق , ثم سألته أين أنا !
" لابد أن السقطة أثارت الجنون في رأسك الأحمق " أجابني قائلا ! أنت يافتى في " "كرمة" , حيث الجاة والمال والملذات !
لم أعلم ماذا يحدث , لكنني كنت موقنا بأن هنالك أمرا غير اعتياديا يجري هنا, طوال تأملي في بناء الغرفة لم أجد ما يدل على حضارة إلكترونية ولا على أي كهرباء ! مشاعل من نار , جدران مبنية من أضخم أنواع الصخور التي لم أرى مثلها في حياتي ! لا وجود للإسمنت ولا الخراسانات التي تؤسس عليها حضارتنا المتطورة الحديثة !
جلسنا نتبادل أطراف الحديث , وبدأت بسحب الخيوط منه واحدا تلو الآخر ووصلت لاستنتاج , وهو انني لست في الألفية الثانية , لا أعلم ماذا يحدث , ولا أعلم ما الذي يربط تلك " الحارة الملعونة " وتلك الحادثة " المفجعة " بوصولي إلى هنا , لكنني أيقنت شيئا واحدا فمن هنا " تبذؤ رحلتي "
سمعت صوت شخص قادم , الصوت كان قويا نعم رجل يمشي بجبروت , ويصرخ متآمرا " لما تأخرت " قبل وصوله للغرفة, وإذ بـ الرجل الأشعث المسكين يرد خائفا ومتلكعا وكأنما القط أكلُ لسانه " آسف سيدي " .
جلست أنامل في شكل هذا الرجل العجيب ! , أسمر البشرة , طويل القامة عريض المنكبين , وزيه كان مؤلفا في مخيلتي , جلست أتذكر إحدى المقالات المصورة التي قرأتها وأدركت وقتها إنني في زمن " الفراعنة " !
" من هذا " سأل الفرعوني !
" هذا صديق لي " أجاب الرجل المسكين .
" حسنا حسنا دعه يأتي معي " رد الفرعوني .
مشيت مع الرجل بملئ إرادتي وأثناء ذلك همست في أذن ذاك الرجل " لم تقل لي ما اسمك " , فقال نادني بـ " اعريف"
لم التفت ورائي , سررت بمعرفة اسم " اعريف " لكنني كنت متسائلا سبب هذه المعاملة السيئة له .
مشيت وإذ بي أتحدث مع الفرعوني وقد أظهر طيبة غير متوقعة في الحوار معي , رجل حكيم ذو أسلوب نمق في الحديث , أعجبت به وسألته عن أسيادة , نعم فخلال قراءتي لتاريخ الفراعنة سابقا على شبكة الإنترنت المفقودة في هذا العصر الفرعوني استطعت الاستنتاج بأن هذا الرجل ليس بسوى أحد الخدم المملوكين , فإنني لا أرى أثرا للذهب والحرير على جسمه , فهو نصف عاريٍ وهذا زيُ الحرس الفرعوني الملكي كنا أدركت لاحقا . .
ظللت أسير في متاهات عجز عقلي المسكين إيستيعابها , لكنها ليست بعظمة الأهرامات التي لاطالما سمعت عنها , فلا أثر للزخرفة ولا للفلسفة الإهرامية هنا , فقط أرى الزي الفرعوني , فقط لاغير !
قدمت للملك , سجد الجميع لا أحد ينظر في عيني الملك الفرعوني , إلا أنا !
جلست أنظر به , وفوق رأسي علامات الغباء راسمةً , وإذ بقوة شد تسحبي بقوة من أسفل وإلى أسفل , وماهو إلا الفرعوني السابق يهمس وهو منحنياً " هل فقدت عقلك , أفعل مانفعل " , ففعلت لكن دون أن أسجد له , فقط أخفضت رأسي قليلا ولم أوجهه العنان لنظراتي إلى ذلك العرش العظيم .
قبل أن أستطرد قصتي هذه , أحب أن اوصف لكم ماقد لمحته في تلك الأثناء , ذهب ومجوهراتُ وعاجُ وخشبُ الأبنوس وجلود السنوريات والبخور والمر المستخدمة جميعها في الطقوس الدينية الفرعونية وفي التحنيط والجنائز ودفن الموتى !
قد لاتستطيع أن تتخيل عظم جبروت هذا الملك , وإنني أرى علامات الإستعجاب مترسمةً على وجهه القارئ مادفع هؤلاء الفراعنه إلى وضع بعد أدوات دفن الموتى والجنائز هنا , في الحقيقة حتى أنا لا أملك الجواب !
أذن لي الملك بالوقوف والتحدث إليه , وبدأ يسألني السؤال تلو الاخر وكنت حريصاً أشد الحرص على إختيار الأجوبة الأكثر حكمة في هذا الموضع , وأعجب الملك بما قلت , ,وعلق قائلا " أكرموا هذا الرجل " !
سُيرت إلى غرفة مليئة بأفخم الأبسة الفرعونية , لبست بأفضل مايملكون , إن أردتم الحقيقة فلباس أهل مصر القديمة كان مريحا ولكنه داء ليس له دواء ! .
فمجرد أن لامست قطع الحرير جسمي , وإذ بشعور الغرور ينكسب إلى تفكيري المتحجر بسرعه جريان مياه أعظم أنهار العالم , دون وقف , شعرت بتلك بأنني ... أغنى رجال العالم ! .
بعد ذلك تعطرت بأفضل العطور المصنعة بمواد لم أدركها , عطور ذات رائحة حادة جميلة , لكنها لو وجدت في عصرنا لاصنفت ضمن عطور النساء , ورغم ذلك شعرت وقتها وقتها , بأني ملك العالم !
بدأت أمشي بتبختر وغرور وجبروت , انظر هنا وهناك هل من متحدي ؟ , لا احد يجرؤ على النظر , نظرات إستحقار وازدراء أطلقتها عيني إلى كل مسكين فقير هادفة إلى إذلاله واستصغاره , وهذا ماأستطيع أن أطلق عليه " داء العظمة " .
أتى الأمر الملكي بدعوتي إلى حضور القنصل الكبير , حيث يجتمع كبار الشخصيات والوزراء و قادة الجيوش بما فيهم سيد الفراعنه وملكهم .
وكما طلب مني , حضرت ذلك المجلس الضخم المبني من الذهب الخالص والمزين بأجود أنواع المجوهرات والمحلى بأجمل جواري الأرض روعة , لم أرى نساء بمثل هذا الجمال , لوهلة ظننت بأني في الجنة أنظر إلى الحور العين .
حاولت أن أبعد تفكيري عن هذه الملذات الكثيرة التي جعلتني أدرك بأن حضارتنا الحديثة لا تعني شيئا امام حضارات الأمم السابقة , وأن الله قد غير حال أقوام أشد طغياً وقوةً منا وهو قادر على تغيير موازيين القوة بعصرنا الحديث بكل يسر وسهوله , فأمره بين الكاف والنون .
أنصت , وصفيت ذهني من جميع الشوائب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , أغمضت جفون عيني , وبدأت بالتركيز ...
بدأ الحديث يتلو الحديث , وبدأ كشف الستار عن خفايا هذا العالم , بدأت اسحب الخيط تلو الخيط دون تعقيد , والان ... والان فقط أدركت بأنني أشهد قيامة حضارة جديدة ... حضارة حلق اسمها بين طيور السماء في الأفق الشاهق المتعالي ... نعم ... هاهو مطلع عصر النوبيون قد سطع !
Released : March . 15
Chapter 2 : The Civilization of Pharaohs
Part A
.... وأخيــــرا ! .... قلتها في خاطري
بدأت جفون عيني تنزاح متباعدة كفراق الأحبة , ببطءٍ شديد وكأنهما تودعان بعضيهما إلى لقاء بعيد ... لم أكن أعلم في تلك اللحظة ... لم أكن أعلم .... بأن هذه هي أخر غفوة هنيــئة لــي ! ولــذا .... حُق لهما الوداع !
وفي تلك اللحظات , تكرر نفس صوت قائلا " استيقظ " , وفجأة شعرت ببرد شديد ناتج عن سكب ماء بارد كبرودة ليالي الشتاء القارصة في صحاري الجزيرة العربية , قفزت من الفراش متسائلا من هذا ! وإذ برجل أسود الوجهه مشعث الشعر طويل الشاربين , كريه الرائحة يقول " أهلا بخالد " !
تلفت يمينا , وشمالاً , باحثنا عن تفسير , ولم أجد هذا التفسير , فكيف لي ذلك و وصولي لهذا المكان كان بعيدا كل البعد عن المنطق الذي عرفته ودرسته طوال سنين عمري في المرحلة الابتدائية مروراّ بالمتوسطة والثانوية !
قوانين تغيرت, دخلت في دوامة عجيبة واستيقظت بوجهه لا يسر الناظرين وبيئة لم أكن أعرفها !
" ماذا بك ! " سألني الرجل متهمكا ! , لم أستطع الإجابه لأن عقلي كان يجري عمليات منطقية معقدة للوصول إلى منطق غير موجود ! , ظللت صامتا قرابةَ العشر دقائق , ثم سألته أين أنا !
" لابد أن السقطة أثارت الجنون في رأسك الأحمق " أجابني قائلا ! أنت يافتى في " "كرمة" , حيث الجاة والمال والملذات !
لم أعلم ماذا يحدث , لكنني كنت موقنا بأن هنالك أمرا غير اعتياديا يجري هنا, طوال تأملي في بناء الغرفة لم أجد ما يدل على حضارة إلكترونية ولا على أي كهرباء ! مشاعل من نار , جدران مبنية من أضخم أنواع الصخور التي لم أرى مثلها في حياتي ! لا وجود للإسمنت ولا الخراسانات التي تؤسس عليها حضارتنا المتطورة الحديثة !
جلسنا نتبادل أطراف الحديث , وبدأت بسحب الخيوط منه واحدا تلو الآخر ووصلت لاستنتاج , وهو انني لست في الألفية الثانية , لا أعلم ماذا يحدث , ولا أعلم ما الذي يربط تلك " الحارة الملعونة " وتلك الحادثة " المفجعة " بوصولي إلى هنا , لكنني أيقنت شيئا واحدا فمن هنا " تبذؤ رحلتي "
سمعت صوت شخص قادم , الصوت كان قويا نعم رجل يمشي بجبروت , ويصرخ متآمرا " لما تأخرت " قبل وصوله للغرفة, وإذ بـ الرجل الأشعث المسكين يرد خائفا ومتلكعا وكأنما القط أكلُ لسانه " آسف سيدي " .
جلست أنامل في شكل هذا الرجل العجيب ! , أسمر البشرة , طويل القامة عريض المنكبين , وزيه كان مؤلفا في مخيلتي , جلست أتذكر إحدى المقالات المصورة التي قرأتها وأدركت وقتها إنني في زمن " الفراعنة " !
" من هذا " سأل الفرعوني !
" هذا صديق لي " أجاب الرجل المسكين .
" حسنا حسنا دعه يأتي معي " رد الفرعوني .
مشيت مع الرجل بملئ إرادتي وأثناء ذلك همست في أذن ذاك الرجل " لم تقل لي ما اسمك " , فقال نادني بـ " اعريف"
لم التفت ورائي , سررت بمعرفة اسم " اعريف " لكنني كنت متسائلا سبب هذه المعاملة السيئة له .
مشيت وإذ بي أتحدث مع الفرعوني وقد أظهر طيبة غير متوقعة في الحوار معي , رجل حكيم ذو أسلوب نمق في الحديث , أعجبت به وسألته عن أسيادة , نعم فخلال قراءتي لتاريخ الفراعنة سابقا على شبكة الإنترنت المفقودة في هذا العصر الفرعوني استطعت الاستنتاج بأن هذا الرجل ليس بسوى أحد الخدم المملوكين , فإنني لا أرى أثرا للذهب والحرير على جسمه , فهو نصف عاريٍ وهذا زيُ الحرس الفرعوني الملكي كنا أدركت لاحقا . .
ظللت أسير في متاهات عجز عقلي المسكين إيستيعابها , لكنها ليست بعظمة الأهرامات التي لاطالما سمعت عنها , فلا أثر للزخرفة ولا للفلسفة الإهرامية هنا , فقط أرى الزي الفرعوني , فقط لاغير !
قدمت للملك , سجد الجميع لا أحد ينظر في عيني الملك الفرعوني , إلا أنا !
جلست أنظر به , وفوق رأسي علامات الغباء راسمةً , وإذ بقوة شد تسحبي بقوة من أسفل وإلى أسفل , وماهو إلا الفرعوني السابق يهمس وهو منحنياً " هل فقدت عقلك , أفعل مانفعل " , ففعلت لكن دون أن أسجد له , فقط أخفضت رأسي قليلا ولم أوجهه العنان لنظراتي إلى ذلك العرش العظيم .
قبل أن أستطرد قصتي هذه , أحب أن اوصف لكم ماقد لمحته في تلك الأثناء , ذهب ومجوهراتُ وعاجُ وخشبُ الأبنوس وجلود السنوريات والبخور والمر المستخدمة جميعها في الطقوس الدينية الفرعونية وفي التحنيط والجنائز ودفن الموتى !
قد لاتستطيع أن تتخيل عظم جبروت هذا الملك , وإنني أرى علامات الإستعجاب مترسمةً على وجهه القارئ مادفع هؤلاء الفراعنه إلى وضع بعد أدوات دفن الموتى والجنائز هنا , في الحقيقة حتى أنا لا أملك الجواب !
أذن لي الملك بالوقوف والتحدث إليه , وبدأ يسألني السؤال تلو الاخر وكنت حريصاً أشد الحرص على إختيار الأجوبة الأكثر حكمة في هذا الموضع , وأعجب الملك بما قلت , ,وعلق قائلا " أكرموا هذا الرجل " !
سُيرت إلى غرفة مليئة بأفخم الأبسة الفرعونية , لبست بأفضل مايملكون , إن أردتم الحقيقة فلباس أهل مصر القديمة كان مريحا ولكنه داء ليس له دواء ! .
فمجرد أن لامست قطع الحرير جسمي , وإذ بشعور الغرور ينكسب إلى تفكيري المتحجر بسرعه جريان مياه أعظم أنهار العالم , دون وقف , شعرت بتلك بأنني ... أغنى رجال العالم ! .
بعد ذلك تعطرت بأفضل العطور المصنعة بمواد لم أدركها , عطور ذات رائحة حادة جميلة , لكنها لو وجدت في عصرنا لاصنفت ضمن عطور النساء , ورغم ذلك شعرت وقتها وقتها , بأني ملك العالم !
بدأت أمشي بتبختر وغرور وجبروت , انظر هنا وهناك هل من متحدي ؟ , لا احد يجرؤ على النظر , نظرات إستحقار وازدراء أطلقتها عيني إلى كل مسكين فقير هادفة إلى إذلاله واستصغاره , وهذا ماأستطيع أن أطلق عليه " داء العظمة " .
أتى الأمر الملكي بدعوتي إلى حضور القنصل الكبير , حيث يجتمع كبار الشخصيات والوزراء و قادة الجيوش بما فيهم سيد الفراعنه وملكهم .
وكما طلب مني , حضرت ذلك المجلس الضخم المبني من الذهب الخالص والمزين بأجود أنواع المجوهرات والمحلى بأجمل جواري الأرض روعة , لم أرى نساء بمثل هذا الجمال , لوهلة ظننت بأني في الجنة أنظر إلى الحور العين .
حاولت أن أبعد تفكيري عن هذه الملذات الكثيرة التي جعلتني أدرك بأن حضارتنا الحديثة لا تعني شيئا امام حضارات الأمم السابقة , وأن الله قد غير حال أقوام أشد طغياً وقوةً منا وهو قادر على تغيير موازيين القوة بعصرنا الحديث بكل يسر وسهوله , فأمره بين الكاف والنون .
أنصت , وصفيت ذهني من جميع الشوائب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , أغمضت جفون عيني , وبدأت بالتركيز ...
بدأ الحديث يتلو الحديث , وبدأ كشف الستار عن خفايا هذا العالم , بدأت اسحب الخيط تلو الخيط دون تعقيد , والان ... والان فقط أدركت بأنني أشهد قيامة حضارة جديدة ... حضارة حلق اسمها بين طيور السماء في الأفق الشاهق المتعالي ... نعم ... هاهو مطلع عصر النوبيون قد سطع !
Released : March . 15