DreaM
17-03-2005, 12:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- مقدمة -
أقدم هذا الموضوع كمجلة , تحتوي كل عدد منه على فكرة معينة , أو مجال معين
و في هذا الإصدار , موضوع المراهقة والبلوغ .. جمع لعدة مقالات و كتب علمية
http://members.lycos.co.uk/dreamovich/zoomin/zoominmagazinemain.gif
مفهوم المراهقة :
المراهقة لغويَّاً :
ما الذي نقصده بالضبط عندما نقول : إن نجلنا قد وصل إلى مرحلة المراهقة، أو عندما نقول : إن فلاناً قد أصبح شاباً مراهقاً ؟
ترجع لفظة المراهقة إلى الفعل العربي (راهق) الذي يعني الاقتراب من الشيئ، فراهق الغلام فهو مراهق: أي قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد .
المراهقة في الاصطلاح :
اصطلاح المراهقة في علم النفس يعني : الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 9 سنوات .
أما الأصل اللاتيني للكلمة فيرجع إلى كلمة ADOLESCERE تعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي أو الوجداني أو الانفعالي .
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة ، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى مرحلة فجأة، ولكنه تدريجي، ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه، فالمراهقة تعد امتداداً لمرحلة الطفولة، وإن كان هذا لا يمنع من امتيازها بخصائص معينة تميزها من مرحلة الطفولة.
مرحلة المراهقة :
المراهقة تشير إلى تلك الفترة التي تبدأ من البلوغ الجنسي PUBERTY حتى الوصول إلى النضج MATURITY وهكذا يعرفها سانفورد :
فالمراهقة إذن تشير إلى فترة طويلة من الزمن ، وليس لمجرد حالة عارضة زائلة في حياة الإنسان فالمراهقة مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرجولة ، وعلى كل حال يجب فهم هذه المرحلة على أنها مجموعة من التغيرات التي تحدث في نمو الفرد الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ومجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي لا تصل كلها إلى حالة النضج في وقت واحد وهكذا يعرفها " انجلسن " فهي مرحلة الانتقال التي يصبح فيها المراهق رجلاً ، وتصبح الفتاة المراهقة امرأة، ويحدث فيها كثير من التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية والتغيرات العقلية والجسمية .
ويحدث هذا النمو في أوقات مختلفة في الوظائف المختلفة. ولذلك فإن حدودها لا يمكن إلا أن تكون حدوداً وضعية أو متعارفاً عليها تقليدياً بين علماء النفس ، وهذه الحدود هي : من 12 - 21 سنة بالنسبة للولد الذكر ، ومن 13 - 22 سنة بالنسبة للفتاة المراهقة .
وواضح من هذا أنها تمتد لتشمل أكثر من أحد عشر عاماً من عمر الفرد. ووصول الفرد إلى النضج الجنسي SEXUAL MATURITY لا يعني بالضرورة أن يصل الفرد إلى النضج في الوظائف الأخرى ، كالنضج العقلي مثلاً ، فعلى الفرد أن يتعلم الكثير حتى يصبح راشداً ناضجاً، ولذلك تعرف المراهقة بأنها: الانتقال من الطفولة إلى الرشد .
ويفضل بعض العلماء تحديد هذه المرحلة بتحديد واجبات النمو التي ينبغي أن تحدث في هذه المرحلة ومن هذه الواجبات ما يلي :
المراهقة المبكرة : 10 – 14 سنة من العمر
[ تغير النمو البدني ]
يتسارع معدل النمو ويشمل طفرة البلوغ.
يزداد الطول والوزن.
تنمو العضلات ويزداد عرض الكتفين في الفتيان عن الفتيات
قد يبدا نمو الفتيات قبل الفتيان بعام
[ النضج البيولوجي أو الجنسي ]
تظهر الخصائص الجنسية الثانوية.
ينمو الشعر في الإبط وفي العانة وحول الأعضاء التناسلية .
يبدا نهوض الثديين في الفتيات.
يبدأ الاحتلام ( الفتيان) والأحلام الجنسية ( الفتيات).
يبدأ الحيض في السنة الثالثة عشرة وسطيا في الإقليم.
[ التغير النفسي – الاجتماعي ]
يبدأ الانخراط في جماعات الزملاء.
تصاحب التغيرات المورفولوجية تغيرات نفسية ، وتزيد أحلام اليقضة ، والتخوف من المجهول.
قد يقارن الطفل أعضاؤه التناسلية بأشقائه أو بزملائه الأكبر وقد يعاني من الاكتئاب أو الفضول.
المراهقة المتوسطة : 15 : 17 سنة من العمر
[ تغير النمو البدني ]
يتباطأ معدل النمو قليلا ولكن المراهق يصل إلي ما يزيد علي 90% من قامة البالغ.
يستمر نمو العضلات في الفتيان بينما يتوزع الدهن في الفتيات علي نحو يجعلهن يتخذن الشكل النسائي المعهود.
يتسع الحوض في الفتيات.
تعتبر الزواج في هذه السن سابقا لأوانه ويصنف الحمل في هذه السن عالميا ، بأنه شديد الاختطار
[ النضج البيولوجي أو الجنسي ]
يظهر الشعر علي الوجه ( الفتيان).
ويتغير الصوت ( الفتيان).
الإحساس باللذة عند مسح الأعضاء التناسلية أو مداعبتها.
يزداد الفضول حول كيفية الحمل والولادة.
قد يصبح العد( حب الشباب) مشكلة
[ التغير النفسي – الاجتماعي ]
تحدد جماعات الزملاء قواعد سلوك أفرادها. يزداد الفضول حول أفراد الجنس الآخر. يصبح التفكير أكثر تجريدا. تزداد أحلام اليقظة والرومانسية والانشغال الذهني بها. يزيد إغراء التدخين والمخاطرة والعنق ومعاقرة المخدرات ، والتعرض للأمراض المنقولة جنسيا ، بما في ذلك عدوي بفيروس العور المناعي البشري، والحوادث والسلوك الانتحاري
المراهقة المتأخرة : 18 – 20 سنة من العمر
[ تغير النمو البدني ]
يوشك النمو أن يكتمل
لا يكتمل النمو الخطيء ، ولاسيما نمو العظام الطويلة ألا في سن 18 ( في الفتيات) ولا تبلغ كتلة العظام ذروتها إلا بعد ذلك بعامين أو اكثر.
[ النضج البيولوجي أو الجنسي ]
يكتمل النضج الجنسي. هذه سن مناسبة للزواج .
[ التغير النفسي – الاجتماعي ]
يقلل تأثير الزملاء وتتحول العلاقات ألي صداقات فردية.
يزيد التفكير في المستقبل تتشكل الهوية الفكرية.
تتحول العلاقة بين الأبناء والآباء إلى علاقة بالغ ببالغ.
الفرق بين مفهوم المراهقة ومفهوم البلوغ :
يخلط كثير من الناس بين مفهوم المراهقة ومفهوم البلوغ الجنسي، لذلك ينبغي أن نميز بين المراهقة وبين البلوغ الجنس PUBERTY ، فالبلوغ يعني بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية عند الفتى والفتاة، وقدرتها على أداء وظيفتها.
أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي. وعلى ذلك فالبلوغ إن هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويميل الكتاب إلى اعتبار مرحلة المراهقة ممتدة من سن 9 سنوات إلى 21 سنة، ويقسمون هذه الفترة إلى مرحلة المراهقة المبكرة، والمتوسطة، ثم مرحلة المراهقة المتأخرة، التي ينتقل بعدها مباشرة إلى مرحلة الرشد والكبر. فالنمو والتغيرات التي تطرأ عليه تحدث على مدى زمن طويل. ومن هنا كانت صعوبات تعريف مرحلة المراهقة، فهي التي تلي مرحلة الطفولة المتأخرة، والتي ينتقل الطفل خلالها من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة الرشد . ومراحل الانتقال في حياة الفرد دائماً مراحل حرجة في حياة الفرد والجماعة، كما أنها مرحلة تغير سريع ومتلاحق، ودائماً يصاب الإنسان بالتوتر والقلق في الفترات التي يتعرض فيها للتغيير.
وقد تطول أو تقصر فترة المراهقة تبعاً لتعقد النمط الحضاري الذي يعيش فيه المراهق، فالمجتمعات تتطلب من المراهق إعداداً علمياً أو مهنياً طويلاً ونضجاً كاملاً وقوياً حتى يتمكن من مسايرة الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية السائدة.
وتزداد أزمة المراهقة كلما طال البعد الزمني الذي يفصل بين البلوغ والاستقلال الاقتصادي، فكلما استطاع المراهق أن يحقق لنفسه الاستقلال الاقتصادي وتكوين الأسرة قلّت فترة تعرضه للأزمات النفسية.
لذلك فأزمة المراهقة أخف في الريف منها في المدينة. وذلك لبساطة الحياة، ولقرب إمكان الوصول إلى الاستقلال الاقتصادي في الريف، وإمكان الدخول في مجتمع الرجال، والاشتراك في أنشطتهم، وتحمل مسؤولياتهم، والقيام بالأعمال التي يقومون بها مثل الرعي والصيد.
وتحدد بداية مرحلة المراهقة ببداية البلوغ الذي يحدث تقريباً في سن الحادية عشرة بالنسبة للفتاة، وفي سن الثالثة عشرة بالنسبة للفتى، حيث يحدث أول قذف للفتى، وتحدث أول دورات الطمث أو الحيض عند الفتاة.
ولكن ينبغي الإشارة إلى أن هناك فروقاً فردية واسعة في السن الذي يصل فيه الطفل إلى مرحلة البلوغ أو النضج الجنسي، وعلى ذلك فيجب أن تؤخذ على سبيل التقريب، فليس من الضروري أن يصل كل طفل إلى هذه المرحلة في سن الثالثة عشرة، ولكنه يصل تبعاً لمعدله الخاص في سرعة النمو الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي . ( نقول : إن الشرع قد جعل سنّ الخامسة عشرة سن البلوغ لمن لم تظهر عليه العلامات الأخرى ) .
من هنا يجب ألا ينزعج الآباء عندما يتأخر نمو أطفالهم عن الوصول إلى مرحلة معينة من مراحل النمو.
ويبلغ النمو البدني معدلا عاليا في المرحلتين المبكرة والمتوسطة من المراهقة ، ( ولا يفوقه في معدل النمو في الطفولة) ، ويشمل ذلك ما يسمي بطفرة البلوغ إذ تحدث زيادات إضافية في الطول والوزن ونمو العضلات ( ولا سيما في الفتيان ، إذ تصبح أكتافهم أعرض من أكتاف الفتيات ) . علي حين يتسع الحوض بالتدريج في الفتيات عنه في الفتيان . ويكتمل النمو البدني الافتراضي للفتيات في سن الثامنة عشر من عمرهن ، بما في ذلك النمو الخطي للعظام الطويلة ، ولو أن كتل العظام لا تبلغ ذروتها إلا بعد ذلك ببضع سنوات ( في سن العشرين عادة ) ويبدأ النضج البيولوجي أو الجنسي أثناء المرحلة المبكرة للمراهقة بتأثير الهرمونات . ومن التغيرات الواضحة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية ، وتشمل نمو شعر الإبط والعانة . وابتداء من المرحلة المبكرة للمراهقة . يأخذ حجم الأعضاء التناسلية ، والثديين في الفتيات بالتزايد . ويبدأ الاحتلام لدي المراهقين والأحلام الجنسية لدي المراهقات . ويبدأ الحيض لدي الفتيات بين سن التاسعة والسادسة عشرة ( بمتوسط حوالي 13 سنة في الإقليم) . وقد يتأخر الحيض في حالات نقص التغذية الشديد . ويشعر الأطفال والمراهقون باللذة عند ملامسة أعضائهم التناسلية أو مداعبتها . ويزداد فضول المراهقات لمعرفة كيفية تكون الوليد ، وكيفية خروجه إلي الوجود .
وتتحكم الهرمونات الجنسية وغيرها من الهرمونات في هذه التغيرات البيولوجية والجنسية ، وقد ينتج عن ذلك مشكلة تقض مضجع المراهقين والمراهقات ، ألا وهي مشكلة العد ، أي حب ( الشباب).
ويكتمل النضج الجنسي تماما في المرحلة المتأخرة من المراهقة ، أي في سن الثامنة عشر أو التاسعة عشرة ، حين يبلغ المراهقون والمراهقات درجة من النضج البدني والنفسي الاجتماعي تمكنهم من تحمل مسؤوليات الزواج. ويوسم الزواج في هذه السن بأنه زواج مبكر لأنه يعقب النضج مباشرة . ولكن هذه السن تمثل أفضل سن الزواج ، لانها تلبي احتياجات الزوجين الجنسية ، وتعصمهما من الوقوع في براثن الأمراض المنقولة جنسيا . غير أن من الحكمة أن يعمل الزوجان علي تأجيل مجيء الطفل الأول إلي ما بعد بلوغهم سن العشرين . لذلك ينبغي تثقيف أمثال هذين الزوجين حول وسائل منع الحمل .
ويكون النمو البدني والبيولوجي والجنسي مصحوبا بتغيرات نفسية واجتماعية بعيدة المدي ، إذا لم تعالج معالجة مناسبة فقد يترتب عليها أثار سيئة في المستقبل. وعادة ما يبحث المراهقون عن جماعات من أقرانهم ينضمون إليهم ، والمعهود أنه بحلول مرحلة المراهقة المتوسطة تحدد جماعات الأقران قواعد سلوك أفرادها. وأثناء هذه المرحلة الحرجة قد يولع بعض المراهقين بالتدخين ، والمخاطرة ، معرضين أنفسهم للحوادث والعنف ، والتمرد علي السلطة ، ومعاقرة المخدرات والمسكرات ، والتورط في ممارسات جنسية قبل الزواج ( مع ما يترتب علي ذلك من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا).
وفي مرحلة المراهقة المتأخرة هذه ، تتبلور في العادة الهوية الفكرية للمراهق ، وتتحول العلاقة بينه وبين والديه من علاقة بين طفل ووالد إلي علاقة بين بالغ وبالغ . وينحسر جزئيا أو كليا تأثير جماعات الأقران وتتحول العلاقة بين أفرادها إلي علاقات صداقة فردية . وقد تنشا أسئلة جنسية لدي الراغبين في الزواج ، فمن الشواغل التقليدية في هذا الصدد بكارة الفتاة وإثبات عذريتها ، وبعض الأمور المتعلقة بالشذوذ الجنسي والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج.
إشارة تراثية فريدة حول مراحل نمو الإنسان من المثير أن نجد إشارة من القرن الثامن الهجري ( القرن الرابع عشر الميلادي) إلي مراحل نمو الإنسان ، مع تخصيص ألفاظ خاصة بها العربية . فهذا هو الإمام ابن القيم الجوزية ، أحد كبار فقهاء القرن الثامن الهجري ، والمتوفى عام 751 للهجرة (1350 للميلاد) ، يذكر في كتابه : ( تحفة المودود بأحكام المولود) مراحل النمو كما يأتي ( بتصرف)
الرضيع ، أي من كان في سن الرضاعة .
الفطيم ، أي الذي بلغ سن الفطام.
الدارج : أي الذي يدب ويدرج علي الأرض مستقلا .
المميز ، إذا بلغ السابعة والمترعرع إذا بلغ العاشرة .
البالغ إذا الحلم ، والباقل إذا طر ( ظهر) شاربه.
الشاب بين سن 20 –40
الكامل بين سن 40 – 60
الشيخ ، إذا تجاوز الستين
الهرم ‘ إذا زادت شيخوخته واشتعل رأسه شيبا وانحطت قواه قليلا .
أرذل (http://أرذل/) العمر ، إذا انحطت قواه وتغيرت أحواله وظهر نقصه.
ويجدر التنويه أن هذه المراحل التي وصفها ابن القيم ما هي إلا تفسير للآية الكريمة التي تتحدث عن المراحل المتعاقبة للخلق والنمو . ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ... ) سورة الروم :54
تشريح أعضاء الإنجاب في الذكور :
عندما يبلغ الفتي الحلم قد يستيقظ ذات صباح فيجد ملابسه الداخلية وملاءة الفراش مبللة بمادة لزجة مبيضة اللون كاللبن الحليب أو مصفرة هذه المادة هي المني الذي يخرج من القضيب ( عضو الذكورة) أثناء الجماع أو الاحتلام الليلي ويتساءل الفتي عما يجري داخل جسمه ، إذا كان لم يسبق لوالدة تبصره بهذا الأمر من قبل .
والخصيتان : هما الغدتان الجنسيتان اللتان تنتجان نطاف الذكر ( الحيوانات المنوية) وهما غدتان بيضاويتان تتدليان خارج الجسم داخل كيس جلدي يقال له الصفن . وهما تفرزان الهرمون الجنسي الذكري المسمي التستوستيرون . وعند البلوغ تبدأن في إنتاج نطاف الذكر ، مدي الحياة ما دام الشخص صحيحا . وتتمثل كل نطفة ذكريه أو حيوان في خلية بالغة الصغر ذات راس وذيل ، وهي المسؤولة في الذكر عن عملية التوالد ، باختراق بيضة الأنثى أو البويضة ويطلق علي عملية التحام الطفة اسم الإخصاب ، ويحدث ذلك بعد رحلة النطاف الذكرية والبويضات إلي بوقي الأنثى. وهكذا تنتقل النطفة من الخصيتين عبر الحويصلات المنوية ثم الأسهر ( الوعاء الناقل للنطاف) وهو أنبوب طويل يبدأ داخل الخصية ( واحد في كل جانب) ثم يدور حول المثانة إلي البروستاتة ‘ وهي غدة واقعة عند قاعدة المثانة تضيف إلي النطاق الذكرية سائلا لبني القوام يحتوي علي مغذيات لهذه النطاف . وبعد هذه الإضافة يتحول السائل المحتوي علي النطاف إلي سائل يقال له المني ( وتضاف إليه سوائل أخري من قبل غدد صغيرة أخري). ويصب المني القادم من الأسهر في الإحيل أو مجري البول( القادم من المثانة) وهذا الإحليل يتابع مسيرته عبر القضيب ( عضو الذكورة محاطا بأوردة غزيرة علي شكل إسفنجي قابل للتمدد والتوسع ، ثم ينفتح ( الإحليل) علي خارج الجسم . وعندما يثار الذكر جنسيا ( أثناء فعل جنسي ، أو تفكير جنسي ، أو حلم جنسي ) يتدفق مزيد من الدم إلي النسيج الإسفنجي للقضيب مسببا تضخمه وصلابته ، وهو ما يعرف بالانتصاب أو الانتعاظ . عند بلوغ قمة الإثارة تدفع الانقباضات العضلية بالمني إلي الخارج في دفقات متوالية ، وهذا ما يعرف بالدفق.
ومن الجدير بالملاحظة أن الإحليل جزء من الجهاز البولي _ فهو الذي يوصل البول من المثانة عبر القضيب علي الخارج ، وتعرف هذه العملية باسم التبول ) فضلا عن كونه جزءا من الجهاز التناسلي في الذكر نظرا لأنه يحمل المني من الأسهر والبروستاتة إلي الخارج . وأثناء الجماع تحدث في البروستاتة بعض الانقباضات التي تحول دون مرور البول من المثانة إلي الإحليل ، بحيث لا يمتزج المني الذي يمر عبر الإحليل بالبول . ولا تخرج المطاف الذكرية إلا في حالة الإثارة . وإلا فإنها تظل مخزونة في المستودع الأنبوبي الشكل الذي يقع بين الخصية وبين الأسهر ويسمي البربخ .
وواضح من الملاحظة السابقة أنه متي وصلت جسم الفتي إلي طور البلوغ وبدأ في دفق المني ، فأنه يصبح قادرا علي إحداث الحمل في الأنثى ، ويمكن أن يؤدي وصول قطرة ضئيلة من المني إلي المهبل الأنثي إلي الحمل ، إذا كانت الأنثي قد بدأت الإباضة والحيض ، وهو ما يمكن أن يحدث بين التاسعة والثامنة عشرة .
وينتج عن الدفق المنظم حوالي ملء معلقة صغيرة ، تحتوي علي الملايين والملايين من النطاف الذكرية . وتكفي نطفة ذكريه واحدة( أو قل : حيوان منوي واحد) لإخصاب البويضة ( وهي النطفة الأنثوية ) وحدوث الحمل. التغيرات الطارئة علي جسم الفتي :
يتطور جسم الفتي بين التاسعة والسادسة عشرة فيصبح أقرب إلي جسم الرجل وذلك علي النحو التالي :
- تطول قامته ويزداد وزنه.
- يعرض منكباه وتطول أطرافه. ئ
- تنمو عضلاته بشكل واضح .
- تزداد قوته البدنية وقدرنه علي التحمل .
ينبت الشعر علي وجهه ( اللحية والشارب) وتحت إبطيه وعلي ذراعية وساقية ، وعلي صدره وفي منطقة العانة .
إنتهى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- مقدمة -
أقدم هذا الموضوع كمجلة , تحتوي كل عدد منه على فكرة معينة , أو مجال معين
و في هذا الإصدار , موضوع المراهقة والبلوغ .. جمع لعدة مقالات و كتب علمية
http://members.lycos.co.uk/dreamovich/zoomin/zoominmagazinemain.gif
مفهوم المراهقة :
المراهقة لغويَّاً :
ما الذي نقصده بالضبط عندما نقول : إن نجلنا قد وصل إلى مرحلة المراهقة، أو عندما نقول : إن فلاناً قد أصبح شاباً مراهقاً ؟
ترجع لفظة المراهقة إلى الفعل العربي (راهق) الذي يعني الاقتراب من الشيئ، فراهق الغلام فهو مراهق: أي قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد .
المراهقة في الاصطلاح :
اصطلاح المراهقة في علم النفس يعني : الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ، ولكنه ليس النضج نفسه، لأنه في مرحلة المراهقة يبدأ الفرد في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 9 سنوات .
أما الأصل اللاتيني للكلمة فيرجع إلى كلمة ADOLESCERE تعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي أو الوجداني أو الانفعالي .
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة ، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى مرحلة فجأة، ولكنه تدريجي، ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه، فالمراهقة تعد امتداداً لمرحلة الطفولة، وإن كان هذا لا يمنع من امتيازها بخصائص معينة تميزها من مرحلة الطفولة.
مرحلة المراهقة :
المراهقة تشير إلى تلك الفترة التي تبدأ من البلوغ الجنسي PUBERTY حتى الوصول إلى النضج MATURITY وهكذا يعرفها سانفورد :
فالمراهقة إذن تشير إلى فترة طويلة من الزمن ، وليس لمجرد حالة عارضة زائلة في حياة الإنسان فالمراهقة مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرجولة ، وعلى كل حال يجب فهم هذه المرحلة على أنها مجموعة من التغيرات التي تحدث في نمو الفرد الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، ومجموعة مختلفة من مظاهر النمو التي لا تصل كلها إلى حالة النضج في وقت واحد وهكذا يعرفها " انجلسن " فهي مرحلة الانتقال التي يصبح فيها المراهق رجلاً ، وتصبح الفتاة المراهقة امرأة، ويحدث فيها كثير من التغيرات التي تطرأ على وظائف الغدد الجنسية والتغيرات العقلية والجسمية .
ويحدث هذا النمو في أوقات مختلفة في الوظائف المختلفة. ولذلك فإن حدودها لا يمكن إلا أن تكون حدوداً وضعية أو متعارفاً عليها تقليدياً بين علماء النفس ، وهذه الحدود هي : من 12 - 21 سنة بالنسبة للولد الذكر ، ومن 13 - 22 سنة بالنسبة للفتاة المراهقة .
وواضح من هذا أنها تمتد لتشمل أكثر من أحد عشر عاماً من عمر الفرد. ووصول الفرد إلى النضج الجنسي SEXUAL MATURITY لا يعني بالضرورة أن يصل الفرد إلى النضج في الوظائف الأخرى ، كالنضج العقلي مثلاً ، فعلى الفرد أن يتعلم الكثير حتى يصبح راشداً ناضجاً، ولذلك تعرف المراهقة بأنها: الانتقال من الطفولة إلى الرشد .
ويفضل بعض العلماء تحديد هذه المرحلة بتحديد واجبات النمو التي ينبغي أن تحدث في هذه المرحلة ومن هذه الواجبات ما يلي :
المراهقة المبكرة : 10 – 14 سنة من العمر
[ تغير النمو البدني ]
يتسارع معدل النمو ويشمل طفرة البلوغ.
يزداد الطول والوزن.
تنمو العضلات ويزداد عرض الكتفين في الفتيان عن الفتيات
قد يبدا نمو الفتيات قبل الفتيان بعام
[ النضج البيولوجي أو الجنسي ]
تظهر الخصائص الجنسية الثانوية.
ينمو الشعر في الإبط وفي العانة وحول الأعضاء التناسلية .
يبدا نهوض الثديين في الفتيات.
يبدأ الاحتلام ( الفتيان) والأحلام الجنسية ( الفتيات).
يبدأ الحيض في السنة الثالثة عشرة وسطيا في الإقليم.
[ التغير النفسي – الاجتماعي ]
يبدأ الانخراط في جماعات الزملاء.
تصاحب التغيرات المورفولوجية تغيرات نفسية ، وتزيد أحلام اليقضة ، والتخوف من المجهول.
قد يقارن الطفل أعضاؤه التناسلية بأشقائه أو بزملائه الأكبر وقد يعاني من الاكتئاب أو الفضول.
المراهقة المتوسطة : 15 : 17 سنة من العمر
[ تغير النمو البدني ]
يتباطأ معدل النمو قليلا ولكن المراهق يصل إلي ما يزيد علي 90% من قامة البالغ.
يستمر نمو العضلات في الفتيان بينما يتوزع الدهن في الفتيات علي نحو يجعلهن يتخذن الشكل النسائي المعهود.
يتسع الحوض في الفتيات.
تعتبر الزواج في هذه السن سابقا لأوانه ويصنف الحمل في هذه السن عالميا ، بأنه شديد الاختطار
[ النضج البيولوجي أو الجنسي ]
يظهر الشعر علي الوجه ( الفتيان).
ويتغير الصوت ( الفتيان).
الإحساس باللذة عند مسح الأعضاء التناسلية أو مداعبتها.
يزداد الفضول حول كيفية الحمل والولادة.
قد يصبح العد( حب الشباب) مشكلة
[ التغير النفسي – الاجتماعي ]
تحدد جماعات الزملاء قواعد سلوك أفرادها. يزداد الفضول حول أفراد الجنس الآخر. يصبح التفكير أكثر تجريدا. تزداد أحلام اليقظة والرومانسية والانشغال الذهني بها. يزيد إغراء التدخين والمخاطرة والعنق ومعاقرة المخدرات ، والتعرض للأمراض المنقولة جنسيا ، بما في ذلك عدوي بفيروس العور المناعي البشري، والحوادث والسلوك الانتحاري
المراهقة المتأخرة : 18 – 20 سنة من العمر
[ تغير النمو البدني ]
يوشك النمو أن يكتمل
لا يكتمل النمو الخطيء ، ولاسيما نمو العظام الطويلة ألا في سن 18 ( في الفتيات) ولا تبلغ كتلة العظام ذروتها إلا بعد ذلك بعامين أو اكثر.
[ النضج البيولوجي أو الجنسي ]
يكتمل النضج الجنسي. هذه سن مناسبة للزواج .
[ التغير النفسي – الاجتماعي ]
يقلل تأثير الزملاء وتتحول العلاقات ألي صداقات فردية.
يزيد التفكير في المستقبل تتشكل الهوية الفكرية.
تتحول العلاقة بين الأبناء والآباء إلى علاقة بالغ ببالغ.
الفرق بين مفهوم المراهقة ومفهوم البلوغ :
يخلط كثير من الناس بين مفهوم المراهقة ومفهوم البلوغ الجنسي، لذلك ينبغي أن نميز بين المراهقة وبين البلوغ الجنس PUBERTY ، فالبلوغ يعني بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية عند الفتى والفتاة، وقدرتها على أداء وظيفتها.
أما المراهقة فتشير إلى التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي. وعلى ذلك فالبلوغ إن هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويميل الكتاب إلى اعتبار مرحلة المراهقة ممتدة من سن 9 سنوات إلى 21 سنة، ويقسمون هذه الفترة إلى مرحلة المراهقة المبكرة، والمتوسطة، ثم مرحلة المراهقة المتأخرة، التي ينتقل بعدها مباشرة إلى مرحلة الرشد والكبر. فالنمو والتغيرات التي تطرأ عليه تحدث على مدى زمن طويل. ومن هنا كانت صعوبات تعريف مرحلة المراهقة، فهي التي تلي مرحلة الطفولة المتأخرة، والتي ينتقل الطفل خلالها من مرحلة الطفولة المتأخرة إلى مرحلة الرشد . ومراحل الانتقال في حياة الفرد دائماً مراحل حرجة في حياة الفرد والجماعة، كما أنها مرحلة تغير سريع ومتلاحق، ودائماً يصاب الإنسان بالتوتر والقلق في الفترات التي يتعرض فيها للتغيير.
وقد تطول أو تقصر فترة المراهقة تبعاً لتعقد النمط الحضاري الذي يعيش فيه المراهق، فالمجتمعات تتطلب من المراهق إعداداً علمياً أو مهنياً طويلاً ونضجاً كاملاً وقوياً حتى يتمكن من مسايرة الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية السائدة.
وتزداد أزمة المراهقة كلما طال البعد الزمني الذي يفصل بين البلوغ والاستقلال الاقتصادي، فكلما استطاع المراهق أن يحقق لنفسه الاستقلال الاقتصادي وتكوين الأسرة قلّت فترة تعرضه للأزمات النفسية.
لذلك فأزمة المراهقة أخف في الريف منها في المدينة. وذلك لبساطة الحياة، ولقرب إمكان الوصول إلى الاستقلال الاقتصادي في الريف، وإمكان الدخول في مجتمع الرجال، والاشتراك في أنشطتهم، وتحمل مسؤولياتهم، والقيام بالأعمال التي يقومون بها مثل الرعي والصيد.
وتحدد بداية مرحلة المراهقة ببداية البلوغ الذي يحدث تقريباً في سن الحادية عشرة بالنسبة للفتاة، وفي سن الثالثة عشرة بالنسبة للفتى، حيث يحدث أول قذف للفتى، وتحدث أول دورات الطمث أو الحيض عند الفتاة.
ولكن ينبغي الإشارة إلى أن هناك فروقاً فردية واسعة في السن الذي يصل فيه الطفل إلى مرحلة البلوغ أو النضج الجنسي، وعلى ذلك فيجب أن تؤخذ على سبيل التقريب، فليس من الضروري أن يصل كل طفل إلى هذه المرحلة في سن الثالثة عشرة، ولكنه يصل تبعاً لمعدله الخاص في سرعة النمو الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي . ( نقول : إن الشرع قد جعل سنّ الخامسة عشرة سن البلوغ لمن لم تظهر عليه العلامات الأخرى ) .
من هنا يجب ألا ينزعج الآباء عندما يتأخر نمو أطفالهم عن الوصول إلى مرحلة معينة من مراحل النمو.
ويبلغ النمو البدني معدلا عاليا في المرحلتين المبكرة والمتوسطة من المراهقة ، ( ولا يفوقه في معدل النمو في الطفولة) ، ويشمل ذلك ما يسمي بطفرة البلوغ إذ تحدث زيادات إضافية في الطول والوزن ونمو العضلات ( ولا سيما في الفتيان ، إذ تصبح أكتافهم أعرض من أكتاف الفتيات ) . علي حين يتسع الحوض بالتدريج في الفتيات عنه في الفتيان . ويكتمل النمو البدني الافتراضي للفتيات في سن الثامنة عشر من عمرهن ، بما في ذلك النمو الخطي للعظام الطويلة ، ولو أن كتل العظام لا تبلغ ذروتها إلا بعد ذلك ببضع سنوات ( في سن العشرين عادة ) ويبدأ النضج البيولوجي أو الجنسي أثناء المرحلة المبكرة للمراهقة بتأثير الهرمونات . ومن التغيرات الواضحة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية ، وتشمل نمو شعر الإبط والعانة . وابتداء من المرحلة المبكرة للمراهقة . يأخذ حجم الأعضاء التناسلية ، والثديين في الفتيات بالتزايد . ويبدأ الاحتلام لدي المراهقين والأحلام الجنسية لدي المراهقات . ويبدأ الحيض لدي الفتيات بين سن التاسعة والسادسة عشرة ( بمتوسط حوالي 13 سنة في الإقليم) . وقد يتأخر الحيض في حالات نقص التغذية الشديد . ويشعر الأطفال والمراهقون باللذة عند ملامسة أعضائهم التناسلية أو مداعبتها . ويزداد فضول المراهقات لمعرفة كيفية تكون الوليد ، وكيفية خروجه إلي الوجود .
وتتحكم الهرمونات الجنسية وغيرها من الهرمونات في هذه التغيرات البيولوجية والجنسية ، وقد ينتج عن ذلك مشكلة تقض مضجع المراهقين والمراهقات ، ألا وهي مشكلة العد ، أي حب ( الشباب).
ويكتمل النضج الجنسي تماما في المرحلة المتأخرة من المراهقة ، أي في سن الثامنة عشر أو التاسعة عشرة ، حين يبلغ المراهقون والمراهقات درجة من النضج البدني والنفسي الاجتماعي تمكنهم من تحمل مسؤوليات الزواج. ويوسم الزواج في هذه السن بأنه زواج مبكر لأنه يعقب النضج مباشرة . ولكن هذه السن تمثل أفضل سن الزواج ، لانها تلبي احتياجات الزوجين الجنسية ، وتعصمهما من الوقوع في براثن الأمراض المنقولة جنسيا . غير أن من الحكمة أن يعمل الزوجان علي تأجيل مجيء الطفل الأول إلي ما بعد بلوغهم سن العشرين . لذلك ينبغي تثقيف أمثال هذين الزوجين حول وسائل منع الحمل .
ويكون النمو البدني والبيولوجي والجنسي مصحوبا بتغيرات نفسية واجتماعية بعيدة المدي ، إذا لم تعالج معالجة مناسبة فقد يترتب عليها أثار سيئة في المستقبل. وعادة ما يبحث المراهقون عن جماعات من أقرانهم ينضمون إليهم ، والمعهود أنه بحلول مرحلة المراهقة المتوسطة تحدد جماعات الأقران قواعد سلوك أفرادها. وأثناء هذه المرحلة الحرجة قد يولع بعض المراهقين بالتدخين ، والمخاطرة ، معرضين أنفسهم للحوادث والعنف ، والتمرد علي السلطة ، ومعاقرة المخدرات والمسكرات ، والتورط في ممارسات جنسية قبل الزواج ( مع ما يترتب علي ذلك من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا).
وفي مرحلة المراهقة المتأخرة هذه ، تتبلور في العادة الهوية الفكرية للمراهق ، وتتحول العلاقة بينه وبين والديه من علاقة بين طفل ووالد إلي علاقة بين بالغ وبالغ . وينحسر جزئيا أو كليا تأثير جماعات الأقران وتتحول العلاقة بين أفرادها إلي علاقات صداقة فردية . وقد تنشا أسئلة جنسية لدي الراغبين في الزواج ، فمن الشواغل التقليدية في هذا الصدد بكارة الفتاة وإثبات عذريتها ، وبعض الأمور المتعلقة بالشذوذ الجنسي والعلاقات الجنسية خارج نطاق الزواج.
إشارة تراثية فريدة حول مراحل نمو الإنسان من المثير أن نجد إشارة من القرن الثامن الهجري ( القرن الرابع عشر الميلادي) إلي مراحل نمو الإنسان ، مع تخصيص ألفاظ خاصة بها العربية . فهذا هو الإمام ابن القيم الجوزية ، أحد كبار فقهاء القرن الثامن الهجري ، والمتوفى عام 751 للهجرة (1350 للميلاد) ، يذكر في كتابه : ( تحفة المودود بأحكام المولود) مراحل النمو كما يأتي ( بتصرف)
الرضيع ، أي من كان في سن الرضاعة .
الفطيم ، أي الذي بلغ سن الفطام.
الدارج : أي الذي يدب ويدرج علي الأرض مستقلا .
المميز ، إذا بلغ السابعة والمترعرع إذا بلغ العاشرة .
البالغ إذا الحلم ، والباقل إذا طر ( ظهر) شاربه.
الشاب بين سن 20 –40
الكامل بين سن 40 – 60
الشيخ ، إذا تجاوز الستين
الهرم ‘ إذا زادت شيخوخته واشتعل رأسه شيبا وانحطت قواه قليلا .
أرذل (http://أرذل/) العمر ، إذا انحطت قواه وتغيرت أحواله وظهر نقصه.
ويجدر التنويه أن هذه المراحل التي وصفها ابن القيم ما هي إلا تفسير للآية الكريمة التي تتحدث عن المراحل المتعاقبة للخلق والنمو . ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ... ) سورة الروم :54
تشريح أعضاء الإنجاب في الذكور :
عندما يبلغ الفتي الحلم قد يستيقظ ذات صباح فيجد ملابسه الداخلية وملاءة الفراش مبللة بمادة لزجة مبيضة اللون كاللبن الحليب أو مصفرة هذه المادة هي المني الذي يخرج من القضيب ( عضو الذكورة) أثناء الجماع أو الاحتلام الليلي ويتساءل الفتي عما يجري داخل جسمه ، إذا كان لم يسبق لوالدة تبصره بهذا الأمر من قبل .
والخصيتان : هما الغدتان الجنسيتان اللتان تنتجان نطاف الذكر ( الحيوانات المنوية) وهما غدتان بيضاويتان تتدليان خارج الجسم داخل كيس جلدي يقال له الصفن . وهما تفرزان الهرمون الجنسي الذكري المسمي التستوستيرون . وعند البلوغ تبدأن في إنتاج نطاف الذكر ، مدي الحياة ما دام الشخص صحيحا . وتتمثل كل نطفة ذكريه أو حيوان في خلية بالغة الصغر ذات راس وذيل ، وهي المسؤولة في الذكر عن عملية التوالد ، باختراق بيضة الأنثى أو البويضة ويطلق علي عملية التحام الطفة اسم الإخصاب ، ويحدث ذلك بعد رحلة النطاف الذكرية والبويضات إلي بوقي الأنثى. وهكذا تنتقل النطفة من الخصيتين عبر الحويصلات المنوية ثم الأسهر ( الوعاء الناقل للنطاف) وهو أنبوب طويل يبدأ داخل الخصية ( واحد في كل جانب) ثم يدور حول المثانة إلي البروستاتة ‘ وهي غدة واقعة عند قاعدة المثانة تضيف إلي النطاق الذكرية سائلا لبني القوام يحتوي علي مغذيات لهذه النطاف . وبعد هذه الإضافة يتحول السائل المحتوي علي النطاف إلي سائل يقال له المني ( وتضاف إليه سوائل أخري من قبل غدد صغيرة أخري). ويصب المني القادم من الأسهر في الإحيل أو مجري البول( القادم من المثانة) وهذا الإحليل يتابع مسيرته عبر القضيب ( عضو الذكورة محاطا بأوردة غزيرة علي شكل إسفنجي قابل للتمدد والتوسع ، ثم ينفتح ( الإحليل) علي خارج الجسم . وعندما يثار الذكر جنسيا ( أثناء فعل جنسي ، أو تفكير جنسي ، أو حلم جنسي ) يتدفق مزيد من الدم إلي النسيج الإسفنجي للقضيب مسببا تضخمه وصلابته ، وهو ما يعرف بالانتصاب أو الانتعاظ . عند بلوغ قمة الإثارة تدفع الانقباضات العضلية بالمني إلي الخارج في دفقات متوالية ، وهذا ما يعرف بالدفق.
ومن الجدير بالملاحظة أن الإحليل جزء من الجهاز البولي _ فهو الذي يوصل البول من المثانة عبر القضيب علي الخارج ، وتعرف هذه العملية باسم التبول ) فضلا عن كونه جزءا من الجهاز التناسلي في الذكر نظرا لأنه يحمل المني من الأسهر والبروستاتة إلي الخارج . وأثناء الجماع تحدث في البروستاتة بعض الانقباضات التي تحول دون مرور البول من المثانة إلي الإحليل ، بحيث لا يمتزج المني الذي يمر عبر الإحليل بالبول . ولا تخرج المطاف الذكرية إلا في حالة الإثارة . وإلا فإنها تظل مخزونة في المستودع الأنبوبي الشكل الذي يقع بين الخصية وبين الأسهر ويسمي البربخ .
وواضح من الملاحظة السابقة أنه متي وصلت جسم الفتي إلي طور البلوغ وبدأ في دفق المني ، فأنه يصبح قادرا علي إحداث الحمل في الأنثى ، ويمكن أن يؤدي وصول قطرة ضئيلة من المني إلي المهبل الأنثي إلي الحمل ، إذا كانت الأنثي قد بدأت الإباضة والحيض ، وهو ما يمكن أن يحدث بين التاسعة والثامنة عشرة .
وينتج عن الدفق المنظم حوالي ملء معلقة صغيرة ، تحتوي علي الملايين والملايين من النطاف الذكرية . وتكفي نطفة ذكريه واحدة( أو قل : حيوان منوي واحد) لإخصاب البويضة ( وهي النطفة الأنثوية ) وحدوث الحمل. التغيرات الطارئة علي جسم الفتي :
يتطور جسم الفتي بين التاسعة والسادسة عشرة فيصبح أقرب إلي جسم الرجل وذلك علي النحو التالي :
- تطول قامته ويزداد وزنه.
- يعرض منكباه وتطول أطرافه. ئ
- تنمو عضلاته بشكل واضح .
- تزداد قوته البدنية وقدرنه علي التحمل .
ينبت الشعر علي وجهه ( اللحية والشارب) وتحت إبطيه وعلي ذراعية وساقية ، وعلي صدره وفي منطقة العانة .
إنتهى