Star_Fire
17-03-2005, 12:50 PM
بعد مضي 73 عاما علي اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
الفرعون الذهبي .. لم يمت مقتولا
كانت صحته جيدة ولم يكتمل نمو ضروس العقل !
كسر الجمجمة حدث علي يد المكتشف كارتر أو أثناء التحنيط
http://akhersaa.akhbarelyom.org/issues/3673/images/ee.jpg
قناع الفرعون الذهبي
توت عنخ آمون لم يمت مقتولا !
كيف وقد عاش علماء المصريات وآلاف المغرمين بكشف أسرار حياة هذا الفرعون الذهبي يروجون لفكرة أنه مات مقتولا بسبب خبطة علي رأسه وهو في سن التاسعة عشرة؟!.
عشرات بل مئات بل قل آلاف الكتب والدراسات العلمية وغير العلمية التي خرجت في شتي بقاع الدنيا تروج لهذه الفكرة.. وخرجت سيناريوهات مختلفة تدور حول استغلال فكرة المؤامرة والقتل.. بعد كل هذا خرج علينا العالم المصري د. زاهي حواس بنتائج أبحاث أحدث جهاز أشعة مقطعية في العالم صمم خصيصا من أجل عيون هذا الفرعون وأهدي إلي مصر لكشف الحقيقة: هل مات توت مقتولا أم موتة طبيعية ؟.. وجاءت الحقيقة القاطعة بمثابة الصدمة.. ولكن الجهاز لم يكشف السر أو يقدم الدليل القاطع لموت هذا الفرعون شابا يافعا ودون أن ينبت له ضرس العقل!!
كان اكتشاف هيوارد كارتر لمقبرة 'توت عنخ آمون' كاملة بكل ما فيها من روائع ونفائس تخص هذا الملك الذهبي بمثابة الحدث الأكبر والأهم في تاريخ الاكتشافات الأثرية خلال القرن الماضي.. ومن يومها وهذا الملك الشاب الذي مات دون التاسعة عشرة له سحر خاص دون بقية الملوك وأصبح هو الأشهر بين ملوك الفراعنة.. وأصبح استقبال أي دولة من دول العالم لمعرض يتضمن آثارا تخصه هو شهادة مقدمة بنجاح هذا المعرض وهو ما أثبتته الأيام فقد طافت روائع المقبرة العالم وحاليا له معرض بدأ في سويسرا ومنها انتقل إلي بون عندما افتتحه الرئيس مبارك والمستشار الألماني شرودر في رمضان الماضي وها هو يستعد لعبور الأطلنطي في جولة أمريكية يعود بعدها إلي أوربا ومنها إلي أرض الأجداد.. وفي كل محطة يحقق حوله المزيد من السحر والغموض بروائع ما ترك في مقبرته وبالأساطير والحكايات التي دارت حول أسباب موته.
الاجابة علي تساؤلات موت توت كانت دائما بمثابة رغبة لكل من تولي أمانة المجلس الأعلي للآثار ولكل عالم من علماء المصريات.. وحتي للشركات العالمية المتخصصة في صنع أجهزة الأشعة بكافة أشكالها.
فحوصات سابقة
يقول العالم المصري د. زاهي حواس خضعت مومياء توت لعدة فحوصات كانت أولها علي يد المكتشف كارتر نفسه مع فريق العمل المرافق له عندما قاموا باستخراج 150 قطعة ذهبية عبارة عن مجموعة من التمائم التي كانت موجودة حول وداخل المومياء ونتيجة لرغبة كارتر في انتزاع القناع الذهبي للملك الذي كان ملتصقا بالوجه بسبب الزيوت 'الراتنجية' التي سكبها كارتر علي المومياء بالتابوت كما أضطر إلي استخدام سكاكين ساخنة لانتزاع القناع وهو ما أدي إلي الحاق اضرار بالغة بالمومياء التي قسمت نتيجة لذلك إلي عدة أجزاء!! وبعد ذلك أعاد كارتر المومياء إلي المقبرة عام ..1926 ومنذ ذلك الوقت خضعت المومياء لمحاولتين للدراسة بالأشعة السينية العادية (X -Ray). كانت أولاهما في عام 1968 علي يد فريق من جامعة ليفربول، أما المحاولة الثانية فكانت عام 1978 والتي قام بها الأمريكي جي إي هاريس من جامعة ميتشجان.
ويضيف د. حواس أنه علي الرغم مما قدمته لنا هاتان المحاولتان للفحص من معلومات إلا أن الباب ظل مفتوحا لكثير من التكهنات والأسئلة التي ليس لها إجابات عن حياة وموت الملك توت ومنذ عام تقريبا تقدمت إحدي الشركات الألمانية المتخصصة في صناعة أجهزة الأشعة المقطعية المعروفة باسم 'سيتي سكان' يعرض إلي المجلس الأعلي للآثار لتقديم أحدث جهاز في العالم في هذا المجال ثمنه يتجاوز 2 مليون دولار كهدية للمجلس!
قرار اللجنة الدائمة
يقول زاهي وعرض الأمر علي اللجنة الدائمة للآثار المصرية ووافقت علي قبول الهدية ووضعت دستور عمل لاستغلال الجهاز في فحص المومياوات الفرعونية لعمل ما يمكن أن نسميه التاريخ المرضي للفراعنة: أسباب الوفاة.. أشهر الأمراض التي أصيبوا بها إلي غير ذلك ومن مزايا هذا الجهاز أنه محمول يمكن أن ينتقل إلي المواقع الأثرية علي مستوي مصر.
وقررت اللجنة استخدام هذا الجهاز في محاولة للوصول إلي الأسباب الحقيقية لموت الملك الفرعوني الشاب توت عنخ آمون.. وقامت الدنيا ولم تقعد عندما كان هناك رأي أولي لفحص المومياء في القاهرة واستقر الرأي علي اجراء التجربة في الأقصر بجوار المقبرة.. وأيضا قامت الدنيا حول الظروف المحيطة بالتجربة.. وبمن يقومون بها من علماء مصريين اعترف الأجانب بكفاءتهم ومقدرتهم.
أهمية الأشعة
وتأتي أهمية الأشعة المقطعية كما تقول د. مرفت شفيق أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة وقائدة الفريق من أنها متعددة الطبقات لذلك فهي تخترق اللفائف المغلفة للمومياء لتعطي صورة ثلاثية الأبعاد شديدة الدقة، تمكننا من رؤية الأنسجة والمواد المختلفة بكثافتها المتنوعة داخل تجاويف الجسم.. بمعني آخر فإن هذه الوسيلة الجديدة نجحت في توضيح أجزاء من المومياء لم تكن تظهر بالأشعة العادية.
نتائج الأشعة عكف فريق علمي تكون من ثمانية أساتذة بكلية طب القاهرة، هم من صفوة أساتذة الطب والأشعة والتشريح والطب الشرعي، بالتعاون مع ثلاثة من الأطباء الأجانب المتخصصين أحدهم سويسري الجنسية بجامعة زيورخ واثنان إيطاليان وهم نفسهم الذين قاموا بعمل الدراسات الخاصة بما يعرف 'برجل الجليد'
قطع الشك باليقين
وبعد اجتماعات مستمرة لفريق العمل لمدة شهرين وفي تكتم شديد عكف الفريق العلمي علي تحليل الأشعة وربط البيانات ببعضها للخروج بنتائج علمية تقطع الشك باليقين وتجيب علي التساؤلات.
ولاحظ الفريق العلمي أن اجزاء عديدة من المومياء كانت غير موجودة، فعلي سبيل المثال كانت عظمة لوح الكتف علي الجانبين، وكذلك عظم القصبة وبعض الضلوع والأصابع غير موجودة.. كما وجدت قطع عظام مكسورة من المومياء مدفونة في الرمال أسفل المومياء داخل الصندوق الخشبي.
ولاحظ الفريق أيضا أن الذراعين اللتين كانتا في حالة انثناء بالوضع 'الأوزيري' الملكي علي صدر الملك كما ظهرت في الصور الأولي للمومياء أيام كارتر، قد تغيرنا وصارنا مفرودتين إلي جانب الجسم.
الحالة الصحية
طبقا للدراسات التي تمت علي العظام فإن الملك كان يتمتع بصحة جيدة حيث لا يظهر الفحص أي دلائل تشير إلي تعرض الملك لأمراض سوء التغذية أو الأمراض المزمنة خلال طفولته.
كما أن أسنانه كانت في حالة جيدة وهو ما يدل علي أنه كان يتمتع برعاية صحية جيدة خلال فترة حياته، وكان طول الملك حوالي 170 سم.
كما اتصفت جمجمة توت عنخ آمون بأنها تميل إلي الاستطالة من الأمام إلي الخلف وبالفحص الحالي وجد أنه شكل طبيعي وليس بسبب مرضي، كما لوحظ أن ثلاثة من ضروس العقل لم تخرج من عظام الفكين وقد وجد بالأشعة شق خلقي صغير علي الخط المنصف لعظام سقف الفم خلف الأسنان القواطع كما كانت أسنانه الأمامية غير منتظمة تماما في موقعها.
طريقة تحنيط الرأس
طبقا لاختلاف شكل وكثافة مواد التحنيط المستعملة فقد اتفق أفراد الفريق علي أن المحنطين قاموا بإدخال عدة سوائل إلي داخل تجويف الجمجمة وذلك علي عدة مراحل وعن طريق الأنف.
طريقة أخري محتملة لتحنيط الرأس (لم يتفق عليها جميع أعضاء الفريق) حيث يري البعض أن هناك أدلة أخري لإدخال سوائل التحنيط عبر الجزء السفلي من الجمجمة وأعلي الرقبة وذلك لأنه يوجد في مؤخرة تجويف الجمجمة طبقتان من سوائل التحنيط بكثافات مختلفة عن تلك الموجودة بالجزء العلوي من الجمجمة والتي أدخلت عن طريق الأنف ومن الصعب دخولها عن الطريق السابق ذكره 'الأنف' وجد أن الفقرة العنقية الأولي مكسورة في قوسها الخلفي وربما يكون هذا الكسر قد حدث أثناء إدخال سوائل التحنيط داخل الجمجمة أو أنه ربما يكون نتيجة ما فعله كارتر وفريقه أثناء محاولة تخليص الجسد من التابوت باستخدام الآلات الحادة وينفي بعض أعضاء الفريق وجود هذه الطريقة لإدخال سوائل التحنيط داخل الجمجمة.
الرأي في سبب الوفاة
اتفق الفريق علي أنه لا يوجد أية أدلة علي وفاة الملك بسبب تعرضه لضربة علي رأسه وأن القطعة العظمية المتحركة داخل الجمجمة لا يمكن أن تكون نتيجة لأي حادثة قبل الوفاة حيث إنها في هذه الحالة كانت لابد أن تكون ملتصقة بسوائل التحنيط ومن شبه المؤكد أن تكون هذه القطعة العظمية هي جزء من القوس الخلفي للفقرة العنقية الأولي والتي يمكن أن تكون قد كسرت أثناء عملية التحنيط أو بسبب تخليص الرأس الملتصقة بأرضية التابوت والقناع علي يد فريق كارتر.
أما الرأي الآخر فهو يتعلق بوجود الشرخ بالنهاية السفلي لعظمة الفخذ اليسري حيث لاحظ الفريق وجود كسر صغير في الجزء السفلي لعظمة الفخذ اليسري ويري بعض أعضاء الفريق أن هذا الكسر يدخل ضمن التعامل السييء في المومياء بواسطة فريق كارتر وخاصة أنه لا يوجد في هذا الكسر علامات التئام أو آثار نزف دموي ويري البعض الآخر أن هذا الكسر مختلف عن الكسور الأخري بجسم توت عنخ آمون وذلك لدخول مواد التحنيط داخل الكسر وهذا يؤدي إلي الاعتقاد بأنه حدث أثناء حياة الملك وقبل عملية التحنيط.
وعلي أية حال فإن هذا الكسر البسيط لم يتسبب في الغالب في وفاة الملك حيث لا يوجد أية آثار لالتهابات أو تجمعات دموية مجاورة.
أما الرأي الثالث فهو يتعلق بإصابة بالصدر وذلك لتفسير فقدان بعض الأضلاع وعظمة القفص في الجدار الأمامي للقفص الصدري وبعضها الآخر مكسور بآلة حادة.
اتفق الفريق كله علي أن الشكل الحالي لا يمكن أن يكون بسبب إصابته قبل الوفاة
عملية التحنيط
أظهرت الدراسة أنه تم تحنيط الملك توت عنخ آمون بعناية فائقة وذلك بسبب وجود خمسة أنواع مختلفة من سوائل ومواد التحنيط تملأ أغلب تجاويف الجسم.
وقد تمت علي مراحل مختلفة بجانب أن جميع أعضاء الجسم الداخلية قد تم إخراجها من الجسم واستبدالها بمواد التحنيط وهذا الرأي مخالف لما كان معتقدا من قبل بأن تحنيط الملك تم في عجالة.
هل أغلق بذلك ملف توت عنخ آمون ؟
يقول د. زاهي حواس أنه بهذه النتائج سوف نغلق ملف أسباب وفاة توت إلي الأبد ولم يعد هناك أي داع لإعادة الفحص مستقبلا وأستطيع أن أقول أيضا أنه أخيرا سوف يرقد عنخ آمون بمقبرته في سلام وأمان كما أراد هو وكما أرادت العقيدة المصرية القديمة.
الفرعون الذهبي .. لم يمت مقتولا
كانت صحته جيدة ولم يكتمل نمو ضروس العقل !
كسر الجمجمة حدث علي يد المكتشف كارتر أو أثناء التحنيط
http://akhersaa.akhbarelyom.org/issues/3673/images/ee.jpg
قناع الفرعون الذهبي
توت عنخ آمون لم يمت مقتولا !
كيف وقد عاش علماء المصريات وآلاف المغرمين بكشف أسرار حياة هذا الفرعون الذهبي يروجون لفكرة أنه مات مقتولا بسبب خبطة علي رأسه وهو في سن التاسعة عشرة؟!.
عشرات بل مئات بل قل آلاف الكتب والدراسات العلمية وغير العلمية التي خرجت في شتي بقاع الدنيا تروج لهذه الفكرة.. وخرجت سيناريوهات مختلفة تدور حول استغلال فكرة المؤامرة والقتل.. بعد كل هذا خرج علينا العالم المصري د. زاهي حواس بنتائج أبحاث أحدث جهاز أشعة مقطعية في العالم صمم خصيصا من أجل عيون هذا الفرعون وأهدي إلي مصر لكشف الحقيقة: هل مات توت مقتولا أم موتة طبيعية ؟.. وجاءت الحقيقة القاطعة بمثابة الصدمة.. ولكن الجهاز لم يكشف السر أو يقدم الدليل القاطع لموت هذا الفرعون شابا يافعا ودون أن ينبت له ضرس العقل!!
كان اكتشاف هيوارد كارتر لمقبرة 'توت عنخ آمون' كاملة بكل ما فيها من روائع ونفائس تخص هذا الملك الذهبي بمثابة الحدث الأكبر والأهم في تاريخ الاكتشافات الأثرية خلال القرن الماضي.. ومن يومها وهذا الملك الشاب الذي مات دون التاسعة عشرة له سحر خاص دون بقية الملوك وأصبح هو الأشهر بين ملوك الفراعنة.. وأصبح استقبال أي دولة من دول العالم لمعرض يتضمن آثارا تخصه هو شهادة مقدمة بنجاح هذا المعرض وهو ما أثبتته الأيام فقد طافت روائع المقبرة العالم وحاليا له معرض بدأ في سويسرا ومنها انتقل إلي بون عندما افتتحه الرئيس مبارك والمستشار الألماني شرودر في رمضان الماضي وها هو يستعد لعبور الأطلنطي في جولة أمريكية يعود بعدها إلي أوربا ومنها إلي أرض الأجداد.. وفي كل محطة يحقق حوله المزيد من السحر والغموض بروائع ما ترك في مقبرته وبالأساطير والحكايات التي دارت حول أسباب موته.
الاجابة علي تساؤلات موت توت كانت دائما بمثابة رغبة لكل من تولي أمانة المجلس الأعلي للآثار ولكل عالم من علماء المصريات.. وحتي للشركات العالمية المتخصصة في صنع أجهزة الأشعة بكافة أشكالها.
فحوصات سابقة
يقول العالم المصري د. زاهي حواس خضعت مومياء توت لعدة فحوصات كانت أولها علي يد المكتشف كارتر نفسه مع فريق العمل المرافق له عندما قاموا باستخراج 150 قطعة ذهبية عبارة عن مجموعة من التمائم التي كانت موجودة حول وداخل المومياء ونتيجة لرغبة كارتر في انتزاع القناع الذهبي للملك الذي كان ملتصقا بالوجه بسبب الزيوت 'الراتنجية' التي سكبها كارتر علي المومياء بالتابوت كما أضطر إلي استخدام سكاكين ساخنة لانتزاع القناع وهو ما أدي إلي الحاق اضرار بالغة بالمومياء التي قسمت نتيجة لذلك إلي عدة أجزاء!! وبعد ذلك أعاد كارتر المومياء إلي المقبرة عام ..1926 ومنذ ذلك الوقت خضعت المومياء لمحاولتين للدراسة بالأشعة السينية العادية (X -Ray). كانت أولاهما في عام 1968 علي يد فريق من جامعة ليفربول، أما المحاولة الثانية فكانت عام 1978 والتي قام بها الأمريكي جي إي هاريس من جامعة ميتشجان.
ويضيف د. حواس أنه علي الرغم مما قدمته لنا هاتان المحاولتان للفحص من معلومات إلا أن الباب ظل مفتوحا لكثير من التكهنات والأسئلة التي ليس لها إجابات عن حياة وموت الملك توت ومنذ عام تقريبا تقدمت إحدي الشركات الألمانية المتخصصة في صناعة أجهزة الأشعة المقطعية المعروفة باسم 'سيتي سكان' يعرض إلي المجلس الأعلي للآثار لتقديم أحدث جهاز في العالم في هذا المجال ثمنه يتجاوز 2 مليون دولار كهدية للمجلس!
قرار اللجنة الدائمة
يقول زاهي وعرض الأمر علي اللجنة الدائمة للآثار المصرية ووافقت علي قبول الهدية ووضعت دستور عمل لاستغلال الجهاز في فحص المومياوات الفرعونية لعمل ما يمكن أن نسميه التاريخ المرضي للفراعنة: أسباب الوفاة.. أشهر الأمراض التي أصيبوا بها إلي غير ذلك ومن مزايا هذا الجهاز أنه محمول يمكن أن ينتقل إلي المواقع الأثرية علي مستوي مصر.
وقررت اللجنة استخدام هذا الجهاز في محاولة للوصول إلي الأسباب الحقيقية لموت الملك الفرعوني الشاب توت عنخ آمون.. وقامت الدنيا ولم تقعد عندما كان هناك رأي أولي لفحص المومياء في القاهرة واستقر الرأي علي اجراء التجربة في الأقصر بجوار المقبرة.. وأيضا قامت الدنيا حول الظروف المحيطة بالتجربة.. وبمن يقومون بها من علماء مصريين اعترف الأجانب بكفاءتهم ومقدرتهم.
أهمية الأشعة
وتأتي أهمية الأشعة المقطعية كما تقول د. مرفت شفيق أستاذ الأشعة بجامعة القاهرة وقائدة الفريق من أنها متعددة الطبقات لذلك فهي تخترق اللفائف المغلفة للمومياء لتعطي صورة ثلاثية الأبعاد شديدة الدقة، تمكننا من رؤية الأنسجة والمواد المختلفة بكثافتها المتنوعة داخل تجاويف الجسم.. بمعني آخر فإن هذه الوسيلة الجديدة نجحت في توضيح أجزاء من المومياء لم تكن تظهر بالأشعة العادية.
نتائج الأشعة عكف فريق علمي تكون من ثمانية أساتذة بكلية طب القاهرة، هم من صفوة أساتذة الطب والأشعة والتشريح والطب الشرعي، بالتعاون مع ثلاثة من الأطباء الأجانب المتخصصين أحدهم سويسري الجنسية بجامعة زيورخ واثنان إيطاليان وهم نفسهم الذين قاموا بعمل الدراسات الخاصة بما يعرف 'برجل الجليد'
قطع الشك باليقين
وبعد اجتماعات مستمرة لفريق العمل لمدة شهرين وفي تكتم شديد عكف الفريق العلمي علي تحليل الأشعة وربط البيانات ببعضها للخروج بنتائج علمية تقطع الشك باليقين وتجيب علي التساؤلات.
ولاحظ الفريق العلمي أن اجزاء عديدة من المومياء كانت غير موجودة، فعلي سبيل المثال كانت عظمة لوح الكتف علي الجانبين، وكذلك عظم القصبة وبعض الضلوع والأصابع غير موجودة.. كما وجدت قطع عظام مكسورة من المومياء مدفونة في الرمال أسفل المومياء داخل الصندوق الخشبي.
ولاحظ الفريق أيضا أن الذراعين اللتين كانتا في حالة انثناء بالوضع 'الأوزيري' الملكي علي صدر الملك كما ظهرت في الصور الأولي للمومياء أيام كارتر، قد تغيرنا وصارنا مفرودتين إلي جانب الجسم.
الحالة الصحية
طبقا للدراسات التي تمت علي العظام فإن الملك كان يتمتع بصحة جيدة حيث لا يظهر الفحص أي دلائل تشير إلي تعرض الملك لأمراض سوء التغذية أو الأمراض المزمنة خلال طفولته.
كما أن أسنانه كانت في حالة جيدة وهو ما يدل علي أنه كان يتمتع برعاية صحية جيدة خلال فترة حياته، وكان طول الملك حوالي 170 سم.
كما اتصفت جمجمة توت عنخ آمون بأنها تميل إلي الاستطالة من الأمام إلي الخلف وبالفحص الحالي وجد أنه شكل طبيعي وليس بسبب مرضي، كما لوحظ أن ثلاثة من ضروس العقل لم تخرج من عظام الفكين وقد وجد بالأشعة شق خلقي صغير علي الخط المنصف لعظام سقف الفم خلف الأسنان القواطع كما كانت أسنانه الأمامية غير منتظمة تماما في موقعها.
طريقة تحنيط الرأس
طبقا لاختلاف شكل وكثافة مواد التحنيط المستعملة فقد اتفق أفراد الفريق علي أن المحنطين قاموا بإدخال عدة سوائل إلي داخل تجويف الجمجمة وذلك علي عدة مراحل وعن طريق الأنف.
طريقة أخري محتملة لتحنيط الرأس (لم يتفق عليها جميع أعضاء الفريق) حيث يري البعض أن هناك أدلة أخري لإدخال سوائل التحنيط عبر الجزء السفلي من الجمجمة وأعلي الرقبة وذلك لأنه يوجد في مؤخرة تجويف الجمجمة طبقتان من سوائل التحنيط بكثافات مختلفة عن تلك الموجودة بالجزء العلوي من الجمجمة والتي أدخلت عن طريق الأنف ومن الصعب دخولها عن الطريق السابق ذكره 'الأنف' وجد أن الفقرة العنقية الأولي مكسورة في قوسها الخلفي وربما يكون هذا الكسر قد حدث أثناء إدخال سوائل التحنيط داخل الجمجمة أو أنه ربما يكون نتيجة ما فعله كارتر وفريقه أثناء محاولة تخليص الجسد من التابوت باستخدام الآلات الحادة وينفي بعض أعضاء الفريق وجود هذه الطريقة لإدخال سوائل التحنيط داخل الجمجمة.
الرأي في سبب الوفاة
اتفق الفريق علي أنه لا يوجد أية أدلة علي وفاة الملك بسبب تعرضه لضربة علي رأسه وأن القطعة العظمية المتحركة داخل الجمجمة لا يمكن أن تكون نتيجة لأي حادثة قبل الوفاة حيث إنها في هذه الحالة كانت لابد أن تكون ملتصقة بسوائل التحنيط ومن شبه المؤكد أن تكون هذه القطعة العظمية هي جزء من القوس الخلفي للفقرة العنقية الأولي والتي يمكن أن تكون قد كسرت أثناء عملية التحنيط أو بسبب تخليص الرأس الملتصقة بأرضية التابوت والقناع علي يد فريق كارتر.
أما الرأي الآخر فهو يتعلق بوجود الشرخ بالنهاية السفلي لعظمة الفخذ اليسري حيث لاحظ الفريق وجود كسر صغير في الجزء السفلي لعظمة الفخذ اليسري ويري بعض أعضاء الفريق أن هذا الكسر يدخل ضمن التعامل السييء في المومياء بواسطة فريق كارتر وخاصة أنه لا يوجد في هذا الكسر علامات التئام أو آثار نزف دموي ويري البعض الآخر أن هذا الكسر مختلف عن الكسور الأخري بجسم توت عنخ آمون وذلك لدخول مواد التحنيط داخل الكسر وهذا يؤدي إلي الاعتقاد بأنه حدث أثناء حياة الملك وقبل عملية التحنيط.
وعلي أية حال فإن هذا الكسر البسيط لم يتسبب في الغالب في وفاة الملك حيث لا يوجد أية آثار لالتهابات أو تجمعات دموية مجاورة.
أما الرأي الثالث فهو يتعلق بإصابة بالصدر وذلك لتفسير فقدان بعض الأضلاع وعظمة القفص في الجدار الأمامي للقفص الصدري وبعضها الآخر مكسور بآلة حادة.
اتفق الفريق كله علي أن الشكل الحالي لا يمكن أن يكون بسبب إصابته قبل الوفاة
عملية التحنيط
أظهرت الدراسة أنه تم تحنيط الملك توت عنخ آمون بعناية فائقة وذلك بسبب وجود خمسة أنواع مختلفة من سوائل ومواد التحنيط تملأ أغلب تجاويف الجسم.
وقد تمت علي مراحل مختلفة بجانب أن جميع أعضاء الجسم الداخلية قد تم إخراجها من الجسم واستبدالها بمواد التحنيط وهذا الرأي مخالف لما كان معتقدا من قبل بأن تحنيط الملك تم في عجالة.
هل أغلق بذلك ملف توت عنخ آمون ؟
يقول د. زاهي حواس أنه بهذه النتائج سوف نغلق ملف أسباب وفاة توت إلي الأبد ولم يعد هناك أي داع لإعادة الفحص مستقبلا وأستطيع أن أقول أيضا أنه أخيرا سوف يرقد عنخ آمون بمقبرته في سلام وأمان كما أراد هو وكما أرادت العقيدة المصرية القديمة.