المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر كلمــــــات ..



جمــال الخيــال
17-03-2005, 12:55 PM
نقف أمام بوابة حضارات التاريخ ، لننتظر صور الإبداع .. فتسعفنا العبقرية بصور التفوق لتشبع الخيال ، وتملأ العاطفة ، ليداوينا الوصف المشرق بالكلمة ، والمضيء بالحروف ، ليملأ الجو بهاءا في سناء ، وإبداعا في إمتاع .
.............................................
أمسك القلم ، فتلامسه أناملي البسيطة ، ويعتصر حينها الفكر ، ليتوه العقل في متاهات لا يدرك معناها ، ولكنه يعرف عنوانها ، لأن ها قد جاءت من هناك .. من مدائن الجنون ، ومعاقل الخيال ، واحتفالية الذات ، بمشاعر موهومة ، وأحاسيس مرسومة ، من حبر ريشة هذا القلم .
..................................................
في كل يوم .. لابد وأن نعيش مأساة .. تكدّر صفونا ، وتنغص عيشنا ، وتقتل صناعة فرحتنا ، وهذه جناية الأنذال ، وحماقات الأشرار ، الذين استرخصوا الابتسامة الكريمة لأجل كرامة مهينة ، تبعد فرحتهم .. وتلبي مطالب نزوتهم ، لأنهم خلقوا بلا قلوب .. وعاشوا بلا عقول ، فلا يلقول لقيمة لسانهم بالا ، فبحثوا عن كلمات تسيء إلى غيرهم ، وترفع من حق أنفسهم ، فأين قيمة الكلمات ، ولم يعلموا أنهم هم من سيخسرون إحترام البشر لهم ، لأنهم نسوا قيمة لسانهم ، فأسترخص غيرهم إحترامهم لهم ، وأين روح الإحترام ، وكأنهم لا يعلمون أن اللسان هو مقياس الإحترام لصاحبه أمام البشر ، فهؤلاء البشر قد تفننوا في صناعة اليأس ، وصياغة الهمس .. لأنهم لم ولن يفكروا في قيمة الكلمة المشرقة ، والتي تشرح الصدور في كل وقت وأي زمان .
.................................................. .
الكلمة .. صديقة غالية ، مسكنها القلب ، وعنوانها العقل ،وحديقتها الفكر ، وأيامها الصفحات ، وسنينها الكتب ، ولكن عمرها أطول من كاتبها ، لأنه صنعها بقلمه ، فسترثيه هي لوفاته بكلماتها .. ولكن بعيدا عن قلم من صنعها ، تشرق بحياة الضمير ، لأن حضورها فيه إشراق للفؤاد ، فهي بعيدة عن النفاق والالتواء ، وهذا من دقيق جمالها ، ومن ثراء مخزونها الثقافي .
.................................................. .
الكلمة كأطياف الزهور .. معجزة الجمال .. ليست باردة المشاعر ، ولا جافة العواطف ، فلها طبيعة ومنقادة ، لأن لها سحر وقّاد ، فجمالها يسكن خاطرتك ، وألوانها تسحر حاضرتك ، عاشت للجمال ، فعاش الجمال من بعدها ، تحب ولا تكره ، تؤانس ولا تشاكس ، رهيفة المشاعر ، لأنها رائعة وجودها ، لأن طبيعتها تذوب في الجمال ، وتطير إلى الكمال ، وتعشق الحسن بلا ابتذال .
.................................................. .
هكذا أمسكت قلمي لنسافر معا برفقة الفكر عبر هذه الكلمات ، ربما لم تكن كالكلمات ، ولكن ما أجمل سياحة الفكر ، تحت مظلة العقل ، قائدها القلم .. لنعرف جمال بناءه ، وروعة اختياره ، لمدائن الكلمة التي شدينا الرحال إليها ، وكأنها زيارة استهلال لجميع معاني المفردة للكلمة ، فأصبحت ضيافتي عليها كالوشم في الكف ، والعنوان للكتاب ، لأني قد أنصتّ لالتياعها ، وأدركت حرقة وجدها على زميلاتها من اللغات الأخرى ، وكيف رضينا للغات الأخرى بأن نقارنها بها ..
.................................
لقد عرفت الكلمة منذ سنين طويلة ، كنت أصورها في فكري كأحلى صورة ، وأرسم حروفها كأزهى فستان ، لتكون في أبهى ديوان ، كنت أراها ترتحل من فكر إلى فكر ، وتسكن من عقل إلى عقل ، لها سياحة خاصة في عقول البشر ، وسفر وترحال دائم عبر فكرهم ، ساعة أجدها في الأبيات ، وساعة أخرى أجدها هناك خلف القصائد ، وأراها في الصحف ، وفي كل قصور الكتب ، ومنازل المجلدات ، وكأنها بقيت عازفة على الدهر نغمات تأملاتها في العقول ، وألحانها الجميلة في القلوب .
................................
جائتني رسالة قبل أيام عبر الإيميل ، ولكنها رسالة غير جميع الرسائل ، رأيت فن الكلمات في كتابة صاحبتها ، وسمعت جرس الحروف في صياغتها ، أخذت أتأمل البلاغة ، فسحرتني روعة البيان عن مضمون الرسالة ، لتكون بلاغة صاحبتها وكأنها لوحة نادرة الوجود ، رسمت بريشة رسام ماهر .
..............................
للكلمة مع الحب زمالة وسياحة ، فالحب مرتبط في مدرسة الحنين ، والكلمة تلميذة في مدرسة الإبداع ، فجزالة العاطفة جياشة لها ، والكلمة لها معنى وارف السداد ، لأنهما يتفقان على حب الجمال ، وإنشاد الكمال ، ربما يتوجعون ويتفجعون ، ولكنهم .. دائما ما يتفقون على التتويج العالي ، والتصدر الراقي ، فدموعهم حارة ، ومعانيهم تذوب دوما مع الجمال ، لأنهم دائما ينشدون الكمال .
..............................
الكلمة معدنها الجمال ، وعنوانها الخيال ، همتها الوصول إلى الكمال ، تجتاح المعاقل لأجل همتها ، وإدراك مقاصدها ، تملك قوة التأثير ، وروعة التعبير ، وبلاغة التصوير ، فما هي إلاّ قطوف دانية من القول الثمين ، والمعنى الرصين ، ولكن .. من يملك فن العزف على أنغام الكلمات ... !
............................
توقيع الكلمة ...
[ أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل سألوا الغواص عن صدفاتي ]
............................
مع أطيب تمنياتي لكم وللكلمة .. بدوام التوفيق .
لــورانس
( جمال الخيال )

أبوجمـــال
17-03-2005, 02:30 PM
جميلة كجمال المرآة...

وعذبة كعذوبة الزهرة ...

أشكرك على ما كتبت...

وأتمنى أن تستمر بالكتابة ...

أبوجمـــال

مستر حريقة
23-03-2005, 12:14 AM
مشكووووووووور على


على


على


على


الموضووووووع:D

ثريول
23-03-2005, 11:41 PM
براااافو!

جميلٌ جداً هذة الإستعارات والتشبيهات التي أحيت "الكلمات" وألبستها حللاً من الوقار وثياباً من الحكمة,,, نعم, هي كذلك, هي:


كأطياف الزهور .. معجزة الجمال .. ليست باردة المشاعر ، ولا جافة العواطف ، فلها طبيعة ومنقادة ، لأن لها سحر وقّاد ، فجمالها يسكن خاطرتك ، وألوانها تسحر حاضرتك ، عاشت للجمال ، فعاش الجمال من بعدها ، تحب ولا تكره ، تؤانس ولا تشاكس ، رهيفة المشاعر ، لأنها رائعة وجودها ، لأن طبيعتها تذوب في الجمال ، وتطير إلى الكمال ، وتعشق الحسن بلا ابتذال .

بوركت أناملك وبوركت كلماتك وبوركت لنفسك من حكيم.