ليبي جدا
17-03-2005, 04:15 PM
نقلا عن موقع القذافي يخرف (http://www.algathafi.tv)
من هم أخوالك؟
((نعم... إن من حقنا ومن حق الشعب الليبي كله أن يعرف من هم أخوالك... إننا نعلم أن ذلك قد لا يهمك ولا يعنيك في كثير أو قليل... فإننا كما نعلم ويعلم العالم كله أنك أنت "الثائر والمفكر الأممي"، وأنت "الأمين على القومية العربية" وأنت "إمام الأئمة"، وأنت مبتكر نظرية عسكرية جديدة في السوق والتعبئة "نظرية هجوم الجراد ودفاع القنافد"، وأنت صاحب "النظرية العالمية الثالثة" التي تطرح نفسها كحل وحيد ونهائي لكافة مشاكل البشرية السياسية والإقتصادية والإجتماعية في شتى أصقاعها، وأنت مخترع "النظام الجماهيري" المؤهل – على الأقل في نظرك – لأن يرث وأن يخلف كافة النظم السياسية في العالم أجمع، وأنت مهندس "النهر الصناعي العظيم" أعجوبة العالم الثامنة، والذي تصورنا – لولا خطبك الأخيرة – أنه سيقدم هو الآخر الحل النهائي لمشكلة المياه في ليبيا وربما في غيرها من الأصقاع المتاخمة لها.
وأنت فضلاً عن ذلك مبدع عدد من القصص العالمية من بينها قصة "الفرار إلى جهنم" التي لا نشك أنها هي الأخرى قد ترجمت إلى عدد من اللغات الحية، وأنت ناظم عدد من القصائد العصماء مثل قصيدة "حافظ... حافظ لا تهتم... نحن شرابين الدم"، وأنت مصمم عدد من أجمل الأزياء الرجالية والتي من أشهرها "القفازة الواحدة البيضاء" التي يلبسها القادة والزعماء أثناء حضورهم مؤتمرات القمة العربية، وعباءات "الرجال" الحريرية ذات اللون البني الصحراوي الخشن، والملمس الحريري الناعم... وأنت أخيراً "الدكتور" معمر (وأن صح أن تسمى الدكاترة لأن دكتوراه واحدة لا تليق بمقامك وإنجازاتك العلمية).
نعم، أنت كل ذلك... ومن ثم فلا يهمك ولايُنقص من قدرك ولا يزيد من شأنك أن يعرف الناس من هم أخوالك، أو من هو والداك... بل سوف لن ينقص من قدرك، بجانب كل هذه الأمجاد والمآثر، أن تكون حتى مجهول الأبوين كلية... بل حتى لو علم الناس أنك "إبن سفاح"... أفليس عدد من القادة والزعماء اليوم وفي الماضي هم "أبناء سِفاح"...
نعم كل ذلك صحيح... ولكن فلتعذرنا يا معمر وليعذرنا بقية المعجبين بك و"بأمجادك" و "بطولاتك" الوطنية والقومية والإسلامية والأممية... فنحن – الشعب الليبي – كما تعلم وكما وصفتنا مراراً شعبٌ بدوي بسيط إلى حد التخلف، يعيش البداوة بكل أعرافها وتقاليدها، وقد زاد من تعلقنا بك وببداوتنا أنك قدمت لنا نفسك منذ استيلائك على السلطة في بلادنا وطوال هذه السنوات، التي عرفناك فيها، بأنك "ابن الخيمة" و "ابن حليب الناقة" و "ابن البادية" وأنك جئت لتنتصر لأخلاق البادية وأعرافها الأصلية على أخلاق الحضر الممسوخة... وأنك فوق ذلك كله "فارس الصحراء العربية" (حتى تمنى أحد أعوانك أن يكون جواداً كي تمتطيه أيها الفارس).
http://www.algathafi.tv/images/ankal.jpg
غير أنه لا يخفى عليك يا معمر أن البادية هي قبائل وبيوت وبطون... وهذه تعني الأنساب... والأنساب كما تعلم يا معمر هن آباء وأعمام وأجداد كما هي أخوال أيضاً.
ولا يجادل أحد في أنك قدمت لنا المدعو محمد أبومنيار قذاف الدم على أنه والدك ومن ثم فقد عرفناك من قبيلة "القذاذفة" ومن بيت القحوص تحديداً.
كما قدمت لنا أعمامك وتحدثت عن أمجادهم وبطولاتهم... وأسهبت في الحديث عن واحد منهم وعن إعجابك به إلى درجة أنك سميت أحد أبنائك بإسمه وهو "الساعدي"، كما أطلقت إسمه على أهم كتائب الأمن العسكرية في قواتنا المسلحة الليبية المتمركزة في مدينة سرت والتي يرأسها العقيد "خليفة احنيش القذافي" خلفاً "لسيد قذاف الدم".
كما قدمت لنا سائر أبناء عمومتك وإن صح أن نقول سائر أمراء قبيلة القذاذفة، ابتداء باحنيش ومسعود عبدالحفيظ والإخوة قذاف الدم واشكال والبهيم والمجذوب ومروراً بالكيلبو والهيبلو والزوام والدليو والتواتي وقَرين، وذلك من خلال إسنادك لهم أعلا المناصب والرتب المدنية والعسكرية وإعطائهم أقوى وأوسع الصلاحيات وفتح خزانة الشعب الليبي على مصراعيها أمامهم حتى غدوا وأنت منهم من أغنياء العالم.
ولم تكتف بذلك، فقد طلبت لقبيلة القذاذفة "المكاتبات" و"المؤاخاة" و"التحالفات" من معظم القبائل الليبية في شرق البلاد وغربها وجنوبها.
وليس ذلك فحسب، بل لم تتردد في الإدعاء خلال السنوات الأولى لقيام الثورة الإسلامية في إيران بأن نسبك يلتقي مع نسب الإمام الخميني عند الجد السادس، وما زلنا نذكر أنك وخلال إحدى جلسات مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في العاصمة العراقية بغداد في شهر مايو-آيار من عام 1990، ادعيت أيضاً أن أجدادك رحلوا إلى ليبيا من العراق... وكيف تمنيت لو أنهم لم يرحلوا وبقوا بالعراق.
والكل في ليبيا يعلم أنك لم تكتف بإلقاء الخطب وإقامة الإحتفالات إحياء لجهاد أجدادك وأعمامك ضد الطليان الغزاة. وما الإحتفالات التي جرت منذ عدة سنوات إحياء لمعركة القرضابية الشهيرة عنا ببعيد... بل الكل يعلم أنك لم تتردد في إعادة كتابة بعض صفحات من التاريخ الليبي – ولا أقول تزييفه – كي تخصص فيها "فصولاً" تتحدث عن جهاد والدك "محمد ابومنيار القذافي" الذي مات "شهيداً" متأثراً بجراحه بعد أربعين سنة (نعم أربعين سنة منذ إصابته بتلك الجراح)، ولم تتردد في إقامة ضريح له بمقبرة الهاني بطرابلس، ولا يستطيع أي زائر لليبيا إلا أن يدرج في مراسمه زيارة ذلك الضريح وقراءة سورة الفاتحة على روح "شيخ الشهداء" الجديد بعد أن نقلت رفات شيخ المجاهدين الحقيقي عمر المختار إلى بلدة سلوق النائية.
نعم إن الشعب الليبي يعرف كل ذلك ويذكره...
ولكنك تعلم يامعمر أن الأنساب في باديتنا ووفقاً لأعرافها وتقاليدها ليست آباءً وأعماماً فقط ولكنها أيضاً "خؤولة" و "أخوال"...
ونحن لانشك في أنك تدرك ذلك حق الإدراك.. فأنت "بدوي قح".. عشت وترعرعت في البادية ورعيت الغنم فيها... وتنقلت بين نجوعها، ولا نشك أنك سمعت ذات يوم بالمثل الليبي الذي يقول "الثلثين للخال والخال والد" أو ذلك المثل الذي يقول "دور لولدك عن مخول".
ولا نشك في أنك تدرك أننا كليببين وبخاصة في باديتنا نفخر بأخوالنا قدر فخرنا بآبائنا... ولأنك تدرك أهمية الأخوال بالنسبة للأبناء فقد فهمنا لماذا كانت أول خطوة قمت بها بعد نجاح إنقلابك هي تطليق زوجتك الأولى ابنة عقيد الشرطة المرحوم "نوري خالد" ووالدة ابنك الأكبر محمد، وزواجك من بديلتها التي تنتسب إلى قبيلة "البراعصة" إحدى أهم القبائل في المنطقة الشرقية من ليبيا.
ولكن ورغم كل هذه الحقائق، فمن الثابت والغريب والمثير للتساؤل في ذات الوقت، أنه لم يحدث قط أنك تحدثت عن أخوالك، أو قدمتهم إلى أبناء شعبنا بأي صورة من صور التقديم، كما لم يحدث أن تقدم أحد من أبناء شعبنا ومن أي قبيلة من قبائله أو أي منطقة من مناطقه مدعيا أنه خالك أو أنه من أخوالك رغم ما في ذلك من شرف عظيم له – كما تعلم – ورغم ما يترتب على ذلك له من حظوة ونفوذ ينالهما شعبياً ورسمياً، بحكم الخوف أو الطمع أو النفاق.
نعم... نحن لا نجادل في أنك قدمت لنا المرحومة السيدة "عائشة بالنيران علي" على أنها والدتك.. وتحدثت عنها في أكثر من حلقة من حلقات قصة إنقلابك "المعجزة".. كما أشار إليها بعض أعضاء مجلس إنقلابك أثناء حديثهم عن قصة التحضير لذلك الإنقلاب... بل ونشرت لها أكثر من صورة، بل ربما كان حضورها على مسرح الأحداث السياسية الليبية بعد قيام الإنقلاب أكثر من حضور "أبومنيار".. بل تأكدت قصة قيامها بالبصق في وجه أحد أعضاء مجلس الإنقلاب الذي جاء يتلمس بأعتابها نافيا عن نفسه تهمة الإشتراك في محاولة أغسطس 1975 الإنقلابية.
كل ذلك صحيح... ومع ذلك فتبقى حقيقة "غياب" أو "تغييب" أخوالك عن أعين الليبيين وأسماعهم وعن مسرح الأحداث قائمة وغير قابلة للتفنيد أو الإنكار.
فما هو السر وراء هذا الأمر؟؟ وما هي حقيقته؟؟
نحن لا نستبعد ومن باب حسن الظن بك – رغم أنه لم يعد لذلك متسع أو مجال – أن يكون غياب أخوالك تواضعاً منهم، ونأياً بأنفسهم عن أضواء السلطة، وعن مظنّة الإتهام بالتقرّب والتزلف إليك، أو ربما خجلاً منك ومن أفعالك، ومع ذلك فإن "غيابهم" أو "تغييبهم" هذا هو في غير محله، وإذا لم يكن ضاراً بهم فهو دون أدنى شك ضار بك في أعين شعبنا البدوي البسيط وبخاصة في هذه الآونة التي كثر فيها اللغط حول هذا الموضوع.
ولنتحدث معك بكل صراحة..
أنت يامعمر مطالب بكشف السر عن أخوالك وتقديمهم إلى الليبيين وتعريفهم بهم حتى ولو لم يكونوا من أصحاب "البطولات والأمجاد والملاحم الجهادية" كأعمامك "المغاوير"، وحتى لو كانوا أناساً عاديين بسطاء من أمثالنا، ذلك أن الإستمرار في إخفاء هوية أخوالك هو أشد خطراً عليك.. ذلك لأنك الآن – وأكثر من أي وقت مضى – متّهم في نظر أبناء شعبنا بأنك ابن سِفاح وأن والدك الحقيقي قد لا يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم" وبالتالي فلست من قبيلة القذاذفة.. وأن والدتك الحقيقية ليست هي المرحومة "عائشة بالنيران".. وأن أمك الحقيقية هي سيدة يهودية.. وأن هذا هو التفسير الحقيقي والوحيد ل"غياب" أو "تغييب" أخوالك.
وإذا كنت لا تعلم حتى الآن فلتعلم أن هناك روايات محددة عديدة يتناقلها الليبيون حول معجزة ولادتك وحقيقة والدك وأخوالك.
تتحدث أول هذه الروايات عن فتاة يهودية كانت تعيش في بلدة سرت وكانت تعمل في بيت أحد المعمرين الطليان الذين كانوا يعيشون في المنطقة ويملكون بها إقطاعيات واسعة.. وقد حملت تلك الفتاة المسكينة سِفاحاً من ذلك المعمّر الإيطالي لتنجب منه طفلاً ذكراً، وقَد طلب ذلك الإيطالي من "محمد ابومنيار قذاف الدم" الذي كان يعمل لديه (قلت يعمل لديه ولم أقل يجاهد) هو الآخر كي يتولى رعاية ذلك الطفل حفاظاً على سمعة وشرف الأم المسكينة.. ولم يتردد أبومنيار في تلبية طلب سيده الإيطالي فتولى تربية ذلك الطفل وأطلق عليه اسم "معمر" ليعرف فيما بعد باسم "معمر ابومنيار القذافي".
أما الرواية الثانية.. فتزعم نفس ما ورد في الرواية الأولى من وقوع الاعتداء على الفتاة اليهودية المسكينة من قبل المعمّر الإيطالي الذي كانت تعمل لديه. وتختلف عنها في أن تكليف السيد أبومنيار برعاية "الطفل السِفاح" جاءت بطلب من قسيس كنيسة ترهونة الذي كان السيد أبومنيار يعمل لديه في الكنيسة كحاجب (وبالإيطالية تندنتي).
أما الرواية الثالثة.. فتزعم أن كلا من السيد أبومنيار والفتاة اليهودية كانا يعملان لدى المعمر الإيطالي في بلدة سرت.. وأن السيد أبومنيار اعتدى على الفتاة اليهودية فأنجبت منه طفلاً هو أنت.. وتتشعب الرواية هذه عند هذه النقطة، ففيما يزعم بعض رواتها أن الفتاة اليهودية تركت طفلها للسيد أبومنيار الذي أخذه لزوجته المدعوة عائشة بالنيران لترعاه وليكون أمره سراً كبيراً بينها وبينه، تزعم رواية أخرى أن السيد أبومنيار تزوج من الفتاة اليهودية التي أسلمت وعرفت فيما بعد باسم "عائشة بالنيران".
إذن فأنت – وفقاً لهذه الروايات – إبن سِفاح من أم يهودية ومن أب قد يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم"، وقد يكون أحد المعمّرين الإيطاليين الذين كانوا يعيشون في منطقة سرت الليبية. بل وتسترسل هذه الروايات لتزعم أن الإسم الأصلي لهذه الفتاة الأم اليهودية هو "زعفرانة بنت رحمين" أو هو "حالو راشيل السرتاوية" أو هو "ميمونة".
إذا كان الحديث حول حقيقة نسبك وحقيقة وهوية أخوالك قد عمّ وانتشر بين الليبّيين مؤخراً بعد صدور كتاب "أوراق الموساد المفقودة"1 لمؤلفه "جاك تايلور" والذي اتهمك صراحة بأن جذورك من حيث الأم يهودية، وإذا كان هذا الموضوع قد زاد ذيوعاً وانتشاراً بعد تصريحاتك خلال شهر أبريل 1993 التي أبديت فيها استعدادك لإرسال عدد من الحجاج الليبيين لزيارة بيت المقدس2، وتهديداتك بتغيير القبلة بالنسبة لليبيين، وفي ظل لقاءاتك المتكررة بعدد من رجال الإعمال من أصل يهودي وتاجر السلاح اليهودي "يعقوب نمرودي" الذي تجمعك به صلات حميمة بأنه يتوقع بأن تكون ثاني رئيس عربي يزور إسرائيل بعد السادات.. ومع ذلك فإن الحديث عن موضوع نسبك اليهودي المشبوه، قد ذاع بين الليبيين وغيرهم منذ زمن بعيد يكاد يرجع إلى السنوات الأولى من عمر انقلابك المشئوم.))
البقية في الحلقة الثانية (http://www.montada.com/showthread.php?t=357716)
من هم أخوالك؟
((نعم... إن من حقنا ومن حق الشعب الليبي كله أن يعرف من هم أخوالك... إننا نعلم أن ذلك قد لا يهمك ولا يعنيك في كثير أو قليل... فإننا كما نعلم ويعلم العالم كله أنك أنت "الثائر والمفكر الأممي"، وأنت "الأمين على القومية العربية" وأنت "إمام الأئمة"، وأنت مبتكر نظرية عسكرية جديدة في السوق والتعبئة "نظرية هجوم الجراد ودفاع القنافد"، وأنت صاحب "النظرية العالمية الثالثة" التي تطرح نفسها كحل وحيد ونهائي لكافة مشاكل البشرية السياسية والإقتصادية والإجتماعية في شتى أصقاعها، وأنت مخترع "النظام الجماهيري" المؤهل – على الأقل في نظرك – لأن يرث وأن يخلف كافة النظم السياسية في العالم أجمع، وأنت مهندس "النهر الصناعي العظيم" أعجوبة العالم الثامنة، والذي تصورنا – لولا خطبك الأخيرة – أنه سيقدم هو الآخر الحل النهائي لمشكلة المياه في ليبيا وربما في غيرها من الأصقاع المتاخمة لها.
وأنت فضلاً عن ذلك مبدع عدد من القصص العالمية من بينها قصة "الفرار إلى جهنم" التي لا نشك أنها هي الأخرى قد ترجمت إلى عدد من اللغات الحية، وأنت ناظم عدد من القصائد العصماء مثل قصيدة "حافظ... حافظ لا تهتم... نحن شرابين الدم"، وأنت مصمم عدد من أجمل الأزياء الرجالية والتي من أشهرها "القفازة الواحدة البيضاء" التي يلبسها القادة والزعماء أثناء حضورهم مؤتمرات القمة العربية، وعباءات "الرجال" الحريرية ذات اللون البني الصحراوي الخشن، والملمس الحريري الناعم... وأنت أخيراً "الدكتور" معمر (وأن صح أن تسمى الدكاترة لأن دكتوراه واحدة لا تليق بمقامك وإنجازاتك العلمية).
نعم، أنت كل ذلك... ومن ثم فلا يهمك ولايُنقص من قدرك ولا يزيد من شأنك أن يعرف الناس من هم أخوالك، أو من هو والداك... بل سوف لن ينقص من قدرك، بجانب كل هذه الأمجاد والمآثر، أن تكون حتى مجهول الأبوين كلية... بل حتى لو علم الناس أنك "إبن سفاح"... أفليس عدد من القادة والزعماء اليوم وفي الماضي هم "أبناء سِفاح"...
نعم كل ذلك صحيح... ولكن فلتعذرنا يا معمر وليعذرنا بقية المعجبين بك و"بأمجادك" و "بطولاتك" الوطنية والقومية والإسلامية والأممية... فنحن – الشعب الليبي – كما تعلم وكما وصفتنا مراراً شعبٌ بدوي بسيط إلى حد التخلف، يعيش البداوة بكل أعرافها وتقاليدها، وقد زاد من تعلقنا بك وببداوتنا أنك قدمت لنا نفسك منذ استيلائك على السلطة في بلادنا وطوال هذه السنوات، التي عرفناك فيها، بأنك "ابن الخيمة" و "ابن حليب الناقة" و "ابن البادية" وأنك جئت لتنتصر لأخلاق البادية وأعرافها الأصلية على أخلاق الحضر الممسوخة... وأنك فوق ذلك كله "فارس الصحراء العربية" (حتى تمنى أحد أعوانك أن يكون جواداً كي تمتطيه أيها الفارس).
http://www.algathafi.tv/images/ankal.jpg
غير أنه لا يخفى عليك يا معمر أن البادية هي قبائل وبيوت وبطون... وهذه تعني الأنساب... والأنساب كما تعلم يا معمر هن آباء وأعمام وأجداد كما هي أخوال أيضاً.
ولا يجادل أحد في أنك قدمت لنا المدعو محمد أبومنيار قذاف الدم على أنه والدك ومن ثم فقد عرفناك من قبيلة "القذاذفة" ومن بيت القحوص تحديداً.
كما قدمت لنا أعمامك وتحدثت عن أمجادهم وبطولاتهم... وأسهبت في الحديث عن واحد منهم وعن إعجابك به إلى درجة أنك سميت أحد أبنائك بإسمه وهو "الساعدي"، كما أطلقت إسمه على أهم كتائب الأمن العسكرية في قواتنا المسلحة الليبية المتمركزة في مدينة سرت والتي يرأسها العقيد "خليفة احنيش القذافي" خلفاً "لسيد قذاف الدم".
كما قدمت لنا سائر أبناء عمومتك وإن صح أن نقول سائر أمراء قبيلة القذاذفة، ابتداء باحنيش ومسعود عبدالحفيظ والإخوة قذاف الدم واشكال والبهيم والمجذوب ومروراً بالكيلبو والهيبلو والزوام والدليو والتواتي وقَرين، وذلك من خلال إسنادك لهم أعلا المناصب والرتب المدنية والعسكرية وإعطائهم أقوى وأوسع الصلاحيات وفتح خزانة الشعب الليبي على مصراعيها أمامهم حتى غدوا وأنت منهم من أغنياء العالم.
ولم تكتف بذلك، فقد طلبت لقبيلة القذاذفة "المكاتبات" و"المؤاخاة" و"التحالفات" من معظم القبائل الليبية في شرق البلاد وغربها وجنوبها.
وليس ذلك فحسب، بل لم تتردد في الإدعاء خلال السنوات الأولى لقيام الثورة الإسلامية في إيران بأن نسبك يلتقي مع نسب الإمام الخميني عند الجد السادس، وما زلنا نذكر أنك وخلال إحدى جلسات مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في العاصمة العراقية بغداد في شهر مايو-آيار من عام 1990، ادعيت أيضاً أن أجدادك رحلوا إلى ليبيا من العراق... وكيف تمنيت لو أنهم لم يرحلوا وبقوا بالعراق.
والكل في ليبيا يعلم أنك لم تكتف بإلقاء الخطب وإقامة الإحتفالات إحياء لجهاد أجدادك وأعمامك ضد الطليان الغزاة. وما الإحتفالات التي جرت منذ عدة سنوات إحياء لمعركة القرضابية الشهيرة عنا ببعيد... بل الكل يعلم أنك لم تتردد في إعادة كتابة بعض صفحات من التاريخ الليبي – ولا أقول تزييفه – كي تخصص فيها "فصولاً" تتحدث عن جهاد والدك "محمد ابومنيار القذافي" الذي مات "شهيداً" متأثراً بجراحه بعد أربعين سنة (نعم أربعين سنة منذ إصابته بتلك الجراح)، ولم تتردد في إقامة ضريح له بمقبرة الهاني بطرابلس، ولا يستطيع أي زائر لليبيا إلا أن يدرج في مراسمه زيارة ذلك الضريح وقراءة سورة الفاتحة على روح "شيخ الشهداء" الجديد بعد أن نقلت رفات شيخ المجاهدين الحقيقي عمر المختار إلى بلدة سلوق النائية.
نعم إن الشعب الليبي يعرف كل ذلك ويذكره...
ولكنك تعلم يامعمر أن الأنساب في باديتنا ووفقاً لأعرافها وتقاليدها ليست آباءً وأعماماً فقط ولكنها أيضاً "خؤولة" و "أخوال"...
ونحن لانشك في أنك تدرك ذلك حق الإدراك.. فأنت "بدوي قح".. عشت وترعرعت في البادية ورعيت الغنم فيها... وتنقلت بين نجوعها، ولا نشك أنك سمعت ذات يوم بالمثل الليبي الذي يقول "الثلثين للخال والخال والد" أو ذلك المثل الذي يقول "دور لولدك عن مخول".
ولا نشك في أنك تدرك أننا كليببين وبخاصة في باديتنا نفخر بأخوالنا قدر فخرنا بآبائنا... ولأنك تدرك أهمية الأخوال بالنسبة للأبناء فقد فهمنا لماذا كانت أول خطوة قمت بها بعد نجاح إنقلابك هي تطليق زوجتك الأولى ابنة عقيد الشرطة المرحوم "نوري خالد" ووالدة ابنك الأكبر محمد، وزواجك من بديلتها التي تنتسب إلى قبيلة "البراعصة" إحدى أهم القبائل في المنطقة الشرقية من ليبيا.
ولكن ورغم كل هذه الحقائق، فمن الثابت والغريب والمثير للتساؤل في ذات الوقت، أنه لم يحدث قط أنك تحدثت عن أخوالك، أو قدمتهم إلى أبناء شعبنا بأي صورة من صور التقديم، كما لم يحدث أن تقدم أحد من أبناء شعبنا ومن أي قبيلة من قبائله أو أي منطقة من مناطقه مدعيا أنه خالك أو أنه من أخوالك رغم ما في ذلك من شرف عظيم له – كما تعلم – ورغم ما يترتب على ذلك له من حظوة ونفوذ ينالهما شعبياً ورسمياً، بحكم الخوف أو الطمع أو النفاق.
نعم... نحن لا نجادل في أنك قدمت لنا المرحومة السيدة "عائشة بالنيران علي" على أنها والدتك.. وتحدثت عنها في أكثر من حلقة من حلقات قصة إنقلابك "المعجزة".. كما أشار إليها بعض أعضاء مجلس إنقلابك أثناء حديثهم عن قصة التحضير لذلك الإنقلاب... بل ونشرت لها أكثر من صورة، بل ربما كان حضورها على مسرح الأحداث السياسية الليبية بعد قيام الإنقلاب أكثر من حضور "أبومنيار".. بل تأكدت قصة قيامها بالبصق في وجه أحد أعضاء مجلس الإنقلاب الذي جاء يتلمس بأعتابها نافيا عن نفسه تهمة الإشتراك في محاولة أغسطس 1975 الإنقلابية.
كل ذلك صحيح... ومع ذلك فتبقى حقيقة "غياب" أو "تغييب" أخوالك عن أعين الليبيين وأسماعهم وعن مسرح الأحداث قائمة وغير قابلة للتفنيد أو الإنكار.
فما هو السر وراء هذا الأمر؟؟ وما هي حقيقته؟؟
نحن لا نستبعد ومن باب حسن الظن بك – رغم أنه لم يعد لذلك متسع أو مجال – أن يكون غياب أخوالك تواضعاً منهم، ونأياً بأنفسهم عن أضواء السلطة، وعن مظنّة الإتهام بالتقرّب والتزلف إليك، أو ربما خجلاً منك ومن أفعالك، ومع ذلك فإن "غيابهم" أو "تغييبهم" هذا هو في غير محله، وإذا لم يكن ضاراً بهم فهو دون أدنى شك ضار بك في أعين شعبنا البدوي البسيط وبخاصة في هذه الآونة التي كثر فيها اللغط حول هذا الموضوع.
ولنتحدث معك بكل صراحة..
أنت يامعمر مطالب بكشف السر عن أخوالك وتقديمهم إلى الليبيين وتعريفهم بهم حتى ولو لم يكونوا من أصحاب "البطولات والأمجاد والملاحم الجهادية" كأعمامك "المغاوير"، وحتى لو كانوا أناساً عاديين بسطاء من أمثالنا، ذلك أن الإستمرار في إخفاء هوية أخوالك هو أشد خطراً عليك.. ذلك لأنك الآن – وأكثر من أي وقت مضى – متّهم في نظر أبناء شعبنا بأنك ابن سِفاح وأن والدك الحقيقي قد لا يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم" وبالتالي فلست من قبيلة القذاذفة.. وأن والدتك الحقيقية ليست هي المرحومة "عائشة بالنيران".. وأن أمك الحقيقية هي سيدة يهودية.. وأن هذا هو التفسير الحقيقي والوحيد ل"غياب" أو "تغييب" أخوالك.
وإذا كنت لا تعلم حتى الآن فلتعلم أن هناك روايات محددة عديدة يتناقلها الليبيون حول معجزة ولادتك وحقيقة والدك وأخوالك.
تتحدث أول هذه الروايات عن فتاة يهودية كانت تعيش في بلدة سرت وكانت تعمل في بيت أحد المعمرين الطليان الذين كانوا يعيشون في المنطقة ويملكون بها إقطاعيات واسعة.. وقد حملت تلك الفتاة المسكينة سِفاحاً من ذلك المعمّر الإيطالي لتنجب منه طفلاً ذكراً، وقَد طلب ذلك الإيطالي من "محمد ابومنيار قذاف الدم" الذي كان يعمل لديه (قلت يعمل لديه ولم أقل يجاهد) هو الآخر كي يتولى رعاية ذلك الطفل حفاظاً على سمعة وشرف الأم المسكينة.. ولم يتردد أبومنيار في تلبية طلب سيده الإيطالي فتولى تربية ذلك الطفل وأطلق عليه اسم "معمر" ليعرف فيما بعد باسم "معمر ابومنيار القذافي".
أما الرواية الثانية.. فتزعم نفس ما ورد في الرواية الأولى من وقوع الاعتداء على الفتاة اليهودية المسكينة من قبل المعمّر الإيطالي الذي كانت تعمل لديه. وتختلف عنها في أن تكليف السيد أبومنيار برعاية "الطفل السِفاح" جاءت بطلب من قسيس كنيسة ترهونة الذي كان السيد أبومنيار يعمل لديه في الكنيسة كحاجب (وبالإيطالية تندنتي).
أما الرواية الثالثة.. فتزعم أن كلا من السيد أبومنيار والفتاة اليهودية كانا يعملان لدى المعمر الإيطالي في بلدة سرت.. وأن السيد أبومنيار اعتدى على الفتاة اليهودية فأنجبت منه طفلاً هو أنت.. وتتشعب الرواية هذه عند هذه النقطة، ففيما يزعم بعض رواتها أن الفتاة اليهودية تركت طفلها للسيد أبومنيار الذي أخذه لزوجته المدعوة عائشة بالنيران لترعاه وليكون أمره سراً كبيراً بينها وبينه، تزعم رواية أخرى أن السيد أبومنيار تزوج من الفتاة اليهودية التي أسلمت وعرفت فيما بعد باسم "عائشة بالنيران".
إذن فأنت – وفقاً لهذه الروايات – إبن سِفاح من أم يهودية ومن أب قد يكون هو "محمد أبومنيار قذاف الدم"، وقد يكون أحد المعمّرين الإيطاليين الذين كانوا يعيشون في منطقة سرت الليبية. بل وتسترسل هذه الروايات لتزعم أن الإسم الأصلي لهذه الفتاة الأم اليهودية هو "زعفرانة بنت رحمين" أو هو "حالو راشيل السرتاوية" أو هو "ميمونة".
إذا كان الحديث حول حقيقة نسبك وحقيقة وهوية أخوالك قد عمّ وانتشر بين الليبّيين مؤخراً بعد صدور كتاب "أوراق الموساد المفقودة"1 لمؤلفه "جاك تايلور" والذي اتهمك صراحة بأن جذورك من حيث الأم يهودية، وإذا كان هذا الموضوع قد زاد ذيوعاً وانتشاراً بعد تصريحاتك خلال شهر أبريل 1993 التي أبديت فيها استعدادك لإرسال عدد من الحجاج الليبيين لزيارة بيت المقدس2، وتهديداتك بتغيير القبلة بالنسبة لليبيين، وفي ظل لقاءاتك المتكررة بعدد من رجال الإعمال من أصل يهودي وتاجر السلاح اليهودي "يعقوب نمرودي" الذي تجمعك به صلات حميمة بأنه يتوقع بأن تكون ثاني رئيس عربي يزور إسرائيل بعد السادات.. ومع ذلك فإن الحديث عن موضوع نسبك اليهودي المشبوه، قد ذاع بين الليبيين وغيرهم منذ زمن بعيد يكاد يرجع إلى السنوات الأولى من عمر انقلابك المشئوم.))
البقية في الحلقة الثانية (http://www.montada.com/showthread.php?t=357716)