secretary
22-03-2005, 04:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
السادة والسيدات الأفاضل، تحية طيبة.
لست أدري أي ريح طيبة ألقت بي إلى واحتكم النافعة، ولا أي موجة رحيمة دفعتني من غمرات البحر وظلماته إلى جزيرتكم اليانعة، أهو القدر؟ إنه لا شيءَ يخرج عن تصاريف القدر.
لكنه قدر مُحبَّب وحظ مُطيَّب.
ولاأدري ما الذي دفعني للكتابة في منتداكم هذا، أو للدقة، في مجال منتداكم هذا، فقد قيل يوما عني: إنه كويتب لا بأس بمقاله، ولم أدّعِ يوما حسن الكتابة ولا أدعيه، ولن أفعل ولو غردت السلحفاة أو طار الفيل طرباً لمقالي.
فكيف بي شاعراً؟ إني منه أبعد، وإلى الصدوف عنه أقرب، لكن، كما أن لكل شيء، سوى الله، بداية، وكما أن لما يسمى بمقالاتي، المنشورة في هذا المنتدى باسمي وفي غيره بغيره، كان لها يوماً بداية، فلم لا؟
ومع أن الحُسْن لا يَقْرَبُ فِعْلَ مَن كان لغير مجاله مجرباً، أو لغير دربه طارقاً، إلا أني رأيت حِلم أهل الدار وكرمهم، فقلت: لن يردوا هذه الكلمات ولو كانت غاية في الوضاعة، ولن يطردوا صاحبها ولو أتاهم بأزجى البضاعة.
فاقرؤوا ولا تقرؤوا، وانظروا بنصف عين.
ولكن أطلقوا حُكْمَكم حُكماً غير ذي عوج، لا رفعة ولا ضعة، لا مبالغة ولا مخاسفة.
وقلت:
لَقِينَنِي فأكثرْنَ الاسرار والنجْوَى
قلن أفارق خـُلَّةً فلم يَعُدْ يقـْوَى
أمْ حيلةُ ذي خبثٍ استـَلَبَتْ
منه حُبّاً قلبه به قد استجْوَى
أم بات خاوية بطنه، قـَدِّ
مُوْا طُعْماً لا تأخروا حلوى
ألذي نرى ابنُ عشرين جاوزها بِاثـْ
ـنتـَيْنِ ؟ ما نرَى إلا عوداً استذوَى
حَدِّثْ يا ابنَ الغيثِ الهطيل ولا
تكنْ كأيوبَ حابساً للشكوى
إنَّ الرضا علا الصبرَ المريرَ وما
استخلصه إلا ذُرَاةُ ذوي الذِروى
يا ذواتِ الريْشِ إنكنّ صُوَيْـ
ـحِباتِ الكريم أذكيتِـنِ الشِقوى
إن الطُّعْمَ ليجدي بذي ضَوَرٍ
وأردى الهوى من كان بالشِّعْرَى
ما درينَ أنَّ جوعيَ ظمأٌ
وهوايَ عشقٌ لاهبُ الجذوى
ولو عرف معشوقي ولا إخاله
يدري ما بي من لوْعَةٍ لوْعَىْ
لحبانيَ من قلبه نـُصَيْفـَهُ
ولاجتبانيْ نديمه الرِّضْوَى
واستطار بجسدي ما كـَنـَزَ فؤادي
فصرنا كبلدة طارت بها العدوى
خِلٌ جاهلٌ وخِلٌ صائلٌ وحُبٌ هائلٌ
ووَجْدٌ ناصلٌ وجَدُّ حائلُ ولا سلْوَىْ
وإني وإن علا قسماتيَ غم وهم
وعلى كاهليَّ كأنها استلقتِ الدنيا
فقد غاب حديثي وانضوتْ شِكـْ
ـوَتِي عن عِزَازِ ذوي القـُرْبَىْ
فخَلِّينَ سبيلي واهتبلن الحياة فإنها
أوشكها لحاقكن الرفيق الأدنى
وبعد، فإني أعرف أن هناك علماً يقال له العروض، يعرف به وزن الشعر، وهذا غاية معرفتي به، وما وزنت أبياتي هذه إلا عمدة على تذوقي ونظري، والصواب من ربي والخطأ من نفسي.
فلا أعدمن منكم توجيهاً ولا تصحيحاً.
أشكركم.
السادة والسيدات الأفاضل، تحية طيبة.
لست أدري أي ريح طيبة ألقت بي إلى واحتكم النافعة، ولا أي موجة رحيمة دفعتني من غمرات البحر وظلماته إلى جزيرتكم اليانعة، أهو القدر؟ إنه لا شيءَ يخرج عن تصاريف القدر.
لكنه قدر مُحبَّب وحظ مُطيَّب.
ولاأدري ما الذي دفعني للكتابة في منتداكم هذا، أو للدقة، في مجال منتداكم هذا، فقد قيل يوما عني: إنه كويتب لا بأس بمقاله، ولم أدّعِ يوما حسن الكتابة ولا أدعيه، ولن أفعل ولو غردت السلحفاة أو طار الفيل طرباً لمقالي.
فكيف بي شاعراً؟ إني منه أبعد، وإلى الصدوف عنه أقرب، لكن، كما أن لكل شيء، سوى الله، بداية، وكما أن لما يسمى بمقالاتي، المنشورة في هذا المنتدى باسمي وفي غيره بغيره، كان لها يوماً بداية، فلم لا؟
ومع أن الحُسْن لا يَقْرَبُ فِعْلَ مَن كان لغير مجاله مجرباً، أو لغير دربه طارقاً، إلا أني رأيت حِلم أهل الدار وكرمهم، فقلت: لن يردوا هذه الكلمات ولو كانت غاية في الوضاعة، ولن يطردوا صاحبها ولو أتاهم بأزجى البضاعة.
فاقرؤوا ولا تقرؤوا، وانظروا بنصف عين.
ولكن أطلقوا حُكْمَكم حُكماً غير ذي عوج، لا رفعة ولا ضعة، لا مبالغة ولا مخاسفة.
وقلت:
لَقِينَنِي فأكثرْنَ الاسرار والنجْوَى
قلن أفارق خـُلَّةً فلم يَعُدْ يقـْوَى
أمْ حيلةُ ذي خبثٍ استـَلَبَتْ
منه حُبّاً قلبه به قد استجْوَى
أم بات خاوية بطنه، قـَدِّ
مُوْا طُعْماً لا تأخروا حلوى
ألذي نرى ابنُ عشرين جاوزها بِاثـْ
ـنتـَيْنِ ؟ ما نرَى إلا عوداً استذوَى
حَدِّثْ يا ابنَ الغيثِ الهطيل ولا
تكنْ كأيوبَ حابساً للشكوى
إنَّ الرضا علا الصبرَ المريرَ وما
استخلصه إلا ذُرَاةُ ذوي الذِروى
يا ذواتِ الريْشِ إنكنّ صُوَيْـ
ـحِباتِ الكريم أذكيتِـنِ الشِقوى
إن الطُّعْمَ ليجدي بذي ضَوَرٍ
وأردى الهوى من كان بالشِّعْرَى
ما درينَ أنَّ جوعيَ ظمأٌ
وهوايَ عشقٌ لاهبُ الجذوى
ولو عرف معشوقي ولا إخاله
يدري ما بي من لوْعَةٍ لوْعَىْ
لحبانيَ من قلبه نـُصَيْفـَهُ
ولاجتبانيْ نديمه الرِّضْوَى
واستطار بجسدي ما كـَنـَزَ فؤادي
فصرنا كبلدة طارت بها العدوى
خِلٌ جاهلٌ وخِلٌ صائلٌ وحُبٌ هائلٌ
ووَجْدٌ ناصلٌ وجَدُّ حائلُ ولا سلْوَىْ
وإني وإن علا قسماتيَ غم وهم
وعلى كاهليَّ كأنها استلقتِ الدنيا
فقد غاب حديثي وانضوتْ شِكـْ
ـوَتِي عن عِزَازِ ذوي القـُرْبَىْ
فخَلِّينَ سبيلي واهتبلن الحياة فإنها
أوشكها لحاقكن الرفيق الأدنى
وبعد، فإني أعرف أن هناك علماً يقال له العروض، يعرف به وزن الشعر، وهذا غاية معرفتي به، وما وزنت أبياتي هذه إلا عمدة على تذوقي ونظري، والصواب من ربي والخطأ من نفسي.
فلا أعدمن منكم توجيهاً ولا تصحيحاً.
أشكركم.