Star_Fire
24-03-2005, 07:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
روح المقاومة
في كتاب نشرته دار الشروق بعنوان (حكايات الحكيم لقمان) قصة قرية كانت مستضعفة مهينة، تعتدي القري المجاورة عليها وهي لا تملك دفع العدوان ولا الرد عليه. تساءل أهل القرية عن أسباب ضعفهم فلم يستطيعوا أن يقفوا عليها ولا علي سبيل للتخلص من هذا الضعف.
عندما زار (الحكيم لقمان) القرية في رحلة له ووقف علي حال أهلها طلب منهم أن يجمعوا له فتيانهم، وسألهم عن أسمائهم، فكانت من أمثال (حبيب) و(لطيف) و(رفيق) و(سامر) و(رائف) ونحوها من الأسماء الدالة علي الرقة واللين.
طلب الحكيم من كل فتي أن يختار اسما من قائمة أخري اقترحها عليهم ضمن أسماء مثل (فهد) و(أسد) و(سيف) و(فيصل) و(مهنٌîد) و(مجاهد).. وأضرابها من الأسماء الدالة علي القوة والقدرة علي الحسم والانتصار علي العدو.
بعد سنوات قليلة عملت الأسماء عملها، وحقق الفتيان، وقد أصبحوا رجالا يتحملون مسؤولية قريتهم، معانيها في أنفسهم وفي علاقتهم بالقري من حولهم. واستعادت القرية مكانتها بين القري المجاورة.
إعلامي لبناني اسمه (زياد)، سمي ولده (طارق) ورباه علي أنه (طارق بن زياد) وعلمه أخبار هذا البطل المسلم الذي فتح الأندلس ومهد فيها لقيام دولة استمرت ثمانية قرون، ولا تزال آثارها شاخصة تشهد بعظمة الذين شيدوها وبهوان الذين ضيعوها وقتلوا في قراها ومدنها مهزومين غير مأجورين.
قال الإعلامي اللبناني إن ابنه حين يصنع شيئا جيدا يقبل أن يقال له (بطل الأندلس) وعندما يخطئ أو يسيء أو يقع فيما يقع فيه الفتيان من هفوات يقول لأبيه أو أمه 'إنني لا أستحق الاسم الذين سميتماني به'!
روح المقاومة ملك الشعوب لا تستطيع قوة أن تسلبها حقها فيها ولا أن تحول بينها وبين إحيائها، وهي الروح التي استطاع الشعب الفلسطيني البطل أن يعيد بها قضيته التحررية العادلة حية شاغلة للدنيا كلها وأن يجذب إلي صفه أنصار الحق والعدالة في العالم كله. وهذه الروح هي التي مكنت المقاومة الوطنية العراقية من التصدي المستمر منذ إبريل 2003 حتي اليوم لأكبر جيوش العالم وأقواها بعد أن سقطت بغداد صدام حسين كما يسقط قصر من ورق تواجهه نسمة هواء، وظن الغزاة أن العراق صار لقمة سائغة فإذا هو نار الله الموقدة تحت أرجلهم. والذين رأوا صورة قتلة المصلين الجرحي في الفلوجة (داخل المسجد) وهم يفرون بمجرد سماعهم صوت التكبير يأتي من قبو المسجد يعرفون كيف ترعب المقاومة علي قلة عدتها وعتادها جيش أقوي دولة في العالم، بل في التاريخ كله.
علينا إحياء روح المقاومة في صفوف الأمة. في صفوف الفتيان والفتيات والرجال والنساء، القادرين علي المقاومة بالنفس أو بالمال أو بالقلم أو بالفكر والرأي. هذه الروح لا تحتاج إلي عمل حكومي، ولا إلي تمويل أجنبي، ولا إلي خطة منظمة تقوم عليها إدارة تملك سلطة أونفوذا. لكنها تحتاج إداراكا للقدرات الفردية لكل منا، وإلي القدرة الأسرية التي تفوق في تأثيرها كل وسائل التأثير الخارجية من مدارس وأجهزة إعلام ووسائل تصنع ما يسمي بالرأي العام.
إن المطلوب منا هو الاقتداء بالحكيم (لقمان)، وبالإعلامي اللبناني (زياد) وبأولئك الأبطال الفلسطينيين والعراقيين الذين لم يهزمهم غياب الدولة وافتقاد السلطة لأنهم عرفوا أن عليهم من الواجبات نحو وطنهم ودينهم مالا يسعهم التخلي عنه لأن غيرهم تخلى أو خان أو هزم.
تحية و إجلال و تقدير لكل مقاوم شريف
والسلام عليكم
روح المقاومة
في كتاب نشرته دار الشروق بعنوان (حكايات الحكيم لقمان) قصة قرية كانت مستضعفة مهينة، تعتدي القري المجاورة عليها وهي لا تملك دفع العدوان ولا الرد عليه. تساءل أهل القرية عن أسباب ضعفهم فلم يستطيعوا أن يقفوا عليها ولا علي سبيل للتخلص من هذا الضعف.
عندما زار (الحكيم لقمان) القرية في رحلة له ووقف علي حال أهلها طلب منهم أن يجمعوا له فتيانهم، وسألهم عن أسمائهم، فكانت من أمثال (حبيب) و(لطيف) و(رفيق) و(سامر) و(رائف) ونحوها من الأسماء الدالة علي الرقة واللين.
طلب الحكيم من كل فتي أن يختار اسما من قائمة أخري اقترحها عليهم ضمن أسماء مثل (فهد) و(أسد) و(سيف) و(فيصل) و(مهنٌîد) و(مجاهد).. وأضرابها من الأسماء الدالة علي القوة والقدرة علي الحسم والانتصار علي العدو.
بعد سنوات قليلة عملت الأسماء عملها، وحقق الفتيان، وقد أصبحوا رجالا يتحملون مسؤولية قريتهم، معانيها في أنفسهم وفي علاقتهم بالقري من حولهم. واستعادت القرية مكانتها بين القري المجاورة.
إعلامي لبناني اسمه (زياد)، سمي ولده (طارق) ورباه علي أنه (طارق بن زياد) وعلمه أخبار هذا البطل المسلم الذي فتح الأندلس ومهد فيها لقيام دولة استمرت ثمانية قرون، ولا تزال آثارها شاخصة تشهد بعظمة الذين شيدوها وبهوان الذين ضيعوها وقتلوا في قراها ومدنها مهزومين غير مأجورين.
قال الإعلامي اللبناني إن ابنه حين يصنع شيئا جيدا يقبل أن يقال له (بطل الأندلس) وعندما يخطئ أو يسيء أو يقع فيما يقع فيه الفتيان من هفوات يقول لأبيه أو أمه 'إنني لا أستحق الاسم الذين سميتماني به'!
روح المقاومة ملك الشعوب لا تستطيع قوة أن تسلبها حقها فيها ولا أن تحول بينها وبين إحيائها، وهي الروح التي استطاع الشعب الفلسطيني البطل أن يعيد بها قضيته التحررية العادلة حية شاغلة للدنيا كلها وأن يجذب إلي صفه أنصار الحق والعدالة في العالم كله. وهذه الروح هي التي مكنت المقاومة الوطنية العراقية من التصدي المستمر منذ إبريل 2003 حتي اليوم لأكبر جيوش العالم وأقواها بعد أن سقطت بغداد صدام حسين كما يسقط قصر من ورق تواجهه نسمة هواء، وظن الغزاة أن العراق صار لقمة سائغة فإذا هو نار الله الموقدة تحت أرجلهم. والذين رأوا صورة قتلة المصلين الجرحي في الفلوجة (داخل المسجد) وهم يفرون بمجرد سماعهم صوت التكبير يأتي من قبو المسجد يعرفون كيف ترعب المقاومة علي قلة عدتها وعتادها جيش أقوي دولة في العالم، بل في التاريخ كله.
علينا إحياء روح المقاومة في صفوف الأمة. في صفوف الفتيان والفتيات والرجال والنساء، القادرين علي المقاومة بالنفس أو بالمال أو بالقلم أو بالفكر والرأي. هذه الروح لا تحتاج إلي عمل حكومي، ولا إلي تمويل أجنبي، ولا إلي خطة منظمة تقوم عليها إدارة تملك سلطة أونفوذا. لكنها تحتاج إداراكا للقدرات الفردية لكل منا، وإلي القدرة الأسرية التي تفوق في تأثيرها كل وسائل التأثير الخارجية من مدارس وأجهزة إعلام ووسائل تصنع ما يسمي بالرأي العام.
إن المطلوب منا هو الاقتداء بالحكيم (لقمان)، وبالإعلامي اللبناني (زياد) وبأولئك الأبطال الفلسطينيين والعراقيين الذين لم يهزمهم غياب الدولة وافتقاد السلطة لأنهم عرفوا أن عليهم من الواجبات نحو وطنهم ودينهم مالا يسعهم التخلي عنه لأن غيرهم تخلى أو خان أو هزم.
تحية و إجلال و تقدير لكل مقاوم شريف
والسلام عليكم