المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية هل يشهد 2005 تطبيعا بين تونس وتل أبيب؟



العين
28-03-2005, 05:12 AM
تونس (CNN) -- فيما تفادت القمّة العربية الأخيرة الإشارة إلى أيّ نية في التطبيع، وشدّدت على إحياء مبادرة بيروت للسلام، إلا أنّها تركت الباب مفتوحا أمام أي تطبيع منفرد بين الدول العربية والدولة العبرية.

وفيما تتزايد التقارير التي مصدرها إسرائيل عن مبادرات في الطريق تفتح الباب أمام تطبيع عربي إسرائيلي، تكتفي الدول العربية في أغلب الأحيان بالصمت أو نفي سرعان ما يتحوّل إلى تأكيد بعد مدة من ذلك.

وعلى أيّة حال، وبعيدا عن التكهّن بخصوص أي عملية تطبيع هذا العام، إلا أنّه من المؤكّد، حتى الساعة على الأقلّ، أنّ المنطقة العربية ستشهد زيارة "تاريخية لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تونس."

ونفى مسؤولون ومحللون أن تكون للدعوة التي وجهها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون للمشاركة في "القمة الثانية لمجتمع المعلومات" في نوفمبر/ تشرين الثاني2005، علاقة بمسار التطبيع في المنطقة.

وبالمقابل لم تستبعد مصادر اخرى ان نشهد "تطورا" في العلاقة بين تونس وإسرائيل خلال هذا العام.

وزير الخارجية التونسي عبد الباقي الهرماسي، قال إنّ الدعوة التي تمّ توجيهها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي تدخل ضمن الإجراءات المتعارف والمتعلقة بتنظيم الاجتماعات الدولية، لاسيما تلك التي تقام تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.

ومن المنتظر أن تعقد "قمة المعلومات" بتونس من 16 إلى 18 نوفمبر/ تشرين بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات، ورجال الأعمال والمجتمع الدولي، يتقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.

والقمة هي الثانية من نوعها بعد الأولى التي عقدتها الأمم المتحدة بسويسرا.


ويتعين على الدول التي تستضيف مؤتمرات رسمية تعقد تحت إشراف الأمم المتحدة أن لا تستثني أي عضو من أعضاء المنظمة من الدعوات، لأنّ ذلك يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي يعرّض المؤتمر برمته إلى التأجيل أو الإلغاء.

وفيما لم يعلّق وزير الخارجية التونسي على التقارير التي تحدّثت عن "قرب انفراج في العلاقات بين بلاده وإسرائبل"، أوضح أنّ الدعوات تمّ توجيهها إلى جميع الدول التي تسمح منظمة الأمم المتحدة بدعوتها، خاصة وأنهاّ هي الجهة المسؤولة عن المؤتمر برمته.

المحلل التونسي المقيم في أوروبا، معزّ بلهيبة، قال إنّ الطريقة "المنقوصة" التي تداولت بها القنوات العربية خبر دعوة شارون، تعود في جزء منها إلى "نقص المهنية" في أدائها، وإلى ما أسماه بـ "غباء" السياسة الإعلامية التونسية.

وأوضح أنّه كان "حريا بالحكومة التونسية أن تعلن أنّها وجّهت الدعوة قبل أن يتلقف الإعلام الإسرائيلي النبأ ليجعل منها حدثا مهما في منطقة تشهد تزايد الخطوات نحو التطبيع."

وأضاف "غير أنّه كان يجدر أيضا بالقنوات العربية أن تضع الخبر في سياقه الطبيعي ، على أساس أن الأمر يتعلق بعرف دبلوماسي سبق أن مارسته قطر ودولة الإمارات العربية.

ويذكر أنّ منتخب إسرائيل للشباب في كرة اليد سبق أن شارك في نهائيات كأس العالم التي نظمتها قطر عام 1999، كما أنّ وفدا من وزراة المالية الإسرائيلي شارك في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في دبي عام 2003.

وكانت تونس أقفلت، تنفيذاً لقرارات القمة العربية في القاهرة العام 2000، مكتب الاتصال الذي افتتحته في تل أبيب، فيما غادر رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي تونس إلى بلده.

غير أنّ مصادر تونسية، رفضت الكشف عن هويتها، شدّدت على أنّ الأهم من زيارة شارون "المبرّرة" هو زيارة أخرى مرتقبة سيؤديها "مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى ربّما قبل زيارة شارون."

وتشير المصادر إلى أنّ الأمر يتعلق بزيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إلى تونس قريبا.

ومن المنتظر خلال هذه الزيارة أن يتمّ إحياء الاتفاق الموقع العام 1995، والمتعلق بإقامة علاقات دبلوماسية بين تونس والدولة العبرية.

ورفضت الحكومة التونسية التعليق على هذه الأنباء.

فيما ادعى مراقبون على أنّ الاتصالات على مستويات عليا لم تنقطع أبداً بين تونس وتل أبيب.

وتناقلت وكالات الأنباء العام الماضي الأنباء المتعلقة بعقد اربعة اجتماعات بين وزير الخارجية التونسي السابق، الحبيب بن يحيى، ونظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم.

وربط صحفي تونسي بين "ما ينتظر الدبلوماسية التونسية من ملفات جديدة هذا العام وتصميم رئيس الدولة بن علي على إبقاء بن يحيى مستشارا لديه، بعد أن عوّضه في منصب وزير الخارجية بوزير الثقافة السابق عبد الباقي الهرماسي."

وفي الآونة الأخيرة، عيّن بن علي الحبيب بن يحيى مستشارا لديه برتبة وزير، بعد أن كان من المنتظر أن تعلن الأمم المتحدة تسمية بن يحيى مبعوثا خاصا لكوفي عنان في ساحل العاج.

كما اجتمع الوزير الحالي عبد الباقي الهرماسي مع شالوم في العاصمة البلجيكية، بروكسيل في وقت سابق من هذه السنة.

وسبق ان اجتمع الهرماسي مع شالوم في لاهاي قبل نهاية العام الماضي وهو ما "تبعته اتصالات سرية بين الجانبين." وفقا للصحف الإسرائيلية.

وتتوقع مصادر أن يحلّ سيلفان شالوم بتونس في شهر أبريل/ نيسان أو مايو/ أيار، ضمن رحلة جوية مباشرة من مطار بن غوريون في تل أبيب إلى جزيرة جربة التونسية، تنقل إسرائيليين من أصل تونسي لإقامة احتفال في كنيسها.

وتشير نفس المصادر إلى أنّ "تبرير زيارة شالوم" جاهز لأنّ وزير الخارجية الإسرائيلي من أصل تونسي، وهو من مواليد مدينة "قابس" الجنوبية القريبة من جربة.

وكنيس "الغريبة" بجربة هو أقدم معبد يهودي خارج القدس، ويشهد سنويا طقوسا دينية تضمّ آلاف اليهود الذين يأتون إلى هذه الجزيرة من كلّ دول العالم.

غير أنّ أعداد اليهود لهذه المناسبة تضاءلت في السنوات الأخيرة، بعد الهجوم الانتحاري الذي تبناه تنظيم القاعدة على نفس الكنيس عام 2003.

ويشهد الطقس الذي يطلق عليه "الزيارة" مشاركة وزراء ونواب من "الكنيست" يأتون إلى جربة على متن الرحلات المباشرة لشركة "العال" بين مطاري "بن غريون" وجربة، فيما يحضره أيضا وزير تونسي، عادة ما يكون وزير السياحة والصناعات التقليدية والترفيه.

واعتبر رجل أعمال تونسي يهودي مقيم في فرنسا عن أنّ إمكانية إقامة خطّ جوي مباشر بين تونس وتل أبيب، ، مشيرا إلى أنّ الأمر مرهون فقط بإحياء اتفاق إقامة العلاقات بين البلدين.

وفيما كان من العادة أن تنأى السلطات التونسية ورجال الأعمال بأنفسهم عن نقل اليهود من إسرائيل إلى تونس، تحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت في فبراير/ شباط عن دخول شركة تونسية هذا الميدان.

ومن المنتظر أن تتولى شركة "كارتاغو" للنقل الجوي التونسية الخاصة نقل اليهود هذا العام إلى جربة من خلال رحلة مباشرة.

ونقلت ذات الصحيفة، يديعوت احرونوت عن وكالة السفر الفرنسية "رويال فيرست ترافل" التي سوّقت الرحلة قولها إن كل البطاقات بيعت، وانه يتم النظر في إمكانية تنظيم رحلة إضافية.

وشركة كارتاغو، هي شركة الطيران الخاصة الثالثة في تونس بعد شركتين أخريين يملك الأولى رجل الأعمال عزيز ميلاد ، والثانية صهر الرئيس التونسي سليم شيبوب.
أما شركة كارتاغو فيملكها شقيق عقيلة الرئيس التونسي، بلحسن الطرابلسي.

وعلى خلاف السنوات الماضية، لن يحتاج، مبدئيا، اليهود الإسرائيليون إلى تأشيرة دخول لتونس.

وجاء القرار التونسي الجديد أثناء اجتماع ضمّ الزعيم التونسي بكبير حاخامات فرنسا جوزيف سيتروك، وهو من أصل تونسي، نهاية العام الماضي، حيث نقل انه صدرت تعليمات رئاسية بتسهيل إجراءات دخول الإسرائيليين الراغبين بزيارة بلاده إلى الأراضي التونسية.

وفضلا عن سيتروك، حضر الاجتماع أيضا رجل الأعمال اليهودي الفرنسي من أصل تونسي، بيير بيسنانو.

ونقلت وكالات الأنباء عن بيسنانو قوله إن الرئيس بن علي استجاب لطلبهما، وأبلغهما أنه منذ الآن لن يطلب من حملة جوازات السفر الإسرائيلية إيداع جوازاتهم عند دخول البلاد، كما كان معهودا حتى اليوم، وإنما الدخول كباقي المواطنين الأجانب.

وقال الصحفي التونسي رشيد خشانة، المسؤول في الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض، إنّ وفودا أميركية زارت تونس في الفترة الماضية، وآخرها وفد مؤلف من أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ التقى الرئيس التونسي، دعته إلى تنشيط العلاقات التونسية - الإسرائيلية في إطار ما اعتبروه "تعزيزاً لآمال السلام في المنطقة."

ومن جهته، قال الباحث التونسي منتصر لملوم، إنّه "وبقطع النظر عن كلّ هذه التحركات فإنّ المنطقة برمتها مقدمة على مرحلة تطبيع شامل، وتونس، كغيرها من بقية دول المغرب العربي، مؤهلة لأن تكون ضمن لائحة الدول المشمولة بهذا."

وأوضح أنّ "المسؤولين التونسيين، كعادتهم يفضلون الهدوء عندما يتعلق الأمر بالملفات الحساسة، وأنّهم يفضلون سياسة اللحاق بالسباق على أن يتقدموه."

وقال "إذا كان طبيعيا، لما عرف عنها أنها دول المواجهة مثل مصر والأردن، أن تعيد سفراءها وتحيي علاقاتها مع إسرائي،ل وهي المعنية أكثر من غيرها بالصراع، فإنّه سيكون من العقلاني والمنطقي أن تعيد الدول البعيدة، مثل دول المغرب العربي هذه العلاقات."

وكان مسؤولون إسرائيليون تحدّثوا عدة مرات عن كون هذا العام سيشهد فتح أو إعادة فتح عدة ممثليات للدول العربية في تل أبيب، من ضمنها القاهرة والأردن، فضلا عن المغرب وموريتانيا وتونس وقطر والإمارات العربية المتحدة.