ماهر1398
28-03-2005, 08:55 AM
رحمة المحبين والشفاعة لهم الى احبابهم في الوصال الذي يبيحه الدين
قال العلامة ابن القيم تحت هذا العنوان بما هو نصه :
"قال الله تعالى : (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفل منها) (1)
وكل من اعان غيره على امر بقوله او فعله فقد صار شفيعا له .
.. وفي صحيح البخاري ان بريرة لما عَتقتْ اختارت نفسها ، فكان زوجها يمشي خلفها ودموعه تسيل على لحيته (!!)
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (لو راجعتيه ! فانه ابو ولدك ؟!)
فقالت : اتامرني ؟
قال : (لا ، انما انا شافع)
قالت : فلا حاجة لي فيه !
فهذه شفاعة من سيد الشفعاء لمحب الى محبوبه ، وهي من افضل الشفاعات واعظمها اجرا عند الله ، فانها تتضمن اجتماع محبوبين على ما يحبه الله ورسوله .
ولهذا كان احبّ ما لابليس وجنوده التفريق بين هذين المحبوبين (!!)
.. وفي صحيفة عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوَّجَ ابنة له وكان خطبها قبل ذلك عمّ بنتها، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم انها كارهةٌ هذا الذي زوَّجها ابوها ، وانه كانه يعجبها ان بتزوجها عمُّ بنتها ، فاهدرَ النبي صلى الله عليه وسلم نكاح ابيها ، وزوَّجها عمَّ بنتها(2)
.. وقال مَخلد بن الحسين : حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال : كان عمر بن الخطاب يَعُسُّ بالليل فسَمع صوتَ امراة تغني وتقول :
هل من سبيل الى خمرٍ فاشرَبَها *** أم هل سبيلٌ الى نصر بنُ حجاج (!!)
فقال : امَّا وعمرٌ حيٌّ فلا !
فلما اصبحَ بعثَ الى نصر بن حجاج ، فاذا رجلٌ جميل ٌ (!!)
فقال -عمرَ لنصر- : اخرج ، فلا تسكني بالمدينة .
فخرجَ -نصر- حتى اتي البصرة ، وكان يدخل على مُجاشع بنُ مسعود ، وكانت له أمرةٌ جميلةٌ فاعجبها نصر !
فكتبَ لها نصر في الارض كتاباً ، فقالت : وأنا (!!)
فَعَلِمَ مُجاشعٌ انها جواب جواب كلام ، وكان مجاشع لا يكتب ، والمرأة تكتب ، فدعا باناء فاكفاه على المكتوب ، ودعا كاتبا فقرأه فاذا هو :
إني لا حبكِ حُبا لو كان فوقكِ لاظلكِ ولو كان تحتك لاقلكِ (!!)
وبلغَ نصرا ما صنع مجاشع فاستحيا ولزِمَ بيته وضَني جسمهُ حتى كان كالفرخ .." انتهى .
المصدر : روضة المحبين لابن القيم الجوزية ، ص381
وللحديث بقية ..
.....................
حاشية :
(1)/ قال ابن القيم عند هذه الاية :
"وتامل قوله تعالى في الشفاعة الحسنة (يكن له نصيب منها) وفي السيئة (يكن له كفل منها)
فان لفظ (الكِفلِ) : يُشعر بالحمل والثقل
ولفظ الـ(ـنصيب) يشعر بالحظ الذي طالبه في تحصيله .
وان كان كل منهما يُستعمل في الامرين عند الانفراد ، ولكن لما قرن بينهما حسُنَ اختصاص حظ الخير بالنصيب وحظ الشر بالكِفلِ" انتهى من روضة المحبين ، ص382
(2)/ ذكر هذه القصة البخاري في صحيحه وابن ماجة في سننه بالفاظ اخرى .
قال العلامة ابن القيم تحت هذا العنوان بما هو نصه :
"قال الله تعالى : (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كِفل منها) (1)
وكل من اعان غيره على امر بقوله او فعله فقد صار شفيعا له .
.. وفي صحيح البخاري ان بريرة لما عَتقتْ اختارت نفسها ، فكان زوجها يمشي خلفها ودموعه تسيل على لحيته (!!)
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : (لو راجعتيه ! فانه ابو ولدك ؟!)
فقالت : اتامرني ؟
قال : (لا ، انما انا شافع)
قالت : فلا حاجة لي فيه !
فهذه شفاعة من سيد الشفعاء لمحب الى محبوبه ، وهي من افضل الشفاعات واعظمها اجرا عند الله ، فانها تتضمن اجتماع محبوبين على ما يحبه الله ورسوله .
ولهذا كان احبّ ما لابليس وجنوده التفريق بين هذين المحبوبين (!!)
.. وفي صحيفة عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده ان رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم زوَّجَ ابنة له وكان خطبها قبل ذلك عمّ بنتها، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم انها كارهةٌ هذا الذي زوَّجها ابوها ، وانه كانه يعجبها ان بتزوجها عمُّ بنتها ، فاهدرَ النبي صلى الله عليه وسلم نكاح ابيها ، وزوَّجها عمَّ بنتها(2)
.. وقال مَخلد بن الحسين : حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال : كان عمر بن الخطاب يَعُسُّ بالليل فسَمع صوتَ امراة تغني وتقول :
هل من سبيل الى خمرٍ فاشرَبَها *** أم هل سبيلٌ الى نصر بنُ حجاج (!!)
فقال : امَّا وعمرٌ حيٌّ فلا !
فلما اصبحَ بعثَ الى نصر بن حجاج ، فاذا رجلٌ جميل ٌ (!!)
فقال -عمرَ لنصر- : اخرج ، فلا تسكني بالمدينة .
فخرجَ -نصر- حتى اتي البصرة ، وكان يدخل على مُجاشع بنُ مسعود ، وكانت له أمرةٌ جميلةٌ فاعجبها نصر !
فكتبَ لها نصر في الارض كتاباً ، فقالت : وأنا (!!)
فَعَلِمَ مُجاشعٌ انها جواب جواب كلام ، وكان مجاشع لا يكتب ، والمرأة تكتب ، فدعا باناء فاكفاه على المكتوب ، ودعا كاتبا فقرأه فاذا هو :
إني لا حبكِ حُبا لو كان فوقكِ لاظلكِ ولو كان تحتك لاقلكِ (!!)
وبلغَ نصرا ما صنع مجاشع فاستحيا ولزِمَ بيته وضَني جسمهُ حتى كان كالفرخ .." انتهى .
المصدر : روضة المحبين لابن القيم الجوزية ، ص381
وللحديث بقية ..
.....................
حاشية :
(1)/ قال ابن القيم عند هذه الاية :
"وتامل قوله تعالى في الشفاعة الحسنة (يكن له نصيب منها) وفي السيئة (يكن له كفل منها)
فان لفظ (الكِفلِ) : يُشعر بالحمل والثقل
ولفظ الـ(ـنصيب) يشعر بالحظ الذي طالبه في تحصيله .
وان كان كل منهما يُستعمل في الامرين عند الانفراد ، ولكن لما قرن بينهما حسُنَ اختصاص حظ الخير بالنصيب وحظ الشر بالكِفلِ" انتهى من روضة المحبين ، ص382
(2)/ ذكر هذه القصة البخاري في صحيحه وابن ماجة في سننه بالفاظ اخرى .