تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مهام عقابية



Amarant
28-03-2005, 09:28 PM
مهام عقابية

تعتبر المهام العقابية للريح من أقوى وأقصى عقاب يسلطه الله جل جلاله على الفاسدين والظالمين ليعلموا أن الله الرحمن الرحيم إذا غضب فالويل كل الويل من غضب الله عليهم.

وفي القصص القرآني بيان لقوم عاد الذين كانوا يعبدون التماثيل ويشركون بالله شركاً عظيماً فقد جعلوا هذه التماثيل آلهة مع الله جل وعلا، وفي هذا كان ضلال قلوبهم وظلام عقولهم وبرغم ما تميزوا بقوة أجسادهم والطول والشدة حيث كانوا عمالقة أقوياء على أن قالوا عن أنفسهم من أشد منا قوة وهو ما جاء ذكره في سورة فصلت الآية 15 ( وقالوا من أشد منا قوة) صدق الله العظيم.

وهكذا كانت صفات قوم عاد وهو التفاخر والتباهي بقوتهم وتعاظمهم على باقي خلق الله ممن حولهم من القبائل فنسوا أن الله هو وحده القوي وأن الله وحده هو العظيم وأخبرهم سيدنا هود عليه السلام بما جاء في سورة هود الآية رقم 50 ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) صدق الله العظيم.

وهذه الآية يقولها جميع الأنبياء والرسل وهي الشهادة الأولى إلى الإسلام وجميع الأديان السماوية.

ولكن الشيطان دخل أجسامهم ليروا أنهم أقوى من على الأرض جميعاً فأصابهم الكبرياء وزادوا في العناد والغطرسة والتعاظم على نبيهم هود ثم قالوا له بما جاء في سورة هود 53( وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين) صدق الله العظيم.

ولم يبق أمام هود إلا التوجه إلى الله وحده وأعلن هود براءته ومنهم ومن آلهتهم وتوكل على الله الذي خلقه وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه وهذا هو قانون من قوانين الحياة على كوكب الأرض فإن الله يعذب الذين كفروا مهما كانت قوتهم أو كن جبروتهم أو كانوا من الأغنياء أو من العمالقة فكل خلق الله عبدالله ولا يستثنى من ذلك أحد فسلط الله القوي الريح والتي لا تنطق بالكلام وإنما تنطق بالعمل. وهكذا جاءتهم ريح الدبور وكان أن فر قوم عاد إلى الخيام ليختبئوا داخلها ولكنها تطايرت في الهواء وتمزق جلد قوم عاد أنها ريح الدبور التي لا تمس شيئاً إلا وقتلته بل أهلكته ودمرته وامتصت قلبه وجعلته كالرميم واستمرت الريح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط وهو ما أشارت إليه سورة الحاقة الآية7 ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) صدق الله العظيم.

نجا هود ومن معه وهلك الجبابرة بريح الدبور وأنزل النار على قوم عاد الأولى وهل سكتت الريح بعد هذا التاريخ أم استمرت في عملها إلى يومنا هذا؟

إن الريح تنتظر أمر الله تعالى لتحطم كل من نسي الله ونسي ذكر الله ونسي أن الله هو الحي القيوم الذي لا يموت وأنه هو مدبر الأكوان وأنه بكل شيء عليم وإذا كان هذا هو مصير عاد الأولى فإن الله بالمرصاد لعاد الثانية والثالثة والرابعة إلى قيام الساعة وحدث ذلك في العصر الحديث في 12 ديسمبر 1944 حيث حطمت ريح الدبور جنوب شرق الفلبين الأسطول البحري الأمريكي وهذه ذكرى لا ينسى أهل كوكب الأرض ما يدور حول كوكب الأرض فالريح جاهزة لتنفيذ أوامر الله الجبار في أي زمان وفي أي مكان. وما قصة قوم عاد إلا ذكرى لمن لم يتذكر.