المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب ((القطبية هي الفتنة فاعرفوها)) على حلقات .



السلفي1
01-04-2005, 11:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

يعلم الجميع مالهذا الكتاب من فضلٍ بعد الله في فضح القطبية وأصولها وتوضيح ما أفرزته من إشكالات ؛ بالتوثيق المعتمد عند الموافق والمخالف من أشرطة وكتب أولئكم الدسيسة ؛ فلله ثم لهذا الدين وحفظه من المحّرفين والمبطلين ؛ أنزل الكتاب على حلقات فإذا اكتملت وضعته على ملف وورد وبعثته - بإذن الله - للمشرفين ليضعوه في مكتبة سحاب العامرة .

الحسام المهند .




القطبية هي الفتنة فاعرفوها







بقلم أبي إبراهيم ابن سلطان العدناني





غفر الله له





الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة


(( الحلقة الأولى ))


(( على الورقة الأولى بعد الغلاف مباشرة )) :-





وشهد شاهد من أهلها


قال الصاوي : (( أما القطبيون ... فقد قام منهجهم ابتداء على بلورة قضية التشريع وبيان صلتها بأصل الدين وبيان أن الخلل الذي يغشى أنظمة الحكم في مجتمعاتنا المعاصرة ناقض لعقد الإسلام وهادم لأصل التوحيد ..
ومعلوم أن الكتب التي تمثل هذا الإتجاه وتعبر عن منهجه هي كتب الأستاذ سيد قطب رحمه الله في مجال الدعوة والمخاطبة العامة ، وكتاب حد الإسلام للأستاذ عبد المجيد الشاذلي في مجال التأصيل والتنظير . ))

مدى شرعية الإنتماء إلى الأحزاب والجماعات الإسلامية (ص 171 ) .





بسم الله الرحمن الرحيم





مقدمة الطبعة الثانية


الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،،

وبعد :-

فإنه لما صدر كتابي : (( القطبية هي الفتنة فاعرفوها )) شرَّق وغرَّب - ولله الحمد والمنة - فوصل إلى كثيرٍ من العامة والخاصة من أهل العلم وطلبته ، فأقبلوا عليه قراءة وتوزيعاً - لإقتناعهم بإفادته - ، حتى نفد ما طبع منه ، فأشار عليّ بعض إخواني وأحبتي بإعادة طبعه مرة أخرى ، ليعم النفع به ، فأجبتهم إلى طلبهم ، فحررت عباراته ، زائداً في مادته العلمية ، ليخرج للناس مرة أخرى في صورة بهية نقية - إن شاء الله تعالى - .

هذا ولا يفوتني أن أشكر كل من نصح لي حين أهدى إليَّ ملاحظاته على ما كتبت ، فله مني الشكر والثناء والدعاء الصالح في ظهر الغيب .

وأود هنا - بالمناسبة - أن أزف البشرى لمن أراد الزيادة في معرفة هذه الجماعة أكثر فاكثر ، فإنه سيصدر قريباً - إن شاء الله تعالى - بعض المؤلفات لبعض العلماء والفلاء والفاضلات ، والتي تبيّن مناهج وأفكار تلك الجماعة ، مناقشة إياها بالحجة والبرهان .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين .

تم الفارغ من مراجعته وكتابة مقدمته
يوم السبت غرة شهر ذي القعدة
من عام 1415 هـ
المؤلف :
أبو إبراهيم ابن سلطان العدناني







بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله القائل في كتابه (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )) المائدة ، آية (3)
والقائل (( فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاص مما قضيت ويسلموا تسليماً )) النساء ، آية (65 )
والقائل أيضاً (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ، ذلك الفوز العظيم )) التوبة ، آية (100)

والصلاة والسلام على خليله ومصطفاه محمد بن عبدالله القائل : (( تركتكم على البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ...)) أحمد في مسنده (4/126 ) ، والقائل أيضاً : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) البخاري (8/156 ) .

وعلى آله وصحبه الذين قال لهم الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - : (( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن كان عبداص حبشياً ، فإنه من يعش منكم ،يرى بعدي اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثةٍ بدعة ، وإن كل بدعةٍ ضلالة )) أحمد في المسند (4/126 )

والقائل : (( وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلها في النار إلا ملة واحدة ، فقيل له : مالواحدة ؟ قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي )) . الحاكم (1/128-129 )

وبعد : فإنه قد كثر الكلام في هذه الأيام حول ما يسمى ((بالجماعات الإسلامية )) ، وانقسم غالبية المتكلمين فيها إلى قسمين : قادح ، ومادح ؛ لإختلاف غايات النقد ، ولذا أحببت أن أتكلم حول جماعتين منها ، لأبين ما أعتقد أنه الصواب ، ولأُبين بعض الإشكالات التي ستشكلها بعض الإخوة الفضلاء ، ولأجيب على بعض التساؤلات التي تدور في أذهان كثير من الشباب ، رابطاً الفروع بالأصول التي تنطلق منها تلك الجماعات ، فأقول وبالله التوفيق :-





تمهيد


اعلم أخي القارئ - وفقني الله وإياك إلى كل خير - بأن الدعوة الحق هي الدعوة المتمسكة بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، وأن أي دعوة تركت شيئاً مما سبق فهي دعوة منحرفة عن طريق الحق والصواب قدر ما تركت من ذلك .




الفروق بين الدعوات الباطلة ودعوة الحق


واعلم - أيضاً - بأن كل الدعوات تدعي التمسك بالكتاب والسنة ، فيا ترى ماهي الفروق بين هذه الدعوات والدعوة الحق ؟


الفروق كثيرة جداً ، أهمها :-

أولاً : أن الدعوة الحق هي المتمسكة بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح .
أما الدعوات الأخرى ، فهي متمسكة بفهم من أنشأها - وقد يدعي هو أو تدعي لنفسها أنها بذلك تتمسك بالكتاب والسنة - فالجهمية متمسكة بفهم الجعد بن درهم ، وجهم بن صفوان .

والأشعرية متمسكة بفهم أئمتهم المنتسبين لأبي الحسن الأشعري و... والتبليغية متمسكة بفهم مؤسسها محمد إلياس . والإخوانية بفصائلها - ومنها القطبية - متمسكة بفهم مؤسسها : (( حسن البنا )) و(( سيد قطب )) و (( الهضيبي )) وغيرهم .

ثانياً : أن الدعوة الحق أصحابها يأخذون علمهم عن أئمة الدعوة السلفية في كل عصر ، ويتتلمذون على أيدي الأحياء منهم ، ويقرأون للميت منهم - جيلاً بعد جيل - ، بخلاف أصحاب الدعوات الباطلة ؛ فإنهم أعداء لأئمة السلف ، الأحياء منهم والأموات ، بل هم خلف كل مخالف لأولئك ، وإن ادعوا ظاهراً بأنهم متبعون لهم .

ثالثاً : أصحاب الدعوة الحق يهتمون بالكتب السلفية ، وذلك بقراءتها وحفظها وفهمها وتحقيقها ونشرها والذب عنها ، بخلاف أصحاب الدعوات الباطلة ، فإنهم مبغضون لتلك الكتب ، بل ومحاربون لها ، ولنشرها ، وهم ساعون - أيضاً - لربط أتباعهم بكتب مؤسسي تلك الجماعات .

وبعد : فقد يقول قائل : من هم السلف ؟ وما هي مؤلفاتهم ؟

فالجواب : السلف هم الصحابة والتابعين وتابعو التابعين . فهؤلاء هم سلفنا ، ومن سار على نهجهم فهو سلفي .
وأما مؤلفات السلف فكثيرة جداً ، أذكر بعضاً منها :

مسند الإمام أحمد ، صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، السنن الأربعة ، تفسير ابن جرير الطبري ، تفسير البغوي ، تفسير ابن كثير ، رد الإمام الدارمي على بشر المريسي ، رد الإمام أحمد على الجهمية ، خلق أفعال العباد للبخاري ، الشريعة للآجري ، الإيمان لابن منده ، التوحيد لابن منده ، التوحيد لابن خزيمة ، السنة للإمام أحمد ، السنة للخلال ، السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل ، الإبانة لابن بطة ، السنة للبربهاري ، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للآلكائي ، كتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - بلا استثناء ، وكذا كتب تلميذه ابن القيم -رحمه الله تعالى - ، وكتب أئمة الدعوة النجدية السلفية ، ككتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ، وشروحه مثل : تيسير العزيز الحميد ، وفتح المجيد ، وقرة عيون الموحدين ، والدرر السنية وغيرها كثير ، مما كتب على منهج أولئك الكرام من السابقين واللاحقين .

إذا علمت هذا ، فاعلم بأني سأتكلم على جماعتين - كما أشرت لك سابقاً - من تلك الجماعات ، جاعلاً إحداهما فرعاً ، والأخرى أصلاً ، أو بعبارة أخرى ، جاعلاً إحداهما أصلاً ليفهم القارئ من خلاله الجماعة الأخرى ، وإليك البيان وعلى الله التكلان :


يتبع ،،،

Alsayed
02-04-2005, 04:19 AM
أيش طلعك برع موقع سحاب النتن

خلك فيه ولا تطلع وتنشر أفكارك المتجيمه هنا


بنو جام متخلفين قوم حسد وغباء وكذب


ماعندك نصيحه أو كلمه يمكن تنفع العامه يا جامايكي كله فضح في أخوانك المسلمين

ياخي أتق الله أتق الله أتق الله روح تعلم علم يفيد الأمه بدل السب والشتايم والنسخ واللصق

شايف
02-04-2005, 05:12 PM
نعم يرد على سيد قطب بهدوء وليس بحماس ، هذا لايعني أن نعاديه وأن ننسى أن له شيئا من الحسنات يكفي أنه رجل مسلم وكاتب إسلامي وأنه قتل في سبيل دعوته للإسلام والذين قتلوه هم أعداء الإسلام .. الألباني 2004-06-14 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
2175


2
إن كنت تطمع أن أكفر سيد قطب فلست من المكفرين ، يكفي المسلم المنصف المتجرد أن يعطي كل ذي حق حقه ، الرجل كاتب ومتحمس للإسلام الذي يفهمه، وليس بعالم ، وكتب بعض الكتابات كأنها بقلم سلفي .. الألباني 2004-06-14 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1471


3
لاينبغي أن ندندن حول كلمات سيد قطب كثيرا ، كثير من تعابيره إنشائية بلاغية وليست تعابير علمية وبخاصة تعابير سلفية ، ونحن لا نتردد باستنكار مثل هذه التعابير..الألباني 2004-06-14 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1064


4
جواب الألباني على أحدهم وهو يقدم له كتابين ألفا على سيد قطب رحمه الله 2004-03-13 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
2515


5
الألباني ..هناك فصل قيم جدا في كتاب سيد قطب (معالم في الطريق)..الرجل ليس عالما لكن له كلمات عليها نور وعلم 2004-03-13 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
2078


6
الألباني يرد على أحدهم وقد أشغل نفسه بالكلام على سيد قطب..دعك من سيد قطب نحن نجله على جهاده لكنه لا يزيد على كونه أديبا منشئا كاتبا 2004-03-13 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1351


7
هناك قوم اشتغلوا ببعض الأموات مثل سيد قطب وحسن البنا .. الواجب أن تلخص أخطائهم ويستفاد من بقية علمهم .. الجبرين 2004-03-13 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1008


8
فتوى سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين عن سيد قطب وحسن البنا 2004-02-27 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1900


9
فتوى الشيخ محمد حسان عن سيد قطب رحمه الله 2004-02-27 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1378


10
الخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد 2004-01-17 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1182


11
ماقرأت تفسير سيد قطب (في ظلال القرآن).. لكن قرأت شيئا منه .. والتفسير عظيم ومفيد .. لكن لايخلو من أخطاء .. ابن باز 2003-11-05 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
965


12
مارأيكم في كتاب سيد قطب في ظلال القرآن .. محمد بن صالح العثيمين 2003-11-05 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات
1697


13
استشهاد الشيخ صالح الفوزان في كتابه بأقوال سيد قطب رحمه الله .. ويرى أنه أديب وليس بعالم 2003-11-04 أقوال العلماء في الجماعات وضوابط نقدها ، مع ذكر بعض الأفراد في هذه الجماعات





كل ذلك تجدونه في هذا الرابط :

http://www.islamgold.com/search.php?word=سيد%20قطب%20&gid=-1

السلفي1
02-04-2005, 10:33 PM
(( الحلقة الثانية ))

الجماعة الأولى : جماعة التبيلغ




(حاشية لمعرفة أقوال العلماء في هذه الجماعة انظر لزاماً كتاب : < القول البليغ
في التحذير من جماعة التبليغ > ، للشيخ حمود بن عبدالله التويجري رحمه الله رحمة
واسعة . )



لهذه الجماعة منهجق تسير عليه ، وأصول ترجع إليها ، تسمى بالأصول الستة ، وهي كالآتي :-




1- تحقيق الكلمة الطيبة (( لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم )) .




2- الصلاة ذات الخشوع والخضوع .

3- العلم مع الذكر .

4- إكرام المسلمين .

5- تصحيح النية وإخلاصها .

6- الخروج في سبيل الله .

نتبه أخي القارئ الكريم لهذه الأصول الستة ، وانظر فيها ، وتفكر في معنى كل أصل
، ثم تعال معي لآخذ لك بعض هذه الأصول ؛ لأبين لك مالذي يعنونه بها ، ثم ننظر بعد
ذلك ، هل هم على طريقة السلف في فهمهم لهذه الأصول وتطبيقها والدعوة إليها أو لا
؟

كلمة السر في منهج جماعة التبليغ :




وقبل المناقشة ، لابد أن تفهم أخي أن لهذه الأصول الستة كلمة سر ، إذا فهمتها -
استطعت بإذن الله تعالى - أن تفهم جميع أقوال وأفعال هذه الجماعة ، عندما ترجع بتلك
الأقوال والأفعال إلى كلمة السر التي قامت عليها أصولهم الستة .




فإن كنت على استعداد لتفهم تلك الأصول وكذا كلمة السر ، فهلم إليّ - وفقني الله
وإياك لكل خير وصرف عني وعنك كل شر - :






كلمة السر يا أخي هي : أن كل شيء يسبب النفرة ، أو الفرقة أو الإختلاف بين اثنين
- ولو كان حقاً - ؛ فهو مبتور مقطوع ، ملغى من منهج الجماعة .






هل فهمت كلمة السر ؟ أرجو منك تكرار النظر مع الفهم الجيد . كرر مرة أخرى . هل كررت
؟




إذاً تعال معي لنأخذ الأصل الأول من أصول هذه الجماعة وهو : تحقيق الكلمة الطيبة
(( لا إله إلا الله )) .






هل تدري مامعنى تحقيق الكلمة الطيبة "لا إله إلا الله " ؟




تحقيق الكلمة الطيبة "لا إله إلا الله " معناها : تحقيق التوحيد بأنواعه الثلاثة
، توحيد الألوهية ، وتوحيد الربوبية ، وتوحيد الأسماء والصفات .




قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمة الله عليه - في فتح المجيد "ص84" "
قوله : " باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب " أي : ولا عذاب .




قلت : تحقيقه ؛ تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي " انتهى كلامه رحمه
الله .




وقد يتبادر إلى ذهنك -أخي القارئ- سؤال ، وهو :




إذا كان هذا معنى تحقيق الكلمة الطيبة ، فلماذا نختلف معهم إذاً ؟




اسمع الجواب - بعد أن تتذكر كلمة السر - ، تذكرت ؟ فاسمع الآن :




نعم .. هم قالوا : الأصل الأول تحقيق الكلمة الطيبة "لا إله إلا الله " ، ولكن مامرادهم
بتحقيقها ؟ .

مرادهم بتحقيقها هو الكلام حول توحيد الربوبية ! .




لماذا ؟ .

لأنه لايسبب النفرة ، ولا الفرقة ، ولا الإختلاف بين اثنين من المسلمين .




وذلك حينما لا ينظر إلى لازمه من استحقاق الله سبحانه للعبادة دون سواه .




أما الكلام في توحيد الأسماء والصفات ؛ فإنه يسبب الفرقة والنفرة ، والإختلاف ،
لأن هناك أشعرية ، وماتردية ، وجهمية ، وحلولية ، واتحادية ، وهؤلاء كلهم مختلفون
في هذا الباب ، ومخالفون لعقيدة السلف فيه ، والأصل الذي تسير عليه الجماعة - كلمة
السر - :




أن أي شيء يسبب النفرة ، أو الفرقة ، أو الاختلاف بين اثنين ، فحكمه البتر والإلغاء
من منهج الجماعة .




وكذا القسم الثالث من أقسام التوحيد ، وهو توحيد الألوهية ، فإن الكلام فيه ممنوع
- أيضاً - ، وحكمه في منهج الجماعة البتر والقطع والإلغاء ، لأنه يسبب الفرقة والإختلاف
والنفرة ، ، فهذا سلفي ، وهذا خلفي قبوري ، فالأول لا يجيز شد الرحال للقبور ، ولا
الصلاة عندها ، ولا إليها ، ولا الطواف بها ، ولا التوسل بالصالحين من أصحابها ،
ولا الاستغاثة بهم ، ولا .. ولا .. ، بخلاف الثاني ، فكل ذلك جائز عنده ، بل كل ماذكرت
لك إنما هو من صلب الدين عنده .

ولهذا - يا أخي الكريم - إذا قام قائمهم ليبين هذا الأصل لا يقول إلا : الحمد لله
الذي خلقنا ورزقنا وانعم علينا .. و.. و .. ، مما يتعلق بتوحيد الربوبية فقط .




قال أخي : هلاَّ طبقت كلمة السر على أصلٍ آخر لهم ؟




قلت له بكل سرور : نعم . وهل أردت لك إلا الخير ؟!

تعال نأخذ الأصل الثالث : العلم مع الذكر .

أنا وإياك نعلم بان العلم هو : قال الله ، قال الرسول ، قال الصحابة ، سواء في العقائد
، أو العبادات ، أو المعاملات ، أو الأخلاق ..إلخ . فما مرادهم بالعلم ؟

يقولون : إن العلم نوعان : علم فضائل ، وعلم مسائل .



هل تذكرت كلمة السر ؟ أذكرك : " أي شيء يسبب النفرة ، أو الفرقة ، أو الاختلاف بين
اثنين ، فإن حكمه في منهج الجماعة البتر والقطع والإلغاء " .




إذاً لنعد إلى تقسيمهم : العلم نوعان : علم فضائل وهذا لنا ( أي للجماعة) .




وعلم مسائل ، فهذا لأهل العلم ، كل منكم -أي الخارجين معهم - يطلبه عند علماء بلده .

هل انتبهت لهذا التقسيم ؟ .




ولماذا أجازوا الكلام في علم الفضائل ، ومنعوه في علم المسائل ، بل يطلبون من الذين
يخرجون معهم - كما تقدم - أن يأخذوه عن علماء بلدهم ؟.

لأن الأول لا يسبب فرقة ، ولا اخلافاً ، بخلاف الثاني .



خي القارئ : هل تسمح لي بطرح سؤال آخر إختباري ؛ لأعلم هل فهمت كلمة سرهم أو لا
؟

السؤال هو : هل سيامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ؟




سيكون الجواب : لا .




لماذا ؟.




لان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسبب النفرة ، والوحشة - في زعمهم - بين الآمر
والمأمور ، إذاً حكمه البتر من منهج الجماعة .




سؤال آخر : إذاً كيف سيامرون وينهون ؟



الجواب : يعرضون الآيات أو الأحاديث المرغبة بالفعل أو الترك ، غير متطرقين للجانب
العقدي ، فيقولون لتارك الصلاة مثلاً " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون
" ، ويقولون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مامن عبد مسلم يصلي لله تعالى
في كل يوم ثنتي عشر ركعة تطوعاً غير الفريضة ، إلا بنى الله له بيتاً في الجنة "
.

هذا فضل التطوع ، فكيف بفضل الفريضة ؟



وهكذا .




قد تقول : يا أخي هذه مبالغة .




فأقول : -هداني الله وإياك - : " ليس الخبر كالمعاينة " ، فارجع إلى الكتب التي
انتقدتهم ترَ العجب العجاب .

فإن أبيت إلا ، فسأذكر لك القليل من قصصهم ، - علماً بأن تعليمهم لمبادئهم إنما
هو بطريق القصة - مبيناً لك بعض تأويلاتهم :




حينما قسموا العلم إلى : علم فضائل ، وعلم مسائل ، وقالوا للخارجين معهم إن طلب
علم المسائل إنما يكون عن علماء بلدةِ كل خارج ، خشوا وخافوا أن يدخل هذا الكلام
إلى عقول وقلوب أولئك ، لأنهم إن تعلموا ، تركوا الجماعة ، ولهذا جعلوا بعض العوائق
التي تعيقهم عن طلب علم المسائل ، وتعينهم على طلب علم الفضائل ، حتى لوسمعوا آية
أو حديثاً فيه ذكر للعم وفضله ، نزّلوه على علم الفضائل .




اعلم -رحمك الله - بأن لهم جلستين : جلسة ليلة الثلاثاء ، وجلسة ليلة الأربعاء .




الجلسة الأولى : للعائدين من الخروج ، يُحْضَرُ لهم من يريدون تشجيعه للخروج معهم
، أو التأثير عليه .

والجلسة الثانية : الترتيب للخروج عصر الأربعاء ؛ فيقول أمير تلك الجلسة ، لأحد
الخارجين - ليعلم الجدد المستمعين - :




كم يوم خرجت ؟ ،




فيجيبه الخارج : خرجت أربعة أشهر في سبيل الله .



















فيقول له : ماشاء الله ، أين قضيتها ؟.

فيقول له الخارج : قضيت عشرة أيام في الدول الخليجية ،

وعشرين يوماً في أدغال أفريقيا ،

وشهراً في أوربا ،

وشهراً في امريكا الجنوبية ،

وشهراً في شرق آسيا والهند وباكستان ،


فيقول له أمير الجلسة - وانتبه - : ماشاء الله أنت داعية ،

والداعية مثل السحاب يمر على الناس في أرضهم فيسقيهم ،

بخلاف العلماء ،

فإنهم أشبه بالآبار إذا أصابك الظمأ على بعد مسافة ميل ،

قد يقتلك العطش قبل أن تأتي تلك الآبار ؛

بل قد لاتشرب لأن الدلو التي تلقى فيها غير موجودة ،




فإذا اردت الشرب فلا بد من الحضور عند حافة البئر ، ثم تلقي الدلو ، ثم تجذب حتى
تشرب .




هل انتبهت لما انقدح في نفسك - كما انقدح في نفوس السامعين له - من تفضيل الداعية على العالم ؟




فإذا أراد أحدهم أن يجلس لطلب العلم تذكر تلك القصة ، فأراد أن يكون سحابة لا أن
يكون بئراً من الآبار .




وحتى لا اجعلك في حيرةٍ من هذه القصة ، فلا بد من بيان زيفها ، فأقول وبالله التوفيق
:

اعلم - أرشدني الله وإياك لكل خير وحق - أن السحاب لا ينبت إلا كلأ البهائم غالباً
، ولا ينبت إلا الكلأ الموسمي ، بل إنه إن نزل بارضٍ سبخة أو نزل في غير وقته لم
ينفع ، وقد يكون في ذلك السحاب الدمار والهلاك .




بخلاف مياه الآبار فإنه يسقى منها ، ويزرع ، والمنطقة التي فيها آبار تكون الحياة
فيها مستقرة غالباً ، لأن أهلها سيزرعون ، ومن ثم سيسقون ، ومن ثم سيحصدون ، وهكذا
، ولأن الآبار ينتفع منها القاطن والعابر سواء لأنفسهم ، أو لدوابهم ، أو لزروعهم
، او للتزود منها عن طريق حملها معهم في قربهم وآنيتهم .




ولأن الآبار كلما نُزِح منها حَسُنْ ماؤها ، وصفي لونها ، وطاب ريحها ، فهل فطنت
للفرق ؟.




ولا يرد على ماقلت : تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم مابعثه الله به من الهدى والعلم
بالغيث ، لأن ماجاء به هو من عند الله ، وهو دينه الذي ارتضاه للناس كافة ، فهو خيرٌ
وحقٌ محض وغيثٌ نافع ، بخلاف غيث تلك الجماعة ، فإنه خليطٌ من الحق والباطل ، والخير
والشر ، بل باطله وشره والجهل الذي فيه أكثر وأعظم من الحق والخير الذي فيه ، فشتان
ما بين الغيثين : غيث الوحي وغيث أولئك .

وإليك - ايضاً - قصةٌ أخرى ، لعلك تزداد بهم بصيرة :




يقول أحدهم - بحضور المبتدئين - لرجل يريد طلب العلم الشرعي : إلى أين تذهب يا فلان
؟ .

قال له الآخر : سأذهب لطلب العلم .

فيجيبه الأول : لماذا ؟ .

فيقول الآخر : لأعرف الحلال من الحرام .

فيقول الأول : سبحان الله ، أنت لا تعرف الحلال من الحرام ؟!

ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : " استفت قلبك وإن أفتاك المفتون " .






سبحان الله !




إلى الآن لاتعرف الحلال من الحرام ، وكثير من الدواب يعرف ذلك ؟!




ألا ترى إلى القطة حينما تضع طعامك في مكان ثم تذهب عنه ثم تعود إليه بعد حين ،
فترى القطة تأكل منه ، فإنها ما إن تراك إلا وتهرب ، بخلاف ما إذا جلست على مائدة
طعامك ، ثم وضعت لها بجوارك شيئاً من الطعام ، فإنها ستأتي حتى تأكله عندك .




فالأولى علمت أنها وقعت في الحرام ، فلذا هربت منك ، والثانية علمت انها وقعت في
حلال ولذا أكلت معك . يا أخي العقول المؤمنة تميز بين الحلال والحرام ، " استفت قلبك
وإن أفتاك المفتون " .




فيا أخي : هل يرضيك هذا التمثيل وهذه النظرة ؟!!




أقول : إذا كانت الحيوانات تعلم الحلال من الحرام - كما يزعمه هؤلاء - فلا حاجة
إذاً للبشرية من إرسال الرسل وإنزال الكتب .



يتبع000000000

السلفي1
02-04-2005, 10:34 PM
خذ قصة ثالثة :




يقول المتحدث عندهم لمن يتستمع إليه : حينما يريد الترغيب في الخروج معهم ، وترك
الأوطان ، والأهل ، والأولاد ، والمال ، وغير ذلك : يا أخي إنك إذا وضعت في كأس الشاهي
سكراً ، ثم صببت عليه الشاهي ، ثم قمت بشربه ، من غير تحريك السكر ، لم تذق حلاوة
السكر ، فإذا حركته ذقت حلاوته ، فكذا الإيمان في قلب كل الإنسان ، هو موجود لا يمكن
أن يذوق حلاوته صاحبه إلا بعد تحريكه بالخروج مع الجماعة .




وإني أظنك يا اخي ستبادر بإنكار هذه القصة ، وهذا المثل ، قائلاً : سبحان الله ،
الإيمان موجود في قلب كل إنسان ! حتى في قلوب المنافقين والكفار والمرتدين ؟!.

وستقول - أيضاً- : ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة
الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا
لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار
" . مسلم (1/66) .




وأخيراً وليس آخراً ، أختم لك أخي الحبيب بهذه القصة ، لتنظر فيها ولتعجب من تلاعبهم
بالشرع وعقل المستمع معاً :




يقوم أمير الخروج صباح يوم الخميس بتقسيم الخارجين معه إلى مجموعتين :

المجموعة الأولى : تلزم المسجد بتكوين حلقة ذكرٍ مستمر حتى تعود جميع مجموعات المجموعة
الثانية .




والمجموعة الثانية : تنقسم بدورها إلى مجموعات صغيرة ، مكونة من ثلاث اشخاص فأكثر
، مهمتها طرق أبواب البيوت المجاورة للمسجد ، يدعونهم للحضور والمشاركة في برنامج
الجماعة ، وليحضروا البيان الذي بعد المغرب إلى العشاء .




وقبل تفرق الجميع يحكي لهم الأمير قصة تعليمية ، فيقول : في إحدى المرات خرجت جماعة
إلى منطقة كذا وكذا ، وبعد تقسيمهم إلى مجموعتين ، مكثت المجموعة الأولى في المسجد
، وخرجت المجموعة الثانية بعد تقسيمها إلى مجموعات إلى البيوت المجاورة للمسجد ،
وكلما طرق الخارجون باباً من الأبواب لم يجدوا الجواب المناسب ، ولا الإستجابة الطيبة
، فما زالوا يطرقون الأبواب ولا يستجاب لهم ، فقال بعضهم لبعض : تفقدوا إيمانكم أيها
الأحبة ، فتفقد كلٌ منهم إيمانه فلم يجد به بأساً !! فتفطن أحدهم وقال : لعل إخواننا
الذين تركناهم في المسجد غفلوا عن ذكر الله، فقالوا بأجمعهم : دعونا نذهب ونرى ،
فلما دخلوا عليهم المسجد ، وجدوهم قد غفلوا عن ذكر الله .




أخي : هل انقدح في قلبك وعقلك - كما انقدح في قلب وعقل مستمعيه - بأنك لو كنت خارجاص
معهم ، ثم جعلوك في حلقة المسجد ، هل كنت حين سماعك لهذه القصة ستغفل عن ذكر الله
؟ أم أنك ستجتهد فيه ، لعل الله ان يوفق إخوانك الذين في الخارج من المجموعة الثانية
، حتى تعود بأسرها ؟




لا شك أن هذا هو الذي سيكون ، لا سيما إذا أسند ذلك بقوله بعد تلك القصة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اجتمع قوم في بيت
من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم
الرحمة ، وذكرهم الله فيمن عنده " . مسلم (2074/4 ) .

فأهل المسجد أشبه بمولد الكهرباء ، والجماعة الثانية أشبه بالمصباح في آخر السلك
، إذا اشتغل مولد الكهرباء أنار ذلك المصباح ، وإذا انطفأ ، انطفأ .




بل قد يكلفون بذلك واحداً - من غير الخارجين في الجولة - بعينه يسمونه " الدينمو"
.

هل سمعت يا أخي الكريم بمثل هذا المثل ؟ .




وهل رأيت استدلالاً - لم يخطر ببال خير القرون - مثل هذا الإستدلال ؟!!




وما ذكرت ذلك إلا بغية تنبيهك وتحذيرك من مثل هذه الترهات والخرافات ، فانتبه يامريد
الحق والصواب والخير والسداد .




وقد أخبرتك من قبل بأني لا أريد دراسة هذه الجماعة دراسة موسعة ، بل جئت بها لكي
تفهم الجماعة الأخرى ، فإنها أدق وأخفى من تلك ، فهيئ نفسك لفهمها فهماً حسناً ،
وإن شئت فاسترح برهة ، ثم تعال لأطوف بك على غاية هذه الجماعة ، والوسائل المحققة
لها، مبيناً كلمة سرها ومفتاح رمزها ، مناقشاً لأفكاؤها معتمداً في ذلك كله على الله
تعالى أولاً ، ثم على كتب القوم ومقالاتهم وأشرطتهم ثانياً ، وعلى أقوال الذين تركوهم
بعد أن كانوا معهم ثالثاً .






فأقول وبالله التوفيق :






( تمهيد )






لما اعتدى طاغية العراق القومي البعثي عميل روسيا على دولة الكويت وشعبها ، وتشريد
أهلها ، وغصب أموالها وأموالهم ، وهتك أعراض نسائهم ، وقتل رجالهم وسجنهم ، لجأ اهل
الكويت إلى الله أولاً ، ثم إلى دولة التوحيد ، طالبين منهم الإعانة والنصرة لرفع
الظلم النازل بهم ، فاستجاب حكامها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله
- وعلماؤها ، وعلى راسهم هيئة كبار العلماء - حفظهم الله - ، وعامة أهلها - تبعاً
لقادتهم - لنجدة إخوانهم ، قائلين لهم : إن العقل والشرع ، وأصحاب العقول الراجحة
والضمائر النبيلة الحية ، يجيزون لكم الاستعانة بمن فيه القدرة على صد عدوان هذا
الملحد الظالم الغاشم - رفعاً لما نزل بكم ، وحماية لنا من أن ينزل بنا ما نزل بكم
- ولو كان من المشركين .




فانبرى بعض السياسيين فقهاء الواقع إلى اتخاذ موقف مغاير لما عليه هذا البلد وحكامه
وعلماؤه م وعامة اهله ، قائلين :

لا يجوز الاستعانة بالمشركين ، لأن هؤلاء القادمين محتلون ، لا مناصرون مؤيدون .




ثم لم يكفهم ذلك ، بل روجوا الأشرطة المختلفة ، ووزعوا منها أعداداً لا تحصى لتأييد
موقفهم ، ولبيان خطأ أهل العلم - بزعمهم - في فتواهم ، وقد صحب ذلك كله توتر شديد
بين الشباب انفسهم ، ووجدت الفجوة بينهم وبين أهل العلم ، بسعي أولئك في التشكيك
في مواقف بعض العلماء ، قائلين : بأن فلان لم يعلم ، والآخر لم يحضر ، والثالث تراجع
، والرابع توقف . وهكذا حتى جعلوا الشباب في حيرة من صحة فتوى العلماء ، ومن بقائهم
عليها ، بل ظهر أولئك السياسيون بثوب الحريص على سلامة البلد وأهله ، وأنهم الآمرون
بالمعروف والناهون عن المنكر ، وأنهم الكاشفون لخطط الأعداء ، وألاعيبهم ، ومكرهم
، وكيدهم بالإسلام وأهله ، فارتقى هؤلاء مرتقاً صعباً.




ولم أزل في حيرة من هول الأزمة ، ومو قف هؤلاء ، ومن ورائهم الشباب الذين لم يبلغوا
من العلم الشرعي إلا القليل القليل ، يدفعهم إلى ذلك الموقف حسن ظنهم بأولئك القوم
، وحماس الشباب وعنفوانه ، وما يرونه ويشاهدونه من وجود القوات الأجنبية ، إلا أنه
كما قد قيل : " رب ضارة نافعة " . إذ كشفت هذه الأزمة عن كذب دعاوى القوميين ، والبعثيين
، والعلمانيين من العرب ، حيث انقسم هؤلاء إلى فريقين : فريق يؤيد الطاغية ، وفريق
يؤيد أهل الحق .




وكشفت - أيضاَ - عن عداء كثيرٍ من الجماعات الإسلامية لحكام هذا البلد وعلمائه ،
الذين هم على المنهج السلفي .






وكشفت - أيضاً - عن أن هاهنا جماعة قائمة مباينة لما عليه علماء هذا البلد ، لها غاية ، ولها وسائل تحقق
بها تلك الغاية .






وبعد هذه المقدمة التذكيرية أبدأ معك أخي الكريم بتوضيح ما ألفت هذا الكتاب من أجله
، وما دفعك إلى قراءته ، وأسأل الله التوفيق والسداد والرشاد ، فأقول :









يتبع ،،،،،، .