المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إقتصاد أمريكا !!!! والنهاية



Big Trick
02-04-2005, 02:08 PM
إقتصاد أمريكا الذى كان

بقلم Paul Craig Roberts

ملاحظة هامة : صاحب المقال الوارد ذكر إسمه سابقا ليس سوى أحد أعضاء إدارة ريجان لذا كلماته لها وقع خاص عن أى كاتب عادى .

لا يمكن لدولة أن تكون قوة عظمى بدون إقتصاد ذى تقنية عالية ، و إقتصاد أمريكا العالى التقنية يتآكل فى وقت كتابة هذه الكلمات .
بدأ التآكل عندما رحّلت أمريكا قواعدها الصناعية . و اليوم توجد العديد من الشركات الأمريكية التى لا تزيد فى الواقع عن مجرد إسم تجارى يوضع على سلع صنعت فى آسيا .
الشركات الكبرى التى تقوم بترحيل أنشطتها و مبررى سياساتهم يظهرون أن الخسارة فى قدراتهم التصنيعية هى تطور إيجابى ، فالتصنيع _ كما يقولون _ كان " إقتصاد قديم " و الذى خسروه للأسيويين لتأمين الأمريكان أسعار مستهلك أقل و أرباح أسهم أكبر . و مستقبل الأمريكان هو إقتصاد جديد من وظائف التكنوجيا العالية .
هذه النظرة المتشددة أصبحت مسألة عقيدة لديهم ، و قليل من فكر فى مدة قدرة أى دولة على الحفاظ على تقدمها التكنولوجى فى ظل عدم وجود صناعة .

حتى الآن فى القرن الحادى و العشرين هناك علامات بسيطة على " إقتصاد أمريكا الجديد " ، الوظائف المزعومة و التى ترتكز على القاعدة المعلوماتية لم تظهر بعد ، بل على العكس تقرر التقارير الإحصائية لمكتب العمل وجود خسارة صافية حجمها 221000 وظيفة فى ستة مجموعات رئيسية من القطاع الهندسى .

الكثير من مهندسى الكمبيوتر و الكهرباء و الإلكترونيات _ و هم من كان يتقاضى مرتبات جيدة فى نهاية القرن ال20 _ يقفون حاليا فى طوابير البطالة و لا يجدون عملا .
دولة لا تصنّع لا تحتاج الكثير من المهندسين ، و الكثير من العمل المتبقى يتم ترحيله للخارج أو ملئه بأجانب أرخـص أجرا يتم إستـقدامهم إلى البلاد بفيزات عمل H-lb و L-1 .
بالمقارنة مع الحقائق الغير ملائمة لأغراضهم ، ينتقل مبررى سياسات الترحيل إلى المستوى التالى من الخيال . فهم يدعون أن العديد من وظائف التقنية و الوظائف الهندسية أصبحت سلعة و مجرد عمل روتينى يمكن عمله بالخارج بسعر أرخص ، و ستظل أمريكا تقود _ كما يعدون _ حيث أنها تحافظ على عمليات الأبحاث و التطوير و المسئولية عن التصميم و الإبداع .
و بخلاف ذلك ، فالإبداع و التطوير يتم ترحيلهم حاليا إلى الخارج . و تذكر مجلة بيزنس ويك فى 21 مارس بعنوان " ترحيل الإبداع " : ( أن ميزة مؤسسات العالم الأول فى إبقاء البحوث و التطوير داخل البلاد قد أصبحت من الماضى ) .
مؤسسات مثل ديل و موتورولا و فيليبس و، التى كانت تعد كمصنعين يعتمدون على حقوق التصميم و ملكية النموذج الأساسى فى إدارات البحوث و التطوير ، يضعون الآن أسمائهم التجارية على منتجات كاملة تم إبتكارها و تصميمها و صناعتها فى آسيا بواسطة " مصنعى التصميم الأصلي" .
ترصد مجلة بيزنس ويك أنه عمليا فى يوم و ليلة أصبحت نسبة كبيرة من أجهزة التليفون المحمول و الكمبيوترات المحمولة و الكاميرات الرقمية و مشغلات ال إم بى 3 و المساعدات الشخصية الرقمية تنتج الآن بواسطة " مصنعى التصميم الأصلي " . تضع مجلة بيزنس ويك العبارة التالية بين قوسين و هى لمدير تنفيذى لشركة مصنعة تصميم أصلى تايوانية ( العملاء إعتادوا على المشاركة فى التصمــيم منذ عامين أو ثلاثة مضـــوا . لكن بداية من العام الماضى أصبح العديدين يأخذون سلعتنا دون شرط ) .
مدير تنفيذى لشركة مصنعة تصميم أصلى بالخارج يقول : " ماذا تغير أنه عملاء أكثر يريدون منا تصميم المنتج كاملا . من الصعب الآن أن تحصل على أفكار جديدة جيدة من عملاءنا . فنحن نضطر إلى الإبتكار بأنفسنا " .
و آخر يقول: " نحن نعلم عن هذا النوع من الإنتاج أكثر مما يعلم عملاؤنا . فنحن لدينا المقدرة على دمج أحدث التكنولوجيات " . العملاء هم أكبرالأسماء العالية التقنية بأمريكا بالطبع .

يذكر أن مجموعات التصميم و التطوير لمصنعى التصميم الأصلى الأسيويين تتزايد بسرعة ، بينما هؤلاء من كبريات الشركات الأمريكية يتقلصون بشدة .
تقرر مجلة بيزنس ويك أن ميزانيات التصميم والتطوير فى شركات مثل هيوليت باكرد و سيسكو و موتورولا و لوسنت تكنولوجيز و إريكسون و نوكيا تتراجع أوزانها بشدة .
عمليات الترحيل تحول الشركات الأمريكية سريعا إلى أسماء تجارية مع قدرة بيعية لبيع سلع مصممة و مصنعة بالكامل ببلاد أخرى . و سواء أدركوا أم لم يدركوا ، فالشركات الأمريكية قد خربت سوق المستهلكين الأمريكى .
فالقوم الذين لا يساهمون فى إبتكار و تصميم و إنتاج السلع التى يستهلكونها يفتقرون للدخل اللازم لدعم قاعدة البيع من العمالة على إختلافها " إقتصاد قديم " .
إقتصاديوا السوق الحر و السياسيون الأمريكان يتميزون بعمى البصر و البصيرة تجاه التحول السريع لأمريكا إلى إقتصاد عالم ثالث ، و لكن طلبة الكليات الأمركيين و مديري كليات و معاهد الهندسة مدركون تماما لفرص العمل المتآكلة و الأجور المتناقصة . بينما إقتصاديوا " تحرير التجارة " و دعائيوا الشركات يلقون بالتفاهات حول مستقبل أمريكا المشرق ، يقدر مديرى معاهد الهندسة الكبرى مستقبل التعليم الهندسى فى أمريكا .
بمجرد أن تكمل الشركات الأمريكية خسارتها لقاعدة ملكيتها ، كم ستكون القيمة الجوهرية لها بخلاف إسمها التجارى ؟ ماذا سيمنع مصنعى التصميم الأصلى الأقوياء من تخفيض سعر الأسماء التجارية الأمريكية ؟؟
ترحيل التصنيع و التصميم و الإبتكار يؤدى لتداعيات فادحة على التعليم العالى الأمريكى .
فميزة الدرجة الجامعية قد تم محوها عندما أصبح مجال العمل الوحيد هو الخدمات المحلية الغير تجارية .
فطبقا لجريدة لوس أنجلوس تايمز فى 11 مارس ، لوحظ أن نسبة الخريجين الجامعيين ضمن البطالة الطويلة الأمد قد إرتفع بشدة فى القرن ال21 . و قد صدر تقرير لوزارة العمل الأمريكية فى مارس ورد فيه أن هناك 373000 خريج جامعى خرجوا من سوق العمل فى فبراير ، و هو رقم أكبر بكثير من رقم الوظائف الجديدة التى نشأت .

الإقتصاد الأمريكى الآخذ فى الإختفاء يمكن رؤيته أيضا فى العجز التجارى المتفجر . فكلما تم ترحيل العمالة ، فالسلع و الخدمات التى كانت تنتج محليا أصبحت واردات .
الإقتصاديين الغير مفكرين و مسئولى إدارة بوش يدعون أن إعتماد أمريكا المتزايد على السلع و الخدمات المستوردة هو دليل على قوة الإقتصاد الأمريكى و دوره كقاطرة للنمو العالمى .
هذا الإدعاء يتجاهل أن أمريكا تدفع مقابل ترحيلها للسلع و الخدمات بواسطة نقل ثروتها و تدفقات دخلها المستقبلى إلى الأجانب . فقد حصل الأجانب على 3.6 تريليون $ من الأصول الأمريكية منذ سنة 1990 كنتيجة للعجز التجارى الأمريكى .

يمتلك الأجانب حاليا الكثير من الأصول الأمريكية إلى حد التخمة ، ففى الثلاث سنوات الأخيرة تزايد عدم إستعدادهم للحصول على المزيد من الدولارات مما نتج عنه تناقص مستمر فى قيمة الدولار بالمقارنة مع الذهب و العملات الأخرى القابلة للتبادل .

حاليا كل من اليابان ـ الصين ـ كوريا قد عبروا عن قلقهم . و طبقا لنشرة بلومبرج فى 10 مارس فاليابان بلغ حجم خسائرها الغير مباشرة 109.6 مليار $ نتيجة لإنخفض قيمة إحتياطياتها الدولارية .

تفيد نشرة آسيا تايمز فى 12 مارس أن بنوك آسيا المركزية قد قامت بتخفيض إحتياطياتها الدولارية لصالح العملات الإقليمية خلال ال3 سنوات الماضية . و تشير دراسة من البنك الدولى للمقاصة أن نسبة الدولار فى إحتياطيات دول آسيا قد تناقصت من 81% فى الثلث الثالث من سنة 2001 إلى 67% فى سبتمبر 2004 .
و قد خفضت الهند إحتياطيها الدولارى من 68% من الإحتياطيات الكلية إلى 43% . و الصين خفضت إحتياطيها الدولارى من 83% إلى 68% .

الدولار الأمريكى لن يمكنه الحفاظ على دوره كعملة إحتياط عالمية عندما يهجره هؤلاء فى منطقة تتحول بسرعة إلى القوة الرئيسية عالميا فى الإبتكار و التصميم و التصنيع .

الأمريكان _ مع تضليلهم عمدا بواسطة إدعاءات دعايات التجارة الحرة _ سيخسرون القدرة على فهم إحباطات العمل المتزايدة التى يعانيها خريجوا الجامعات . فالأجور المتناقصة و الأسعار المتزايدة لسلع أجنبية الصنع سيضغط على مستويات معيشة الأمريكيين مع إعلان تناقص قيمة الدولار عن هبوط أمريكا إلى الإقتصاد الذى كان .

بينما الحزب القديم قد قام بتمرير" تعديلات الإفلاس " و التى تؤكد تحول الأمريكان العاطلين الغارقين فى الديون و المثقلين بفواتير الرعاية الصحية الغير مدفوعة إلى خدم ملتزمين لشركات كروت الإئتمان .

إدارة بوش ذات الوجه الجامد تبذل قصارى جهدها لتجعل الأمريكان يخبرون كل لحظة فى السقوط التام لبلادهم.


م ن ق و ل

وشكرا

white-sox
02-04-2005, 06:18 PM
مشكور علي الموضوع يا اخي
big trick هذا شيء متوقع فعلا

انا ادعوك للانضمام الي حركة الانازيون الجدد لان مواضيعك حلوة


الرئيس " white-sox "