سهم الاسلام
11-04-2005, 10:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
القصَصْ النَّـادِرَة
في المَواعِظِ البَاهِرَة
من تعجّل الشيءَ قبل أوانه عُوقِبَ بحرمانهِ
حدثني أحد الصادقين . قال :
إن امرأةً مريضةً ، حــارَ الأطباء في دواء لشفائها ، وكـانت على جانب وافر من الثراء ، فأحضرت ممرضةً لتقوم بخدمتها ، وتُشرفَ على صحتها ، وقامتْ هذه الممرضة بكل خدمة ورعاية ، وإخلاص وعناية ، فسُرّت بها المريضة لصدق خدمتها ، وأحبتها من سويداء قلبها ، وكـانت هذه المريضة لا وارث لها ، فكتبت كلَّ ما تملكُه بعد وفاتهـا من الأموال والعقارات النفيسة ، باسْمِ هذه الممرضة الأنيسة ، وشاءت حكمة الله تعالى ، أنْ تتعرّف هذه الممرضة على شاب وسيم ، جميل الطلعة ، فأحبتْهُ حبّاً جمَّاً ، وراحت تحدّثه عن مريضتها ، وأنها كتبت لها كلَّ ما تملك ، وسيكون التسليمُ بعد وفاتها . فدُهِشَ هذا الشابُّ بهذه الأخبار وسُرّ سروراً كثيراً ، وصار الاثنان يتمنيان وفـاة المريضة ، لينعَما بهذا الميراث الكبير ، والخير الوفير . ولّما استبطآ موتها ، اتفقا للعمل على موتها موتاً بطيئاً ، وذلك بوضع قليل من الزرنيخ في كل طعام ، وما إن مرتْ فترة من الزمان قصيرة ، حتى عادت المريضة إلى صحتها الوفيرة . فاستاء بذلك الشابُّ والممرضة ، فصمّما على قتلها قبل الأوان ، ونَفّذا معاً جريمة القتل بالعدوان . ولكن الله للظالمين بالمرصاد ، فحامت حوْل الشاب والممرضة شبهة القتلِ ، وألقي القبض عليهما ، وعند التحقيق ثبت لدى الطبيب الشرعي أن قاتل هذه الثّرية النادرة ، هو هذا الشاب مع الممرضة الغادرة . وقال الطبيب الشرعي للشاب والممرضة : إن هذا الزرنيخ الذي وضعتموه في طعام تلك المرأة كان سبباً لشفائها ، ولو لم تضعوه لها لماتت منْ تلقاء نفسها ، ولأخذتم الميراثَ حلالاً ، وسَعِدتم في حياتكم وآخرتكم حالاً ومآلاً ،غير أنكما خنتما الأمانة ، وعمدتما إلى قتلها ، فكان مصيركمـا شرّاً ، وعذاباً أليماً في الدنيا والآخرة . . أمـا عذاب الدنيا ، فالإعدام بالشنق المرير ، وأمـا في الآخرة فعذاب النارِ وبئس المصير . غفلتما عمّـا توعّدَ به الله ربُّ العالمين ، للقاتلين المتعمدين بقوله عزَّ من قاتل ( ومَنْ يقْتُـلْ مؤْمنـاً متعمَّداً فجزاؤهُ جهنّمُ خالداً فيها وغضبَ الله عليه ولعنهُ وأعدَّ له عذاباً عظيماً ) ( النساء ) وقد أرشدنا سبحانه وتعالى ، كـي لا نغتر بهذه الدنيا الفانية ، حيث يقول في كتابه المبين ( فلا تغرُّنَّكُـم الحياة الدُّنيا ولا يُغرَّنكـم بـالله الغَرور ) ( لقمان ) ، و لو كان العذاب في الدنيا فحسْب لكان الأمرُ سهلاً ، و العقاب محتملاً ، و لكن عذابَ الآخرة شديد ، و دخول النار و لظاها رهيب مديد .
فيا أيها الناس ، حذارِ من أن تغرَّنكم هذه الدنيا الفانية ، عن الآخرة الباقية ، فلا تتبعُوا شهوات النفس و الهوى ، و اذكروا الموتَ و البلى ، و احذروا الوقوع في المعاصي و الإجرام ، ووسوسة الشيطان لارتكاب الحرام ، و اعلموا أنكمْ مراقبونَ من قبل ربّ الأنام ، الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض و لا بينَ الغمام ، و يعْلَم خائنه الأعين و ما تخفي الصدور من خواطر الآثام .
أجل : لقد زلّت أقدام الشابّ و الممرضة ، و أقدما على جريمة شنعاء ، و ضلالة عمياء ، و اّتبعا ما زّينهُ الشيطان ، و عَصَيَــا أمرَ الرقيب العلام ، و خاضا في دياجير الهوى و الظلام ، فكان عقابهما الحرمان و الإعدام ، و خسرا الدنيا و ساء الختام ، فاعتبروا يا أولي الأفهــام ، فالذكي الفطن من وُعِظَ بغيره ، و الشقي الغبّي من اغترّ بنفسه .
نسأل الله تعالى أن يحفظنا من جميع الفتن ، و يوفقنا لشكره على النعم ، و أن نكون أمناء مخلصين ، و أوفياء صالحين ، ممتثلين أمرَ الله ربّ العالمين ، فهو الرقيب العليم ، و العزيزُ الحكيم ، و الحمد لله العدلِ العظيمِ .
الحقوق محفوظة لا يحق النسخ و النقل مهما كان السبب
سهم الاسلام
و السلام مسك الختام
القصَصْ النَّـادِرَة
في المَواعِظِ البَاهِرَة
من تعجّل الشيءَ قبل أوانه عُوقِبَ بحرمانهِ
حدثني أحد الصادقين . قال :
إن امرأةً مريضةً ، حــارَ الأطباء في دواء لشفائها ، وكـانت على جانب وافر من الثراء ، فأحضرت ممرضةً لتقوم بخدمتها ، وتُشرفَ على صحتها ، وقامتْ هذه الممرضة بكل خدمة ورعاية ، وإخلاص وعناية ، فسُرّت بها المريضة لصدق خدمتها ، وأحبتها من سويداء قلبها ، وكـانت هذه المريضة لا وارث لها ، فكتبت كلَّ ما تملكُه بعد وفاتهـا من الأموال والعقارات النفيسة ، باسْمِ هذه الممرضة الأنيسة ، وشاءت حكمة الله تعالى ، أنْ تتعرّف هذه الممرضة على شاب وسيم ، جميل الطلعة ، فأحبتْهُ حبّاً جمَّاً ، وراحت تحدّثه عن مريضتها ، وأنها كتبت لها كلَّ ما تملك ، وسيكون التسليمُ بعد وفاتها . فدُهِشَ هذا الشابُّ بهذه الأخبار وسُرّ سروراً كثيراً ، وصار الاثنان يتمنيان وفـاة المريضة ، لينعَما بهذا الميراث الكبير ، والخير الوفير . ولّما استبطآ موتها ، اتفقا للعمل على موتها موتاً بطيئاً ، وذلك بوضع قليل من الزرنيخ في كل طعام ، وما إن مرتْ فترة من الزمان قصيرة ، حتى عادت المريضة إلى صحتها الوفيرة . فاستاء بذلك الشابُّ والممرضة ، فصمّما على قتلها قبل الأوان ، ونَفّذا معاً جريمة القتل بالعدوان . ولكن الله للظالمين بالمرصاد ، فحامت حوْل الشاب والممرضة شبهة القتلِ ، وألقي القبض عليهما ، وعند التحقيق ثبت لدى الطبيب الشرعي أن قاتل هذه الثّرية النادرة ، هو هذا الشاب مع الممرضة الغادرة . وقال الطبيب الشرعي للشاب والممرضة : إن هذا الزرنيخ الذي وضعتموه في طعام تلك المرأة كان سبباً لشفائها ، ولو لم تضعوه لها لماتت منْ تلقاء نفسها ، ولأخذتم الميراثَ حلالاً ، وسَعِدتم في حياتكم وآخرتكم حالاً ومآلاً ،غير أنكما خنتما الأمانة ، وعمدتما إلى قتلها ، فكان مصيركمـا شرّاً ، وعذاباً أليماً في الدنيا والآخرة . . أمـا عذاب الدنيا ، فالإعدام بالشنق المرير ، وأمـا في الآخرة فعذاب النارِ وبئس المصير . غفلتما عمّـا توعّدَ به الله ربُّ العالمين ، للقاتلين المتعمدين بقوله عزَّ من قاتل ( ومَنْ يقْتُـلْ مؤْمنـاً متعمَّداً فجزاؤهُ جهنّمُ خالداً فيها وغضبَ الله عليه ولعنهُ وأعدَّ له عذاباً عظيماً ) ( النساء ) وقد أرشدنا سبحانه وتعالى ، كـي لا نغتر بهذه الدنيا الفانية ، حيث يقول في كتابه المبين ( فلا تغرُّنَّكُـم الحياة الدُّنيا ولا يُغرَّنكـم بـالله الغَرور ) ( لقمان ) ، و لو كان العذاب في الدنيا فحسْب لكان الأمرُ سهلاً ، و العقاب محتملاً ، و لكن عذابَ الآخرة شديد ، و دخول النار و لظاها رهيب مديد .
فيا أيها الناس ، حذارِ من أن تغرَّنكم هذه الدنيا الفانية ، عن الآخرة الباقية ، فلا تتبعُوا شهوات النفس و الهوى ، و اذكروا الموتَ و البلى ، و احذروا الوقوع في المعاصي و الإجرام ، ووسوسة الشيطان لارتكاب الحرام ، و اعلموا أنكمْ مراقبونَ من قبل ربّ الأنام ، الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض و لا بينَ الغمام ، و يعْلَم خائنه الأعين و ما تخفي الصدور من خواطر الآثام .
أجل : لقد زلّت أقدام الشابّ و الممرضة ، و أقدما على جريمة شنعاء ، و ضلالة عمياء ، و اّتبعا ما زّينهُ الشيطان ، و عَصَيَــا أمرَ الرقيب العلام ، و خاضا في دياجير الهوى و الظلام ، فكان عقابهما الحرمان و الإعدام ، و خسرا الدنيا و ساء الختام ، فاعتبروا يا أولي الأفهــام ، فالذكي الفطن من وُعِظَ بغيره ، و الشقي الغبّي من اغترّ بنفسه .
نسأل الله تعالى أن يحفظنا من جميع الفتن ، و يوفقنا لشكره على النعم ، و أن نكون أمناء مخلصين ، و أوفياء صالحين ، ممتثلين أمرَ الله ربّ العالمين ، فهو الرقيب العليم ، و العزيزُ الحكيم ، و الحمد لله العدلِ العظيمِ .
الحقوق محفوظة لا يحق النسخ و النقل مهما كان السبب
سهم الاسلام
و السلام مسك الختام