الصندوق الأسود
13-04-2005, 06:48 AM
*
ذهبت يوماً من الأيام إلى المستشفى لحاجة لي ..
وبينما كنت أتجول في ممرات غرف المرضى ..
عرضت علي مشاهد محزنة ومخيفة ..
تدعو المؤمن للتفكر والتأمل ..
شاهدت تلك المرأة في شبابها ..
وقد كانت لتوها قد حدث لها حادث ..
وقد نتج عن هذا الحادث شلل كامل في قدميها ..
جراء انقطاع الحبل الشوكي عندها ..
والذي عجز الأطباء أن يأتوا بمثله ..
أو يصلوه ببعضه بعد انقطاعه .
وأنا واقفت على قدمي ..
ولا فرق بيني وبينها ..
سوى أمر الله المكتوب ..
فهو سبحانه لم يخترني .
ولم يخترك أنت أيتها الحسناء ..
ولكنه اختارها هي لكي تشل .
ثم أكملت طريقي فماذا رأيت ؟ ..
رأيت فتاة أفترشت السرير الأبيض ..
وقد ألصق على حنجرتها أنبوب لكي تتنفس ..
فهي لا تستطيع أن تستعمل أنفها لعيب فيه ..
فأي رحمة تلك التي سلمتك ..
وأي نعيم أنت فيه الآن ..
تتنفسين دونما تعب أو إحساس ..
فهلا قلتي الحمد لله .
ثم حانت مني التفاتة ..
فرأيت غرفة مفتوحة الجانب ..
وفيها ممرضة تعالج ساق فتاة مريضة ..
فدنوت قليلاً ..
فإذا بي أجد أن ساقها تلك ..
ما هي إلا ساق اصطناعية ..
والممرضة تساعدها في تركيبها ..
ثم نظرت إلى قدمي ..
وكيف أسير بهما براحة ويسر ..
فسرت يميناً وشمالاً ..
والناس ينظرون إليّ ..
كأن لسان حالهم يقول : ماذا دهاها ؟! ..
أردت فقط أن أشعر بالنعمة الكبيرة التي أنا فيها .
ثم تأملت في نفسي ..
بل في تلك المواقف ..
التي كنت اضجر من مشكلاتها التي تصيبني :
جرح في قدمي ..
تأخير مصالحي ..
قلق في نفسي ..
وغيرها الكثير ..
فضحكت ثم حزنة ..
ضحكت لتفاهة هذه الأمور ..
مقارنة بالنعيم الذي اتقلب فيه يمنة ويسرة ..
وحزنة لأنني لم أتذكر المنعم علي سبحانه ..
وتقصيري في شكره .
*
أختي الحسناء :
لولا أنكِ مرتاحة وأنت تحملين عينين سليمتين ..
لما قرأتي هذه الكلمات الآن !! .
فبالشكر تدوم النعم .
*
*
*
(( الصندوق الأسود ))
ذهبت يوماً من الأيام إلى المستشفى لحاجة لي ..
وبينما كنت أتجول في ممرات غرف المرضى ..
عرضت علي مشاهد محزنة ومخيفة ..
تدعو المؤمن للتفكر والتأمل ..
شاهدت تلك المرأة في شبابها ..
وقد كانت لتوها قد حدث لها حادث ..
وقد نتج عن هذا الحادث شلل كامل في قدميها ..
جراء انقطاع الحبل الشوكي عندها ..
والذي عجز الأطباء أن يأتوا بمثله ..
أو يصلوه ببعضه بعد انقطاعه .
وأنا واقفت على قدمي ..
ولا فرق بيني وبينها ..
سوى أمر الله المكتوب ..
فهو سبحانه لم يخترني .
ولم يخترك أنت أيتها الحسناء ..
ولكنه اختارها هي لكي تشل .
ثم أكملت طريقي فماذا رأيت ؟ ..
رأيت فتاة أفترشت السرير الأبيض ..
وقد ألصق على حنجرتها أنبوب لكي تتنفس ..
فهي لا تستطيع أن تستعمل أنفها لعيب فيه ..
فأي رحمة تلك التي سلمتك ..
وأي نعيم أنت فيه الآن ..
تتنفسين دونما تعب أو إحساس ..
فهلا قلتي الحمد لله .
ثم حانت مني التفاتة ..
فرأيت غرفة مفتوحة الجانب ..
وفيها ممرضة تعالج ساق فتاة مريضة ..
فدنوت قليلاً ..
فإذا بي أجد أن ساقها تلك ..
ما هي إلا ساق اصطناعية ..
والممرضة تساعدها في تركيبها ..
ثم نظرت إلى قدمي ..
وكيف أسير بهما براحة ويسر ..
فسرت يميناً وشمالاً ..
والناس ينظرون إليّ ..
كأن لسان حالهم يقول : ماذا دهاها ؟! ..
أردت فقط أن أشعر بالنعمة الكبيرة التي أنا فيها .
ثم تأملت في نفسي ..
بل في تلك المواقف ..
التي كنت اضجر من مشكلاتها التي تصيبني :
جرح في قدمي ..
تأخير مصالحي ..
قلق في نفسي ..
وغيرها الكثير ..
فضحكت ثم حزنة ..
ضحكت لتفاهة هذه الأمور ..
مقارنة بالنعيم الذي اتقلب فيه يمنة ويسرة ..
وحزنة لأنني لم أتذكر المنعم علي سبحانه ..
وتقصيري في شكره .
*
أختي الحسناء :
لولا أنكِ مرتاحة وأنت تحملين عينين سليمتين ..
لما قرأتي هذه الكلمات الآن !! .
فبالشكر تدوم النعم .
*
*
*
(( الصندوق الأسود ))