المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاعمى



حقيقة الخيال
18-04-2005, 10:01 AM
[SIZE=4][COLOR=Black][SIZE=6][FONT=Times New Roman][FONT=Comic Sans MS]بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحوا لي ان اقدم لكم قصة قد كتبتها منذ مدة وارجوا ان تعجبكم...
الأعمى
هبط الصحفي ممدوح درجات سلم شقته بسرعة كعادته عندما يستدعونه للعمل فقد تلقى لتوه مكالمة هاتفية من الصحيفة تخبره بوقوع جريمة قتل في منتصف المدينة وبطبيعة عمله في قسم الحوادث يجب ان يكون هناك في اسرع وقت ممكن وقبل غيره من المنافسين الصحفيين .
خرج من البناية التي يسكن فيها واتجه بسرعةالى الكراج الذي يبعد عدة امتار عنها ، انشغل تفكيره للحظات بهذه الجريمة الجديدة انها بالتاكيد ستكون حدثا صحفيا هاما فمدينته تندر فيها الجرائم الا من بعض حوادث الطرق وعمليات النصب والسرقات و........ ،انقطعت افكاره بغتة على اثر اصطدامه بجسم ما ليجد نفسه ملقى على الارض والى جواره شخص اخر ،ورغم انه هو من كان يسير بسرعة شارد الذهن الا ان هذا لم يمنع غضبه وحنقه على الرجل الاخر وخصوصا عندما اكتشف ان ثيابه قد اتسخت ،هب واقفا ينفض ثيابه بغضب واضح وصرخ بالرجل:"هل أنت اعمى انظر ماذا فعلت " كلمة تقال دائما في موقف كهذا،وقف الرجل بصمت ولم يجبه، فرفع ممدوح بصره عن ثيابه ليقع على رجل في منتصف عمره تقريبا انتبه الى عصا بيده والى حركة يديه الممتدتين امامه والى نظارته السوداء "ياالهي انه اعمى" حدث نفسه بذهول "كيف تجرا على اهانته ياله من احمق " شعر بتقلص معدته وتوتر يشمله. فكر كيف يمكنه تصليح خطاه فامتدت يده بتلقائية لتمسك بذراع الرجل ولكن الاخير نفض ذراعه بقوة وقال:" لست بحاجة لعطفك" خفق قلب ممدوح بعنف اراد ان يقول شيئا " ماذا تفعل في هذا الوقت المتاخر من الليل ياعماه " هذا ما استطاع قوله ،فرد عليه الرجل بابتسامة مريرة " وهل هناك فرق بالنسبة لرجل مثلي" قال كلماته ثم حرك عصاه امامه مهتديا بها في سيره البطئ الثابت ،تعلق بصر ممدوح بالرجل وهو يبتعد عنه وشعور بالتانيب يكتنفه لانه عامل هذا المسكين بغلظة وفظاظة ، اختفى الرجل في رواق بنهاية الشارع فهز ممدوح راسه محاولا التخلي عن افكاره وتابع سيره بخطىً متثاقلة وصورة الرجل الاعمى لاتفارق مخيلته..
*************
"انك حقا محترف لم اتصور ان الامر سيتم بهذه البساطة"
ابتسم رجل في منتصف عمره تقريبا لمحدثهوقال -وهو يلقي بعصا معه ارضا ويخلع نظارته السوداء-:"لااخفي عليك سعادتي عندما وجدت محفظته بسهولة في ثيابه عندما اصطدمت به فاخفيتها بسرعة تم ذلك بسرعة حتى قبل ان يستوعب امر الاصطدام ، ولغبائه صدق تمثيلي عليه لدرجة اني شعرت انه سيبكي"
اطلق صديقه ضحكة قصيرة بينما عيناه تلمعان بجذل وهو يمسك بالنقود التي بيده وقال " المهم اننا ضمنا سهرة الليلة " ثم مال على صديقه وتابع بخبث" صحيح لقد سمعته ينعتك بالعمى ولكني اتساءل من منكما الأعمى"
وانطلقت الضحكات مجلجلة في ذلك الرواق لتهز سكون الليل هزا عنيفا. :)