نجود
19-04-2005, 08:27 PM
الشعر الحر او النثر او ماسمي بالشعر العامودي كان نتاج تجارب عديدة بدأت تحديدا في الشرق العربي وفي المهجر .. ثم استكملته الدكتوره نازك الملائكة .. وبدأ ت تصوغ مفرداته في البداية من بحر الرمل دون التزام بالقافيه ولم يكن له رتم معين .. مما اثار حفيظة الشعراء الكبار في وقتها حيث عرف بحر الرمل بمقاماته وعروضه واجراسه .. ويعتبر هذا البحر من بحور الشعر العميقة الا ان هذه الثورة لم تمنع من تقدم هذه الهجمة التجديدية وقادتها نازك بقوة .. ثم استلمها محدثون من مصر حيث كانت بدايتها لغة فصحى تطورت بسرعة البرق لتاخذ شكلها الشعبي التقليدي وقاد بعضها شعراء الحماسة من الفلسطينين داخل الارض المحتله حيث هذا النوع من الشعر كان اسرع في توصيل المشاعر .. وبعد عقدين من الزمن ترك بحر الرمل والتزم معظم من يكتب هذا النوع من الشعر بالتفعيلات الشعرية التقليدية .. الا ان بعض الشعراء الذين اعجبهم هذا النوع من الشعر قاموا بتوصيله في البحر البسيط وسكّنوا الحرف ليسلموا من التفعيله وختاروا تفعيلة الشاعر الكبير احمد شوقي فاعلاتن فاعلاتن فاعلات اي ثمان تسكينات حيث عرف عن الشاعر شوقي حبه لهذا التفعيل السريع .. واستمر هذا النوع
.. وعندما جاء المحدثون من بعدهم وخصوصا من يكتب العامية الغى كل شي
التفعيلة والمقام والايقاع .. وبدأو يكتبون في اي شي وعلى اي شي المهم ان يقول وبس .. والحقيقة ان مافيه اسهل من وزن الشعر المرسل ولناخذ هذا المثال :
ياحياتي لا تحاتي
انت حبي .. انت قلبي
وهي على وزن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات
يا - خط = سكون
حيا - خط = خط = سكون
تي - خط = سكون
وعلى هذا المنال نستطيع ان نكتب قصيدة كاملة موزونة الايقاع والتفعيلة .. وهذا سهل بالنسبة من يعرف العروض .. ولكن الانطلاقة الاخيرة اريح حيث انها تصل للقلب اسرع ... وبذلك نرى انه لا توجد فروق بين الفصحى والعامية من حيث الوزن اذا احسن كاتبها السكون وابتعد عن تفعيلات الشعر وهمومه .. اما اذا كان لا يعرف اللغة العربية ولا الفاعل والمفعول به ولا يفهم بالعروض ويكتب الشعر المرسل فهذه مشكلة .. ليست مشكله الا مصيبة
ليست مصيبه وبس الا كارثة ليست كارثة وبس بل فجيعه .....
الان لنتكلم عن الشعراء .. لنعطي مثالا ......
وهذا المثال ليس شرطا فيما طرحناه من الشعر المرسل
ولكن الشيء بالشيء يذكر ....
الشاعر محمد بن لعبون معروف وغني عن التعريف وهو عاش فترة
من عمره متنقلا بين البحرين والكويت ولم يتزوج وكان طويل القامة شديد الاسمرار .. وكان نحيفا .. متجولا .. يقول الشعر في أي وقت وبأي مكان .. ولم يكن له اصدقاء الا من معارف .. ولم يكن يميل للذهاب للدواوين او المقاهي
وكان يحب العزلة والسعي في الطرقات وخصوصا البحر .. انه مزيج من التناقضات .. ولم يذكر عنه حبه للسياسة او المال .. حيث عاش فترة من عمره فقيرا .. ولم يتعيش من شعره .. وكان يسافر كثيرا لبعض البلدان وفي احد اسفاره دخل بستان وتظلل تحت شجرة كبيرة .. وحضر فلاح فسقاه وعطاه تمرا فلما أكل سأل بن لعبون لمن هذا البستان فأجابه الفلاح انه لحمدان وهو رجل غني فقال له بن لعبون لم لا يأتي في بستانه فرد الفلاح بان لديه بساتين وخضرة وعيون فسكت بن لعبون دقائق ثم نظر للفلاح وانشد :
هني يالي افلوسه جثيره .. ولا طراله من الهم هوجاس
بضايعه تمشي بكل ديره .. وان بغا شي ينكتب بقرطاس
فصعق الفلاح من هذا الشعر ولما عرف انه بن لعبون قبل رأسه وأكرمه حيث ان شهرته كانت قد وصلت لبلدة هذا الفلاح .. ونلاحظ في هذين البيتين .. معجزة .. فقد تنبأ بن لعبون في الشيك والبنوك .. قبل أن يراها أو يسمع بها عندما قال ( وان بغا شي ينكتب بقرطاس ) .. وفي احد اسفاره دعاه رجل معرفه لسهرة فأجابه ولما جلس شاهد فتاة جميلة قد خلعت مايستر وجهها وقامت بالرقص امام صاحبها .. فلم يتكلم بن لعبون وغض نظره عنها .. وفيما هو جالس دخل شاب فتغيرة سحنة صاحبه وهمس باذن بن لعبون ان هذا الشاب هو شقيق هذه الفتاة وان جريمة سوف ترتكب الان .. فلما سمع بن لعبون كلامه اسرع فأمسك الدف وكان اسم الفتاة عليا فأمسك الدف وانشد في الغناء قائلا :
ياعلي صحت انا بالصوت الرفيع .. يامره لا تذبين عنــج الجناع
وظل يردد اسمها حتى فهمت الفتاة فلم تلتفت وظلت تتمايل بظهرها حتى خرجت وكان من عادة الزغرت في السابق انهم لا ينظرون لصاحبات اصدقائهم .. فأنقذ بن لعبون حياة هذه الفتاة من القتل ..وقد تدافع نحوه اصاحب المجلس بالشكر والعرفان على تصرفه وخاطرته .. وروي انه قبل سفره جاءه شخص وأخبره ان هناك من يطلبه بالخارج فلما ذهب وجد الفتاة حضرت اليه وكانت ملتفة بالسواد وقد سترت وجهها حيث انحت وقبلت يده وبكت وأعلنت توبتها بعد أن مّن الله عليها بالستر وقالت له لقد سترتني وسترت اهلي واني صائمة لله مابقيت في الحياة وهكذا عاش بن لعبون متنقلا كالطير في البلدان التي يذهب اليها ولم يروى عنه انه عشق أو احب امرأة الا انه قيل كاد يتزوج مرة ولكن اهلها رفضوه للونه وشعره .. فلم يقبل بعدها على النساء اطلاقا .. وقال الغزل والعشق والحب وهام بها الا ان الحب لم يطرق قلبه ابدا وروي عنه انه كان كثير السعي في الطرقات يسعى وحيدا مطرقا راسه وكان يقف احيانا عندما يعترضه شخص ما ولكنه لا يسعى معه ابدا .. حتى مات في الكويت على أغلب الروايات ودفن بها
ماذا نفهم من هذا العرض
نفهم اولا .. البساطة في تناول الكلمة وسرعة البديهة عند الشاعر
وايضا امتلاكه لقواعد الشعر وقدرته على خلق القصيدة الفورية التي لا تحتاج لتفكير
وكتابة وبحث الخ ....
ونفهم ايضا .. ان الشاعر لا يمكنه ان يكون شاعرا الا حين يلم بقواعد هذا الفن وان يكون مقتدرا على خلق البيوت المؤثرة الرائعة .................................
الان اسمحوا لي بان اذكر شاعرا اخر لا يقل اهمية عن شاعرنا بن لعبون
وهو الشاعر الكويتي منصور الخرقاوي .......
سأذكر لكم ابيات من شعره وسأعلق عليها ان شاء الله
يقول
جودي لا تهجريني
ولو بالطيف زوريني
صبرت وشابت عيوني
اشوف الهم يطويني
انتبهوا معي لهذه الابيات يبدأ الشاعر قصيدة بالجود والكرم
ويخاطب محبوبته بجودي ... الله ماأبدعه ....
يقول لها جودي لا تهجريني
ولان المرأة رقيقة ناعمة تجرح عفتها الكلمة الخارجة
ولانه يخاف على محبوبته من لسان الناس .. سارع الشاعر ليبين هذا الجود
فقال
ولو بالطيف زوريني
الله .... ولو بالطيف زوريني
لم يطلب منها ان تزوره بشقه .. او يشوفها بشارع ..
اويلتقي معها في مكان خال عن الناس
وانما طلب منها الجود ان تأتيه بالطيف
ولم يقل
ولو بالنوم زوريني
لان النوم قد يفهم منه امور مخجلة ...
واختار هذا الشاعر الرقيق الرائع كلمة الطي
انتظر من فضلك هناك بقية
.. وعندما جاء المحدثون من بعدهم وخصوصا من يكتب العامية الغى كل شي
التفعيلة والمقام والايقاع .. وبدأو يكتبون في اي شي وعلى اي شي المهم ان يقول وبس .. والحقيقة ان مافيه اسهل من وزن الشعر المرسل ولناخذ هذا المثال :
ياحياتي لا تحاتي
انت حبي .. انت قلبي
وهي على وزن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات
يا - خط = سكون
حيا - خط = خط = سكون
تي - خط = سكون
وعلى هذا المنال نستطيع ان نكتب قصيدة كاملة موزونة الايقاع والتفعيلة .. وهذا سهل بالنسبة من يعرف العروض .. ولكن الانطلاقة الاخيرة اريح حيث انها تصل للقلب اسرع ... وبذلك نرى انه لا توجد فروق بين الفصحى والعامية من حيث الوزن اذا احسن كاتبها السكون وابتعد عن تفعيلات الشعر وهمومه .. اما اذا كان لا يعرف اللغة العربية ولا الفاعل والمفعول به ولا يفهم بالعروض ويكتب الشعر المرسل فهذه مشكلة .. ليست مشكله الا مصيبة
ليست مصيبه وبس الا كارثة ليست كارثة وبس بل فجيعه .....
الان لنتكلم عن الشعراء .. لنعطي مثالا ......
وهذا المثال ليس شرطا فيما طرحناه من الشعر المرسل
ولكن الشيء بالشيء يذكر ....
الشاعر محمد بن لعبون معروف وغني عن التعريف وهو عاش فترة
من عمره متنقلا بين البحرين والكويت ولم يتزوج وكان طويل القامة شديد الاسمرار .. وكان نحيفا .. متجولا .. يقول الشعر في أي وقت وبأي مكان .. ولم يكن له اصدقاء الا من معارف .. ولم يكن يميل للذهاب للدواوين او المقاهي
وكان يحب العزلة والسعي في الطرقات وخصوصا البحر .. انه مزيج من التناقضات .. ولم يذكر عنه حبه للسياسة او المال .. حيث عاش فترة من عمره فقيرا .. ولم يتعيش من شعره .. وكان يسافر كثيرا لبعض البلدان وفي احد اسفاره دخل بستان وتظلل تحت شجرة كبيرة .. وحضر فلاح فسقاه وعطاه تمرا فلما أكل سأل بن لعبون لمن هذا البستان فأجابه الفلاح انه لحمدان وهو رجل غني فقال له بن لعبون لم لا يأتي في بستانه فرد الفلاح بان لديه بساتين وخضرة وعيون فسكت بن لعبون دقائق ثم نظر للفلاح وانشد :
هني يالي افلوسه جثيره .. ولا طراله من الهم هوجاس
بضايعه تمشي بكل ديره .. وان بغا شي ينكتب بقرطاس
فصعق الفلاح من هذا الشعر ولما عرف انه بن لعبون قبل رأسه وأكرمه حيث ان شهرته كانت قد وصلت لبلدة هذا الفلاح .. ونلاحظ في هذين البيتين .. معجزة .. فقد تنبأ بن لعبون في الشيك والبنوك .. قبل أن يراها أو يسمع بها عندما قال ( وان بغا شي ينكتب بقرطاس ) .. وفي احد اسفاره دعاه رجل معرفه لسهرة فأجابه ولما جلس شاهد فتاة جميلة قد خلعت مايستر وجهها وقامت بالرقص امام صاحبها .. فلم يتكلم بن لعبون وغض نظره عنها .. وفيما هو جالس دخل شاب فتغيرة سحنة صاحبه وهمس باذن بن لعبون ان هذا الشاب هو شقيق هذه الفتاة وان جريمة سوف ترتكب الان .. فلما سمع بن لعبون كلامه اسرع فأمسك الدف وكان اسم الفتاة عليا فأمسك الدف وانشد في الغناء قائلا :
ياعلي صحت انا بالصوت الرفيع .. يامره لا تذبين عنــج الجناع
وظل يردد اسمها حتى فهمت الفتاة فلم تلتفت وظلت تتمايل بظهرها حتى خرجت وكان من عادة الزغرت في السابق انهم لا ينظرون لصاحبات اصدقائهم .. فأنقذ بن لعبون حياة هذه الفتاة من القتل ..وقد تدافع نحوه اصاحب المجلس بالشكر والعرفان على تصرفه وخاطرته .. وروي انه قبل سفره جاءه شخص وأخبره ان هناك من يطلبه بالخارج فلما ذهب وجد الفتاة حضرت اليه وكانت ملتفة بالسواد وقد سترت وجهها حيث انحت وقبلت يده وبكت وأعلنت توبتها بعد أن مّن الله عليها بالستر وقالت له لقد سترتني وسترت اهلي واني صائمة لله مابقيت في الحياة وهكذا عاش بن لعبون متنقلا كالطير في البلدان التي يذهب اليها ولم يروى عنه انه عشق أو احب امرأة الا انه قيل كاد يتزوج مرة ولكن اهلها رفضوه للونه وشعره .. فلم يقبل بعدها على النساء اطلاقا .. وقال الغزل والعشق والحب وهام بها الا ان الحب لم يطرق قلبه ابدا وروي عنه انه كان كثير السعي في الطرقات يسعى وحيدا مطرقا راسه وكان يقف احيانا عندما يعترضه شخص ما ولكنه لا يسعى معه ابدا .. حتى مات في الكويت على أغلب الروايات ودفن بها
ماذا نفهم من هذا العرض
نفهم اولا .. البساطة في تناول الكلمة وسرعة البديهة عند الشاعر
وايضا امتلاكه لقواعد الشعر وقدرته على خلق القصيدة الفورية التي لا تحتاج لتفكير
وكتابة وبحث الخ ....
ونفهم ايضا .. ان الشاعر لا يمكنه ان يكون شاعرا الا حين يلم بقواعد هذا الفن وان يكون مقتدرا على خلق البيوت المؤثرة الرائعة .................................
الان اسمحوا لي بان اذكر شاعرا اخر لا يقل اهمية عن شاعرنا بن لعبون
وهو الشاعر الكويتي منصور الخرقاوي .......
سأذكر لكم ابيات من شعره وسأعلق عليها ان شاء الله
يقول
جودي لا تهجريني
ولو بالطيف زوريني
صبرت وشابت عيوني
اشوف الهم يطويني
انتبهوا معي لهذه الابيات يبدأ الشاعر قصيدة بالجود والكرم
ويخاطب محبوبته بجودي ... الله ماأبدعه ....
يقول لها جودي لا تهجريني
ولان المرأة رقيقة ناعمة تجرح عفتها الكلمة الخارجة
ولانه يخاف على محبوبته من لسان الناس .. سارع الشاعر ليبين هذا الجود
فقال
ولو بالطيف زوريني
الله .... ولو بالطيف زوريني
لم يطلب منها ان تزوره بشقه .. او يشوفها بشارع ..
اويلتقي معها في مكان خال عن الناس
وانما طلب منها الجود ان تأتيه بالطيف
ولم يقل
ولو بالنوم زوريني
لان النوم قد يفهم منه امور مخجلة ...
واختار هذا الشاعر الرقيق الرائع كلمة الطي
انتظر من فضلك هناك بقية