المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنعلم أبناءنا حب نبينا صلى الله عليه وسلم



ammari77
25-04-2005, 05:05 AM
لنعلم أبناءنا حب نبينا صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين" سورة آل عمران: 31-32.
اللهم صل وسلم تسليما كثيرا على محمد وآله وصحبه الذي جعلت طاعته من طاعتك، وبيعته من بيعتك، ومحبته من محبتك، عبدك ونبيك ورسولك ومصطفاك من خلقك، العروى الوثقى وثق كتابك الذي أنزلت، الحبل الممدود بينك وبين أحبابك وأصفيائك وأوليائك سندا متصلا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي عن ابن عباس: "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي". وقال صلى الله عليه وسلم: "من أحبني فقد أحب الله، ومن أطاعني فقد أطاع الله".
في هذه الأيام الربيعية المباركة تظللنا ذكرى جليلة عظيمة ذكرى المولد النبوي الشريف، وحيث أن المسلمين يتخذون هذه المناسبة فرصة للحديث عن السيرة النبوية العطرة الحبلى بالدروس والعبر، فإننا نتخذها بحول الله مناسبة وأيما مناسبة لنعلم فيها فلذات أكبادنا محبة نبينا صلى الله عليه وسلم، ونربط قلوبهم بسيرة المصطفى لتكون نبراسا ينير لهم الطريق، ومنهاجا يسيرون عليه في دروب الحياة ويتمثلونه في جميع أعماهم وأقوالهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، فالرسول صلى الله عليه وسلم أحسن قدوة لهذه الأمة، كان كذلك لأصحابه رضي الله عنهم وسيضل قدوة هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قال الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" سورة الأحزاب: 21.
نعم، ليت كل الأمهات والآباء يجتمعون إلى أبنائهم في هذه المناسبة ويجلسون إليهم جلسة حب ومودة وشوق حول مائدة الحبيب صلى الله عليه وسلم، يتعرفون على أخلاقه الفاضلة وشمائله الكاملة ومزاياه التي ميزه الله تعالى بها فجعله سيد الخلق أجمعين، يتدارسون سيرته العطرة بكل تفاصيلها مدارسة تشد الأبناء شغفا إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم، وتزيدهم شوقا وحبا لمعرفة أعمق وأقرب بتفاصيل حياته منذ كان جنينا مباركا في بطن أمه إلى أن وضعته ساجدا لله تعالى وقد استنار البيت من حوله وغمره الأنس والجمال، إلى أن استرضع في بادية بني سعد حيث حادثة شق صدره، إلى أن ذاق مرارة اليتم مرتين بفقدانه أمه وجده، وما كان من نشأته طاهرا مطهرا لا يسجد لصنم ولا يلتفت إلى لهو، ثم شهادة قريش له بحسن الخلق وتسميته بالصادق الأمين. وما كان من خروجه في تجارة خديجة والمعجزات التي رآها القوم في طريقهم ذهابا وإيابا، ثم زواجه من خديجة سيدة نساء قريش التي فضلته على سادات مكة جميعا. وكيف استقبل صلى الله عليه وسلم بناته الأربع بنفس البشارة التي استقبل بها أبناءه في بيئة تنبذ البنات. ثم ما كان بعد ذلك من خلاف بين القبائل حول وضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة خلافا أدى بهم إلى اقتتال لم ينقذهم منه إلا حكمة الصادق الأمين وسداد رأيه...
نعرف أبناءنا بهذا الجانب المثير من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل الإسلام تمهيدا لمعرفة ما هو أكثر إثارة بعد البعثة.
ونستأنس الحديث ونستأنفه مع فلذات أكبادنا في الكلام عن عزلة الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء ونزول الوحي عليه لأول مرة، وكان أول ما نزل من القرآن "اقرأ باسم ربك الذي خلق" دلالة وإشارة إلى أن هذا الدين الحنيف دين قراءة وعلم وتعلم، وأن العلم أساس لمعرفة الله تعالى، وأن هذه المعرفة بدورها هي رأس المعرفة وهي التي تقوي الإيمان وتثبته في القلوب، وبها يصنع المؤمنون المعجزات في كل المجالات.
ولنعلم أبناءنا أن الله تعالى اصطفى محمدا واختاره على سائر الأنبياء والمرسلين، وجعله خاتمهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
وعن ابن عباس: "أنه كان نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام، يًسبح ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه. فلما خلق آدم ألقى ذلك النور في صلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأهبطني الله إلى الأرض في صلب آدم، وجعلني في صلب نوح، وقذف بي في صلب إبراهيم، ثم لم يزل الله تعالى ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطاهرة حتى أخرجني من أبوين لم يلتقيا على سفاح قط".
ولنعلم أبناءنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف بالطهر والصدق والأمانة بين الأعداء والأحباب منذ كان فتى إلى أن قبض الله روحه، فكان يلقب بالصادق الأمين.
وإن أعظم ما كان يتميز به الحبيب صلى الله عليه وسلم هو الرحمة، فمن أسمائه "نبي الرحمة"، "رسول الرحمة"، "الرحمة المهداة"...قال الله تعالى في حق نبيه الكريم: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "سورة الأنبياء:107، وقال عز وجل: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم" سورة التوبة128.
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الحاكم: " إنما أنا رحمة مهداة ".
إن أبلغ معاني الرحمة وأدقها كانت ملموسة في سلوك الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولم تقتصر رحمته على المسلمين بل شملت غيرهم من الكفار والحيوانات والجمادات أيضا، وبالرحمة كان يوصي دائما "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، "الراحمون يرحمهم الرحمن".
ولنتفكر مع أبنائنا في روايات كثيرة شاهدة على مقالنا، من ذلك قصة الجارية التي لقيت الرسول صلى الله عليه وسلم باكية لأنها أضاعت ثمن دقيق لأسيادها فدفع لها ثمن الدقيق، ولكنها استمرت تبكي خوفا من ضرب أسيادها لها فذهب معها إليهم وتحدث معهم في لطف ولين حتى سامحوها وعفوا عنها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل".
وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري أيضا: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد به العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلبَ من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسك بفيه فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: في كل ذات كبد رطبة أجر. وقال رجل: يا رسول الله إني لأذبح الشاة فأرحمها، فقال صلى الله عليه وسلم: والشاة إن رحمتها رحمك الله. قالها مرتين".
وخير ما نختم به جلستنا مع أبنائنا بعد أن شدت القلوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلقت الأرواح بجنابه، التواصي باتباع سنته وإحيائها وإظهارها بالقول والعمل وانتهاج منهاجه النبوي الصافي في الأمور كلها، ولنا بذلك بشرى الحبيب صلى الله عليه وسلم: " من أحيى سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة " حديث رواه الترمذي.
اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب من ينفعنا حبه عندك. والحمد لله رب العالمين.

الجنرال Jackal
25-04-2005, 05:15 AM
جزاك الله كل خير ........
اسأل الله لنا ان يقذف فى قلوبنا حبه وحب من احبه وكل فعل يقربنا الى حبه ...
وحب رسوله الكريم وان يحبنا الرسول الكريم .....
اللهم ءامين ......