alka2ed_saddam
01-05-2005, 07:17 PM
استهداف قصة المارينز بعد استهداف المارينز انفسهم
منْ يستهدف الحلاقين في بغداد؟
الحلاقون يختفون عن المشهد في بعض مناطق بغداد بعد موجات اغتيالهم، والسبب قد يكون مرتبطا بـ'قصة' المارينز.
ميدل ايست اونلاين
بغداد – من إياد الدليمي
لم يكن حكمت العزاوي يتوقع أن يأتي عليه اليوم الذي يغلق فيه محله، فهو ليس بالسياسي ولا من الذين ينتمون إلى أحد الأحزاب، وليست له أية علاقة، من قريب أو بعيد بما يجري على الساحة العراقية من تجاذبات حادة، وبالكاد يستمع إلى نشرة الأخبار.
فحكمت العزاوي مجرد حلاق، تعلم المهنة منذ ما يقارب عشرة أعوام، وأتقنها خلال تلك الفترة، وصار يمتلك واحداً من أشهر صالونات الحلاقة في منطقة حي أور، شرقي العاصمة بغداد، إلاّ أنّ عمليات الاغتيال امتدت هذه المرة لتصل إلى أصحاب هذه المهنة، ما اضطرهم إلى إغلاق محلاتهم، والانتظار في بيوتهم إلى أن تنجلي هذه الهجمة الدامية، التي تستهدفهم، دون أن يعرفوا سبباً واحداً من دواعيها.
فقد شهدت مدينة الشعب وبعض المناطق القريبة منها، شمال شرقي العاصمة بغداد، حالات اغتيال للحلاقين، أدت، بحسب مصادر الشرطة في المدينة، إلى مقتل ستة منهم، خلال الأيام القليلة الماضية، ما دفع جميع الحلاقين في تلك المناطق إلى إغلاق محلاتهم.
وبوصفه أحد أصحاب صالونات الحلاقة؛ يرى العزاوي أنّ الأسباب، التي تقف وراء تلك العمليات غير معروفة، "فمحال الحلاقة ليس لها أي ارتباط بالسياسة أو بالأحزاب، ونحن نمارس هذه المهنة منذ أعوام، ولم يسبق أن قام أحد بتهديدنا، لأننا بعيدون عن كل أسباب الصراعات الدائرة في البلد".
إلاّ أنّ الوضع بات مختلفاً، في هذه الأيام، وهو ما يلاحظه العزاوي أيضاً، الذي مضى إلى القول "قام أناس مجهولون، خلال أقل من يومين، بقتل 13 من أصحاب محلات الحلاقة، فلم يكن لنا من بد من أن نغلق محلاتنا، ونجلس ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة".
ورغم هذه الشكاوى؛ فإنّ الواضح أنّ موجة استهداف الحلاقين في مدينة الشعب، ليست هي الأولى من نوعها على المستوى العراقي، فقد قامت مجموعة مجهولة باستهداف الحلاقين في مناطق الدورة والسيدية، الواقعة إلى الجنوب من بغداد، قبل نحو ستة أشهر.
وما زالت الأسباب التي تقف وراء هذا الاستهداف الغريب من نوعه غير معروفة، فبعضهم ألقى بتبعية تلك الأعمال على السلفيين، الذين يرفضون وينكرون على الحلاقين قيامهم بحلق اللحية، أو لأنهم يقومون بحلاقة الشعر على طريقة ما يُعرف في بغداد بـ"الحفر"، والتي هي في أساسها محاولة للتشبه بطريقة حلاقة شعر جنود مشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، الذين باتوا حاضرين بقوة في العراق المحتل اليوم.
غير أنّ مصادر في الجماعة السلفية نفت أن تكون لدى الجماعة مثل هذه التصرفات، وأرجعت تلك العمليات إلى عناصر تابعة لبعض الأحزاب السياسية، التي تحاول أن تؤلب الناس ضد السلفيين، على حد زعم تلك المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها.
وتؤكد تلك المصادر أنّ منهج الجماعة السلفية في العراق لا يقوم على أساس محاربة الناس، حتى وإن كانوا "يختلفون معنا في الفكر والعقيدة والتصرف بهذه الطريقة، إنّ ما يجري في الساحة العراقية هي محاولة لتأليب الناس ضدنا، وخاصة من بعض الأطراف الشيعية، التي جاءت من الخارج"، على حد تعبيرها.
وتستشهد تلك المصادر بالمناطق التي يسيطر عليها عناصر المقاومة العراقية في العديد من مناطق العراق، مشددة على أنه "لم يجر هناك استهداف لمحل حلاقة، ولم يُستهدف مدني بريء، أليس الأوْلى أن تقوم هذه الجماعات بمحاربة تلك المظاهر في المناطق التي تسيطر عليها؟"، وفق حجة تلك المصادر.
وأيا كانت الخلفيات الحقيقية؛ فإنّ الحوادث، التي استهدفت الحلاقين في مدينة الشعب، قد أسفرت عن بروز أزمة ضاغطة في هذه المهنة، فقد أغلقت كافة محلات الحلاقة أبوابها، واضطر العديد من أبناء المنطقة إلى التوجه إلى مناطق بعيدة، داخل العاصمة بغداد، من أجل حلاقة شعرهم، كما يقول محمد الطائي.
ويضيف الطائي قائلا "لقد بقيت أكثر من ساعة، وأنا أبحث عن محل حلاقة في مدينة الشعب، دون أن أجد محلاً واحداً مفتوحاً. لم أكن أعرف السبب في البداية، غير أنّ صاحب محل قريب من محل حلاقة أخبرني بقضية استهداف الحلاقين من قبل المسلحين"، وفق قوله.
وقد جاءت عمليات اغتيال الحلاقين في مدينة الشعب متزامنة تماماً مع عمليات استهداف أربعة من المصلين في المساجد السنية في المدينة، بالإضافة إلى عملية اغتيال الشيخ عبد المؤمن عبد الجبار، عضو هيئة علماء المسلمين، الأمر الذي دفع ببعض المراقبين إلى الربط بين العمليتين.
فالهدف من ذلك، كما يشير المراقبون، هو محاولة طمس ما تُرى على أنها "عمليات اغتيال طائفي" بعمليات اغتيال من هذا النوع، تستهدف أصحاب المهن، ما يعني أنّ الفاعل ربما يكون واحداً، وفق تقديرات بعض المراقبين في الساحة، كما أنّ تلك العمليات جاءت في وقت يعاني فيه العراق من احتقان في المشهد السياسي، بسبب التأخر الذي شهده إعلان الحكومة، بالإضافة إلى الاحتقان الطائفي الناتج عن استهداف مساجد سنية وحسينيات شيعية.
وما هو أكثر غرابة في الأمر؛ أنّ بعض أصحاب المحال أفادوا بأنهم، وبعد اغتيال الحلاقين، وجدوا في اليوم التالي أوراقاً أمام محلاتهم تقول إنّ الدور بعد الحلاقين سيكون على مكاتب بيع العقار، ومن بعدهم على أصحاب المحال التجارية، دون أن يحددوا في تلك الأوراق سبباً واحداً لعمليات استهداف هؤلاء المدنيين، من أصحاب الحرف والمهن. وكعادتها في كثير من هذه الحالات؛ فقد وقفت الشرطة العراقية عاجزة عن إيجاد أيّ دليل يقود إلى الفاعلين، وكما هو الحال في أغلب العمليات، التي يتم فيها اغتيال المدنيين؛ فقد قُيِّدت تلك العمليات ضد مجهول، ما دفع كثيراً من أصحاب المحلات إلى التفكير الجدي ببيع محلاتهم، والتحوّل إلى منطقة عمل أخرى، على أمل استئناف حياة مهنية هادئة فيها. (قدس برس)
منْ يستهدف الحلاقين في بغداد؟
الحلاقون يختفون عن المشهد في بعض مناطق بغداد بعد موجات اغتيالهم، والسبب قد يكون مرتبطا بـ'قصة' المارينز.
ميدل ايست اونلاين
بغداد – من إياد الدليمي
لم يكن حكمت العزاوي يتوقع أن يأتي عليه اليوم الذي يغلق فيه محله، فهو ليس بالسياسي ولا من الذين ينتمون إلى أحد الأحزاب، وليست له أية علاقة، من قريب أو بعيد بما يجري على الساحة العراقية من تجاذبات حادة، وبالكاد يستمع إلى نشرة الأخبار.
فحكمت العزاوي مجرد حلاق، تعلم المهنة منذ ما يقارب عشرة أعوام، وأتقنها خلال تلك الفترة، وصار يمتلك واحداً من أشهر صالونات الحلاقة في منطقة حي أور، شرقي العاصمة بغداد، إلاّ أنّ عمليات الاغتيال امتدت هذه المرة لتصل إلى أصحاب هذه المهنة، ما اضطرهم إلى إغلاق محلاتهم، والانتظار في بيوتهم إلى أن تنجلي هذه الهجمة الدامية، التي تستهدفهم، دون أن يعرفوا سبباً واحداً من دواعيها.
فقد شهدت مدينة الشعب وبعض المناطق القريبة منها، شمال شرقي العاصمة بغداد، حالات اغتيال للحلاقين، أدت، بحسب مصادر الشرطة في المدينة، إلى مقتل ستة منهم، خلال الأيام القليلة الماضية، ما دفع جميع الحلاقين في تلك المناطق إلى إغلاق محلاتهم.
وبوصفه أحد أصحاب صالونات الحلاقة؛ يرى العزاوي أنّ الأسباب، التي تقف وراء تلك العمليات غير معروفة، "فمحال الحلاقة ليس لها أي ارتباط بالسياسة أو بالأحزاب، ونحن نمارس هذه المهنة منذ أعوام، ولم يسبق أن قام أحد بتهديدنا، لأننا بعيدون عن كل أسباب الصراعات الدائرة في البلد".
إلاّ أنّ الوضع بات مختلفاً، في هذه الأيام، وهو ما يلاحظه العزاوي أيضاً، الذي مضى إلى القول "قام أناس مجهولون، خلال أقل من يومين، بقتل 13 من أصحاب محلات الحلاقة، فلم يكن لنا من بد من أن نغلق محلاتنا، ونجلس ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة".
ورغم هذه الشكاوى؛ فإنّ الواضح أنّ موجة استهداف الحلاقين في مدينة الشعب، ليست هي الأولى من نوعها على المستوى العراقي، فقد قامت مجموعة مجهولة باستهداف الحلاقين في مناطق الدورة والسيدية، الواقعة إلى الجنوب من بغداد، قبل نحو ستة أشهر.
وما زالت الأسباب التي تقف وراء هذا الاستهداف الغريب من نوعه غير معروفة، فبعضهم ألقى بتبعية تلك الأعمال على السلفيين، الذين يرفضون وينكرون على الحلاقين قيامهم بحلق اللحية، أو لأنهم يقومون بحلاقة الشعر على طريقة ما يُعرف في بغداد بـ"الحفر"، والتي هي في أساسها محاولة للتشبه بطريقة حلاقة شعر جنود مشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، الذين باتوا حاضرين بقوة في العراق المحتل اليوم.
غير أنّ مصادر في الجماعة السلفية نفت أن تكون لدى الجماعة مثل هذه التصرفات، وأرجعت تلك العمليات إلى عناصر تابعة لبعض الأحزاب السياسية، التي تحاول أن تؤلب الناس ضد السلفيين، على حد زعم تلك المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها.
وتؤكد تلك المصادر أنّ منهج الجماعة السلفية في العراق لا يقوم على أساس محاربة الناس، حتى وإن كانوا "يختلفون معنا في الفكر والعقيدة والتصرف بهذه الطريقة، إنّ ما يجري في الساحة العراقية هي محاولة لتأليب الناس ضدنا، وخاصة من بعض الأطراف الشيعية، التي جاءت من الخارج"، على حد تعبيرها.
وتستشهد تلك المصادر بالمناطق التي يسيطر عليها عناصر المقاومة العراقية في العديد من مناطق العراق، مشددة على أنه "لم يجر هناك استهداف لمحل حلاقة، ولم يُستهدف مدني بريء، أليس الأوْلى أن تقوم هذه الجماعات بمحاربة تلك المظاهر في المناطق التي تسيطر عليها؟"، وفق حجة تلك المصادر.
وأيا كانت الخلفيات الحقيقية؛ فإنّ الحوادث، التي استهدفت الحلاقين في مدينة الشعب، قد أسفرت عن بروز أزمة ضاغطة في هذه المهنة، فقد أغلقت كافة محلات الحلاقة أبوابها، واضطر العديد من أبناء المنطقة إلى التوجه إلى مناطق بعيدة، داخل العاصمة بغداد، من أجل حلاقة شعرهم، كما يقول محمد الطائي.
ويضيف الطائي قائلا "لقد بقيت أكثر من ساعة، وأنا أبحث عن محل حلاقة في مدينة الشعب، دون أن أجد محلاً واحداً مفتوحاً. لم أكن أعرف السبب في البداية، غير أنّ صاحب محل قريب من محل حلاقة أخبرني بقضية استهداف الحلاقين من قبل المسلحين"، وفق قوله.
وقد جاءت عمليات اغتيال الحلاقين في مدينة الشعب متزامنة تماماً مع عمليات استهداف أربعة من المصلين في المساجد السنية في المدينة، بالإضافة إلى عملية اغتيال الشيخ عبد المؤمن عبد الجبار، عضو هيئة علماء المسلمين، الأمر الذي دفع ببعض المراقبين إلى الربط بين العمليتين.
فالهدف من ذلك، كما يشير المراقبون، هو محاولة طمس ما تُرى على أنها "عمليات اغتيال طائفي" بعمليات اغتيال من هذا النوع، تستهدف أصحاب المهن، ما يعني أنّ الفاعل ربما يكون واحداً، وفق تقديرات بعض المراقبين في الساحة، كما أنّ تلك العمليات جاءت في وقت يعاني فيه العراق من احتقان في المشهد السياسي، بسبب التأخر الذي شهده إعلان الحكومة، بالإضافة إلى الاحتقان الطائفي الناتج عن استهداف مساجد سنية وحسينيات شيعية.
وما هو أكثر غرابة في الأمر؛ أنّ بعض أصحاب المحال أفادوا بأنهم، وبعد اغتيال الحلاقين، وجدوا في اليوم التالي أوراقاً أمام محلاتهم تقول إنّ الدور بعد الحلاقين سيكون على مكاتب بيع العقار، ومن بعدهم على أصحاب المحال التجارية، دون أن يحددوا في تلك الأوراق سبباً واحداً لعمليات استهداف هؤلاء المدنيين، من أصحاب الحرف والمهن. وكعادتها في كثير من هذه الحالات؛ فقد وقفت الشرطة العراقية عاجزة عن إيجاد أيّ دليل يقود إلى الفاعلين، وكما هو الحال في أغلب العمليات، التي يتم فيها اغتيال المدنيين؛ فقد قُيِّدت تلك العمليات ضد مجهول، ما دفع كثيراً من أصحاب المحلات إلى التفكير الجدي ببيع محلاتهم، والتحوّل إلى منطقة عمل أخرى، على أمل استئناف حياة مهنية هادئة فيها. (قدس برس)