المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية اكاديمي اميركي: بوش يسعى لاستبدال نظام البعث القومي في سورية



سهم الاسلام
11-05-2005, 12:56 AM
اكاديمي اميركي: بوش يسعى لاستبدال نظام البعث القومي في سورية

ويكشف عن شروط عودة سكوبي الى دمشق

أكد رئيس قسم الدراسات العربية في جامعة جورج تاون الأميركية البروفيسور مايكل هدسون أن "واشنطن ترى في القومية العربية تهديداً لمصالحها، ولذلك هي تشجع الأنظمة غير القومية، وترفض التعامل مع العرب ككتلة متجانسة"،



وقال إن "هدف الادارة الأميركية الحالية، هو تغيير النظام القومي في سورية"، موضحا أن "عودة السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي إلى دمشق، مرتبط بإصلاح شامل على جميع الجبهات الداخلية والخارجية".

وأشار الأكاديمي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط خلال محاضرة ألقاها اليوم الثلاثاء في "الجمعية السورية للعلاقات العامة" في دمشق إن "المنطقة تمر بمرحلة انتقالية تتسم بوجود توتر وقلق على جميع الأصعدة مع توفر هناك إمكانية للتغيير"، موضحا ان "عملية إصلاح تحدث في جميع المجالات، فقد حدثت مجموعة تغيرات في لبنان، وهناك جهد لإنشاء حكومة جديدة في العراق، وشهدنا حركة صغيرة باتجاه اللبرلة في مصر، وكذلك شيئاً مشابهاً في الأراضي الفلسطينية".

وقال: "لاحظت وجود حركة من المجتمع المدني والأهلي، سعيا باتجاه المشاركة في القرار السياسي، وحتى في سورية بات الناس يطالبون بذلك، ونحن ندرك أن المنظومة السياسية والاقتصادية لابد وأن تنفتح من أجل تحسين آلية اتخاذ القرار".

وتحدث هدسون عن سقف المطالب الأميركية من سورية وقال: "تقول الرواية الرسمية التي سمعتها من السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي أن لدى الولايات المتحدة الكثير من الاعتراضات للتوجهات السورية مثل دعم "حزب الله" والوجود السابق في لبنان، واستضافة جماعات إسلامية فلسطينية مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وجماعات أخرى، وبالنسبة للموضوع العراقي قام السوريون بشيء لكنه غير كافي".

وأضاف: "ربما تريد الإدارة الأميركية الترويج للتغيير في سورية، لكن رأي السفيرة سكوبي أنه إذا قامت سورية بإصلاحات على كافة الجبهات يمكن أن تعود إلى دمشق"، مؤكدا أن "المهم في الحالة السورية، حسب رأي الاستراتيجيين الأميركيين، ليس أن تكون علمانية أو ديموقراطية، وانما تجاوز مشكلة أنها تتبنى الفكرة القومية العربية، وبالتالي لابد من تغيير النظام، لكي يحل محله نظام غير قومي".

وقال "يرى هؤلاء أن المشكلة هي القومية العربية لأنها معادية لإسرائيل وأميركا، ولا تريد أميركا التعامل مع العرب ككتلة متجانسة، وفي نظر الإدارة الأميركية فإن الاصلاحات الديمقراطية، ستغير الأنظمة المعادية لاسرائيل وأميركا، بأنظمة أخرى، وعلى اساس ذلك شجعت الولايات المتحدة الأنظمة غير القومية، وهي تطرح الآن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يضم دولا عربية وغير عربية"، معتبرا أن "ما حصل في العراق اخيرا، وفصل سورية عن لبنان، يصب في هذا السياق".

ولخص هدسون رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش والمحافظين الجدد تجاه الشرق الاوسط، وقال "إنهم يسعون إلى تحويل المنطقة إلى ديموقراطية وليبرالية، والرئيس بوش يقول إن جميع الناس تواقين للحرية، ولا يريدون أن يحكموا من قبل ديكتاتوريات وأنظمة شمولية، معتبرا (بوش) الشرق الأوسط الكبير والمنطقة العربية، تتميز بوجود الحكم الديكتاتوري والأنظمة الشمولية".

ويعتقد الرئيس بوش، حسب تعبير هدسون، انه "عندما تقمع الأنظمة الشمولية الناس، فإنهم يتوجهون للإرهاب، ويوجهونه باتجاه الولايات المتحدة، والحكومات المتحالفة معها، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة، بصفتها أكبر قوة في العالم، لابد وأن تقوم بتحويل الأنظمة الشمولية إلى أنظمة ديموقراطية لأن ذلك اضمن للأمن الأميركي".

واكد هدسون ان أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من حرب على الإرهاب، ادرت إلى تسريع هذه الخطوات فاحتلت اميركا أفغانستان وغيرت نظام طالبان، ثم قامت قواتها بغزو العراق وتغيير النظام فيه بحجة تدمير أسلحة الدمار الشامل، وعندما اتضح عدم صحة ذلك، قالت إن النظام العراقي السابق ربما كان يدعم تنظيم القاعدة، وعندما اتضحت عدم مصداقية ذلك، تغيرت التبريرات إلى القول بأن الهدف هو جلب الديموقراطية للعراق".

واعتبر هدسون أن الرئيس بوش "بات أكثر شجاعة في طرح موضوع الديموقراطية بعد الانتخابات العراقية التي شكلت نجاحاً كبيراً وستقود على إصلاحات في عموم المنطقة" وذلك بالتزامن مع "الانتخابات الفلسطينية وحركة "كفاية" في مصر والتغييرات في لبنان، وأصبح موضوع تحويل المنطقة إلى أكثر ديموقراطية يتردد أكثر من قبل في حديثه".

وتحدث هدسون عن الجوانب السلبية في السياسة الأميركية فقال: "أعتقد أنه يوجد شيء من التناقض عندما نتحدث عن السياسة الأميركية في المنطقة، فنحن نعلم أن الولايات المتحدة مكروهة من قبل شعوب المنطقة حسب استطلاعات الرأي، وهذه الشعوب أكثر غضباً وعدوانية اتجاه أميركا"، واضاف: "عندما نـتساءل لماذا هم غاضبون؟ نعلم أن السبب ليس لأنهم يكرهون قيمنا، فشعوب المنطقة تحب الثقافة الأميركية ويقبلون على الماكدونالد والبيتزاهت وموسيقى البوب والسينما، ولكنهم يكرهون تحديداً سياسات أميركية محددة اتبعتها الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر".

وقال: "أهم شيء يكرهونه الدعم غير المتوازن لإسرائيل على الرغم من تصريحات الرئيس بوش بدعم إقامة الدولة الفلسطينية". مشيرا إلى أن الانتخابات "لم تعط شرعية حتى الآن للحكومة العراقية الحالية".

وتحدث هدسون عن سبب آخر لكره الولايات المتحدة، وهو "الإجراءات التمييزية ضد العرب والمسلمين في الولابات المتحدة، مثل القوانين التي تخضعهم للاعتقال والتحقيق والتفتيش رغم عراقة الولايات المتحدة بالديمقراطية".

ولفت هدسون إلى ابرز التحديات التي تواجه الاصلاحات في المنطقة العربية وهو أن "الشعوب العربية تريد الاصلاحات وتطالب بها، لكنها اكتشفت أن الرئيس الأميركي يريد الشيء نفسه، وهذا يضع الإصلاحيين في مأزق، لان الناس يكرهون المرسل، فكيف بهم يقبلون الرسالة؟".

واضاف: "آمل أن الحركة باتجاه الإصلاح الداخلي أن تنجح وان تبقى بمنأى عن السياسة الأميركية"، مؤكدا وجود" تناقضات تشوب السياسة الأميركية فيما يتعلق بهذه المنطقة لأن الإدارة الأميركية منظومة واسعة ولها ملحقات كثيرة، فهناك جزء من الإدارة الأميركية صادقون في موضوع الاصلاح، ولكن هناك جزء غير مهتمون بذلك".

وذكر الاكاديمي الاميركي: "ستجدون في بعض الوكالات والمؤسسات التابعة للحكومة وأعضاء في الكونغرس ووزارة الخارجية ورجال إعلام يؤمنون بحاجة المنطقة إلى الخلاص من الأنظمة الشمولية ومعظم هذه المؤسسات تمنح دعماً مالياً للمنظمات غير الحكومية في المنطقة، أما مجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع (البنتاغون) والمحافظون الجدد، فيعتبرون أن هدف الإدارة الأميركية يجب أن يتركز على محاربة الإرهاب أولاً ثم يأتي بالدرجة الثانية موضوع الإصلاح".


جانبلات شكاي - سيريانيوز
2005-05-10