المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ســرعة الضـوء أم سـرعة الخرافة ؟



Ceaser
11-05-2005, 02:25 AM
يفترض في العقل المسلم أن لديه الحصانة من تقبل الخرافة والإيمان بها؛ لأن القرآن أرسى أسس النظام المعرفي الذي يعتمد على الحقيقة والبرهان.
( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[البقرة:111]، فهو يؤمن بالحس, وما دلت عليه التجربة والملاحظة الصادقة، ويؤمن بالعقل ونتائجه المتجردة عن الهوى، ويؤمن بحقائق الوحي المنـزل.
والبرهان عنده إما مادي أو عقلي أو غيبي رباني.
وهذا ظاهر في قوله سبحانه : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[النحل:78]، فحدد مصادر العلم التي يرتفع بها الإنسان عن دائرة الجهالة بهذه الثلاثة.
وقال سبحانه: (و لا تقف ما ليس لك به علم إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[الإسراء:36]، فنهى عن اتباع ما لا دليل عليه، وحدد طرق الاستدلال.
فالسمع طريق الوحي، والبصر طريق الحس ومثاله، والفؤاد طريق التعقل والإدراك.
وبهذا المنهج تجاوز المسلمون ظلمات الجاهلية الأولى، وصاروا أئمة الركب وقادة الحضارة.
ولم يكن عندهم تناقض بين العقلية العلمية المحضة، وبين الروح الربانية المؤمنة؛ بل هذا عندهم كمال الانسجام والتوافق وتحقيق الإنسانية في أفضل مقاماتها.
بيد أن حال المسلمين اليوم مثار شفقة، فثمة انقطاع عن العلم الدنيوي الذي شهد تحولات هائلة وكشوفاً غير مسبوقة في كل الجوانب المادية، بل والإنسانية.
وتعيش المجتمعات الإسلامية تعلقاً بالخرافة وتداولاً لإنتاجاتها التي لا تفيد العقل إلا ضلالاً، ولا تزيد المجتمع إلا خبالاً.
وقد تداخلت عند بعضهم الأساطير والخرافات بعالم الغيب، فظنوا أن من نتائج الإيمان بالغيب سهولة التصديق بكل ما هو غير مألوف في العادة، فصارت نفوس بعضهم متهيئة لقبول ركيك الأخبار, ومنكر الروايات, ومستهجن الأقاويل؛ حتى إنك تنظر فتجد رصين العلم ونافعه يحتاج إلى معاناة وصبر ورباط حتى يصل إلى فئة من الناس.
بينما الخرافات والغرائب تنتشر بسرعة الضوء، بل لعلها معيار جديد لسرعة أشد.
كتب الشيخ محمد رشيد رضا –رحمه الله– عن وصية أحمد حامل مفاتيح الكعبة، ثم كتب الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله– رسالة خاصة حول هذه الخرافة، وكان ثمة من يعجب ويتساءل عن مدى الحاجة إلى مثل هذا البيان...
ثم إذا بمثل هذه الأكذوبة تطل برأسها علينا كل عام، وقد تحولت وسائل التقنية الحديثة إلى رديف مساند لسرعة تداول هذه الأوهام!!
فالإنترنت، والفضائيات، والجوال... وسواها كشفت عن هشاشة في نظام التلقي والتمحيص، وقابلية لتشرب المعاني المخالفة للشرع المجافية للعقل، لدى شريحة عريضة من دهماء الناس وبسطائهم.
وكم يعاني المصلحون من مدافعة أخبار كاذبة تنتشر كفيروسات مدمرة ولطيفة في الوقت ذاته، دون أجهزة حماية أو رفض!
فالمتدينون لهم أوهام يتناقلونها عن الأولياء, أو عن المهدوية, أو عن الساعة...
والمرضى أوهامهم تتعلق بنتائج فورية خيالية, لوصفة سحرية, ربما كانت مثار سخرية مما لا يخطر على البال، ولا جاء به كتاب منزل، ولا شهد به علم صحيح.
والزوجات أوهامهن تدور حول الصرف والعطف والسحر والجن والأحجبة والأحلام...
وبدأت أحلام الثراء تراود قوماً بوسيط من الجن يكشف لهم عن الكنوز والخزائن، أو وسيط من الإنس يخادعهم عن أموالهم بوعود يسيل لها اللعاب.
والعامة لا جلد لهم على فهم، ولا صبر على علم، ولا تربية على عقل وأناة؛ فالاهتمام يدور حول الأحدث والأغرب من المجريات والأقاويل والأخبار... حتى إنه ربما حضر مجلساً أو سمع موعظة فلم يعلق بفهم منها إلا ما كان غريباً شاذاً ، أو قرأ جريدة أو مجلة فدار همُّه على ما هو أقل عائدة وفائدة وجدوى، ولكنه محل للإفاضة في الحديث والقيل ولفت لنظر السامعين والتصدر في المجلس.
بينما نجد التوجيه الإلهي (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)[الزمر:18]، وفي الأثر عند أحمد وابن ماجه والبيهقي وغيرهم " مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ ثُمَّ لاَ يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ بِشَرِّ مَا يَسْمَعُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا فَقَالَ: يَا رَاعِى أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ. قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا. فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَم"!! والحديث لا يصح مرفوعاً.
ولا يطلْ عجبك أن ترى عالماً بارعاً يوظف قدراته العقلية توظيفاً جيداً في مجال تخصصه الدنيوي، ثم تراه في مجلس آخر مطرقاً ينتظر قدوم الخضر-عليه السلام- أو خروج أحد الصحابة، أو أحد الأنبياء عليهم السلام ليشاركهم المجلس .. وتتساءل هنا كيف تجاورت في هذا الوعاء نجاحات العقل البشري وإخفاقاته؟
وهل إيمان المسلم بغيب لا يخضع للتجربة وقوانين المادة يجعله في حِلٍّ من التـزام الضوابط السليمة في القبول والرد؟
وترك الفرصة للخرافة تعيث في حياة الناس هو هدر للطاقات العقلية، وتغييب للقوى الفكرية، وتشويه لصورة الإسلام؛ فالخرافة تسبب فقدان الثقة التي هي دافع قوي للتزود من العلم والبحث والاختراع والإبداع.
إن الخرافة تأوي إلى البيوت الخربة وتتكاثر فيها وتنمو كما تنمو الأشواك حيث القوى النفسية الهامدة والعقول المهزومة الواهنة.
إنه لا احترام للخرافة في المجتمعات المحترمة.
إن إصلاح مناهج التفكير والنظر، ومناهج السلوك والتربية بات أولوية لا غنى عنها لكل من يحمل همّ الأمة، ويجب ألا تصرفنا عنه الصوارف والمجريات؛ بل حري أن يكون هو الأساس لمعالجة المجريات والقضايا التفصيلية الحادثة.

سلمان بن فهد العودة 28/3/1426

رابط المقال (http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_content.cfm?id=64&catid=38&artid=5578)

ibn_alqalam
11-05-2005, 05:26 AM
جميـــــــــــــل

في رائيي ان تعاطي الخرافات والاساطير ليس دخيلا على المجتمع الاسلامي, فقد ورثناه من ماضينا الوثني, عربيا كان او فارسي او اسيري او بابلي او قبطي, الخ. مع ان الله زود كل اّدمي بالعقل, الا ان استخدامه والاستعانة به هي في الواقع هبة موهوبة لاقلية قليلة من المفكرين وطلبة علم. كل مجتمع يحتوي على فئة صغيرة تعمل كورش فكرية مسئولة عن انتاج خرائط البناء الاجتماعي والمواد الخام العقلية, والبقية من اغلبية المجتمع ما هي الا اّلات صماء وسواعد عاملة تستهلك افكار الاقلية وتطبقه بالحرف.

في المجتمعات البدائية, كانت الحكاية وتأويل الاساطير ليست متعة و نشاط تلاحم بين الافراد فقط, بل وسيلة للموعظة وتلقين العامة وتعريفهم بمايجب عليهم معرفتهم. لذا نجد معظم الاساطير عند الشعوب تعلمهم عن ماضيهم, فكل مجتمع لديه قصة عن بداية الكون وعن اّبائه وسلفه وما مرو به. هذه الاساطير تخبرهم عن مخاطر الجفاف, واهمية الزراعة والحصاد ومراعاة الوقت, وقيم العبادة, وتعرفهم باراضيهم الاصلية اذا ما هاجرو, وتحذرهم عن اعدائهم من القبائل المجاورة او مخاطر طبيعية يشكلها حيوان مفترس في بيئتهم.

مع ان الانسان تطور وترك القرى الزراعية او خيام القبائل الصحراوية وهاجر الى المدن, الا ان غريزة الاسطورة تلك بقت معه ولازالت تراوده. بالفعل, مع ان الانسان العربي اصبح مدنيا ولم يعد يجلس حول نار في العشية مع عائلته وجيرانه لاستماع القصص, الا انه يتلقى تلك القصص واكثر من اناس يدعون العلم بالدين, الدين الذي يقدس العربي ولا يجروء على تساؤله. في كل المجتمعات العربية, هناك شيوخ تتحدث عن عالم الغيب وكانه امامها. نسمع عن ادوية شعبية "استخدمها" النبي ولا نجروء على تفضيل الطب الغربي على دواء النبي. انا كدت اموت من الملاريا في طفولتي لان جدتي قررت علاجي بالقراّن والادعية بدلا من العقاقير الطبية. وحتى في رجولتي, كم تعرض لي احد اقربائي حين راّني اقراء عن هوايتي المفضلة, الفلسفة, ووعدني بعذاب محتوم اذا لم اتخل من تعقل الكفار ذلك وقال انه يجب ان نقراء كتابا واحد فقط, الا وهو كتاب الله!

قد يتبراء الشيخ سلمان العودة من مروجي الخرافات, الا انهم وبضائعهم يتنقلون فقط تحت ظل ورعاية الدين الذي هو اهل له.

ثم ان الانسان العربي لم يزداد تعقدا مما كان عليه قبل الف سنة. هو نفس القروي الذي ترب على ارتقاب علامات الساعة, ولازال يؤمن بان نجوم السماء شعوب كفرت بالله وارسلت الى السماء عقابا! لم يجعل الله من الكفار نجوم لامعة تضيء السماء وتزيدها جمالا؟ ولازال يؤمن بمس الشيطان واصابة العين الحاسد والسحر والتنجيم والارواح و و و

طبعا كل من استخدم عقله وتحدث ضد تلك الظواهر, ينال عقابه ويؤمر بالسكوت, او يقتل فورا بتهمة الكفر و الفكر (لاحظ تراقب الكلمتان) وهذا يحدث منذ الازل الى يومنا هذا.

شهداء_الأقصى
11-05-2005, 09:20 AM
جزاك الله خير على الموضوع
لدي تعقيب بسيط
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء قالوا يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين *
الفطره التي يولد عليها الانسان هي الفطره الاسلاميه وبعد ذلك الوسط الذي يعيش قيه هذا الانسان هو الذي يتحكم في تحديد كيفيه تفكيره وتقبله للامور المحيطه به
سأطرح مثال بسيط هنا رجل ملتحي بجلباب في مدينه نيويورك ونفس الرجل في قريه ريفيه
في نيويورك سيكون هذا الرجل موضع سخريه واستهزاء بينما في القريه سيتم تقبله فالمجتمع المدني غالبآ مجتمع غير حسي بتاتآ لذلك ترى الاحاسيس والمشاعر والاعتقادات تختلف باختلاف البيئه فالخرافه تنتشر في الفئات و المحيط الذي يهيأ لها سرعه الانتشار .
نهايتآ أغلب الدول العربيه والاسلاميه حاليآ التي سيكثر فيها السفور هي مجتمعات مدنيه وهذا من المداخل التي اعتقد ان التنصيريون يسعون اليه
تلخيصآ لما أردت ذكره هو أن الفطره تقل والخرافه تزيد وتنتشر أكثر في المجتمع المدني .

فان دام
11-05-2005, 11:38 AM
جزاك الله خير ..
وبارك الله فيك ..
وكلامك صحيح لاغبار عليه ..

ruff
18-05-2005, 10:53 AM
جزاك الله الف الف خير وزادك علما وحكمة وتقوى