~*~سحابة صيف~*~
11-05-2005, 03:58 PM
دفق قلم
البنات وتأخير الزواج
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
(http://<b><font%20face=/)
أم عبدالله، مُدِّرسةٌ قضتْ في مجال التعليم سنواتٍ عديدةً، وموجِّهةٌ قضتْ في مجال التوجيه سنواتٍ أخرى، ذات علاقات وطيدة مع الطالبات، ولها أسلوبها الخاص في مناقشتهن، والتعامل معهن، والتعاون - حسب قدرتها - معهنَّ في حلِّ كثير من مشكلاتهنَّ.
تؤكد أم عبدالله أنَّ السلوك الخلقي غير المستقيم ينتشر بين كثير من الطالبات، وأنَّ العلاقات المنحرفة التي تنتشر بينهن مع بعضهنَّ، وبينهن وبين بعض الشباب من جانب آخر تثير قلق العارف بها، المدرك لأبعادها، وتؤكد أم عبدالله أنها تدخل في مناقشات صريحة مع كثير من الفتيات اللاتي يثقن بها - وهن كثيرات - وأنَّ ذلك قد أتاح لها معرفة كثيرٍ من الأسباب المتعلِّقة بالمنزل، والأسرة، والمجتمع، والمدرسة، والصديقات، والفضائيات، والمجلات الخليعة، ومواقع الأنترنت، وغيرها من الجبهات الساخنة المفتوحة على أبنائنا وبناتنا، وكثير من الآباء والأمهات وصانعي القرار والمعلمين والمعلمات غافلون عن ذلك، لا يُلقون إليه بالاً ولا يُولونه اهتماماً.
قالت أم عبدالله - جزاها الله خيراً - ولقد تأكد لي من خلال ذلك كلِّه أنَّ تأخير زواج الفتاة سببٌ رئيسٌ مهمٌ من تلك الأسباب، فهو سيِّد أسباب الانحراف بلا منازع، وتؤكد أنَّ جميع مَنْ تتحدَّث إليهن من الفتيات - تقريباً - يشتكين من ذلك، ويصارحنها بأن أهلهنَّ يسيئون إليهن من حيث لا يشعرون، حينما يردُّون الصالحين من الخاطبين.. بحجج يظنّونها قوية، ونحن نرى أنها واهيةً لا قيمة لها، بل إننا نسخر من تلك الحجج حينما نبوح لبعضنا، وتقول أم عبدالله: إنَّ الفتيات ذكرن لها أنَّ من الحجج التي يسمعْنها على ألسنة أهلهنَّ لردِّ الخطباء ما يلي: أنها صغيرة ليست أهلاً للزواج، أنَّ الخاطب ليس من مستوانا الاجتماعي، أنه فقير ليس له مال كثير، أنه يسكن في منطقة أخرى بعيدة، أنَّه صغير لا يقدِّر معنى الحياة الزوجية، أن الفتاة تدرس ولا يريدون إشغالها عن الدراسة، أنَّ شكل الخاطب ليس على ما يرام، أنهم طلبوا منه صهراً كبيراً فلم يقبل فهو لا يصلح للزواج، أنَّ الفتاة قد سُمِّيت منذ الصغر لابن عمها أوخاله أو أحد أقاربها.. إلى غير ذلك من الأسباب والحجج التي تعطِّل زواج الفتيات.
تقول أم عبدالله: والله لقد لمست من الطالبات من معاني العتب الشديد على الأهل، والغضب الشديد من تعطيلهنَّ عن الزواج ما جعلني أشعر أنني أمام قضية اجتماعية خطيرة، بل إن بعض الطالبات قلن: إنا ضد دعاوى خروج المرأة من دائرة أخلاقها وقيمها وآدابها، ولكنَّ تعنُّت المجتمع معنا في موضوع الزَّواج ممن نريد، أو ممن يصلح للزواج من الشباب المتقدمين لنا، يجعلنا نستحسن - أحياناً - تلك الدعاوى معتقدات أنها ستخرجنا من الدائرة المغلقة التي أحاطتنا بها بعض العادات البالية والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وتؤكد أم عبدالله أنَّ انحراف كثير من الفتيات إنَّما هو احتجاجٌ على التعسُّف الذي يعانين منه في موضوع الزواج، وهو بمثابة الانتقام المغلَّف للنفس، وحينما تتحدث إلى الفتيات بأن هذا الأسلوب يدمرهنَّ ويدمِّر حياتهنَّ إلى الأبد، فالانحراف يقتل الإنسان، تجد معظمهنَّ يبكين بكاءً مرَّاً ويقُلْن: ماذا نصنع؟ هذا ما ترويه واحدةٌ من المربيات القريبات من الفتيات، فماذا نقول نحن، وبماذا نجيب وماذا نصنع؟!
إشارة
اللهم أبعد عن فتياتنا شبح الضياع.
http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/may/11/ln17.htm
البنات وتأخير الزواج
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
(http://<b><font%20face=/)
أم عبدالله، مُدِّرسةٌ قضتْ في مجال التعليم سنواتٍ عديدةً، وموجِّهةٌ قضتْ في مجال التوجيه سنواتٍ أخرى، ذات علاقات وطيدة مع الطالبات، ولها أسلوبها الخاص في مناقشتهن، والتعامل معهن، والتعاون - حسب قدرتها - معهنَّ في حلِّ كثير من مشكلاتهنَّ.
تؤكد أم عبدالله أنَّ السلوك الخلقي غير المستقيم ينتشر بين كثير من الطالبات، وأنَّ العلاقات المنحرفة التي تنتشر بينهن مع بعضهنَّ، وبينهن وبين بعض الشباب من جانب آخر تثير قلق العارف بها، المدرك لأبعادها، وتؤكد أم عبدالله أنها تدخل في مناقشات صريحة مع كثير من الفتيات اللاتي يثقن بها - وهن كثيرات - وأنَّ ذلك قد أتاح لها معرفة كثيرٍ من الأسباب المتعلِّقة بالمنزل، والأسرة، والمجتمع، والمدرسة، والصديقات، والفضائيات، والمجلات الخليعة، ومواقع الأنترنت، وغيرها من الجبهات الساخنة المفتوحة على أبنائنا وبناتنا، وكثير من الآباء والأمهات وصانعي القرار والمعلمين والمعلمات غافلون عن ذلك، لا يُلقون إليه بالاً ولا يُولونه اهتماماً.
قالت أم عبدالله - جزاها الله خيراً - ولقد تأكد لي من خلال ذلك كلِّه أنَّ تأخير زواج الفتاة سببٌ رئيسٌ مهمٌ من تلك الأسباب، فهو سيِّد أسباب الانحراف بلا منازع، وتؤكد أنَّ جميع مَنْ تتحدَّث إليهن من الفتيات - تقريباً - يشتكين من ذلك، ويصارحنها بأن أهلهنَّ يسيئون إليهن من حيث لا يشعرون، حينما يردُّون الصالحين من الخاطبين.. بحجج يظنّونها قوية، ونحن نرى أنها واهيةً لا قيمة لها، بل إننا نسخر من تلك الحجج حينما نبوح لبعضنا، وتقول أم عبدالله: إنَّ الفتيات ذكرن لها أنَّ من الحجج التي يسمعْنها على ألسنة أهلهنَّ لردِّ الخطباء ما يلي: أنها صغيرة ليست أهلاً للزواج، أنَّ الخاطب ليس من مستوانا الاجتماعي، أنه فقير ليس له مال كثير، أنه يسكن في منطقة أخرى بعيدة، أنَّه صغير لا يقدِّر معنى الحياة الزوجية، أن الفتاة تدرس ولا يريدون إشغالها عن الدراسة، أنَّ شكل الخاطب ليس على ما يرام، أنهم طلبوا منه صهراً كبيراً فلم يقبل فهو لا يصلح للزواج، أنَّ الفتاة قد سُمِّيت منذ الصغر لابن عمها أوخاله أو أحد أقاربها.. إلى غير ذلك من الأسباب والحجج التي تعطِّل زواج الفتيات.
تقول أم عبدالله: والله لقد لمست من الطالبات من معاني العتب الشديد على الأهل، والغضب الشديد من تعطيلهنَّ عن الزواج ما جعلني أشعر أنني أمام قضية اجتماعية خطيرة، بل إن بعض الطالبات قلن: إنا ضد دعاوى خروج المرأة من دائرة أخلاقها وقيمها وآدابها، ولكنَّ تعنُّت المجتمع معنا في موضوع الزَّواج ممن نريد، أو ممن يصلح للزواج من الشباب المتقدمين لنا، يجعلنا نستحسن - أحياناً - تلك الدعاوى معتقدات أنها ستخرجنا من الدائرة المغلقة التي أحاطتنا بها بعض العادات البالية والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وتؤكد أم عبدالله أنَّ انحراف كثير من الفتيات إنَّما هو احتجاجٌ على التعسُّف الذي يعانين منه في موضوع الزواج، وهو بمثابة الانتقام المغلَّف للنفس، وحينما تتحدث إلى الفتيات بأن هذا الأسلوب يدمرهنَّ ويدمِّر حياتهنَّ إلى الأبد، فالانحراف يقتل الإنسان، تجد معظمهنَّ يبكين بكاءً مرَّاً ويقُلْن: ماذا نصنع؟ هذا ما ترويه واحدةٌ من المربيات القريبات من الفتيات، فماذا نقول نحن، وبماذا نجيب وماذا نصنع؟!
إشارة
اللهم أبعد عن فتياتنا شبح الضياع.
http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/may/11/ln17.htm